"الفصل الثاني والستون"

4.9K 95 6
                                    


توترت أرجوان من قُربه:وخر عنـي طيب يالمريض
أستقام انس  في وقفته وهتف وهو يتوجه إلى الباب:أرفضيه وإلا ماراح يصير لكِ خير
زفرت ارجوان أنفاسها بعد خروجه تشعر بأنه لديه إنفصام بِشخصيته ماذا تفوه به وخرج ألم يُخبرها قبل أيام أنه أول المُوافقين ماذا حدث له ولماذا جدها لم يُخبرها عن خطبة مشعل لها التقطت كتابها وعادت للقراءة بِفكر مُشوش
.
"رينام"
بعد صلاة المغرب وضعت مصحفها بعد أن أنتهت من القراءة تاكدت من جلال صلاتها وخرجت من الجناح وتوجهت إلى جناح عمتها طرقت الباب بهدوء وأتاها صوتها الحنون:أدخلي يارينام يايمـه 
دخلت رينام والابتسامة تُزين ثغرها:وشلون عرفتي أنه أنا مب أحد غيري
وضعت ام غازي  المصحف من يدها:معروفه يايمـه بطلتكِ وهدوئكِ عيالي دفشين وأمـل مثلهم
تقدمت رينام منها وقبّلت راسها وكفيها:يمـه مو أنتي تعتبريني مثل بنتكِ
لمعت أم غازي عيناها ببريق دموعها قلبها لا يقوى على رؤية أبنها يظلم هذه البريئه بِزواجه من غيرها:أكيد يايمـه يشهد علي ربي إنك وأمل بِمنزلة غزل بنتي
عادت رينام  وقبّلت كفيها مُجدداً:أجل يمه قولي تم
هتف أم غازي بهدوء:تم يايمـه
هتف وتلك الابتسامة لم تختفي بل زادت بالتوسع:تحضري معي عرس غازي والله عيب أمـه وما تحضرين
هتفت أم غازي بِتعجب:وشوو!!يابنيتي متاكدة ماعليكِ سُخونه وش اللي تحضرين تبين تحرقين قلبكِ وأنتي تشوفينه ينزف لِغيركِ
همست رينام في سرها"أحرق قلبي عشانه يخسى ويعقب":يمه يابعد روحـي وش فيها قلبي بِينحرق إذا ماحضرت
هزت راسها بِخفة:الله يهديكِ يايمـه يا رينام مُدركه تصرف غازي وش عذره حتى يتزوج
لكم تحبها وتشعر بانها والدتها هي وليست والدت ذلك المُتعجرف:يمـه خليه يتزوج الشرع حلل أربع أبي أحضر العرس أونس عُمري تكفين أحضري معي
زفرت ام غازي  أنفاسها ببطء:طيب يابنيتي عشانكِ فقط وإلا هالغازي ما يستاهل قلبي شايل وعتبان عليه
رفعت رينام يديها بِحماس:يس يس لبى قلبكِ يا أطلق أم بالدنيا كلها باقي موله وغزيل بروح أقنعهم
بعد خروجها رفعت أم غازي كفيها ودعت لها كثيراً
ذهبت رينام إلى جناح أمل وأقنعتها بعد ترجيات عديده ضحكت عليها أمل ونعتتها بالمجنونة ولكنها لم تهتم توجهت إلى غُرفة غزل طرقت الباب بهدوء :مفتوح
فتحت الباب ودخلت:مساء الخيـر غزيل أبيكِ بِموضوع
وضعت جهازها المحمول وقذفتها بِوسادتها:غزيل بِعينكِ أخلص من عميمة تجين أنتي
التقطت رينام  الوساده وضحكت بِنعومه وقفزت إلى جانبها:تخاوينا عرس زوجـي العزيز
حدجتها غزل  بطرف عيناها ظناً منها أنها تُمازحها:الله يرزقني بُرودكِ زوجكِ عريس وانتي شاقة الابتسامة
قلبت رينام عيناها بِملل:غزيل لا تكوني مثل أمل ساعه قعدت تسب فيني بدون خجل
أبتسمت غزل وهتفت:مالها حق تسبكِ المفروض تسب غازي
ضحكت رينام:هيا وش قلتي بِتخاوينا الصراحه من زمان عن الأعراس أبي أهز خصري
هزت غزل راسها رافضه:مُستحيل أحضر خليه يتهنى بِزواجه كسب هديل وخسر وليّفة روحـه
لكم لديها فضول لِمعرفة مايحدث بينهُما وما سبب كُرهها لـ هديل ولكنها تعلم أن لا أحد سيُجيب على أسئلتها ويرضي فضولها حاولت مجدداً بِغزل ولكنها مازالت رافضه الذهاب خرجت من غُرفتها بعد أن يائسا  عادت إلى غُرفتها بحثت بين ملابسها عن فُستان يليق بِها وبِهذه الليله وبعد مرور ساعة وأمام مرآتها أبتسمت برضى تام تبدو جميلة وفاتنه لا يهمها ذلك الغازي المُتعجرف ستحضر عرسه رغماً عنه وستُبين له أنه لا يهمها أرتدت فُستان أحمر ضيّق ومُلفت تعلم أنه أول المُنتقدين لـ فستانها الكاشف ولكن لا سُلطه له عليها أرتدت العبائه ولفت الطرح حول شعرها المسدود صلت صلاة العشاء وبعد الانتهاء طوت سجادتها وأرتدت نقابها وضعت عطرها وطلاء الأظافر في حقيبتها وكذلك أحمر الشفاة خرجت من جناحها ورات أم غازي بإنتظارها:يوه يمـه واضح تأخرت عليكم
تنهدت أم غازي وهتفت بهدوء:لا يايمـه باقي أمل ما طلعت من جناحها البلاء من العله تروك أزعجني
دخل تُركي مجدداً:يمـه أستعجلوا ولا خلوا السواق يأخذكم
هتفت رينام بِضحكة:وراك مُستعجل
