"الفصل التاسع عشر"

7.6K 183 1
                                    

"بيت الجد أبو سلطان"
.
"في المقلط"
كان النقاش بين سلمان وأسرار وسلطان نوعاً ما حاد أما أبو سلطان وأنس ملتزمان الصمت
أردف أبو سلطان بعد أن أحتد النقاش بين ابنائه:خلاص اتركوا أختكم بحالها ماتبي تتزوج براحتها 
سلمان وهو مازال لم يقتنع بسبب رفضها:يبــه لا تطاوعها جابر يا يبه ما ينرد وهي وش يعيبها عشان ترفض الزواج مره ثانـيه
أسرار بنبره حاده:مابـي أكرر التجربه مره ثانـيه عندي بنتي وش يضمن لي إذا تزوجت ما يحرموني منها قلت لا يا سلمان لا تكفى لا تجبرني على شيء ما أبيه
مسح سلمان على صفائح وجهه بغضب وسلطان الذي أشار له بأن يهدأ وتحدث بنبرته الهادئة الحنونه:ياروح أخوكِ محد راح يجبركِ على شيء فكري بالموضوع وأستخيري وبنتكِ محد يقدر ياخذها منكِ واحنا على الوجود
أبو سلطان بتأييد:اي يابوكِ خذي وقتكِ بالتفكير لا تتسرعين جابر ماينعاب وما ينرد
صمتت لوهله وأفكارها تتضارب لا تُريد الزواج مره أخرى لم تستطيع نسيان سيف الذي كان لها الحبيب الحقيقي لم يكن زوجها فقط لقد كان لها الأمان والأخ والأب والصديق:يبــه أنا
قاطعها سلمـان:لا تتسرعين بقرارك  وكملي حياتكِ بعد سيف انتـي بنت الـ...مايخسركِ الا الرديء وما يفوز فيكِ إلا الكفو
أنـس الذي كان ملتزم الصمت منذ البدايه:أنشهد ياعميمة مافرط فيكِ إلا الخسيس ومايستاهلكِ إلا الكفو وجابر ياعميمة رجال والنعم فيه ومستحيل يرفض بنتكِ تعيش معاكِ
حاولت الرضوخ لهم ولطلبهم وحاولت جاهده إقناعهم بأنها ستفعل مايُريدون وما أن تأخذ وقتها من التفكير ستعطيهم الرفض لا تقتنع برجل أخر غير سيف ولن تجعل شخصاً أخرى يحتل مكانته:أبشروا بفكر والقرار اللي بأخذه أتمنى الكل يتقبله كان رفض ولا موافقه
نهض أنـس الذي رن هاتفه وكان المتصل أخيه مناف وتوجه نحو خارج المكان وعند فتحهه للباب أنصدم من بنات عمومته اللواتي يتنصتن عليهم
كانت أرجوان وبصحبتها أريج وياسمين يقفنّ خلف الباب ويتنصتّن لحديثهم وجمّن في مكانهنّ عندما فُتح الباب وكان أنـس ينظر إليهنّ بصدمه
كل منهنّ تنظر إلى الاخرى هربت أرجوان وأريج بسرعه هائله أما ياسمين التي حدجته بنظرات بارده وغادرت بخطوات هادئه ولم تكترث لرؤيته لها بغير غطاء تمشي وشعرها المموج الطويل يتمايل مع مَيلان خطواتها
أنس الذي لم يأبه لهروب تلك اللواتي ينعتهنّ بالطفلتين بل بتلك التي سلبته عقله منذ مده صاحبة العينان الرماديـه والشعر المموج لاحظ شيء غريبا في نظراتها له لم تكن نظرات كره ولا حب لم يعلم ما سبب نظراتها تلك أستوعب مغادرتها من جانبه لحق بها وأمسك بيدها سحبها إلى الممر الخارجـي بحيث لا يستطيع أحد رؤيتهم نزعت يدها المتشبث بها واردفت بنبره هادئه:نعم وش تبي منـي
رفع حاجبه بإستنكار:انتـي من اي جليد مصنوع اش هالبرود اللي عليكِ
كتفت ياسمين يديها ببرود:من الاخر وش تبي
أبتسم أنس بحب :أبيكِ انتي وش أبي
أحتدت نظراتها وأردفت بنبره مستفزه:وش تبي فيني تبي تكمل اللي ماقدرت تكمله من ثمان سنوات  
