"الفصل الرابع والثلاثون"

5.8K 134 1
                                    

رفع مناف ذراعه وأحتضنها من الجنب:أطلق من تقعد جنبي
أبتسمت له بحباً واضح ومن ثم همست:ياجعلني ما أبكيك يا أبـوي الثاني
شرب أنـس كوب الشاي دفعه واحده وهو ينظر إليهم لم يكن يوماً بهذا القرب من خواته لم يأبه إليهنّ عكس أخيه مناف رغم غيابه لبضع سنوات إلا أنه مازال صاحب القلب الحنون والأقرب إليهنّ:ترانـي بشر ما أعض ولا آكل
ضحك مناف بقهقهه وهو يحتضنهنّ:اللهم لا حسد وش تبي من حبيبات المناف
أبتسمت أمل وهي تبعد ذراع مناف من كتفها ومن ثم وقفت وجلست بجانب أنـس:ولا تزعل تبي حضن تعال تعال
أمال برأسه وهمس لها:مانيب مزيونكِ الخفيف راعي الإحضان والبوس
توردت وجنتيها وضربته على صدره:سخــيف
هتف مناف وهو يلعب بحاجبه صعودا ونزولاً:الدنيا دواره لا تضحك عليه وترى سمعنا وش قلت يابو صوت صغير
أمسك أنس بالوسادة وألقاها عليه بمزح:خف علينا يالكابتن
هتفت أمل بحماس واضح:منافي أنس وش رايكم تتزوجوا أبي أفرح بعرس أخواني مب مثل عرس أسامة
تكدرت ملامحهُما الاثنين فـ مناف تذكر محبوبته التي اصبحت ملك أخيه وأنس تذكر عذبة الأوصاف التي رفضته شاركت أفنان الحديث بفرحـه:صح منافي وش رايك تتزوج أرجوان بنت عمي ناصر يأن جمالها يطيح الطير من السماء وتراها تليق فيك وحيل تناسبوا بعض
أمل بتأييد:صح أتفق منافي ماتليق عليك إلا أرجوان لو شفتها اليوم عذاااااااب وتمنيتها نصيبك والله
ضحك مناف على حماسهنّ وحديثهنّ عنها:تراها بحسبتكم وأعتبرها أختي الرابعه
هتفت أفنان بإعتراض:لاااا تكفى منافي لا تقولها يازينها كاملة والكمال لله جمال فله أخلاق كل شيء فيها يليق فيك يان شكلها اليوم يخقق
أنس الذي كان يستمع إليهن بعدم إستحسان:ماتستحون انتي وياها توصفون بنت ماتحل لنا
أفنان التزمت الصمت وأمل حكت حاجبها بإحراج:أسفين ماقصدنا وتراها بنت عمّنا مب وحده غريبه وإن شاءالله تكون نصيب منافي
نهض أنس من جانبهم وهتف بالامبالاه:تصبحون على خير كملوا وصف بنت الناصر وأبلشوا مناف فيها
كشرت أمل بعد مغادرته وحضنت معصم مناف:منافي وش قلت تكفى أخطبها
وكذلك أفنان من الجهه الاخرى أحتضنت معصمه الاخر:اي تكفى
هتف مناف بضحكه:طب فكوني حصار هو وكل وحده ترتز قدامـي
أبتعدنّ وجلسنّ مقابلاً له:يلا وش قلت
وضع أصبعه على شفتيه:امممم...قراري.....لا والف لا قلت لكم بحسبت أختي هي مافكرت فيها كـزوجه
زمّت أفنان شفتيها بزعل وهتفت بحنق:راحت علينا
وقف وهتف مودعاً:يلا تصبحون على خير
غادر من جانبهنّ ورن هاتف أمـل رات المُتصل حمد أبتسمت ونهضت سريعاً راكضه للداخل
.
"ياسمين"
في غُرفتها تُغلق الباب على نفسها وفوق سُجادتها تبكي بألم تدعي ربها يخفف عنها آلامها وضيقتها لقد تحملت وعانت وصمتت ولكنها اليوم تكاد تنفجـر أول لقاء مع أنـس والثاني مع نايف دكتورها ربما لم تخاف منه كما خافت من أنـس ولكن حيائُها يكاد يقتلها كون رجلاً غريباً رآها دون غطاء يسترها تشعر بالذنب فهو بالنهاية رجلاً والعيون زائغه طوت سجادتها وأنبعثت من بين شفتيها الآه مرات عديده نزعت عنها جلال الصلاه وتوجهت إلى دولابها وأخرجت قطعه من
ملابس والدتها المتوفيه جلست على سريرها ضمت رُكبتيها إلى صدرها ودفنت وجهها في ملابس والدتها تبكي وتهمس بألم"يمـه أشتقت لكِ....يمـه تعبـت من كل شيء كل شيء يالمنـي يتعبني أحتاج حضنكِ يمـه ...يمه يبوني أعيش مثلهم يبونـي أوافق على أنـس وهو سبب في عذابـي ..ليت الموت كان من نصيبي يايمـه...آآآه يايمـه تعبت من الكتمان تعبــت ..."
بقت على حالها تبكي وتشتكي إلى والدتها المُتوفيه
.
