"الفصل الثالث "

10.1K 215 7
                                    

غازي:عمي تعال أقعد هنا
جلس ووضع رأسه بين كفيه وكأن الماضي يتكرر أمامه لحظة موت زوجته رفع رأسه عندما وضع غازي كفه على أكتافه :عمي هونها وتهون بنتك مافيها إلا العافيه
أطلق تنهيده عميقه محمله بالأوجاع وركز نظره في باب الغرفه ينتظر ماذا ستخبره الطبيبه عندما تخرج
.
نزل من حصانه وأعاده إلى الإسطبل بعد مده من تجولهما أدخل كفيه إلى جيب بجامته ومشى بخطوات بطيئة غارق بين أفكاره رفع كفه الأيسر  لينظر إلى ساعته وكم غاب عن المزرعه ثلاث ساعات دون أن يشعر بعد أن أمتطى حصانه غاص بين أفكاره وماضية مع ياسمين دخل إلى الداخل ولم يجد أحد في قسم الرجال دخل إلى دوره المياه وأستحم ومن ثم أرتدى ملابسه
لفت نظره عاملة منزل جده تمر من قسم الرجال وسألها:ليزا أين ذهب الجميع
هتفت ليزا بهدوء : آر نوووو
رفع حاجبه ومن ثم أخرج هاتفه من جيبه ليقوم بالإتصال بحمد ولكن سمع صوت هاتف حمد بالقرب منه:ليزا أخبري أمل بأن تأتي إلي
هزت راسها بهدوء ومشت إلى قسم النساء
بعد بضع دقائق أتت لاحظ معالم وجهها الباكي :موله وش فيك
هتفت أمل بأستغراب :ليه ما تعرف وش صار
قطب حاجبيه:أمل وش صار و وين أبوي وجدي والباقي
أصبحت تروي له ماحدث منذ أن سمعت صرخات أريج إلى أن أخذوها
توسعت أحداقه بذعر :وشوووو كل هذا صاررررر ومحد علمنييييي
خافت من شكل أخيها المنفعل الغاضب:أنس وش فيك كذا هايج قد أخذها عمي سلمان وحمد وغازي
غادر بخطوات سريعه وتوجه إلى الكراج  ولكن لم يراَ سيارته وكذلك المفتاح لم يكن موجود بجيبه أشتعل غضباً عندما تذكر أن تركي من أخذ مفتاح سيارته منه بالليل:الله يخسك يا تركي وين أخذت سيارتي
أخرج هاتفه ليتصل بتركي ولكنه لم يرد عليه شعر ببراكين تتفجر بداخله هو سريع الغضب
_______
{ أريج وتركي}
لم يستغرقوا وقتاً طويلاً للوصل
أدخل كفه بشعره وغمز لها :والحين وصلنا قبل جدي وش رأيك بسواقتي ياحلوتي
لم تأبه لـ حديثه :مو وقت سخافتك حمد قال لك بأي غرفه
حرك حاجبه صعوداً ونزولاً ورفع يده الى أمام وجهها :والمقابل
ضربت كفه الممدوده إليها :تخسى والحين دلني عليهم ولا بروح لوحدي
أبتسم تُركي بخفوت:ياليل والنشبه أمشي بعدي يابعد روحي
هتفت أريج بغيض:وش فيك طاق الميانه روحي وحلوتي ومدري وشووو
هتف تركي بتسليه :كيفيييي ياهوووو
هتفت أريج بحده:لا مووووب على كيفك حلوه هذي بكيفي بشتكيك لجدو
رفع تركي حاجبه وهتف:ياليلللل أسرعي مو فاضي لاسئلتك
فتحت اريج الباب وهتفت بغيض:طيب طيب حسابنا بعدين
ترجل بعدها وهو يضحك ودخلوا المستشفى وتوجهوا إلى المصعد توقفت أريج وهتفت بتهرب :انا بطلع على الدرج ما ما أبي أطلع بالمصعد
قطب حاجبيه وبإستهزاء:ياشيخه وليه إن شاءالله وحش أنا بآكلك
أريج بحرج :لا بس أنا أخاف من المصاعد
أمسك بكفها بعفويه وسحبها معه إلى داخل المصعد :آفا تخافين وتركي معاك ماصارت يابنت سلمان
أغمضت عيناها بشده وتمسكت بكفه بشده: والله ما بسامحك لو متتتتت
أبتسم عندما زادت من تمسكها به وكأن الوضع أعجبه وتمنى أنهما لم يصلوا :أفتحي عيونك ترى وصلنا
نفضت كفه  من كفها  وتمتمت ببعض الكلمات لتخفف من إحراجها :ياليل والنشبة بهرب يعني يوم أنك متشبث بيدي