عقد حاجبيه بشده لذكرها للماضي ولغلطته الشنيعة :أبيكِ حلالي أوعدكِ بتصحيح غلطة الماضي
ضحكت بسخرية: حلالك ضحكتني يا أنس لو مابقى رجال على وجه  الأرض إلا انت ماقبلت فيك اللي جاني منك أكبر من أني اغفر لك وأقبل فيك
كزّ على أسنانه وكل ما يُريده تمزيق صفحه الماضي من ذاكرتها لقد علم حجم غلطته ليس ذنبه أن كان فتى طائش متهور أغمض عيناه وأردف بنبره يعتريها الندم :رجيتكِ يابنت العم تغفرين غلطتي مستعد أسوي اي شيء تبينه عشان تنسين الماضي
ياسمين ببرودها الطاغي لم تتفوه بكلمه واحده أستدارت وعادت إلى الداخل أطلق تنهيده عميقه بعد مغادرتها وخلل كلتا يداه في شعره الكثيف عاد هاتفه يرن فتح الخـط ليأتيه صوت مناف الحاد:سـاعه عشان تــرد
عقد أنس حاجبيه من نبرته الحاده:شفيك معصب سلامات
تذمر بصوت حاد ومن ثم أردف:تعال لي بشارع الـ.....سيارتي تعطلت
أنس أرتخت ملامحه وأطلق قهقهه عاليه:طيب طيب أعصابك مسافه الطريق واجيك
أغلق الخط في وجهه مط أنس شفتيه بتعجب من حال أخيه وقع نظره على تلك الواقف التي ترمقه بنظرات ساخره رفع حاجبه بتسائل:نعم
"أرجوان" التي ما أن هربت هي وأريج لتصعد أريج الى جناحها وهي عادت لمعرفه ماذا سيفعل بياسمين التي لم تهرب معاهنّ بقت تترقبهُما من مكان قريب وسمعت جزء من حديثهم أردفت وهي تحرك حاجبيها بشكل مستفز:اوه اوه ولد عمي راس العنز يحب ماتوقعت ابـو قلب قاسي يطلع يحب ومين ياسو الملاك الهادئه كسرت خاطري
كزّ على أسنانه بغيض من لقافتها:بنت ناصر خليكِ بعيده عنـي لا تجبريني على الشينه
أطلقت ضحكه صاخبه وقبل مغادرتها من جانبه:تبي أتوسط لك عندها حرم الحب مقطعك تقطيع
حرك راسه بيأس منها نطق بصوت منخفض "طفله متطفلة اللي يصبرني لا أرتكب فيها جريمـة" غادر من بيت جده وأرجوان دخلت المطبخ وعند دخولها رات ياسمين الجالسه على أحد الكراسي وتضع راسها بين كفيها:ياسمين
مسحت دموعها بحركه سريعه ورسمت على ثغرها أبتسامتها الجذابة:هلا بغيتي شيء
جلست بجانبها وبتمثيل متقن لا تُريدها أن تعلم أنها شهدت وقفتها مع أنس وسماع حديثهُما :شفيكِ قاعده وحدكِ احنا نحتريكِ بجناحـي نتابـع فلم الرعب الجديد
شتتّت ياسمين نظرها بعيد عن أرجـوان:تابعوا انتوا  أنا بدخل عند جـدي وأبوي
نهضت أرجوان واردفت بتفهم:طيب براحتكِ
بعد مُغادره أرجوان وضعت ياسمين رأسها على الطاولة وشريط الماضي يمر أمامها ذلك الموقف الذي لم تستطيع نسيانه ذلك الموقف الذي جعلها انطوائية تكره الاحتكاك وتكره جنس الذكوريه
"في الماضي قبل ثمان سنوات"
"في مزرعة الجد أبو سلطان"
السـاعة 12:00 منتصف الليل 
فتاه الخامسة عشر تنظر إلى بنات عمومتها الغارقات في سُبات عميق بعد يوم شاق ومتعب للجميع ميلت شفتيها بخفوت فهي حقاً لا تشعر بالنوم تسللت من الغُرفه المشتركة ونزلت إلى الأسفل أقشعر جسدها من بروده المكان والسكون الذي يحل به الجميع في سُبات أبتسمت بتمرد فتحت باب المزرعه وخرجت إلى الخارج ولكنها تراجعت لوهله من الظلام الدامـس شجعت نفسها ببعض الكلمات"ياســـو محد فيه يمديكِ تأخذين راحتكِ مع الخيول" سمت بالله وخرجت مشت بضع أميال حتى وصلت إلى الإسطبل نست مخاوفها فور رايتها الخيول المتعددة حبها للخيول ليس له مثيل كم تعشق خيل أنـس من بين كل الخيول أقتربت منه مدت يدها ولمسته وأردفت بمشاكسه:أشتقت لك يالكاسـر ما أشتقت لي