"راكان"
في سيارته مُنذ غادر من أمام بيت عمـّه ضاقت به الوسيعه يشعر بخيبات متتاليه تحطم قلبه كان ينتظر الأقدار أن تجمعهُما مره أخرى ولكن أمنيته تحققت ولكن بشكل قاسي ومؤلم لقلبه ترجل من سيارته ودخل إلى الاستراحه الخاصة بهم وجد خالد يجلس بمفرده شار البال القى عليه السلام وجلس بجانبه هتف خالد بإستغراب:شفيك وراك كذا مبهذل ومتصفق مين مكفخك
أبتلع ريقه وهتف بالم:طلعت متزوجـه اللي خفق لها القلب طلعت زوجة أسامة بن سُلطان
ضيّق خالد عيناه بعدم فهم:مب فاهم عليك ياخوي
هتف بتغيير للموضوع:أنسى وش جابك للاستراحة وبكرا عرسك
أطلق تنهيده عميقة محمله بأوجاعه وهمس في سره "الهمّ اللي بصدري هو اللي جايبني نوف وتزوجتها وبكرا تصير ببيتي بس وش اللي بيطفي النار اللي شبتها رينام بهروبها لو بس أعرف سبب هروبها وطريق لكرهها"
التزم راكان الصمت ولم يكرر سؤاله فهو يعرف خالد كتوم ولا يفضح عن ما يضيق خاطره أستلقى ووضع يديه تحت راسه وغترته على راسه وعيناه أما خالد غرق في تفكيره وذكرياته
"الماضي"
أنتهى من الاجتماع وهو يرسم على ثغره إبتسامته فقد ربح الصفقه وقف يستقبل تبريكات المتواجدين من رجال الأعمال وبجانبه عمّه أبو رواف هتف أبو رواف بفخر:والله أنك كفو ياخالد أنشهد أنك ولد أخوي اللي كان ينشد فيه الظهر
زادت أبتسامته ليس سبب أبتسامته مدح عمه له وليس الربح بالصفقة بل عندما تذكر أنه لم يبقى على عرسه الا ثلاث أيام محبوبته ثلاث أيام وتكون في بيته وبين أحضانه دائما مايظهر لهم جانبه القاسي والبارد ولكن هي سوف يعاملها بكل حنّيه سيغرقها بحبه وحنانه خرج من قاعه الاجتماع مع عمّه فاليوم وبعد بضع ساعات سيتم عقد قرانهُما والاختلاء بها وأشباع عيناه بالنظر إليها أوصل عمّه إلى منزله وهتف قبل نزول عمّه:توصي على شيء ياعمّ
أبو رواف:لا ياوليدي ولا تتأخر بعد المغرب يجي الشيخ ويعقد لكم
عض على شفته لمحاولة منع إبتسامته:طيب ياعمّ ولو تبي دخلت الحين مقلطك وأنتظر ماعندي مشكلة
ضحك أبو رواف:الساعة المُباركة ياوليدي بس روح جيب أمك
حرك سيارته بهدوء وتوجه إلى منزله لم يستغرق إلا بعض دقائق حتى وصل دخل وراى والدته في المطبخ تقدم إليها وقبّل كلتا يديها ومن ثم رأسها:تتعبين نفسكِ يالغاليه ويمدينا نجيب كل شيء من خارج
أبتسمت له بحب وحنان:لا تعب ولا شيء هذا الحلا مخصوص لبنتي رينام أعرفها تعشقه
وضع يده على قلبه:آه يايمـه بتصير بعد ساعتين حلالي وملكـي وزوجتي
ضحكت عليـه ودعت له بلطف:الله يكتب لكم اللي فيه الخير ياحشاشة جوفي و وحيدي وزين من أخترت بنت عمّك والنعم فيها
خرج من المطبخ وصعد إلى جناحه دخل دورة المياة وأخذ شاور أنعش جسده
وبعد مرور ساعتين إذن المغرب صلى فرضه ولبس ثوبه أخرج من دولابه الهدايا التي كان يجلبها لها مُنذ بضع أشهر من رحلاته التقط علبه صغيره وفتحها رفع الخاتم الناعم بيده وتأمله ناعم كنعومتها وجمالها:والله مايليق إلا فيكِ يافاتنه خالد
دخلت والدته بيدها المَبخرة:الف الصلاة والسلام عليك ياحبيب الله محمد الله يوفقك ياوليدي الله يوفقك ياوحيدي
قبّل راسها:ياجعلني ما أبكيكِ يايمـه ياجعل يومي قبل يومكِ
هتفت بإعتراض:بسم الله عليك ياوليدي لا تقول كذا ..يلا لا نتأخر على الجماعه
خرج هو و والدته وصعد سيارته وأثناء قيادته شعر بضيق يحتل قلبه أستغفر ربه في سره ورفع كفه ومسح صفائح وجهه أوقف سيارته أمام منزل عمّه ترجلت والدته أولاً وهو بعدها دخلا إلى الداخل وكان عمّه ورواف بإنتظاره سلم عليهُما ودخلا معاً إلى المقلط المليء بأقاربهم قدم له رواف القهوه وبعد مرور نصف ساعه حضر الشيخ لعقد قرانهُما
"عند الحريم"
في غُرفة الجلوس المليئة بنساء أقاربهم همست أم خالد لـ أم رواف:وين العروسه ياوخيتي غريبه مانزلت
وقفت أم رواف بشك فأبنتها لم تراها مُنذ الظهر فقد أخبرتها بأنها ستنام ومن ثم تستيقظ لتقوم بتجهيز نفسها صعدت إلى الأعلى وطرقت الباب مرات عديده :رينام يايمـه وينكِ فيه الحريم يحترون قدومكِ .....رينام
دّب الخوف إلى قلبها طرقت الباب بشكل أقوى ولكن لا فائده هرولت إلى جناحها وبحثت عن المفاتيح الاحتياطية وجدتها وعادت إلى جانب الغُرفة بحثت بين المفاتيح عن مفتاح الغُرفة وجدته أخيرا فتحت الباب ودخلت بإستعجال وقلق:رينام يمـه