خلل تُركي يده في شعره وهتف بِضحكه:مانتيب صاحيه يا زوجة أخوي وراكِ تبين تحضرين عرس زوجكِ ليكون تبين تسوين زي المُسلسلات تحضرين وتخربين العرس
ضحكت رينام  لا أرادياً وهتفت وهي تغمز له:يب يب تشاركني التخريب
تنحنح وهتف بِحماس:وأنا أخو رينام قدام قدام
أتت أمل وسمعت حديثه:وأنا معاكم بس وشو قدام قدام
ضحك الجميع وهتفت أم غازي وهي تتوجه إلى الخارج:يلا مشينا قبل تجيكم الحاله وتفصلوا علينا
لحق بها تُركي ومشى بِمُحاذاتها ورينام وأمل بعدهُما هتفت أمـل:وغـزل ماراح تجـي
ردت عليها رينام بـ"لا" وصعدت إلى المرتبه الوسطى 
بعد صُعدهنّ حرك تُركي سيارته مُنطلقاً إلى القاعة
"القاعة"
كانت تضج بالحضور نساء ورجال حضر مع غازي أنس وحمد ومناف وكذلك أتى سلمان لِيقوم بالواجب بعد رفض أبيه وأخيه عبدالله الحضور
كان غازي واقف بِجانب عمّه أبو راكان ويستقبل تبريكات الجميع وقف مناف بِجانبه وهتف بِهمس:مين قدك ياغازي مُتزوج الثانيه الله يستر لو تكبر نفسك وتطلب الثالثه
وكزه غازي  في جنبه:نقطني بِسُكوتك يا مناف عارف بِوضعـي سواء زواجي الاول أو الثاني
أبتسم منـاف:يوم كلمتك عن أصرار أمي على أسامة ماكنت أتوقع إنك راح تتزوجها أنت كنت أتوقع إنك راح تهجد وتقنع أختك ترجع لـ أسامة
تباً لزوجة عمّه لكم يكرهها هي الدافع الاول لزواجه بِهديل كان هدفه من البدايه فضحها أمام عائلتها ولكن عندما أخبره عنها وسمع بِنفسه حديث زوجه عمّه مع جده أصر على الزواج بِهديل:أنسى اللي صار ولا تحاول غزل ماهيب راجعه لـ أسامة هي عافته
زفر مناف أنفاسه وهتف في سره"نشوف أخرتها معاك يا غازي أنت وأسامة"
في قسم النساء دخلت أم غازي وأمل ورينام وسلمنّ على أم راكان هتفت أم غازي:أعذرينا يا نجود تأخرنا وما قمنا بالواجب
هتفت أم راكان برحابة صدر:شدعوه يا أم غازي نورتي
هتفت رينام والابتسامة تُزين ثغرها :خالتي نجود نبي نشوف العروسه
ضيّقت أم راكان عيناها وهي تُحاول تذكرها:كأني شايفتكِ من قبل بس مب مُتذكره كويس
أرجعت رينام خصلات شعرها للخلف:رينام الـ..
هتفت بِشك:بنت عمّ خالد
حركت راسها بِخفه بِمعنى"اي"وأكملت عنها أمل:وزوجة غازي الاولى
توسعت نجود أحداقها بِعدم تصديق لديها علم سابق أنها هربت قبل زفافها من خالد ولكن ما زاد صدمتها أنها زوجة غازي:تـ...تفضلوا بأخذكم لغُرفة العروسة
مشينّ بعدها إلى الغُرفة التي بِها هديل دخلنّ وألقين السلام توقفت رينام أمام الباب ولم تستطيع إكمال خطواتها للداخل وهي ترى عمّتها أم خالد تجلس بِجانب هديل حاولت قدر المُستطاع التحكم بِدموعها وأكملت خطواتها ناحيتهنّ
تجمّدت أم خالد بِمكانها بِصدمه:ر..ريـ..ـنام
هتفت رينام بِهدوء وهي تمنع نفسها من الارتماء إلى حضنها لطالما كانت تعتبرها كـ والدتها:أي رينام ياعمّتي
عقدت أمل حاجبيها وكذلك أم غازي أما هديل كانت في عالم غير عالمهم جسدها بِجانبهنّ وعقلها بعيد كل البعد أم خالد ترقرق الدمع في عيناها لا تُصدق أن من تقف أمامها هي نفس الهاربه:وش جابكِ يابنت شعاع وش جابكِ بعد طول غياب
قبّلتها رينام في راسها:جابني الشوق يايمـه لسى قلبكِ شايل علي
كتمت عتابها في صدرها لا تُريد مُعاتبتها أمام الجميع التزمت الصمت أما رينام تفهمت صمتها تقدمت من هديل وباركت لها وعطتها هديتها:مبروك ياحلوه منكِ العيال ومنه المال
أبتسمت هديل إبتسامة مُجامله فهي لا تعرفها جيداً ولكنها وقفت عندما رات أم غازي تقدمت منها وقبّلت كفيها:كيفكِ يا خالتي
هتفت أم غازي بِهدوء:بخير يايمـه مبروك الله يتمم لكم على خير
تقدمت منها أمل وباركت لها ومن ثم نزلنّ إلى الأسفل وجلسنّ مع الحضور تبقى ساعه ونصف على الزفة
"غزل"
الضيق مُلازمها مُنذ غادر الجميع  المنزل فاضي بأكمله ولا يُوجد غيرها وغير العامله التي مُنذ أنتهت من أشغالها دخلت غُرفتها خرجت إلى باحة المنزل بِملابسها الهادئه "قميص إلى تحت رُكبتيها بقليل وواسع" والهواء يُداعب شعرها والذي طال قليلاً جلست بِجانب النافورة وأدخلت كفها بين الماء رن هاتفها وكانت عمّتها أسرار ردت عليها وبقت تُحادثها بِما يُقارب عشرون دقيقه وعندما تفوهت بِطاري أسامة تعذرت منها وأغلقت الخط في وجهها أخذت نفساً عميقاً وقررت الدخول ولكن سمعت صوت الجرس عقدت حاجبيها بأستغراب ونظرت إلى ساعة هاتفها توجهت إلى أمام الباب الرئيسي:ميــن