حرك الخيل راسه وكأنه يداعبها وضعت وجهها قريب وجهه وأطلقت ضحكه صاخبه:أعشقــك يالكاسر أعشــقك
فكت عقدته وأخرجته من الإسطبل أمسكت بلجامه وأصبحت تمشي وهو بعدها والهواء البارد يداعب شعرها بعد المشي بضع أمتار جلست بوسط المزرعه والخيل بجانبها ضيّقت عيناها عندما لمحت شخصاً يجلس خلف أحدى الأشجار الكبيره خافت لوهله نبض قلبها بشكل سريع ولكنها تقدمت منه بضع خطوات رائحه ليست غريبه عنها داهمتها أقتربت أكثر ورات الجالس وبيده سجاره يشفط السجاره بشراهه راقبته بما يقارب العشر دقائق وهو مازال يدخن بشراهه
ظهرت أمامه:مريـض انـــت
"أنس "منذ ساعتين متواصلة وهو في هذا المكان المنعزل لقد كان يومه سيء جداً بسبب الخناق الذي حدث بين والدته و والده  ورفضها الحضور للمزرعـه لا يعلم كم قد أستغرق من الوقت كل مايعلمه أنه فرغ طاقته في السجاره أجفله الصوت الطفولي  حدق بها بصمت وجمود وهو مازال يشفط من سجارته لم يعرفها لوهلـه ولكن عندما نهض ووقف مقابلاً لها دقق في ملامحها وعرفها من عيناها الرمادية:وش تسوين هنا وحدكِ
رفعت يدها إلى أنفها:ريحتك تقـرف دخان ماتخاف على نفسك وصحتك
أردف أنس بزمجره :سالتكِ وش تسوين هنا وحدكِ وفي عمال بالمزرعـة
ميلت ياسمين شفتيها بحنق:لا ترفع صوتك علي وبعدين العمال جدو عطاهم أجازه لمده أسبوع ماهم فيه
بلع ريقه من نبرتها الحانقة وملامح وجهها المُغريه  بزغت في عقله أفكاراً سيئه لم يستطيع كبح نفسه عن الاقتراب منها سحبها وسندها على جذع الشجره وضع يده على ثغرها وخلل أصابعه في شعرها  أما هي لم تستوعب مايحدث لها  كانت في حالة جمود وخوف لقد تمادى بما فيه الكفايه قُبّلاته المتواصلة على عُنقها ووجهها رائحة الدخان المقززه تغلغلت في دماغها يده التي تمادت إلى أزرار قميصها وعيناها التي لم تتوقف عن ذرف دموعها نطقت من بين أنفاسها المتقطعة:بعــ...ـد عـ...عـنـ...ــي
كان في حاله سَكر بدون مُسكر رائحتها وكل مافيها  يدفعه للتهور أكثـر  كان يحاول نزع ملابسها وهو ليس مدرك بما يفعله كان تحت سيطرت غرائزه يديها التي تحاول بها أبعاده عنها همس بنبره موحشـه وعاد لتقبيلها :مو قادر أبعـد نفسي عنكِ لـيـه ظهرتي قدامـي
رفعت يدها وأمسكت بقميصها الذي فك الثلاث الأزرار العلويه منه واليد الاخرى وضعتها على صدره ودفعته حاولت الفرار ولكنه أمسك بيدها ونزعتها بقوه ولكنها سقطت أرضاً كان ينظر إليها بدهشـه كيف أستطاعت أفكاره السوداويه السيطره عليه جثى على ركبتيه أمامها وهي أجهشت بالبكاء:أنـ...ـس تكـ....ـفـى لا تقـ...ـرب والله ما أعلـ...ـم أحد والله
مالذي فعله كيف أنقاد إلى وسوسة الشيطان :أنا أنا ماكان قصـ...ـدي سامحـينـ...ـي ياسمـيـ...ـن