هتف  تركي بغيض :انا يـ الكذوووبه ولا أنتـــــــي
لمحت أبيها  أمام الغرفه ركضت إليه :يبههههههه
التفت الجميع  إلى  مصدر الصوت  هتف سلمان :أريج وش تسوين هنا
تحجرت الدموع في عيناها وهتفت :يبه جيت أشوفها
فتح ذراعيه وأشار إليها لترتمي بحضنه وأجهشت بالبكاء :يبه كيف هي ما مــــاتت
رفع رأسها من حضنه وقبّل راسها :لا يـ أبوك مافيها إلا العافيه والحين نيموها
هتف عبدالله بحده :مين جابك
هتف حمد ونظره على تركي المرتبك:يبه أنا أتصلت بتركي أخوي يجيبها
هتف عبدالله بنفس الحده :وليه إن شاءالله
هتف حمد بثقه :عشان أختها بحاجتها أكثر من أي شخص
تركي أخذ نفس عميق وبخاطره يحمد الله كثيراً على إنقاذ حمد له
سلطان وجه كلامه لسلمان :يلا أحنا بنرجع المزرعه وأول ما تصحى كلمنا يا أخوي
أسامه يهمس لحمد:طاح برستيجك يا دكتور
حمد لم يفهم للحظه ولكنه عندما وقع نظره على غازي أخيه وعمه ببجائم النوم :ياليل والفضيحة جيت ببجامه نومي اخ بس طاح برستيجي بس قول طاحت هيبتي بعد دكتور وش كبري وجاي المستشفى ببجامة النوم يارب ما يشوفوني معجباتي
دفعه بكتفه :طيررر ياشيخ قال معجبات قال
هتف غازي:بمشي أنا وإذا تحتاجون شيء أتصلوا فيني
عبدالله وجه كلامه لتركي:أقعد مع عمك لوقت يجي جدك وأحنا بنرجع المزرعه
غادر الجميع ولم يبقى إلا سلمان وأريج وتركي
خرجت الدكتوره نجلاء:أبو المريضة ممكن تتفضل معاي مكتبي
هتفت أريج :وش فيها أختي
د.نجلاء:حبيبتي مافيها شيء تبين تشوفيها أدخلي لكن لا تزعجيها نايمه
هتفت أريج بعبوس:ليه نايمه
د.نجلاء: عشان ترتاح
مشت الطبيه وسلمان لحق بِها  والف أحتمال  سيء يجول في عقله
أريج فتحت الباب بحذر ورات أختها نائمه بسلام تقدمت إليها بخطوات بطيئة وأمسكت بكفها وبهمس:أفا يالغاليه كذا تخوفيني عليك وكل هذا نوم والله أزعل منك اذا فكرتي تتركيني مثل أمي والله
قطع حديثها صوت تركي الهامس:أريجو تراك تزعجيها خليها ترتاح منك ومن بثرتك
شهقت أريج وتقدمت إليه بخطوات سريعه ووضعت كفها  الصغير على عيناه لتحجب عنه الرؤيا وبحده:تركييييي مين سمح لك تدخل وتشوف أختي كذا بدون غطاء يـ التبن
أبتسم من حركتها الطفولية وأبعد كفها من عيناه وبهمس:وش فيها تراها مثل أختي
ضربتهُ على ثغره بخفه:يـ الكذوببب مثل أختك عيب تشوفها أنقلع
أمسك بكفها وقام بسحبها إلى خارج الغرفه: والله أعتبرها مثل أختي بس أنتي لا تخسين تصيرين مثل أختي
تخصرت أريج وهتفت بعفويه: وليه أخسى والله أنت اللي تخسى وتعقب تكون اخ لنا
بإبتسامه غامضه :الحمدلله إني مو أخوكْ بس بالمستقبل بصير كل شيء يخصكِ
هتفت أريج بزعل وببرائه:لا تكلمني
لمحت جدها وجدتها يمشوا بإتجاههم تراجعت إلى الخلف وأمسكت بقميص تركي من وراءه:يمههه تركي اليوم جدي بيذبحنا
كتم ضحكته من تصرفها الطفولي وكيف تحتمي به :أريجووو اعتدلي اذا ما أنذبحنا على هروبنا من المزرعه راح ننذبح من تصرفكِ هذا أتركي قميصي
تركت قميصه وأبتعدت عنه خطوات بسيطه تحدث أبو سلطان وهو قاطب حاجبيه :تركي أريج وش تسوون هنا
التزم الصمت كلاهما
هتف ابو سلطان بحده :انطقوا وش بلاكم
هتفت أريج :جدو انا انا كنت خايفه على أختي وطلبت من تركي يجيبني