وزعت نظرها على ارجاء الغُرفة ومن ثم دورة المياة ولم تجدها وقعت عيناها على الظرف الموضوع على تسريحتها بلعت ريقها وتقدمت بصعوبه تناولته بين يديها فتحته ووجدت رساله لم تكن مليئة بالكلمات بل بعبارة واحده "يمه يبه سامحوني فوالله ليس بمقدرتي أتمام هذا الزواج وفضلت الهروب" سقطت الورقه من يديها وجثت على رُكبتيها وهمست بتوجس"مستحيل...بنتي ما تسويها...رينام ماتكسر ظهر أمها وتهرب .." دخلت أم خالد التي فُزعت من منظر أم رواف تقدمت إليه وبخوف:عسى ماشر يا أم رواف
أصبحت تبكي بنحيب:بنيتي هربت ...بنيتي هربتي وكسرت ظهورنا
شهقت أم خالد بإستنكار:وشوووو رينام ..قصدك رينام
هزت راسها بـ "اي":بنتي الكبيره بنتي العاقله هربت ماتبي خالد وكله بسبب أبوها اللي أجبرها
أمسكت أم خالد راسها بين كفيها:ياحسرتي عليك ياوليدي وياكبر خيبتك باللي حبيتها
خرجت أم خالد بسرعه وأرتدت عبائتها وأتصلت على خالد الذي لم يستغرق إلا بضع دقائق حتى خرج إليها أمام مدخل مجلس الرجال:يمـه وش صار وش فيكِ تبكين
نطقت بصعوبه:رينام ياوليدي هربت
ضحك وهتف بعدم إستيعاب:شلون هربت ...تمزحين يمه
تسلل إلى مسامعهُما صوت حاد غاضب وهو يمر من جانبهُما :سوتـــها وهربــت والله أن موتها على يدي
نظر خالد إلى والدته ومن ثم إلى رواف الذي خرج بغضب جامح:هربت!!شلون تهرب وملكتنا يمه
أحتضنته بشده:صلى على النبي ياوليدي رينام عمّك جبرها توافق عليك
قبض على يديه وأحمرت عيناه برزت عروق عُنقه وهو يكزّ على أسنانه أبعد والدته عنه وخرج بخطوات راكضه وأستطاع اللحاقِ برواف فتحت بابه وقبض على ياقه ثوبه وأخرجه من السياره:صدق اللي سمعته يارواف غصبتوها علي رينام هربت عشانها مغصوبة
نزع يديه من عُنقه وبحده:أتركني ياخالد بروح ادور عليها
لكمهُ في وجهه وبنفس حدته:ليه ماقلت لي أنها ماتبيني كان مافشلت نفسي قدام القبيلة وين أودي وجهي من سواد أختك فشلتوني الله يفشلكم
تمالك رواف أعصابه رغماً عنـه وعاد إلى سيارته وأنطلق بسرعه هائلة إلى المطار
أما خالد تلثم بغُترته وصعد سيارته منطلقاً بعد رواف
وبعد مرور ساعـه وصلاَ إلى المطار دخل خالد الى مكتب الحجز و سأل عن حجز بأسمها ضرب الطاولة بقوّه عندما أخبره أنه يوجد حجزين بأسمها أحدهُما إلى القاهرة والآخر إلى روسيا وكلا الطائرتين قد حَلقت منذ نصف ساعـه نظر إلى رواف الذي أحمرت عيناه من الغضب والقهر تقدم إليه وربت على كتفه:أهتم بأمي يارواف وبروح ادورها ومايردني عن قتلها إلا كلمة عمّـي
كور يده وضرب صدره بقوّة لعل القهر الذي في صدره يخمد هو كان يعلم برفض أخته لخالد وقد أخبرته قبل ثلاث أيام أن لم يُنهي هذه الخطبه فهي ستهرب ضحك وأستهان بها ولكنها حققت مرادها وهربت هتف وهو يمشي من جانبه :ذبحها حلال ياخالد أن وصلت لها قبلنا
خرج خالد من المطار وصعد سيارته عائداً إلى منزله لإحضار جواز سفره والانطلاق للبحث عنها في جميع السفارات
قطع حبل أفكاره في الماضي عند سماع صوت أذانِ الفجـر أطلق تنهيده عميـقة ونظر إلى راكان النائم أو ربما المُدعـي للنوم فهذا حاله يضع غترته على عيناه وقف ودخل دوره المياة وتوضى للصلاه صلى فرضه وأخرج هاتفه يقراء ورده من القران
.
"مساء اليوم المنتظر "
وقفت تنظر إلى نفسها بعد أنتهاء زينتها فاتنه بمعنى الكلمـة فستان هادئ وميك اب ناعم أبرز ملامحها الجذابـه مما زادها جمالاً بشرتها البرونزية التي تتميز بها أبتسمت برضى تام فهي اليوم ملكة الحفل والفاتنة التي ستجذب الأنظار إليها ولكن هل سينجذب لها ذلك المُتعجرف المتغطرس سرعان ما تلاشت أبتسامتها وهي تتذكر رسالته التي يُخبرها من خلالها أنه لن يحضر الزفه ولا جلسة التصوير فهو ليس لديه وقتاً لتضيعه بهذي التفاهات وبعد الانتهاء سيأخذها إلى مزرعته الخاصه أبتسمت هذي المره أبتسامة سُخرية في ليلة زفافها تذهب إلى مزرعـه أيعقل هذا!! وهل سبق وحدث مع غيرها؟؟ رفعت راسها للأعلى وهي تُتمتم ببعض الكلمات وتدعي لوالدتها بالرحمة شعرت براحـه بعد دعائها لوالدتها وضحكت لا إرادياً فـ خالد يضن أنه سيحرجها أمام الجميع ولن يحضر زفتهُما ولكنها أمكر منـه فقد أخذت وعداً من نايف بان يسلمها إلى عريسها وقت الزفه والرقص معها كما كانت تحلم وقطع لها وعداً بانه سينفذ رغبتها دخلت نيارا وهي تُزغرط بحماس ومن ثم حصنتها:بسم الله نوف تخرفني يابنت وين كان الحلا هذا من قبل يابخت خالد فيكِ ياعروسـة