نهضت من جانبه وركضت إلى الداخل دخلت إلى دورة المياه ومرت الساعات وهي مازالت تحت الماء سمعت صوت أذان الفجـر خرجت بعد أن أرتدت روب الحمام وملابسها وضعتها في كيس ومن ثم وضعتها في شنطتها صلت فريضتها وانسحبت إلى سريرها وعادت للبكاء مره أخرى وهكذا أستمر حاله بضع أيام لا تُريد مقابله أحد كانت تلتزم الصمت وأنتهت مدتهم في المزرعه وعاد الجميع إلى منازلهم دخلت جناحها  المشترك مع أختها الصُغرى وقفت أمام مرآتها نظرت إلى ملامحها الباهتة وعاد الموقف يتكرر أمامها وكيف كانت للحظه أن تكون فريسته القت كل ماكان على تسريحتها أرضاً وأصبحت في حاله أنهيار رات قطعه زجاج من أحد عُطورها رفعتها بيد مرتجفه ومررتها على يدها اليسرى ومن ثم اليمنى  وهي غير مدركه لفعلتها الشنيعة تساقط دمائها بغزارة دخلت العاملة بعد أن سمعت صوت تكسر شيء ذهلت و وجمّت في مكانها عندما رات ياسمين فتاه الخامسة عشر قد أنتحرت ركضت إلى جناح سلمان وطرقته بشده:سيــدي أرجـوك أستيقظ فتاتك حاولت الانتحار  أرجـــوك أنقذها
فتح سلمان الباب بهلع وركض إلى جناحهنّ حمل بين أحضانه أبنته المنتحره مكثت في المستشفى ثلاث أيام وهي في صمت قاتل لا تتفوه بكلمه واحـده عجــز الأطباء عن معرفه السبب الذي دفعها للانتحار
"ياسمين كان عمرها 15 سنه
أنـس20 سنه
"الحاضر"
أيعقل أن ماضيها سيلاحقها طيلة حياتها هو المتسبب بكل هذا فعلته من دفعتها للانتحار ودخولها في حالة أكتئاب وبكل أريحيه يُريد منها مسامحته والموافقة عليه شعرت بأحد يربت على كتفها واردفت بنبرتها الحنونه:أبكـي ياقلب عميمة أبكــي عسى ببكائكِ تروح ضيقتكِ
رفعت رأسها ورات عمتها أسرار طوقت وسطها واردفت بصوت مبحوح:تعبـت ياعميمة تعبت
مسحت أسرار على شعرها:ياسو أنا معاكِ أفتحي لي قلبكِ مستعده أسمعكِ وأسمع كل اللي بخاطركِ
أستمرت على وضعها ولم تتفوه بكلمه واحده صوت شهقاتها يرتفع بين الحين والآخر أسرار بشفقه لبكائها:ياسو تعبانه تبين أنادي أبـوكِ
هزت راسها برفض بعد أن أبتعدت عن حضنها  وبصوت متحشرج:لا تكفين ما أبيه يحس بشيء
سحبت أسرار لها كُرسي وجلس مقابلاً لها:ماتبين تقولين لي وش اللي مكدر خاطركِ
مسحت دموعها بخفه واردفت بكذب :مافيني شيء تذكرت أمـي
أسرار بشك:بس مافي شيء ثانـي ...ياسمين شفتي أنـس
توسعت أحداقها و بلعت ريقها بصعوبه:وش دخل أنس
زفرت أسرار بعمق:ياسمين لمتى تبون تخفون عني الحقيقه وش السر اللي بينكِ وبين أنـس
حدقت بها فتره قصيره ومن ثم نهضت:مافي بيننا شيء تتوهمين يا عميمة أنا برجع البيت فيني النوم
راقبت أسرار مغادره ياسمين بتعجب واردفت بهمس"واضح مافي بينكم شيء أن ما عرفت ما أكون عمتكم"
"بعد مرور يوم"
"في بيت أبو نايف وتحديدا بعد صلاة العصر"
صلت فرضها ونزلت إلى الأسفل حضرت لوالدها قهوته ودخلت الى المقلط عقدت حاجبيها لوجود أخيها نايف:نايف مو كان عندك شغل 
ضحك نايف بصوت عالي:أعتبرها طرده يا أخوك
وضعت القهوه بجانبهم وقبّلت رأس والدها:لا شدعوه مطرود
أبو نايف وهو يرتشف من قهوته:وين نواف