هتف تركي بِمُراوغه :افا يالغالي تكذب عليك أنا اللي أخذتها غصب
حدجهم بِنظرات مُشتعله وهتف :أنطموا ولا أسمع لكم حرف عقابكم بالبيت وين سلمان
هتف تركي:عمي بـ
قاطعه مجيء سلمان:انا هنا يبه
التفت أم سلطان وهتفت :يالله عساه خير
كلام الطبيبه  لم يغب عن ذهنه أصبحت كلماتها تتردد في مسامعه رغم إخبارها له بأنها أحتمالات فقط أطلق تنهيده عميقه :خير خير إن شاءالله
هتف أبو سلطان :ها طمن وش بلاها بنتك
أبتلع ريقه وهتف :على الله يبه بتقعد تحت المراقبه اليوم ولما تصحى يقدروا يحددوا حالتها
هتف أبو سلطان :الصبر يالله الصبر لا حول ولا قوه إلا بالله
أم سلطان جلست بكراسي الانتظار وبحزن على ياسمين :ياويل حالي عليكِ يابنتي وش اللي بقلبكِ وش صار عليكِ
لم تستطيع حبس دموعها وسمحت لها بالنزول جلست بجانب جدتها وبكت بنحيب:ليه ليه والله والله ماكان فيها شــــيء نزلــت تـ....ســـوي لي فــطور وش صار لها يبــه
أشاح بنظره عن إبنته التي تبكي ماذا عساه أن يُخبرها  هل يخبرهم بكل ما قالته الطبيبه ام ينتظر إلى أن تصحى:يبه أرجع المزرعه وخذ معاك أريج
هتفت أريج بإعتراض :لا يبهههه بقعد هنا ماراح ارجع
هتف أبو سلطان بِهدوء:بنقعد هنا لين نطمن عليها وأنا أبوك
.
.
{في المزرعه}
بعد عودتهم من المستشفى طلب عبدالله من الجميع  تجهيزاغراضهم لرجوع إلى منازلهم
أنس الذي كان بالمجلس بإنتظارهم وقلبه يشتعل فز من مكانه عندما لمح دخول غازي البارد :بشر ياغازي وش صار
نظر إليه بشك وهتف بجمود :تطمن
عقد أنس حاجبيه من بروده :وش تطمن أنطق وش فيها بنت عمي وش فيها
دخل حمد وهتف:حالتها مستقره والسبب للحين مجهول لما تصحى نقدر نحدد حالتها
هتف أنس بِأستعجال :حمد جيب لي مفتاح سيارتك
أخرج من جيبه  مفتاح وقذفه إليه: خذ هذا مفتاح سيارتك جبتها معاي وين بتروح ترى بنرجع
التقط المفتاح وتوجه نحو الخارج ولم يرد على أسئلة حمد
هتف غازي بِسُخرية :وش بلاه مطيور كذا
هتف حمد بلامبالاه :الله أعلم
.
{غزل}
كانت بغرفتها تتأمل المزرعه من النافذة وعقلها ليس معاها أفكارها مشتته تارة في حياتها وتارة في ياسمين سمحت لعيناها بذرف دموعها  لا تعلم السبب ولكن تشعر بروحها مجروحه تحتاج إلى البُكاء أستمرت مده طويله على وضعها ودموعها لم تجف شعرت بشيء يحاوطها من الخلف شعرت بأنفاسه قريبه منها حاولت الابتعاد عنه لكنه احكم ذراعيه
شعر برجفتها وخوفها من قربه همس لها : تبكين ياغزلي
لم ترد عليه اكتفت بشهقه مكتومه أرخى ذراعيه وجعل وجهها أمام وجهه ركز نظره في ملامحها أثر دمعتها في وجنتيها عقد حاجبيه من أرتعاش دقنها وأهتزار شفتيها وعيناها التي لم تفتحها :غزل ناظريني وش فيك
فتحت عيناها وركزت عيناها في عيناه وبهمس: مـــا.... أبيـــك...مــا أبي قربـــك ...أسامه طلقني
طلقــ
قرب وجهه ليمنعها من الحديث ثارت من حركته وتقبيله لها رفعت كفيها إلى صدره لمحاولة إبعاده عنها ضربته في صدره ولكنه لم يبتعد بعد محاولاتها ومقاومتها له أستطعت إبعاده عنها وبصراخ:ما أبيككككك ما أبيككككك قربك عذاااااب الله ياخذكككك لا تلمسني
أبتسم بسخريه على إنفعالها تجاهلها وتوجه إلى الدولاب وقام بجمع ملابسه بأكملها:جهزي ملابسكِ راجعين البيت