أغمضت عيناها وهي تسمع صوته المبحوح:أسامة
خفق قلبها بِشدة فتحت عيناها وهتفت:وش تبي
هتف اسامه :غــزلـي أفتحـي ادري إنكِ وحدكِ بالبيت
صمتت قليلاً ومن ثم فتحت له الباب وسمحت له بالدخول أغلق الباب وسند جسده وهو يتأملها بِملامحه الذابلة:جيتكِ من بين كل البشر أستقبليني حتى لو دقايق وخذيني بين أحضانكِ أبي أرتاح من همومي بِقربكِ
عقدت غزل حاجبيها وهي ترى السواد حول عيناه الحاده وصوته الخامل:أسامة وش فيك!!
تقدم وباغتها بِعِناق طويل وعنيف نوعاً ما تألمت ولم تُبادله العِناق تغلغلت رائحة عطره في دماغها وبعثرت كيانها :أسامة بعد عنـي
لم يسمع لها مازال يُعانقها وكأنه يُعوض الايام الخاليه منـها يستنشق رائحتها المُسكره:لا تحرميني ياغزلي الخاطر ما يطيبه إلا قُربكِ
هتفت غزل بِهمس:الخاطر عافك يا أسامة لا تجبر قلبي عليك مره ثانيه أعفاني وأعفى خاطرك
أبتعد اسامه  على مضض وعيناه الذابله تغزو صفائح وجهها:تعبت
صدت للجهه الأخرى لا تُريد إطالة النظر في عيناه حتى لا تضعف أمامه:ليكون تعبت لأن غازي تزوج حبيبة قلبك هديل
أخذ نفساً عميقاً وهتف بِنبرة مبحوحه:ماهمتني لا هي ولا غازي اللي تعبني فراقكِ ياغزلي الحياة جارت علي بعد فراقكِ أرجعي وريحي قلبي
نبرته لامست قلبها ولكنها لن تضعف ولن تعود إليه :تبـي ترتاح طلقني يا أسامة دُروبنا أختلفت وماعاد في درب يجمعنا
رباه أصبح كُل شيء فوق طاقته مد كفه وتلمس وجنتها:راحتي بِقُربكِ فقط ناظري في عيوني وشوفي الندم
مدت غزل كفها ونزعت كفهُ وهتفت بِضعف وهي تبتعد عنه:فرقاك هو راحتي وقُربك هو عذابي لا تكون أناني وتفضل راحتك على راحتي عطيتك وقت حتى تطلقني برضاك
ألجمته بكلماتها وأدمت قلبه إلى ذلك الحد الذي لا يستطيع تجاوزه:غــزل أعطيني فرصه أخيرة أرجوكِ
تقدمت وأعدمت المسافة الفاصله بينهُما وقفت على أصابع قدميها وهتفت وهي تُقرب وجهها من وجهه:ناظر في عيوني ترضيك دمعها
تمتم بـ"لا" وهي أكملت حديثها:طول ما أنا معاك دموعي ما وقفت  سهرت الليالي أبكيك في حين إنك كنت تكلم هديل وتسهر معاها الليالي دموعي كانت تسهر معـي قُربك جحيم والله
هتف أسامه بِهمس:الله يأخذني إن بكيتكِ مره ثانيه
وضعت كفها على ثغره وهتفت بِهمس مماثل لِهمسه:تبي الشقاء لي يا أسامة إن كان تبيه لغزلك أبشر برجع لك وأسعى طول عمرك حتى تمسح دمعي
وضع أسامه شفتيه على جبينها دون أن يتفوه بِكلمة أغمضت عيناها وأنهارت سدود عيناها:ما أبي قُربك والله أعفاني يا أسامة تكفى تكفى
رفع وجهها بِكفه ومسح دموعها بأنفه الارستقراطي وقَبّل عيناها :مو قادر والله مو قادر فراقكِ عذابي ياغزل
فتحت غزل  عيناها بعد أن غزاها بِقُبّلاته الحاره وضربته على صدره:أنت أنانـي وربي أناني يا أسامة كل اللي يهمك رضى نفسك وين اللي كان يقول دموعكِ تكسر ضلوعي
أمسك أسامه بِكفيها التي تضرب صدره:أيـــه أنــا أناني ياغزل أنانــي بِقُربكِ أنا بدونكِ ولا شيء تفهمين وش معنى ولا شيء 
نظرت إليه بِعيناها اللامعة :بس أنا مو قادره أكمل معاك في حواجز كثيره بيننا ولازم تعرفها
تمتم وهو يعقد حاجبيه"أسمعكِ وش هذي الحواجز" رفعت جسدها ووقفت على أصابع قدميها قربت شفتيها الى مسامعه وهمست له بكلماتها القاسيه والتي تجزم أنها سَتُدمي قلبـه مع كُل حرفاً وكُل كلمة كانت تتوسع أحداقه بِعدم تصديق وضعت قُبّله قصيره على عُنقه ومن ثم وضعت قُبّله على أنفه الارستقراطي وأبتعدت نطق أسمها بِصعوبه جف ريقه :غـ..ـزل
أخذت نفساً عميقاً وهتفت بِقساوة:أنتهت علاقه بدأت بالإجبار ورقة طلاقي توصلني يا أسامة لا تتعب قلبك وقلبي بأنانيتك
رباه كلماتها لم تكن عاديه بكل كانت أشد أنواع السهوم قتلاً أضطربت أنفاسه وتغبشت الرؤيا أمامه أوليها ظهره وخرج من المنزل بِخطوات غير مُتزنه صعد سيارته وجلس بِداخلها دون أن يُشغلها بحث عن علاج ضغطة في درج سيارته ولم يجده أما غزل أغلقت الباب وركضت إلى غُرفتها ألقت بجسدها إلى سريرها ودفنت وجهها في وسادتها وصرخت بألم كانت قاسية معه ولكنها الطريقة الوحيده التي ستنال طلاقها عبرها:سامحنـي يا سمائـي سامح غـزلك اللي جرحتك
.