أبتسمت لها بحب:ويابخت نوافـي فيكِ ياعصقولته
كشرت نيارا بغيض:ويع تراه يتمسخر علي وقبل شوي شافني وقال مستحيل أتزوج عصقوله مثلكِ عاد أنا اللي ميته عليه
ضحكت نوف بقهقهه:اما عاد نواف قال كذا لا تصدقينه تراه طايح على وجهه بحبكِ وتجهزي عرسكِ بعد عرسي
ميلت شفتيها بخفوت:بالله نوف أنا الحين نحيفه بزياده مثل مايقول نـواف
هزت راسها بمعنى"أي":يبي لكِ تسمنين شوي ولا جسمكِ كذا روعـه بس البنت حلاتها بجسم مُمتلئ
عضت نوف طرف شفتيها وهي تتذكر غــزل أيعقل أنها لن تحضر عُرسها بعد الخناق الذي حدث:اممم نيارا عارفه وش سبب الهوشة بين راكان وزوج غزل
توترت نيارا لوهله هي لا تُريد فضح أخيها:ها..لا أصلا راكان مارجع البيت وفونه مُسكر ومره قلقانه عليه بس نواف طمني عليـه
زفرت نوف وهي تشعر بأنها السبب مُنذ الامس وهي تحاول الاتصال بغـزل وكل شكوكها بأن راكان علم بالعلاقة التي بين أسامة وهديل:حتى غزل فونها مسـ
لم تُكمل جملتها إلا وقد دخلت حفيدات أبو سُلطان وأسرار بجانبهنّ:يالله يابنات فرحتي بوجودكم تسوى الكون وما فيها
تقدمت إليها ياسمين وسلمت عليها:مبروك ياروحي زواج الدهر أن شاءالله
سلمت عليها باقي الفتيات ومن ثم أسرار التي أحتضنتها وهتفت :مبروك ياعروسه منه المال و منكِ العيال
أبتسمت لها لا شعورياً ولكن سرعان مالمعت عيناها ببريق دموعها عندما رات أم غازي تتقدم إليها وتهتف بكلماتها الحنونه وكأنها أبنتها وليست صديقة غزل:مبروك يايمـه نوف الله يوفقكِ يابنيتي ويسخر لكِ خالد ويحطكِ بعيونه
قبّلتها في راسها وهتفت بنبره شبه باكية:خالتي حنان وجودكِ اليوم بمثابة وجود أمـي
أبتسمت أم غازي وتمتمت لها بدعاء التحصين:أنا أمكِ بدال امكِ يابنيتي ويشهد علي ربي أنكِ أنتي وغزل بمكانه وحده
هتفت أمـل بنبره ممازحه:غرت غرت يا أم زوجـي أذا نوف مثل بنتكِ أنا وشو
ضحك الجميع عليها لتهتف أم غــازي بقصد أحراجها :انتي غرام وليدي وملكته وأهم ممتلكاته
نطقت أريج وارجوان بنفس اللحظه :دوروها زبده وساحت
هتفت أم غازي وهي تتوجه إلى الخارج:يلا خلونا ننزل وننتظر بطاولتنا الوكاد أن أهلها بيدخلون عندها قبل الزفه
خرجنّ الفتيات بعدها وكذلك نيارا وقبل خروج أسرار أوقفتها نوف:يا أم لينا عادي تقعدين معاي شوي
عادت أسرار إليها وعلى ثغرها إبتسامتها الجذابـه:آمري حبيبتي
جلست نوف وجلست أسرار مقابلاً لها لتهتف نوف بتوتر:ءء..شسمه هذا
حثتها على الكلام عندما لاحظت توترها:نوف ياعيوني أعتبريني مكان غــزل
سمّت بالله وهتفت:الصراحه أمـس بعد ماخرجت غزل من عندي صارت مشكلة بين أسامة وراكان ولد عمـي واللي فهمت كان الخناق بينهم قوي وماعرفت السبب حاولت أكلم غزل بس فونها مُغلق
عقدت أسرار حاجبيها بإستغراب: أسامة وراكان ولد نجود الله يستر وش جمعهم
نوف بعفوية وهي لا تعلم أن أسرار ليس لديها أدنى فكره عن علاقه أسامة بـ هديل:أتوقع راكان عرف بعلاقة أسامة وهديل وتواصلهم
شهقت بفزع:وشووووووو وش تهرجين يانوف
ضمت يديها إلى صدرها كـ ردت فعل غير مُتوقعه وتلعثمت بالحديث:أنا..قصدي ...يعني ..مـ ...ماتدرين بعلاقتهم
أحمر وجهها غضباً وبرز عرقاً على جبينها دليل عصبيتها لا تُصدق أبن أخيها والمُقرب إليها من تشاركه أسرارها أعظمها وأتفهُها كيف يخفي عنها هذا السـر ليس هذا المهم بل الأهم كيف أنزل من قيمته بعلاقه غير مُباحه:من متى!!وش عرفكِ أنتي بعلاقتهم
عضت نُوف شفتيها بتورط كيف زل لسانها أمامها وبكذب وتهرب :ما أدري ما أدري أسالي أسامة وغـزل
وقفت أسرار وهتفت قبل خروجها:أسمحي لي يانُوف ولا تشيلين بخاطركِ غــزل بإذن الله بجيبها ولو بآخر لحظه
وقفت نُوف وهي تسب وتشتم نفسها على زلت لسانها
أما أسرار نزلت وتوجهت إلى مدخل القاعه حيث تجلس الاستقبالية وأخذت هاتفها منها أتصلت بأسامة مرات عديده ولكن لا مُجيب أتصلت سريعاً بـعزام الذي جلبها إلى القاعـه وغادر هو ولينا فهو قد وعدها مُسبقاً بأن ياخذها إلى حديقه الألعاب أنتظرت بضع ثواني حتى أتاها صوته الرجولي المميز لتهتف بإستعجال:عـزام الله يخليك أبيك تجيني ضروري
سألها بإستغراب لماذا تُريد حضوره لترد عليه بنبرتها المُستعجله:تعال وبقول لك ليه لا تتأخر ولا باخذ سياره أجره