تجاهُله  لكلامها وصراخها جعلها تثور تقدمت إليه وقامت بنثر ملابسه ورمي عطوره لتتحول إلى قطع صغيره وبحده:بكل برود تقول جهزي ملابسك انت أي قلب عندك ما تحس بغيرك ليههه ليههههه
حركتها لم تثير به شيء بل جعلته يبتسم وبسخرية:اممممم ليه ماعندي جواب الجواب عندكككك يا بنت العم والحين رجعي ملابسي للشنطه وعطوري ابي بدالها
تخصرت وبعناد:تعقب والله ما اجمع ملابسك لو تموت وعطورك من زين ريحتها
أبتسم:بعديها لك هذي المره
هتف غزل بحده:تعديها لي ما تعديها مالك دخل ياجعل لسنونك الكسر ماغير فالح إلا بهالإبتسامه
وقف وجذبها إليه  قرب شفتيه إلى إذنها و بهمس:تدرين وش سبب هالإبتسامه
رفعت غز ل كفيها إلى صدره  وأبعدته عنها:ما أبي أعرف ياجعلها ماتدوم
شكلها المنحرج من قربه جعله يطلق ضحكه عاليه:امممم بقول لكِ أعرفكِ فضوليه وتبين تعرفين السبب
مشت من جانبهُ ورفعت كفها بتهديد:لا تقرب صوبي أذبحك وقلت لك ما أبي أعرف ما أبي
عاد إلى رفع ملابسه إلى الشنطه أما هي لم تتحرك من مكانها تتأمل كل حركاته وكيف قام بجمع ملابسه بدون ترتيب وتوجه إلى ملابسها وعفسها بين ملابسه شهقت بقوه:لااا تلمس ملابسي رجعها مكانها
هتف أسامة :هشششش أحتريك سنه عشان تجمعين ملابسكِ
تقدمت إليه وحاولت سحب ملابسها ولكنه سبقها وقام بإغلاق الشنطه: أسامة ما تفهم بجمع ملابسي بشنطتي يكفي انا أرتبطت فيك لا تربط ملابسي بملابسك
أخذ الشنطه وتوجه إلى الباب ولكن عاد إليها بخطوات سريع وهمس في إذنها:ماراح أخليها بخاطرك سبب إبتسامتي ثغركِ تدرين وش شفتاكِ خمراً لم يُحرمه دين الإسلام
شعرت بحراره تسري بجسدها ضربته بصدره وأبتعدت عنه:وقح
غادر الغرفه وهي قامت بإرتداء عبائتها ونقابها ولحقته كان بإنتظارها في غرفه الجلوس هتفت بتسائل :وين الباقي
هتف وهو يرمقها بنظرات بارده :سبقونا
ميلت غزل شفتيها تحت نقابها وهتفت:ليه إن شاءالله
نهض من مكانه وهتف:مو وقت أسئلتك أحتمال وصلوا واحنا هنا
قلبت عيناها بِسُخرية  :مالت عليك ....يوههه صح أسامة وش صار على ياسمين تكفى أسامه بروح لها
هتف أسامة دون أن يلتف إليها :ياليل صبركك البنت مابعد صحت وش تروحين
هتف غزل بأصرار:سهل بقعد عندها لحتى تصحى
بلل شفته وهو يفتح باب سيارته :روحه مافي بتنبثري بالبيت ونرجع نروح لما تصحى فاهمه والحين يلا أركبي تأخرنا
صعدوا السياره والصمت كان سيد المكان
خاطب نفسه بتوبيخ ...أنا وش سويت ليــه قربت صوبها... معقـول بديت أنجذب لها... لاااا وهديل حب طفولتي... يارب الصبر قُربي من غزل خربط كياني..أصحى يا أسامة من كابوسك أنت وغزل ما تناسبوا بعض... لازم أحط حد لكل شيء وجودها بحياتي غلط ...حرك رأسه بخفه لينفض أفكارها المشتته وركز نظره إليها وكانت شارده البال نطق أسمها بهمس:غزل
نظرت إليه وهتفت :وش
أبتلع ريقه وأشار بنظراته عنها  وتكلم بجمود وعيناه على الطريق :بختصر كل شيء بدون مقاطعه غزل ..أنا وأنتي مجبورين على الزواج.. وهذي مو عيشه ثلاث سنوات ماقدرت أتقبلك كـ زوجة وانتي نفس الشيء... تعبتتت امثل قدام الكل إني أحبك وأننا عايشين بسعاده قلبي مو ملك لي ..ما أقدر أعطي قلبي لشخص ثاني غير هديل ..أنتي بنت عمي وحقك علي بس