"القاعه"
همست أمـل لـ رينام:تهقين وش صار ليه تأخروا
رفعت رينام  كُتوفها بِعدم معرفه:أصبري يكونوا تأخروا بالتصوير
ميلت أمل شفتيها:يابرودكِ اللي راح يِجلطني أنا لو حمد يفكر مجرد تفكير بأنثى غيري علقته من رقبته وخليته عبره للكـل
أبتسمت رينام وهتفت بالامُبالاه:خليه يتزوج وش علي منه
هتفت أسرار بِملل والتي حضرت بعد أن طلب منها عزام:هفف طفشت أبي أنام 
هتفت أم غازي بِشك:من جيتي وانتي فيك نوم ليكون حامل
وضعت راسها على الطاوله:باقي ماحللت توي حجزت عند دكتوره
أعلنت المُطربه عن بدأ الزفة وطلبت من الجميع التستر أرتدين عبائتهنّ وأنطفئت الأضواء تسلط الضوء على هديل التي أغمضت عيناها بِتوتر ومن ثم على غازي بدأ نزولهُما من الجهتين على أنغام هادئه وصلوا إلى نُقطة الالتقاء مد كفه وهي وضعت كفها الباردة وأكملوا نزولهُما بِخطوات متأنيه خطوا خطواتهم على الممر المؤدي إلى الكوشه دخل راكان وأبيها أحتضنها أبيها وقبّل جبينها:مبروك يابنيتي
قبّلت هديل كفيه وهتفت والابتسامة تُزين ثغرها :الله يبارك فيك يا يبه
هتف أبو راكان مُوجهاً كلامه لـ غازي:بنتي أمانه بِعنقك ياغازي لا يجيها الضيم
هتف غازي بهدوء:منت واثق فيني ياعمّي
هتف راكان:الحذر وأجب تراها أغلى من روحي وروحي ترخص فداء لعيونها
أبتسمت هديل وعانقته:لبى قلبك ياروح أختك
بادلها راكان العِناق وهمس لها:تأكدي إني وراكِ سند وعزوة هذا الزواج ماني مُرتاح له 
همست هديل  بهدوء وأبتعدت عنه :تطمن دام قلبي مُطمئن   
خرج أبو راكان وراكان طلبت المُصورة من غازي أن يُراقصها على الأنغام الهادئة ولكنه رفض وأكملوا خطواتهم وجلسوا همست هديل بِسُخرية:مو كنت رافض التصوير والزفة وش اللي غير رايك
لم يُجيبها عيناه تبحث عن تلك المغرورة بين الجالسات لم يُصدق حديث تُركي عن قدومها ولكنه شك بِما أنها عنيده وغير مُبالية هتف بهدوء:مين جاء من أهلي
نظرت إلى الخاتم الذي بين أصابعها والتي أهدته لها رينام والتي للتو عرفت من والدتها أنها زوجته:زوجتك وأمك وزوجة أخوك وجت عمتك أسرار
آه من تلك المغرورة لماذا حضرت ماذا تنوي فعله بعد مرور بضع دقائق  أشتغلت أُغنيه صاخبه ووقعت عيناه على فتاتين صعدنّ الى المسرح يتمايلنّ مع الاغنيه الصاخبه دقق النظر وكانت عمته أسرار وتلك المغرورة كزّ على أسنانه وهو يراها بِفُستانها المكشوف ماذا أخفت ظهرها بِاكمله مكشوف ولا يُغطيه إلا شعرها المسدول هل تعمدت الحضور بهذا الشكل جلبت أنظار الجميع إليها بِتمايلها وتمايل خصرها المنحوت أنتهت الاغنيه وتوقفنّ عن الرقص أكملت رينام خُطواتها ناحيتهم والابتسامة تُزين ثغرها   كان غازي يتأملها ويتأمل خطواتها الواثقه هل هذي هي حقاً زوجته المغرورة للمره الاولى التي يراها بهذا الشكل وقف لا إرادياً عند وصولها ووقفت بعده هديل بإحراج  هتفت رينام وهي تمد كفها وتُصافحه:مبروك يازوجي العزيز منك المال ومنها العيال
شد  غازي على كفها وقربها إليه دون أن يعير أحداً إهتماماً وهمس في مسامعها بنبره حاول قدر المُستطاع إلا يسمعها أحداً غيرهُما :وش نيتكِ يارينام
أحمرت رينام  وجنتيها لم تكن تتوقع هذا التصرف منه:غازي وضعنا غلط فك يدي
سمع صوت والدته الغاضبه والتي أتت هي وأسرار :غازي أعقل لا تفشلنا
أفلت كفها وزفر أنفاسه بالتدريج:سمّي يايمـه
تقدم منها وقبّل كفيها ورأسها:فديت طلتكِ ياروح غازي
هتفت والدته ببرود:مبروك ياولد عبدالله
رباه والدته صاحبة القلب الطيب يبدو أنها تحمل في قلبها عليه فقد أدرك هذا من لفظها"ولد عبدالله":أرضي عنـي يا يمه 