أغلقت الخط في وجهه قبل أن يثور بها فهي ليست غبية لتذهب بمفردها بسياره أجره بل قالتها لتستعجله للحضور إليها ستذهب إلى بيت أسامـة قلبها ليس مُطمئناً أبن أخيها والأكثر غضباً ومن كانت تراه رجلاً مثالياً في علاقة غير مُباحه وهو لديه زوجـه الجميع يتمناها لن تسكت له وستُلقنه درساً حتى وإن كان أقربهم فهـي لا تحتمل الخيانـه فكيف بأبنة أخيها المدللــه والرقيقة ارتدت عبائتها ونقابها وخرجت من القاعه تنتظر في الخارج شعر بالحرج الشديد وهي ترى بعض الرجال في موقف السيارات تراجعت للخلف خوفاً من غضب عزام عليها تعلم أنه شديد الغيرة كـ سيف
انتظرت بضع دقائق حتى وصل إليها قرب سيارته إلى أمام البوابه ورفع هاتفه ليتصل بها ولكنه تفاجأ بها تفتح الباب وتصعد:عزام طلبتك وصلني بيت أسامة
ينظر إليها بتعجب لأول مره مُنذ زواجهُما تطلبه طلب دائما ماتتجنب الحديث معه والاحتكاك به وبعض الأوقات تتجاهل وجوده:أبشري يانور عتمة ليالي عزام
التفتت إليه وحمدت ربها أنها ترتدي نقابها وإلا لكان راى أحمرار وجنتيها وشفتيها التي عضتها تشعر برغبه عارمة لمعرفة سر هذا اللقبِ التزمت الصمت وهي تستمع إلى أبنتها الثرثارة أسترقت النظر إليه مره أُخرى يقود سيارته بهدوء عكس سيف "رحمهُ الله" أغمضت عيناها وهي تتذكر ذلك الحبيب الراحل كم كانت تعشق الخروج وركوب سيارته فهو مِنذُ أن تصعد إلى أن تعود يتغزل بها يَشبع غرورها الأنثوي نصف ساعه حتى اوقف سيارته أمام منزل أسامة ترجلت سريعاً دون أن تتفوه بكلمة واحده مما جعله يقلق ويترجل بعدها:عسى ماشـر وش فيكِ!!أسامة فيه شيء!!
التفتت إليه وهي تضغط على زر الجرس :أسامة مايرد على أتصالاتي وزوجته ماحضرت العرس
مرت دقيقه تليها دقائق ولكن لا مُجيب ضربت الأرض بقدميها بغيض ليتقدم إليها عزام:هدي لا تعصبين وجربي أتصلي مره ثانـيه
أخرجت هاتفها من حقيبتها وعاودت الاتصال به مره تلو الاخرى
"قبل ساعتين"
"أسامة"
عاد من عمله مُبكراً عابس الوجه بسبب صداعـه الذي لازمـه مُنذ ليله الامـس فهو لم يستطيع النوم رغم المحاولات العديده صلى الفجر وغادر من المنزل إلى مقر عمله لا يُريد رؤيتها لا يعلم السبب كل مايعلمه أنه من الأفضل له عدم سؤالها ومجادلتها غيرته أصبحت لا تُطاق دخل إلى المنزل ولم يسمع لها حساً توجه إلى غُرفتها وجد الباب مفتوحاً أبتلع ريقه عندما لم يجدها بالغُرفه والف فكره تدور في عقله أيعقل أنها ذهبت إلى منزل والدها أما إلى عرس صديقتها قبض يداه ورفعها إلى راسه فصداعـه زاد عن حده قاوم قدر المُستطاع حتى يستطيع الصعود إلى غُرفته وتناول علاجـه فهو مُنذ سنين وهو يعانـي بين فترات متباعده من هذا الصداع الذي يكاد يُمزق خلاياه صعد بخطوات غير مُتزنه فتح باب غُرفته وتوجه إلى دولابه وكل تركيزه أن يجد العلاج القى بملابسـه وهو يبحث عن علاجه ركل الدولاب بقـوه ليتسلل إلى مسامعه شهقه حاده لشخصاً مفزوعاً التفت ناحيه سريره ووجدها تتوسطه وتضع يديها على صدرها دليل خوفها
غــزل هي الاخرى لم تستطيع النوم وبعد مغادرته للمنزل صعدت إلى غُرفته لا إراديا وألقت بجسدها على سريره أحتضنت وسادته وتلحفت بغطائه وغرقت في سبات عميق ولكن الآن فُزعت من نومها اعتدلت بخوف واضح ضمت يديها إلى صدرها بعد رؤيته عقدت حاجبيها وهي تتمعن في النظر إلى ملامحه لم تكن كالمعتاد عينان حمراواتان تكاد تخرج من محاجرها ملامحه باهته عُروقاً بارزه جسداً يرتجف سرعان ماتذكر أنها راته بهذا المنظر منذ أشهر عندما أصبح شجار بينه وبين أخيها نهضت سريعاً وتقدمت إليه بخوف ورأته يضع كفيه على راسه ويضغط بقوّه مدت يديها المُرتجفتين إلى يديه وأزاحتها حتى لا يضغط على راسه أكثر:أسامـــ..ـه وين علاجـك
نظر إليها بعينان غريبتان وصوت متحشرج:أخرجـي من الغُرفـه
حركت راسها برفض وأحتضنته بشـده ولكنه لم يُبادلها الحضن بل أغمض عيناه وهو يحاول مقاومة صداعـه الذي يزداد بين الحين والآخر وهتف بنبره خافته :أبعدي خايف تتأذين ياغزل
أبتعدت وأمسكت بمعصمه وجعلته يجلس على السرير وصعدت هي الاخرى ثنت رُكبتيها وجعلت راسه يتوسد فخذيها وضعت كلتا يديها وهي تقراء عليه ما تحفظه من القران الكريم
"الوقت الحالي"