نوف بتبرم:طلع ويا أخوياه الاستراحة
نايف بمقاطعه:يبه أظن في شيء بخاطرك تقوله
أبونايف أردف وهو يترقب ملامح نوف:اي يا أبوك  في رجال تقدم لنوف والله أنه كفو ماينرد ومعروف منا وفينا
أبتسمت نوف بتوتر وهي تجزم أن المتقدم لها خالد أنتظرت والدها ليكمل حديثه ونطقت بجديه:من ماكان يبه أنا رافضـه ما أبي أتزوج
نايف بتسائل:مين  يبه اللي تقدم لها
أبو نايف:خالد ولد الغاليه فكري ياوحيدتي بنهاية خالد ولد عمتكِ وتعرفينه من طفولتكِ
نايف تهلهل وجهه لا أحد يستحق أخته غير خالد:ونعم فيه ولد الغاليه نوف بعد كلمتك يا يبه مالها كلام
نوف بعدم إستحسان:وليه أن شاءالله ماعندي كلام أنا رافضه الزواج بشكل عام ماراح يغير رايي عن الزواج كان خالد ولا غيره
نايف بتعجب:وليه إن شاءالله وش اللي ناقصكِ حتى ترفضين الزواج عمركِ طق الـ27 وش عاد تنتظرين
ميلت نوف شفتيها بحنق:ترى عايشه على حلال أبوي مب على حلالك حتى تبي ترتاح مني مالك سلطه علي ولا راح أوفق عليه تزوجه أنــت
أبو نايف بحده:نوف وش هالكلام
نايف تكدر خاطره لفهمها الخاطئ كل ما يُريد أن تكون سعيده بين يدا شخص أمين يثق به وهو لن يجد شخص أخر غير خالد اردف وهو ينهض معلناً مغادرته من الجلسه :براحتـكِ سوي اللي تبين...أعذرني يبه برجـع العياده
أبو نايف بعد مغادره ولده التفت إليها وبعتاب:كذا يا أبوكِ تجرحين أخوكِ
عضت نوف على شفتها السفليه وباعتذار:يبه والله أسفه مب قصدي بس يبه أنا مو موافقه على خالد
أبو نايف بجدية:أعطيني سبب مقنع لرفضكِ ومحد راح يجبركِ ولا شيء
صمتت لوهله ماذا ستقول له أنه يُريد الزواج بها لغايته وهو تعذيبها والانتقام منها لمساعده رينام بالهروب همست في سرها"وش هالورطة مستحيل افضح نفسي قدام أبوي الله يسامحكِ يارينام هربتي وانا اللي رحت فيها" اردفت بعد صمت طال بضع دقائق:يبه أعطاني مهله أفكر وأصلي أستخاره
أبو نايف :الله يرضي عليكِ يا أبـوكِ لا تحطيني بموقف صعب من أختي وأبنها الوحيد
قبّلت يداه ورأسه وصعدت إلى غُرفتها القت بجسدها إلى سريره بقهر وغيض:خالد خالد ياجعلك اللي مانيب قايله وش السوات
التقطت هاتفها ودخلت سناب شات دخلت على محادثتهنّ وأتصلت عليها أتصال مرئي  مره تلو الأخرى
"غــزل "
في غُرفتها تعبث في جهازها بملل تُريد العودة الى عملها وقتل الفرغ التي تشعر بـه ولكنها لن تستطيع ترك أسامة بمفرده وهو لم يستعيد صحته بأكملها لفت نظرها هاتفتها الذي يهتز على تسريحتها نهضت بتكاسل ورات أتصال مرئي من نوف عدلت شكلها بيديها وردت عليها ضحكت  :غــزل وجع ساعه عشان تردين
غزل بضحكه وهي تنظر إلى نوف التي تعدل شكلها  :ساعه يالكذوبه
أطلقت نوف ضحكه عاليه :ماعليه بغرفتكِ وحدكِ
أدارت غزل الكاميرا على غُرفتها:شوفي أنا ومين وحدي مع أربعة حيطـان أسامـة عنده متعب ومناف 
نوف بتشفي:اي تستاهلين محد قال لكِ ترفضين عزومتي
أعادت غزل الكاميرا الأمامية عليها وأستندت على سريرها:نوفه وش صار على موضوعكِ مع خالد عسى ما فتح الموضوع مع أبـوكِ