أنا ما أقدر اعتبرك اكثر من بنت عم ومثل أخت لي ...أنحرمت من البنت اللي حبيتها قلبي وعقلي ملك هديل ...غزل أنتي مو مجبوره تكملي حياتك معي أنتي تستحقي واحد أفضل مني ....غزل أنتي طلبتي الطلاق لك اللي تبين أبشري بالطلاق بس بعد زواج حمد وأمل ما ودي تخرب العلاقه بسبب طلاقنا
لم تنظر مطلقا ناحيته ولم تتفوه بكلمة واحده أغمضت عيناها لتمنع دموعها من النزول وكتمت شهقاتها حفرت أظافرها بباطن كفها كلامه هدم  كل المشاعر وبناء جسور يستحيل أن  تنكسر تشعر وكأن قلبها تحطم إلى اشلاء صغيره تتمنى لو تصرخ بوجهه ولكنها تعلم أنها ضعيفه أمامه غلفت كل مشاعرها التي أنحرقت من كلامه بالصمت
لاحظ أنها لم تتحدث وأحترم صمتها وهو الآخر التزم الصمت ليس لديه شيء يتحدث به ولا يعلم السبب الذي دفعهُ لــقول كل هذا شيئاً ما عكر مزاجــهُ شيئاً ما بداخله صحى أيقظه مما كان عليه ومن قربه إليها غضبه منها ومن تمردها دفعَهُ إلى تجاوز حده معها هو يعلم بمشاعره تجاهها وجودها معه بنفس المكان يجعله يتهور..بعد مده طويلة وصلوا إلى منزلهما
هتف أسامة:غزل انا عارف إني جرحتك بكلامي بس هذي الحقيقه
جمعت قوها وتحدثت بثقه بالغه وبكلام عكس مابداخلها من شتات وضياع :تطمن كلامك عمره ماراح يجرحني مثل ما أنت عارف إني ما أبيك أنا عارفه إنك ما تبيني مثل ما أنا بقلبي شخص ثاني غيرك أنت بقلبك غيري و أكيد أنا أستحق واحد أفضل منك
شعر بصداع من كلامها يمزق دماغه أعصابه تشنجت كتم عصبيته وتحدث بغموض :يعني أفهم أن بقلبك شخص ثاني
تحدثت بثقتها وغموض :أيوه بقلبي شخص كان أقرب لي من سبابتي كبرنا مع بعض وكبر حبي له
عض على شفته وجملتها تتردد في ذهنه "كبرنا مع بعض وكبر حبي له..كبرنا مع بعض وكبر حبي له "
الشك الذي كان بداخله تأكد منه اليوم بعد جملتها
همت بالنزول هي أولاً أخرجت مفتاح المنزل من شنطتها وتوجهت إلى غرفتها بخطوات سريعه لا تُريد مواجهته إطلاقاً سوف تنفجر أمامه دائما ما يهينها بكلامه يجرحها ويهدم كل شيء أغلقت الباب وكل قواها وثقتها التي أدعتها بحديثها أنهارت نزعت نقابها و أرتمت إلى سريرها ودفنت وجهها في وسادتها وسمحت لدموعها بالنزول دخلت في بكاء عميق ندبت حظها الذي رماها إليه ليتها هربت  ليتها لم تتزوجه ليتها لم تحبه ولم تُغلق  قلبها بحبه وهي تعلم مدى حبه لـ هديل
______
{في المستشفى}
ركز نظره على أبين  الذي اصر بالجلوس في المستشفى :يبه تكفى أرجع البيت ياسمين حالتها مستقره وأنا جنبها يبه الوقت تاخر
هتف أبو سلطان : يلا بنرجع طق كبدي من ريحة المستشفى
أم سلطان : بقعد هنا خاطري مايبي يفارقها
قرب سلمان من والله  وقبّلها برأسها :يمه أرجعي البيت وخذي معاكِ أريج يمه
هتفت أريج بعناد وإعتراض :والله ما اخطي خطوه بدون ياسمين يا يبه بقعد هناااا
هتف أبو سلطان بحده :لعنبوووو دارك والعناد اللي فيك
هتف سلمان : يبه خلاص خذ أمي وأريج بنتظر أنا وياها
هز أبو سلطان  راسه بعدم أستحسان ووجه كلامه لـتركي:قوم وانت ساعد جدتك تمشي
نهض من مكانه وتوجه إلى جدته :أبشر
ساعدها للوقوف ومشوا من جانب الغرفه همس تُركي إلى جدته  :افا ياجده مالقيتي إلا جدي تتزوجيه أنعدموا كل الرجال