مازالت على وضعها وهو يتوسد فخذيها ولكن الفرق أنه أرتخت ملامحه وسكنت سكون تام مُنذ ساعتين وهي تقراء دون ملل رفعت راسها للأعلى تمنع دموعها من السقوط ضعيفه هي كُل الضُعف عند حبه وعند مرضـه لا تتحمل أن تراه يتألم تكاد تفقد عقلها لو أصابه المـاً ولو بقدر وخزة شوكـه فهي هذه اللحظه تخلت عن فكرتها بالاقتراب منه وجعله يتعلق بها ومن ثم مغادرة حياته تراجعت عن فكرة تذويقه الم العذاب الذي ذاقته مُنذ أن أرتبط به ستطلب منه أن يخلي سبيلها وبأسرع وقتاً نظرت إلى صفائح وجهه نظراتها العميقة تتأمل ملامحه وكأنها عيناها تحفظ ملامحه للمره الأخيرة عن قرب ملامحه التي لطالما عشقتها من طفولتها أجتاحتها رغبه عارمة لتقبيل عيناه الحاده ذات الرموش الكثيفة قربت وجهها ووضعت شفتيها على أحدى عيناه ومن ثم الاخرى تسلل إلى مسامعها صوت أهتزاز هاتفه مدت يدها إلى جيب بذلته العسكرية وأخرجته ورات المتصل "عسولتي" عقدت حاجبيها وردت عليها لتبعد الهاتف عن مسامعها من صوت عمّتها الغاضب المتهجم:وينك يالسلوقي ياللي مانيب قايله ياقليل الخاتمة تتجاهل أتصالاتي
ردت عليها بنبره شبه ضاحكة:عميمه أعصابكِ هذا أنا غزل
نعتتها ببعض الكلمات ومن ثم هتفت بأمر:أخرجي أفتحي الباب أنا تحت
فتحت ثغرها بتعجب عندما أنهت الاتصال أزاحت راس أسامة بخفه ونزلت من السرير بحذر خرجت وأغلقت الباب بخفه ارتدت عبائتها حرصاً من أن يراها احد الجيران وضعت طرحتها على راسها وخرجت إليها سريعاً فتحت الباب لتتراجع خطوات للخلف فور دخول عمّتها ولمحها لعزام الذي صد للجهه الأخرى :عميمه صلي على النبي شفيكِ خرعتيني داخلـه حرب شيء
نظرت إلى وجهها بتمعن وكأنها تتفحصه ارتاحت نسبياً عندما لم تلاحظ شيء كل خوفها من أن يتجرأ ويبرحها ضرباً :وين أسامة
أبتسمت غزل لا إرادياً من نظرات عمّتها المُتفحصه :أدري أنـي حلوه ياعميمه ....وأسامة تو رجع من دوامـه وتعبان
هرعت إلى داخل سريعاً:يابعد تسبدي وش فيـه!! وينه !!
لحقتها غزل وهي تتذمر:عميمه دقيقه زوجك عيب يقعد بخارج خليه يدخل المقلط وجع فشلتينا
التفتت إليها وضربت جبينها بخفه:يوووه غربل الله عدوينكِ ياغزيّل نسيتيني وجوده
شهقت غزل بتمثيل:أنا لا لا حبك وخوفك على أسامة هو اللي نساكِ
رجعت أسرار إلى الخارج وهي تهتف لغزل:ادخلي لا يشوفكِ عزام
صعدت غزل سريعا إلى أسامة وأقتربت منه:أسامـه ...أسامه
فتح عيناه بثقلٍ وأضح وهمّهم بنعاس:همم..وش فيكِ
جذبها منظره الناعـس عيناه الفاتره وشعره المُبعثر ببذلته العسكرية صدت عنه تخفي تأثرها بمنظره:عمتي أسرار وزوجها تحت
فتح عيناه جيداً وأعتدل واقفاً:وش جابهم وش السالفه
رفعت كتوفها بعدم معرفه تقدم الى دولابه لإخراج ملابس له وهو يتحاشى النظر إليها:صح نسيت ليه مارحتي عرس خويتكِ وأنا قايل لامـكِ تمر تأخذكِ معاها
عقدت حاجبيها وسرعان ما أرتخت وهي تتذكر أغلاقها لهاتفها فقد كانت بمزاج سيء لا يسمح لها بالذهاب والترفيه عن نفسها عقلها مازال مشوش من أين لأخ هديل معرفتها كلماته مازالت تتردد في ذهنها:مالـي خلق أروح ونوف بعتذر منها
عض على شفته السفليه ومر من جانبها إلى دورة المياة خرجت ونزلت للاسفل ليلحق بها أسامه بعد دقائق توجه سريعاً إلى المجلس ولم يرى أحداً عقد حاجبيه بشده أيعقل أن غزل لعبت عليه أستدار للعوده ولكن راى أسرار تقف خلفه:هلا والله بعسولتي
دفعته من أمامها :لا هلا ولا مرحبا فيك يا سلوقي
ضحك بإستنكار من هجومها الغير مُبرر:هب هب وش سويت لك
هتفت بحده :أسمع ياولد نـوره غزل بتروح عرس خويتها وانت حسابك بكرا
رفع حاجبه بحركته المُعتاده:صلي على النبي مين اللي لاعب بحسبتكِ وقايل لكِ اني مانعها تحضر العـ
قاطعته بسخرية الجمته وجعلته يبتلع ريقه :وش صار بينك وبين ولد عُدي اوه أقصد أخو الحبيبة السريــه
برزت عُروقه ليهتف بحده أفزعتها :لا تجيبين طاري هالحقيـر ببيتي يمين بالله لو ما تسكتين ياعميمه لتندمين
بهتت ملامحها:تهدد يا أسامة تهددني وأنا عمتك أيا اللي ماتستحي
أمسكها من كُتوفها وقبّل راسها:حقكِ علي ياعميمه والله من النار اللي شبت بين ضلوعي ماقدرت امسك نفسي
ضربته في صدره:ماتوقعتها منك يا أسامه على علاقه مع وحده غريبه وغـزل فهمني شيء واحد شلون رضيتها لغزل
أبتعد عنها لتجنب ضرباتها:غــزل تعرف بعلاقتي فيها