هتفت أسرار ممازحه بعد أن لاحظت عبوس زوجة أخيها :نحن هُنا ياعرب ترا نغار كل الحب لـ الروح حنان
أبتسم غازي وفتح لها ذراعيه:مايحتاج أنتي غير عنهم ياعميمة
رغم أنها تحمل في قلبها الكثير له ولكنها في هذه اللحظه نست كُل شيءٍ:مبروك ياغازي القلوب
قبّل راسها بعد أن حضنها:يبارك فيكِ يا أم لافي
تراقص قلبها فرحاً لـ هذا اللقب"أم لافي"
أمسكت أم غازي بِكف رينام:يلا يايمـه يارينام باركنا لهم خلينا نمشي
تمتمت رينام بـ"طيب" وهي تتجنب نظراته النارية لها تقدمت  من هديل وسلمت عليها مره أخرى وهتفت بِهمس:مبروك ديلو كنت أتمنى لكِ شخص أفضل من غازي بس يلا عليكِ فيه لا تخليه يتحكم فيكِ المغرور
رسمت هديل على ثغرها طيف إبتسامة:أبشري
التفتت إلى غازي وغمزت له ومن ثم مشت بعد أم غازي وكذلك أسرار لحقت بهنّ راقب نزولها حتى وصلت إلى الطاوله هتفت هديل:عيونك لا تخرج من مكانها سؤال وأحد دام عندك الزين كله وش تبي بغيرها
لا أحد يفهمه هو بِنفسه لا يفهم ماذا يُريد تلك المغرورة الجميع في صفها حتى هذه التي أصبحت زوجته تمدحها:خلينا نمشي
قبضت على مسكة الورد التي بين كفيها:بـ..بـدري ليه مستعجل
هتف غازي  وهو يرى رينام تخرج وهي تدفع أمراه تجلس في كُرسي مُتحرك:وش عاد تبين أكثر خلينا نمشي
تمتمت بـ"طيب" وأشارت إلى والدتها أن تأتي إليهم
"عند رينام"
خرجت هي وعمّتها أم خالد ونوف إلى غُرفة جلست على رُكبتيها أمام عمّتها وأصبحت تُقبّل كفيها:يمـه أشتقت لكِ والله
هتفت أم خالد وعيناها تذرف دمعها:وش سويتي فينا يابنت شعاع أربع سنوات وأنتي بعيد عنـا أربع سنوات وأمكِ شعاع تنتظر رجوعكِ
وضعت راسها بين كفيها المُتجعده:آآه يايمـه ظروفي أجبرتني 
جلست نوف بِجانبها ومسحت على شعرها:ريـنام دامكِ رجعتي طمني قلب أمكِ وروحي زوريها
رفعت  رينام راسها ونظرت إليها:كيف راح أقدر أقابلها بعد اللي سويته كيف
هتفت أم خالد:قلبي شايل عليكِ يابنيتي كأن كلمتي خالد إنكِ ما تبينه وإلا إنكِ تهربين وتسببين لامكِ وجع مستحيل يطيب
زفرت رينام  أنفاسها بِضيق:محد راح يفهمني كنت مجبوره  يايمـه الهروب كان خياري الوحيد
هتفت أم خالد:غازي اللي هربتي عشانه هذا هو تزوج عليكِ
أبتسمت رينام  بهدوء ووقفت :ماهربت عشان أحد هربت عشان نفسي والحين أسمحي  لي يايمـه بمشي
صدت بِوجهها للجهه الاخرى أما نوف وقفت ولحقت بِرينام:رينام وقفي
التفتت إليها رينام وباغتتها بِعِناق:لكِ وحشة يانوفتي جميلكِ للحين مب قادرة أنساه
بادلتها نوف العِناق ومن ثم أبتعدت تحدثنّ قليلاً ومن أعتذرت رينام وذهبت 
أخذ غازي عروسته ورفض أن يلحق بهم أحد وتُركي أخذ والدته ورينام وأمل ذهبت مع مزيونها والذي أخذها إلى الشاطئ ليكمل اليوم برفقتها وبِمكانهُما المُفضل عاد مناف إلى شقة سيّاف فتحت له رميث الباب دخل وهتف بِهمس:وين سيّاف
ميلت شفتيها بِخفوت وهتفت بِحنق:طلع بعد ما طلعت أنت حرام عليكم خليتوني أنا وسيف لوحدنا تعرفوني ما أعرف أتصرف معاه تعبني والله 
أستند مناف على الباب وجذبها إليه:يُقال لكِ الحين زعلانه
توردت وجنتيها وتمتمت بـ"اي" وهي تُحاول تحرير كفيها التي يمسك بها أبتسم وطوق خصرها وألصق جسدها بِجسده :أراضيكِ الحين كم عندي يارميث
شعرت بِمغص شديد حاولت التملص من بين ذراعيه:مـ..مـناف مب زعلانه فكني لو سمحت
تلمس بأنامله شعرها المظفور:كم مره قلت لكِ لا تجدلينه خليه مفتوح يتمايل مع كل خطوة تخطينها
حبست رميث  الهواء في رئتيها من رائحة عطره التي تغلغلت إلى أعماقها وعلى وشك أن تجعلها ثمله أغمضت عيناها وهتفت بِهمس:ط..طيـب..فكني