ميلت نوف شفتيها:وانا ليه دقيت عليكِ ابي حل أبوي اليوم كلمني عن خطبت خالد لي وأبشركِ ابوي ونايف موافقين
أبتسمت غــزل بحماس:الله نوف تخيلي تتزوجين خالد وبعدها تنهزمون قدام بعض واو حماااااااس
نوف بحنق:غــزل وجــع لا تتخيلين ولا راح أتخيل اعطيني عذر مقنع وش اقول لأبوي عشان يقتنع
غــزل بجديه:نوف صلي أستخاره وإذا شفتي نفسكِ مستعده تواجهين حياتكِ مع خالد وافقي لعله خير ماتردين وش مكتوب لكِ معاه
زفرت نوف بقوّه:غزل ما تعرفينه كثري خالد مو مثل أخواني  تفكيره غير تفكير أخواني أنا عايشه بأحسن حال اسوي اللي ابي بس خالد شديد حتى وظيفتي أقسم لكِ ممكن يخليني أتركها
غــزل:مهما كان خالد قاسي وشديد مستحيل يسويها يانوف صح ما أعرفه بس العالم كله تطور ما وقفت على خالد وهو مثل ماله مستقبل وشركات انتي لكِ وظيفتكِ ومستقبل لا تستعجلين بالرفض عشان أوهام وأحتمالات
"في الجهه الاخرى وتحديداً في المقلط"
كان أسامة ومناف ومتعب متعب المتحدث وأسامة ومناف منصتان إليه بكل حواسهم:للحين مالقينا أي دليل على القاتل والبنت من يوم وقعت الجريمة  ماتنطق بكلمـة
مناف بتعجب:معقول هي اللي قتلت أبوها دام الادله مختفيه ليه محتجزينها وانتوا ماعندكم دليل
أسامة بعد صمت طال وهو يفكـر بالجريمـه:واضح جريمـة مخطط لها واللي سواها في بينهم ثأر ومجرم محترف أخفى كل الدلائل حتى سلاح الجريمة أخفاه
متعب بضيق:اي واضح مجرم محترف والبنت معتقلينها أحتياط رغم أن مافي اي دليل عليها ولا رضت تساعدنا وتنطق
أسامـه بثقـه:حتى لو مانطقت انـت اللي راح تثبت برائتها يامتعب وتظهر القاتل بنفسك دام البنت قبل جريمة القتل كانت بالمستشفى فهي بريئة
هز متعب راسه بتأييد ومن ثم نهض معلناً مغادرته:أعذروني لازم أرجع القسم
أسامة ومناف بصوت وأحد"معذور" واردف أسامة بعدها وهو يتبعه ويودعه إلى الخارج :أنتبه لنفسك يا أخوك وأنا يوم يومين وأرجـع مليت من جلسة البيت
أبتسم متعب:اي واضح مليت ماطقيت لنا خبر ولا أتصال حتى جيتك 
أبتسم أسامه بإحراج وبعد مغادره متعب عاد إلى أخيه وجلس بجانبه يعلم أنه حان موعد الاعتراف بكله شيء ومواجهت أخيه بكل شيء نظر  إليه بنظرات عِتاب:ليه ياخوك هجرتنا ثلاث سنين معقول ماحنيت!!
مسح مناف صفائح وجهه واطلق تنهيده عميقه:الهجر كان ضماد لي ياخوك ولو الود ودي مارجعت 
عض اسامة على شفته السفلى وبلع ريقه بصعوبة:ليـه
مناف بصرامـة:اللي ماضى فات ولي أسبابي الخاصة
أسامة بعد أن حزم أمره ومواجهته بكل مايعرفه:غــزل من ضمن أسبابك الخاصه
توتر مناف لوهله من معرفة أخيه بحبه لغـزل وسؤال واحد يتردد في عقله كيف علم أسامة بموضوعه هو وأسرار وخالته ريما فقط من يعرفون بحبه لـغزل أردف بحرقة:اي انت كنت تعـرف أنـي كنت أبيها وأخذتها معقول كلام خالتي ريما حقيقه
أسامة بنبره صادقه :مناف لا تظلمني ياخوك النصيب والأقدار كتبوها  لي صدقني ماكنت أبيها ولا كنت أعرف بحبك لها لا تقول رجال ما تنجبر على الزواج جدي وأبوي حطوني أمام الأمر الواقع
ابتسم مناف بسخرية:ماكنت تبيها والحين!!مستعد تطلقها وترجعها لأخوك!