شهقت بعدم تصديق:وتسترت عن سواد وجهك وبقت على ذمتك ياكبرها عند الله يا أسامة ياكبرها
شد شعره للخلف:خلاص ياعميمه ندمان وربي ندمان لا تزيدينها علي وتحمليني فوق طاقتي
لمعت عيناها ببريق دموعها هي على وشك أن تنهار سدود عيناها كيف كانت غافله عن وضع أبنة أخيها:يمين بالله يا أسامه لو ماتتعدل وتعامل غزل معامله تستحقها لافضحك قدام أبـوي وبنهايه أنت الخسران شكوى وحده منها لابـوي ولا لغازي تنهي علاقتكم للنهايـه
ضرب صدره بقوّه: لا تزيدين النار حطب ياعميمه بصلح كل شيء أفسدته بنفـسي خليكِ بعيده كل البعد
خرجت دون أن تتفوه بكلمة واحده وكذلك خرجت من المنزل ولقت عزام ينتظرها بسيارته فهو لم يشاء الدخول وفضل الانتظار بصحبة لينا في السياره صعدت سريعاً ولم تتفوه بكلمه ليهتف بإستغراب وتعجب من وضعها:أقلقتي راحتي يا أسرار وش صاير لكِ اليوم
هزت راسها بنفي:مافيني شيء ممكن ترجعني البيت
حرك السياره وغير الاتجاه إلى منزلهُما لا يعلم سبب أنقلاب حالها ولن يستطيع مواساتها فهي لن تتقبل قُربـه التفت أسترق النظر إليها وكانت تمسح دموعها أجتاحته رغبه لأخذها بين ذراعيـه ومعرفة مابها قطع صمتهُما صوت لينا الحانق:ليـه نرجع البيت أبا أرجع الحديقة
صرخت عليها أسرار حتى أفزعتها:ليـــنا وبعدين معاك بنرجع البيت وأنتي ساكتـه
لم تعجبه نبره صوتها العاليـه:لا تصرخين عليها
التزمت الصمت ليس لديها مزاج جيد لمناقشته
.
"أسامة"
بعد مُغادرته عمّته توجه إلى غُرفة غــزل ولم يجدها سمع صوتاً يأتي من المطبخ ذهب إليها أستند على الباب وهتف على مضض:غــزل جهزي نفسكِ باخذكِ عرس خويتكِ
نظرت إليه ومن ثم أرتشفت من كُوب قهوتها وهتفت:ما أبــي اروح مب ناقصني مشكلة ثانـيه ..مب ناقصني يتهجم على شخص ثاني وتجي تحط اللوم علي
تقدم إليها وسحب الكُوب من بين يديها وبعناد:وأنا ما أبي أكون سبب بحرمانكِ من الحضور
وقفت مقابلاً له:تطمن خاطري عايف كل شيء وما وقفت على عرس خويتي
وقعت عيناه على صدرها وراى أثر باللون الأزراق تذكر أنه السبب وضع الكُوب على الطاولة ومد يده ليمرر أنامله مكان الأثر :هذي بسببي
تراجعت خطوتين للخلف وقد أرتعش جسدها من لمساته هتفت بإستعجال لتنقذ نفسها من هذا الموقف:بروح أصلي نسيت أصلي
شتت نظره عنها وعلم أنها تتهرب سيدعها كما تشاء :طيب بتروحين العرس أو لا
هتفت قبل أن تمشي:لا مانيب رايـحه
مشت من جانبه سريعاً ودخلت غُرفتها أغلقت الباب وتنفست بعمق وهي تُكرر لفظ "غبيـه"
.
"في القاعـه"
قسم الرجال
يرتدي بشته وبجانبه عمّه "أبو رواف" والجميع يسلم عليه ويبارك لـه ينظر إلى نواف ورواف وبعض الشباب يرقصون بعرسـه هتف أبـو رواف:وش فيك ياوليدي خاطرك متكدر
لعق طرف شفتيه سريعاً وهو يهتف:سلامتك ياعمّ مافيني شيء
مسح أبو رواف على لحيته:براحتك ياوليدي سفرتك على حسابـي حجزت لكم على تذكرتين للنمسا
شرد قليلاً ونطق في سره"حدها المزرعه وكثير عليها":تسلم ياعمّ
قطع حديثهُما قدوم نايف:وقت الزفـه ياخالد
رفع خالد حاجبه بإستنكار:أحلف عاد أقول لا زفه ولا غيرها تفاهمت مع نوف هذي التفاهات مب جوي
عقد نايف حاجبيه فهو لم يكن لديه علم مُسبق: ياشيخ تراها مره بالعمر وحلفت عليك يمين أنك تدخل تبي فرحة أختي تكون ناقصه وتنزف بدون عريسها براحتك ماتبي التصوير عادي أما الزفه لا والف لا
عض خالد شفتيه من الداخل بقهر هدفه أحراجها أمام الجميع ولكنها أمكـر منه ولم تُخبر أخوتها وهاهو يجب عليه الدخول فقد حلف نايف وليس من طبعه كسر حلفان اليمين نهض متوجهاً إلى قسم الحريم مع نواف ونايف و والدها
"نوف"
أنتهت من جلسة التصوير وحان موعد الزفـه أرتعش جسدها لا إراديا فبعد دقائق معدودة ستقف أعلى الدّرج وتتسلط عليها الأضواء لتزف إلى ذلك المُتعجرف الذي لا يستحقها أخذت نفساً عميقاً وهي تُردد بهمس"القادم ماهب هين يانوف تحملي وأكسري راسـه وغروره"
في الأسفل
ارتدت الحريم عبائتهنّ فور علمهنّ بوقت الزفـه ودخول العريس وأخوتها
في أحد الطاولات أرتدت عبائتها وتجلس بجانب والدتها وأختها الثرثارة تلتزم الصمت لم يكن لديها رغبه لحضور الزفاف ولكـن والدها أرغبها على المجيء غصه تتبعها غصه عالقه في حنجرتها وهي تنظر إلى بنات أعمّام أسامة وخواتـه ربما بحثت بعيناها عن غــزل ولكن لا وجود لها هتفت بغيض:نيارا ممكن تسكتين شوي وجــع صدّع راسي وانتي تحشين بالناس