حررها مناف  من بين ذراعيه وضحك بِقهقهه وهو يراها تزفر أنفاسها:بأكلكِ أنا يارميث تراني زوجكِ وأقرب لكِ من سبابتكِ
نفخت رميث وجنتيها وهتفت بِعفوية:طيب ماقلنا شيء بس أنت صاير جريئ معاي مدري كيف بس توترني 
أشار مناف  إلى نفسه بِأستنكار:أنا!!آفا ماهقيتها منكِ ياعين أبوي
عضت على طرف شفتها وأولته ظهرها ومشت من جانبه إلى الداخل لحق بها وهو يضحك:أنتظري طيب
التفتت إليه بِحاجبان معقودان:مناف أششش سيف يادوب نام تعبني والله
وضع ذراعه خلف ظهرها ومشى بها إلى غُرفتهُما:باقي أنا نوميني مثل ما نومتي سيف
ضحكت رميث بِخفوت:حشى بزر أنت طحت من عيني يالكابتن
جعلها تجلس على الكُرسي أمام التسريحـه وأمسك بِظفيرتها الطويل وبدأ بِفتح شعرها:قبل أطيح من عيونكِ تأكدي إني طحت في غرامكِ وغرام شعركِ
نظرت  رميث إلى إنعكاسهُما في المرآه وهتفت بِهدوء:وش الفرق بين الحب والغرام
دفن وجهه في شعرها وأستنشق رائحته :وشهو الحب بالنسبه لكِ أنتي 
تمتمت رميث  بهدوء:امممم ما أعرف وشهو الحب بالضبط بس أحب إهتمامك فيني أنت غير عنهم يامناف
جعلها تقف وتستدير إليه هتف وهو يُشير إلى قلبها:الحب هو إنكِ تحبين شخص بكل جوارحك تحبين عيوبه قبل تحبين محاسنه
رمشت رميث مرات عديدة وهتفت بِخجل:بس أنت مافيك عيوب كيف أحبها ومالها وجود
قرب وجهه من وجهها وقبّل عيناها:كلي عيوب إلا أختياري لكِ من صرتي حلالي إدركت إني أسعد خلق الله 
حضنته بِقوّه وهتفت وهي تدفن وجهها في صدره:وأنا لك بكل جوارحي حبني ولا تبخل علي بحبك أنا من بعد حبك ماعاد أبي شيء 
أبتسم مناف برضى وسعاده وبادلها العِناق وكُل خليه بجسده ترغب بها
.
"غازي وهديل"
وصل إلى أمام مبنى كبير أوقف سيارته وترجل فتح بابها:أنزلي
طول الطريق وهو مُلتزم الصمت وهي كذلك ولم تسأله إلى أين سيأخذها ترجلت بهدوء وهي تُجرجر فستانها الثقيل أخرج شنطة ملابسها وأغلق سيارته ومشى إلى داخل المبنى تمشي بعده ببطء بسبب ثقل فُستانها دخلت بعده المصعد ومن ثم توقف المصعد في الطابق الخامس نظر إليها:تبين مُساعده
هزت هذيل  راسها بنفي وأكملت خطواتها بعده فتح باب الشقة:تفضلي بيتكِ
أخذت نفساً عميقاً ودخلت أغلق الباب  وهي شعرت بِمغص شديد سقفاً واحداً سيجمعهُما الآن ولا مفر لا تعلم إن كانت ليلتهُما الاولى  ستمر بِسلام وأمان أم ماذا أشعل أضواء الشقة وراها تنزع العبائة البيضاء التي ترتديها فوق فستانها الأبيض أشار إلى أحد الغُرفة ومن ثم جلس بِصالة الجلوس وفتح أزرار ثوبه سحبت حقيبتها ودخلت الغُرفة التي أشار إليها ميلت شفتيها وهي ترى الغُرفة بدون مفتاح همست بِقهر"حاط كل إحتياطته هالغازي" أكملت خطواتها إلى داخل غُرفة النوم وتأملتها لثواني أقل ما يُقال عنها جميلة الأثاث كلاسيكي والألوان مُتناسقة زفرت أنفاسها وفتحت حقيبتها التي جهزتها بِنفسها دون تدخل أحداً التقطت لها فُستان باللون الرمادي ناعم وهادئ يليق بِتفاصيل جسدها التقطت مُعطرات ومُرطبات لِجسدها عضت على طرف شفتها وهتفت بِتحلطم:ياليل دورة المياة خارج الغُرفة وش ذا الحظ الزفت
نزعت الفستان وأرتدت روب طويل وأخذت معها مُستلزماتها وخرجت رأت الحمام ودخلته سريعاً قبل أن يلمحها ذلك المغرور