هتفت ام سلطان :لعنبوو دارك يالورع وش ذا الكلام ما تستحي على وجهك
هتف تركي : اوه اوه أقصري حسك ياجده لو سمعك جدي أروح بخبر كان
لاحظ توقفها عن المشيء قطب جبينه عندما رأى دموعها:جده وش فيك ليه تبكين
وضعت كفها على صدرها أصبحت تتلفت في جميع الاتجاهات
تركي كرر سؤاله:جده وش فيك تعبانه شيء
أبو سلطان كان سابقهم بخطوات معدودة أستدار للخلف وراى وقوفهم عاد إليهم:وش فيكم ليه جدتك رجعت
هتف تركي بتعجب:مدري وش فيها جدتي تبكي
ابو سلطان قطب جبينه هو الاخر من دموعها: وش فيك يا أم سلطان
وجهت نظرها إليه وبنبرة تعب وضيق : حاسه فيه والله حاسه إنه قريب منا
أبو سلطان بعدم فهم :وش تهذين فيه مين القريب
أم سلطان وهي تأشر على صدرها :هذا حاسس بوجوده إحساسي ما يخيب ولدي هنا
أبو سلطان وجه كلامه لـتركي:أسبقنا للسياره
تركي :جدي بس
قاطعه أبو سلطان بحده : أسمع الكلام و أسبقنا 
تحرك تُركي  بملل يكره تحكم جده بهم 
هتف أبو سلطان بحده :وش بلاك تهذي قدامه
أم سلطان بهمس أمتلى نبرة حزن :والله قلبي حاسس بوجوده ناصر هنا ولدي موجود أفهمني يابو سلطان
أبو سلطان بحده أكثر من قبل :ورجعنا لنفس الموال ولدك ناصر مات أفهمي أيش معنى مات يا منيره ولدك مات من عشرين سنهههه مات والحين تحركي السواق منتظر لنا وأمسحي دموعك
مشى و هي بعده قلبها يعتصر من الآلام إبنها الذي فقدته تحس بوجوده بنفس المكان تشعر به ولكنها لا حول لها ولا قوه أمام جبروت زوجها
.
.
باللحظه التي خرج بها ابو سلطان وزوجته كان أنس يقف بسيارته بعيداً عن أنظارهم شيء بداخله دفعه للقدوم عقله مشتت بما فيه الكفاية وصورتها عالقه بمخيلته يتخيل أن كل ما حدث لها بسبب موقفهما في الصباح حركه رأسه لينفض أفكاره
فتح باب سيارته وشيء ما يدفعه لرجوع إلى أدراجه تغلب على كل أفكاره واحاسيسه دخل إلى الاستقبال أخذ رقم غرفتها وتوجه إليها لا يعلم سبب قدومه إليها ربما خوفاً عليها وربما شيئاً أخر وقف أمام رقم الغرفه ولكنه وجد الباب مفتوحاً قطب جبينه بإستغراب تقدم بخطوات بطيئة ولكنه وقف عندما سمع صوت بكاء وهمس :ياسمين يلا أفتحي عيونك ماكفاك النوم من الصباح ترى فاتك صلاتك ربي بيغضب عليك ترى أبوي منهد حيله وانا كمان يلا أصحي قبل ما أبوي يرجع من الصلاه
شعرت بحركة كفها تشد عليها وعيناها التي فتحتها ببطء تحدثت بصوت باكي ممزوج بفرحه عظيمة:ياسميننننن أنتــي بخيـر يالله صحيتي خفتت عليك كمان أبــوووي خاف عليك حيله أنهد
كانت توزع نظرها في أرجاء الغرفه ولم تنطق بكلمه واحده تشعر وكأنها عجزت عن الكلام
قطبت أريج حاجبيها بأستغراب:ياسمين وش فيك في شيء يعورك تكلمي أروح أنادي لأبوي
لاحظت نظراتها المُتشتته  وإنها لم تنطق بكلمه واحده
هتفت أريج بخوف:ياسمين ليه ما تتكلمين وش بلاك
زاد خوفها عندما رأتها تغلق عيناها بشده وقفت وارتدت نقابها  تحركت بخطوات راكضه وفتحت الباب ولكن فجأه أصطدمت بشيئاً لم يكن شيء عادي شعرت وكأنه شيئاً صلب وكفيه حاوطتها لكي لا تسقط أغمضت عيناها من الالم وقامت بفتحها ببطء وكان وجهها مدفون بصدره رفعت نظره إليها شهقت بقوه وتراجعت خطوات للخلف : أنـ...ـــس