توسعت أحداقه وزادت نبضات قلبه نطق بتلعثم:انا يعني ..قصدي
قاطعه مناف بحدة:لا تكمل وصل لي جوابك ياخوي تطمن ماعدت أبيها وصارت لك وحلالك بس انت ماقدرتها وقاعد تفكر بغيرها  وعلى تواصل مع غيرها
عقد أسامة جبينه بشده لمعرفه مناف بعلاقته بهديل:وش قصدك
مناف بحده عاليه متناسياً  أن من أمامه أخيه الأكبر:قصدي واضح ياولد أبــوي ماهقيتها منك يالكبير يالفاهم على علاقه مع بنت ما تحل لك تحسب أني بسكت لك حتى لو انت أخوي الكبير بس ما أسمح لك تاذيها وتكسر قلبها بخيانتك وهي بنت عمك من دمك ولحمك وزوجتك
إذا سكتت عن سواتك أنا مو ممكن أسكت 
قبض أسامة يده بشده وجملة مناف تتردد بمسامعه "ما أسمح لك تاذيها وتكسر قلبها":مناف حتى لو انـت أخوي ما أسمح لك تدّخل  بحياتي الشخصية
حاول مناف السيطره على نفسه وغضبه اردف قبل مغادرته :اسمع وأنا أخوك كنت أتمنها من طفولتي بس كل شيء صار عكس ما تمنيت وصارت نصيبك لا تخسرها عشان بنت باعت ثقه أهلها وتواصلت مع شخص مايحل لها صون زوجتك بعيونك ولا تخلي مجال للآخرين بحياتكم
قلبه أعتصر من الغيره وكلامات مناف تتردد في مسامعه يشعر ببراكين بداخله تنفجـر مازال يحبها مازال يتمناها حتى لو أظهر غير ذلك حبه لها يظهر في نبرته وملامحه راقبه حتى مغادرته وهو بقى في مكانه   ملتزم الصمت همس بصوت ضعيف "مانساها مانساها خايف عليها من أني أجرحها وأكسرها مايدري أني كسرتها وحطمتها من زمان ما يدري أني عذبتها من لحظه زواجنا مايدري أنها أعترفت لي مين اللي ساكن قلبها"
جلس بمفرده وأفكاره تاخذه إلى عالم غير عالمـه غفت عيناه بضع دقائق فتحها بعنف عندما سمع صوت أذان المغرب نهض من مكانه وتوجه نحو  غُرفته أداء فريضته وقراء له من كتاب الله عز وجل شعر براحه وسكينه تغمره أنتهى من القراءة وضع المصحف وتوجه نحو  غُرفتها كان باب غُرفتها مفتوح وصوت تلاوتها جعل قلبه ينبض بسرعه وملامحه ترتخي  طرق باب غُرفتها بهدوء وأبتسم عندما رفعت نظرها إليه وأغلقت المصحف :هلا أسامة بغيت شيء
حرك راسه بنفي:لا جهزي نفسك بطلع وياك مكان تحبينه
غزل ضيّقت عيناها لوهله واردفت:أحبه أنا وين فيه ياكثر الأماكن اللي أحبها
قهقه أسامة بصوت عالي:ماراح أقـول لكِ إلا لما نوصل
اردفت بدهشه:لحظه لحظه وضعك مابعد طاب وشلون بتسوق سيارتك!!
حك أسامة مقدمة جبينه وكأنه يفكر:بسيطه انتي اللي بتسوقين
رسمت أبتسامتها المميزه وبحماس:يلا قدام دام أنا اللي بسوق ماعليك خلاف
أبتسم لابتسامتها وذهب إلى غُرفته غير ملابسه وهي كذلك وقفت أمام المراءة المعلقه على الحائط في الممر ترتدي نقابها فإذا بها تراه يقف خلفها وظهر أنعكاسهما على المراءة بشكل جذاب أستدارت إليه وأصبح جسدها ملاصقاً لجسده توترت وشتتّت أنظارها عنه وهي تردف:يلا مـ ...مـشينا
كان ينظر إلى عيناها الملفته بشكل مُغري تلك الخرقه السوداء المسماه بالنقاب زادتها فتنه وجمال عيناها تلك تجعل من يراها أسيراً لها نطقت ببحه رجوليه:محد قال لكِ من قبل أن عيونكِ لوحدها فتنه وكل من شافها أنفتن فيها
حركت أهدابها بعفوية مما دفعه لتقبّل كلتا عيناها ومن ثم أبتعد عنها وخرج وهي بعده بعد أن أخذت نفساً عميقاً تستجمع نفسها تضعف أمامه كل الضعف تُريد التحكم بمشاعرها بقُربه ولكن لا جدوى  صعدت الى السياره مكان السائق وأنطلقت بسرعه هادئـه والتفتت إليه:أسامـة وين بنروح