غازي كان جالساً بِهدوء ويُدخن بشراهه واحده تلو الاخرى جسده هنا وعقله بعيد كل البعد أفكاره مُتشتته يُفكر بِغزل ويُفكر بحياته الجديده مع هديل ويُفكر بِرينام كان إتفاقهُما أن يدوم زواجهُما أشهر فقط وتنال حُريتها ولكنه لا يُريد أن يجعلها تنفصل عنه شيئاً غريباً يدفعه للتمسك بينهُما رابطة واصل ولكن لا يعرف كيف يُفسرها عندما يكون معها يتذكر ماضيه وتأتيه رغبه في مُعاقبه نفسه أخرج السِجارة من بين شفته وأطفئها في صدره أغمض عيناه وهو يشعر بِراحه ربما من يراه يظن بأنه مُختل عقلياً هو بِنفسه يشعر بأنه مُختل يعيش بين ظلام وتعثرات الماضي ١٣عاماً وهو يُعاقب نفسه ١٣عاماً وهو يلوم متعب وأسامة وهو المُتسبب الاكبـر والمُجرم لا أحد يعلم ما مر به بعد الماضي سافر إيطاليا ليس للتعلم وإنما لِمُراجعة طبيب نفسي لا أحد يعلم هو الوحيد الذي مر وتعثر ووقف وتعثر مجدداً في ماضيه مر الوقت سريعاً وهو على وضعه ينتهي من السجائر ويُطفئها في صدره وبين كفيه
هديل شعرت بِملل وهي وحدها صلت الفروض التي فاتتها وصلت الوتر وقفت وهي ناويه التوجه إليه ومعرفة سبب زواجه منها خرجت إلى صالة المعيشة ورأته على حالته وضعت كفها على أنفها:انت تدخن
نظر غازي إليها بِعيناه الحاده تأملها من راسها حتى أخمص قدميها وصد سريعاً:أدخلي غُرفتكِ الريحه راح تضركِ
عقدت هديل حاجبيها وأبعدت كفها:وش عرفكِ أنها تضرني
ثبت نظره عليها مُجدداً وهتف بِهدوء:أدري إنكِ مريضة قلب
أبتلعت هديل ريقها وهتفت بنبره خافته:ومين قالك شكلك قاعد تتوهم
وقف غازي  مُقابلاً لها ووضع كفه على صدرها مكان قلبها:ليه تخفين مرضكِ عن أهلكِ وليه رافضه تسوين العملية
حاولت هديل  تشتيت أنظارها عنه:قاعد تتوهم مافيني شيء
تنهد بِعُمق ومد كفه إلى تحت ذقنها:لا تكذبين تتذكرين الملثم اللي كان يراقبكِ
حركت هديل  أهدابها بِخفه وتمتمت بـ"اي" أكمل حديثه:كنت أنا ياهديل اللي يِراقبكِ تتذكرين تاريخ ٣من الشهر يوم تعبتي بدار الرعاية وأخذوكِ المُستشفى
ضيّقت هديل عيناها وهي تتذكر ذلك اليوم جيداً أبعدت كفه وجلست بِهدوء وهو جلس مُقابلاً لها 
"قبل بضع أسابيع"
يجلس في سيارته بهدوء وهو ينتظر موعد خروجها ينتظر موعد خروج من كانت سبباً في عذاب أخته سَيجعلها تذوق هي وأسامة ما ذاقته أخته كلاهُما كانا سبباً في عذاب وليّفة روحه سَيفضحها أمام أسرتها قبل أن تنجح خطة زوجة عمّه سُلطان وتجعلها ترتبط بأسامة عقد حاجبيه وهو يرى سيارة أسعاف  تتوقف أمام دار الرعاية ترجل من سيارته بِفضول وراهم يدخلون الى داخل الدار ومعهم النقالة أنتظرهم حتى خرجوا وعلى النقالة جسد  حوقل في سره وهو ينظر الى سيارة الإسعاف تبتعد بِسرعة سمع صوت صراخ عجوز وجملتها الوحيده"بنتي هديل لا تأخذونها ..بنتي هديل لا تأخذونها"توسعت أحداقه وسأل الحارس والذي أخبره أنها أحد المُوظفات عاد إلى سيارته وأنطلق بِسرعة ولحق بِسيارة الإسعاف وبعد مرور بضع دقائق توقفت سيارة الإسعاف أمام مُستشفى حكومي ترجل ولحق بهم وتبعهم إلى قسم الطوارئ
طبيب يدخل وطبيب يخرج سند جسده على الحائط وسأل أمرأة كانت بِرفقتها:لو سمحتي وش فيها هديل
التفتت إليه ومسحت دموعها:مين أنت وش تقرب لها 
نطق غازي  بِجمّود:زوجها
ضيّقت عيناها بشك فـ هديل لم يسبق لها التحدث أنها مُرتبطة رغم صداقتهنّ مُنذ بِضعت أشهر:زوجها!!
نظر غازي إليها بِعيناه الحاده:أخلصي علي وش فيها
هتفت بِقلة صبر:وأضح إنك كذاب هديل مب مُتزوجة
رفع حاجبه وتمتم بـ"ياليل والبلشه" ومن ثم مشى من جانبها وعاد إلى سيارته مر الوقت سريعاً ولكنه لم يُغادر بقى أمام المُستشفى ترجل من سيارته وعاد مجدداً سأل الاستقبال عن هديل وعن الطبيبة المسؤوله عن حالتها  ولكنه صُدم إنها قد خرجت من المِستشفى متى حدث ذلك لا يعلم:طيب أبي أقابل الطبيب اللي أستقبل حالتها
تمتمت بـ"طيب" وأشارت إلى أحد المُساعدات أن تاخذه إلى مكتب الطبيب إياس توجه بعدها إلى مكتب الطيب إياس دخل ومد يده وصافحه:جيت بسالك عن حالة جت قبل ساعات هديل عُدي الـ...