ضحكت نيارا بالامبالاه:خليني أونّـس عمـري ياشيـخه
ومن ثم عادت لمحادثة والدتها وهي تُشير الى الطاولة التي بها حفيدات أبو سُلطان :ي صح يمـه شفتـي ذيك البنت اللي اللي لون عيونها أحضر تشبه ليال بنت خويتكِ ريما
أم راكان مُنذ دخول أرجوان وهي تتأملها تدّقق في ملامحها وكان بين الحين والآخر تشتت نظرها عنها:لا ما تشبهها أقعدي ساكته مثل أختكِ
عند طاوله الفتيات
أريج تجلس بحنق واضح فهي تُريد الرقص ولكـن ياسمين منعتها وكذلك أم غازي بتوصيات من تُركـي بأن لا تدعها ترقص أمام النساء ضحكت عليـه بشده ولكنها نفذت رغبته هتفت بضحكه :وش فيها الدلوعة بوزها شبرين
صدت عنه بطفوليه:يمـه حنان ليه ما تخليني أرقص شوفي الكـل رقص إلا أنا حتى أرجوانتي رقصت وانا لا ليه ظلم ظلم بشتكيكِ لعمي عبدالله
ضحكت الفتيات عليها لتهتف ارجوان بمحاوله لإغاضتها:كلها على بعضها رقصه ياشيخه حسستيني طول الوقت اردح بالمنصـه
هتفت أم غازي :في شخص وصانـي ما أخليكِ ترقصين
الفتيات هتفنّ بفضوله"مين" أم غازي بمراوغه:عمكم عبدالله
نظرت أرجوان لأمل وكذلك أمل ليضربنّ كفوفهنّ مع بعض هتفت أمل:اللي ببالي ببالكِ
ارجوان بضحكه:اي اي قالت عمـي عبدالله قالت
ياسمين في شرود تام عنهنّ حتى أنها لا تعلم عمّا يتحدثنّ عقلها بعد الموقف الذي حدث بينها وبين نايف أيعقل أنه عرفها وعرف أنها أحدى مريضاته وضعت يدها على قلبها عندما أُعلن عن بدا الزفه ونزول العروسـه وجهت نظرها لتلك الفاتنه التي تسلطت الأضواء علينا ليظهر من خلفها نايف بثوب ناصع البيض يبدو وكأنه عريساً يزين ثغره بابتسامة جذابـه تجذب كل عذراء مد كفه لتضع كفها والمصوره تصور ذلك المشهد الجذاب لأخ وأخته وأكمل المسير بها إلى الأسفل تسلط ضوءاً أخر على العريس الوقف في نهايه الممر الزجاجي وبجانبه نواف و والدها كان خالد ينظر إليها بجمّود رغم جمالها الفتانِ إلا أنه لم يُحرك به ساكن وصلت إليه وهي تزين ثغرها بإبتسامة نصر سلمت على والدها وقبّلت راسه أحتضنها فهذي فتاته الوحيده والمدلـلة:مبروك ياضيّ عمري
هتف نايف بجدّيه:أسمـع تراها أميرتنا حطها بعيونك ياخالد ولا تفكر بيوم تزعلها وراها نايف ونواف
مد خالد كفه لها لتضع كفها وتقف بجانبه مد كفه الاخر وحاوط خصرها :ماعادت أميرتكـم صارت أميرة بيتي
تضرجت وجنتيها خجلاً عندما حاوط خصرهاوهمست بعد حديثه:أميرة أخوانها فقط
أقترب نواف منها وقبّل جبينها:للمره المليون مبروك ياتؤامـي
ومن ثم وجه حديثه لخالد:يابختك ياخويلد خذيت شيخـة البنات وتؤام نواف
خالـد لم تعد لديه طاقه كافيه للمجاملـة كل مايُريده أخذها والابتعاد بها عنهم ليس حباً بها بل لينفرد بها ويعاقبها على عصيانها ووضعه في هذا الموقف:خالـي تسمح لي آخذ عروستي وأمشي
نايف بإعتراض:لا وين وين يالحبيب أسمح لي برقصـه معاها
أبعدت كف خالد عن خصرها وتقدمت إلى نايف أشتغلت الاغنـيه التي طلبتها للرقص مع أخوتها
كان الجميع نظراتهم تتركز على نوف وأخوتها الشباب يرقصون ببراعـه
شتتّت ياسمين نظراتها عن نايف فتفكير بلقائهُما يُتعبها يُرهقها ماذا لو لم يخرج ويصد عنها ماذا لو هجم عليها مثل أنـس صدرت منها الآه وهي تتذكر أنـس ذلك المفترس الذئب المتوحش سمعت أختها الصُغرى تثني على ملامحـه الجذابـه "أرجوانتي شوفـي هذا اللي يرقص المملوح هو نفسه كان دكتور ياســـو وكنت خاقه عليه وعلى جمالـه"
ضحكت أرجوان وهي تُدّقق في ملامحـه ومن ثم نظرت إلى نواف:تبين الصدق بالجمال تؤام نوف أحلى بس الدكتور ملامحه تجذب ومملوح ويقولون الوجوه المملوحه تغلب الوجوه الزينه
مدت أمـل يدها إلى فخذ أرجوان وقرصتها:أيا اللي ماتستحون تتغزلون بخلق الله
هتفت أرجوان بألم وحنق:مولـه ياتبن تعورررر
وقفت ياسمين وهي تتهرب منهنّ فقد أجتاحتها رغبه بالبُكاء لا تعلم السبب ولكن تُريد الاختلاء بنفسها ونزع نقابها الذي يُضيق على تنفسها
نظرت إليها أم غازي:على وين يايمـه
بلعثمة واضحه:ءء بـ ..ءء..بـروح دورة..المياه
مشت من جانبهنّ سريعاً وبالكاد تلتقط أنفاسها لن تبقى بالداخل فضلت الهروب إلى خارج القاعـه لعلها تشتم هواء نقي
.

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي Donde viven las historias. Descúbrelo ahora