بلع ريقه بصعوبه وكان سوف يغادر ولكن عندما سمع حديث أريج بعد أستيقاظ ياسمين لم يغادر ضحك وجهه وقلبه فرحاً لأستيقاظها ولو لم يكن عيباً ومُحرماً لدخل إليها تلاشت فرحته عندما لم تتحدث عقد جبينه بأستغراب ورفع كفه بدون وعي لكي يفتح الباب فإذا بـ أريج تركض وترتطم بصدره حاوطها بكلتا كفيه وبأستغراب:إيش فيك تركضين كذا
أشارت إلى أختها :شوف.....شوفــها مــ...ــا مــا تتــكلم
أبتلع أنس ريقه وهتف:أنتظري هنا بروح أنادي الدكتوره
خرج أنس وهي تقدمت إلى سرير أختها وبصوت باكي :ياسمين يانظر عيني ليه ما تتكلمي
أغمضت عيناها عندما سمعت صوت أنس أطرافها تشنجت وخوفها عاد إليها
أتى سلمان وبخوف :أريج وش صار
هتفت أريج:يبه مدري وش فيها ما تتكلم
دخلت الطبيبه وأحد المساعدات :ممكن تنتظروا خارج
خرج سلمان وقام بسحب أريج معه التي رفضت الخروج عندما دخلت الطبيبه كان يود لو بإمكانه الدخول ولكن لا يحق له سند جسده  على الحائط وعقله مع ياسمين رفع رأسه عندما راى عمه وأريج :عمي وش صار
هتف سلمان بضيق : خير إن شاءالله تو الدكتوره عندها ... إلا أنت متى جيت
هتف أنس بهدوء :قبل شوي جيت عشان أطمن عليكم
هتف سلمان  :سلمت ياولد أخوي
مرت بِضُع دقائق وخرجت الطبيبه تقدم إليها سلمان وبشك :وش يا دكتوره
التزمت الصمت ومن  ثم هتفت :زي ماقلت لك قبل كنا نتوقع أي شيء أول ما تصحى من حيث الناحية الجسدية والنفسية بنتك للأسف مرت بوضع صعب سبب لها عقده نفسيه منعتها من الكلام البنت لها فتره تعاني من حالة إكتئاب والواضح صار معاها شيء خلاها تفقد وعيها وحالتها النفسيه تسوء لازم تعرضها على دكتور متخصص قبل ما تسوء حالتها أكثر
نزل عليهم الخبر كـ رصاصه صدمتهم كفيلة بأن تلجمهم عن الكلام بلع أنس ريقه بصعوبه وكلام الطبيبه يتردد بذهنه
هتفت أريج ببكاء:يعني ماعاد بتتكلم
سلمان بخوفاً وذعر :لا وشو ماعاد بتتكلم بعالجها بأخذها عند أحسن دكتور
د.نجلاء:بحول حالتها لعند الدكتور نايف دكتور مختص والكل يشهد له
سلمان :إن شاءالله لمتى بتقعد بالمستشفى
د.نجلاء:بكرا الصباح تقدر تطلع بس ضروري تعتنوا فيها لا تخلوها وحدها بسبب نفسيتها أحتمال تسبب أذى لنفسها
عندما أنهت حديثها  ذهبت دخلت أريج إلى الغرفه ولحق بها سلمان  أما أنس بقى بالخارج سند جسده  على الحائط مره أخرى  وأفكاره مشتته
————
في الصباح الباكر
هتفت أريج:ياسو قومي إلبسي عبايتكِ بنطلع أبوي ينتظر خارج
وقفت و أرتدت عبائتها بمساعدة أختها وعند خروجهن من المستشفى تحدثت أريج :تعالي سياره أنس هناك وأبوي راح يجيب لك العلاج
توقفت عن المشي لا تُريد رؤيته مجدداً حفرت أظافرها بباطن كفها صدرها أصبح يعلو ويهبط
هتفت أريج بإستغراب :ياسمين ويش فيك ليه توقفتي
رأت كيف تقبض كفيها بشده أمسكت بأحد كفيها :الله  يعافيك ياسمين أمشي الشمس صكت راسي
أستجابت لأختها وشيء بداخلها يُريد الصراخ لا تُريد ركوب سيارته ولا رؤيته فتحت أريج باب السياره:ياسو أدخلي بتتعبي من الشمس
لم ترد عليها لا تستطيع الركوب معه فضلت الوقوف بين أشعه الشمس الحارقة  لا تتحمل أن تكون هي وهو بنفس المكان ولا يفصل بينها الا مقعد
نزل أنس من سيارته وبحده:ادخلي وش بلاك تقعدين تحت الشمس