رفع إياس حاجبه تلك العنيده عكرت مزاجه وخرجت من المستشفى رغماً عن الجميع:وش تقرب لها
سَيُكمل غازي  كذبته:زوجها
مسح إياس على ذقنه وهتف بعدم إستحسان:وش هذي الزوجة اللي عندك!!انت عارف إن زوجتك مريضة قلب ولازمها عملية
صُدم غازي حقاً مما سمعـه:وش المانع من عمل العملية
ضرب إياس كف على كف:المانع يا أخوي أن زوجتك أول ماصحت وكلمتها بِمرضها طنشتني وطلبت تطلع وكأنها تعرف بِمرضها بس ماتبي تتعالج
زفر غازي أنفاسه ووقف ومن ثم هتف:مشكور يادكتور إياس
هتف إياس:لازم تقنعها تسوي العمليه قبل يفوت الأوان
"وقتنا الحالي"
خيم الصمت بينهُما بعد أن سرد لها ماحدث ذلك اليوم بللت شفتيها بِطرف لسانها ومن ثم هتفت بنبرة ضعيفه :يعني تزوجتني شفقة ولا إيش مو قادره أفهمك
لاحظ غازي  نبرتها ومُحاولتها حبس دموعها:مو مهم تفهميني ياهديل
وقفت هديل وهتفت بِأنهيار:ليه مو مهم حرام عليكم تعبت من كل شيء بالأول أسامة وريما وبعدين أنت وش تبون مني اللي فيني مكفيني يكفيني ذنب غزل اللي معلق برقبتي مستعده أسوي أي شيء عشان غزل تسامحني وقبل ما ربي يأخذ روحي
وقف غازي وتقدم منها وأمسك بِكفيها المُرتجفه والتي كانت تُحركها بِعشوائيه:هديل أهدي لا تتعبين نفسكِ
نزعت هديل  كفيها بِعنف ونظرت إليه بعيناها الدامعـه وقد بدأت أطرافها بالتشنج:أهلكت نفسي بِنفسـ..ـي لا تزودها علي ولا تجـ..ـور علي ياغازي أنا ما أدري وش سبب الراحه اللي حسيت فيها وقت تقدمـ..ـت لي وأستخرت
أجلسها غازي  رغماً عنها وجلس على رُكبتيه أمامها وأحتضن كفيها البارده والمُتشنجه بين كفيه:أسترخي بعدين نتكلم الانفعال مب زين لكِ ياهديل
تمتمت بـ"تعبت" وأغمضت عيناها بقيا على حالهُما نصف ساعه هي تُغمض عيناها وهو يفرك كفيها أستقام في وقفته ورفعها بين ذراعيه هتفت دون أن تفتح عيناها:نزلني أقدر أمشي
لم يسمع لها وأدخلها إلى غُرفة النوم وضعها على السرير بِخفه ومن ثم وضع قُبّله على جبينها:أرتاحـي الايام كثير بيننا
أولته ظهرها ولم تتفوه بِكلمة واحده أما هو خرج من الغُرفة وتوجه إلى دورة المياة سَيُصلي صلاة الوتر
.
"عز وملاك"
تقف في شرفة الجناح المُظلم  تنتظر عودته مُنذ يومين وهو ليس على بعضه يتجاهل الحديث والجلوس معها ولكنها عزمت الليله على معرفة السبب وستنتظره حتى الفجر بيدها الشيشه الإلكترونية والتي أحضرتها سراً سمعت صوت باب الجناح يُفتح  توترت لِوهلة وضعتها في جيب بجامتها ودخلت من الشرفة وقفزت إلى السرير وأدعت النوم دخل عبدالعزيز بِخطوات مُتسلله أشعل الابجورة القريبه من السرير وزفر أنفاسه ببطء وهو يتأملها مد كفه ولامس وجنتها وهتف بِهمس:أسـف ياملاكـي
لم تُبدي ملاك أي ردت فعل سَتدعي النوم وتنتظر ماذا سيقول وماذا سيفعل وضع قُبّله قصيره على وجنتها:الندم ما تركني ياملاكـي للحظة شكيت فيكِ وكنت بغلط غلطة عمري مو قادر أحط عيني بعينكِ بعد ليلتنا وبعد ما تأكدت من طهارتكِ أنا فعلاً حقير  وما أستاهلكِ
فتحت ملاك عيناها وأعتدلت بِجلستها:هذا السبب اللي مخليك تصد عني يومين وانت ما تحط عينك بعيني ياعز 
أبتلع عبدالعزيز  ريقه بتوتر:انتي صاحيه!!ليه ما نمتي للحين
ميلت ملاك  شفتيها بِخفوت:وشلون أنام وأنت مب بِجنبي عز لا عاد تصد بِوجهك عنـي أنا مُسامحتك وصدقني قلبي مب شايل عليك لو بِمثقال ذره
دعك عبدالعزيز عُنقه بِتوتر وهتف بِلعثمة:ملاك..انا يعني قصدي
وضعت ملام كفها على ثغره:لا تقول شيء أنا سمحت لك تأخذ حقوقك لانك زوجـي مو عشان تتاكد وتلوم نفسك
قبّل كفها التي تضعها على ثغره:مُتاكده إنكِ مب شايله بقلبكِ علي

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي Where stories live. Discover now