أكتفت بإعطاه نظره نارية وكتفت ذراعيها  وشتت أنظارها عنه
وبعد مده قصيره أتى سلمان قطب حاجبيه :ياسمين يابوك ليه ما تدخلين السياره من الشمس
هتف أنس بعدم أستحسان :عيت تدخل أنا مو غريب عنها ولد عمها ترى
هتف سلمان بإحراج :افا وش الدعوه أكيد مو غريب عنا
هتف أنس بمزاج مُعكر:مو مشكله يلا أركبوا
صعد سلمان إلى الإمام وياسمين بالخلف بجانب أريج سندت رأسها على زجاج السياره
وغرقت بين أفكارها وبعد مده قطع حبل أفكاره صوت أبيها الذي نزل هو وأريج من السياره أولاً :يلا ياروح أبوك وصلنا
أنس بهمس لم يصل إلا لمسامعها :الحمدلله على السلامه يابنت العم
اغلقت باب سيارته بقوه وكان حركتها رداً على كلامه أبتسم بخفوت على حركتها ونظراتها البارده وبهمس:يازين البارده لا صارت عصبيه
دخلوا المنزل هتفت أريج بمرح :أسفرت وأنورت
ياسمين تخطت أختـها وصعـدت الى غـرفتها
هتف سلمان : يبـه أريج خليها لا تلحقيها
توقفت أريج  وهتفت :بس يبـه
قاطعها سلمان :اريج حبيبي خليها براحتها وكمان كلمي الشغاله تجهز القهوه ساعه والكل هنا
أريج بيأس:طيب يبه
_________
{ غزل وأسامة}
أستيقظت عندما سمعت باب غرفتها يطرق نفضت فراشها بخفه وفتحت الباب التزمت الصمت وعيناها تتأمله في بذلته العسكرية ونطقت بخاطرها "..يمه شكله عذاب .. ياجعل محد يلبس البذله غيره.. "تداركت نفسها وقطعت تأملها  عندما تنحنح بصوت عالي هتف بهدوء :نعم
كاد ينفجر من الضحك على هيئتها عيناها المنتفخة من البكاء وشعرها المعفوس بشكلاً واضح ركز نظره في لبسها بجامة بالون الأحمر عليها رسومات طفوليه داعب أنفه بكفه وهتف  :عليك ياغزل حركات اختي وريف ما تسويها
ارجعت خصلات شعرها المتمردة للخلف وتخصرت وهتفت بسخرية :بالله وش هي يا سيد أسامة
تجاهلها ودخل غرفتها توسعت أحداقه من هيئة الغرفه ملابسها المتناثرة في أرجاء الغرفه تسريحتها الغير مرتبة :وشششش هذا
عضت على شفتيها وادخلت كفها بين خصلات شعرها بشكل عفوي :وشو
ميل أسامة شفتيه وهتف:صدق بزر الحين هذي غرفة بنت كبيره عاقله
شتتّت أنظارها عنه وبخاطرها "ياليل وش سويت انا طلعت حرتي بغرفتي وعفستها فوق تحت وش بقول له" هتفت بكذب:هاا اي لوشني ضاع وكنت ادور عليه
رفع حاجبة الأيسر بشكل مستفز:والله عذر اقبح من ذنب
تخصرت بيد واحده :ياشيخ وش دخلك غرفتي اسوي فيها اللي ابي مـــالك دخـــل والحين توكل من غرفتي
تستفزه بلسانها الحاد هتف بحدة :وبعديننن مع لسانك الطويل تراني ماسك أعصابي غصب لا تعصبيني أكثر بحركات البزران وطول السان
هتف غزل بشكل مستفز أكثر:ياليل والفضووووول ياخي خلي فضولك وعصبيتك على ناس من أشكالـك او بالأحـ
بحركة سريعه تقدم ووضع كفه على ثغرها وضعه عليه  والكف الأخرى حاوط خصرها ورفعها إلى مستواه بحيث أصبح وجهها مقابل وجه وعيناها الواسعة بعيناه الناعسة وبحده:غــزل كم مره أقول لك أشتري سلامتك مني لا تحديني على شيء أنتي مو قده
رفعت كفيها إلى صدره وحاولت دفعه عنها ولكنه زاد من ضغطه على ثغرها وخصرها
شعرت بخواصرها تتمزق من شدة ضغطه عليها أغمضت عيناها لتمنع دموعها من النزول عضت كفه

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي Where stories live. Discover now