كان يتأملها كيف تحرك المقود بتمهل وتأني:حطيت لك اللوكيشن شوفي وجهتكِ وين
وبعد مرور نصف ساعـة وقفت عند وجهتهم المطلوبة ركلت السياره وترجلت هي أولاً وهو بعدها  ابتسمت بشده وهي تأخذ نفساً عميقاً:الله من زمان ما جينا هنا
تقدم إليها ووضع يده على كتفها ومشى بها إلى داخل المنتزه الخالي إلا من بعض البشر :تذكرين متى أخر مره جينا
أبتسمت غزل بإحراج وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها أردفت بكذب:لا ما أذكـر
جلس وجلست بجانبه على أحدى المقاعد أبتسم بمراوغه:اممم حتى أنا ما أذكـر
رمقته بنظرات شاكه:من جدك ما تتذكر  ومين ذكرنـي وقت حكي لي سالفه عمي ناصـر
أبتسم أسامة بإنتصار:يعنـي تذكرين
عضت على شفتها السفليه واردفت بتسليه :اي أذكـر ذاك اليوم ومستحيل أنساه وانسي موقف متعب معاي والله أنـه رجال أجودي و 
عقد جبينه بشده ونطق بسخرية وهو يقاطعها :هذا اللي تذكرينه موقف متعب
مثلت البراءة في حديثها:اي هذا اللي أذكره رحنا المنتزه وضعت ومتعب رجعني لكم
عبس أسامة بشده والتزم الصمت بضع دقائـق واردف :اي حتى انا أذكـر ضاعت بنيه صغيره ووقت شفتها عيت ترجـع عشان أبوها ما يطقها وقالت لي ماتبي تكون قمر عشان القمر ينتمي للسماء وهي تبي تنتمي لي فقط
أبتسمت بشده وبانت أبتسامتها من عيناها الملفته بنقابها: أعذرها كانت طفله و أكيد عقلها كان مضروب
أخرج هاتفه من جيبـه وفتح الكاميرا الأمامية وقربها من جانبه وأصبح يلتقط لهُما صور متعدده تحت ذهولها ومن ثم مقطع فيديو وهو يتحدث بصوته الرجولي المبحوح:مالقيت عذر لكلامها حتى ولو كانت بنيه صغيره هي طلبت تنتمي لي والقدر والنصيب حقق رغبتها
أبتعدت عنه عندما أنتهى من تصويره شتتّت نظرها ورات طفلة تتجول وبيدها سلة مليئة بالورد الطبيعي نهضت من جانبه وتوجهت ناحية الطفلة:كيف ورده تحمل ورد بيدها
أبتسم الطفلة ببراءة وسحبت وردة من سلتها ومدتها إليها أخذتها غــزل أجفلهنّ صوت أسامة
وهو يردف بضحكة :والورد مايليق إلا بالورد
نزل إلى مستوى الطفلة وأخذ السلة بأكملها وهو يخرج من محفظته قيمة الورد أبتسم لابتسامة الطفلة السعيده لحصولها على مبلغ مالي أخذت النقود  وأردفت بصوتها الطفولي:شكـرا عمـو
مسحت غزل على شعر الطفلة قبل ذهابها أردف أسامة وهو يتأمل الورد:كنت مبتلش بوردة وحده والحين أبتلشت بسلة ورد كامله
أخذتها من يديه واردفت بحنق جاهله عن مقصده :محد قال لك تسوي نفسك حاتم الطائي وتشتره منها كل الورد
وضع يده على خصرها من الجنب وهمس:من عُذوبتها خجل الورد وياحلاة الورد وهو خجلان من عُذوبتها لا بغت شريت لها بساتين مو بس وردة ولا وردتين
أبتعدت عنه وسبقته إلى حيث مقعدهُما أخرجت هاتفها وأصبحت تصور الورد ذات الألوان المختلفة وهو يتأملها بصمت ولكن سرعان ما ترددت جملة مناف في عقله "ما أسمح لك تاذيها وتكسر قلبها" أطلق تنهيده عميقة  
"بيت أبو راكان"
في غُرفة نوم هديل دخلت نيارا بحماس:ديلــو
فزعت هديل من دخولها المفاجئ:شفيكِ طيحتي قلبي
نيارا بقهقهه صاخبه وهي تجلس بجانبها وتمسك بكلتا يديها :سوري ماكان قصدي أخرعكِ تكفين قولي تم
هديل بإستغراب:بنت عليكِ حراره شيء وش اللي تم
نيارا بنبرة مترجيه: ديلـو طلبت من راكان نخرج اي ماكان قال لا قلت له عشان ديلو قال اذا تبي تطلع هي اللي تكلمني وبجيها  من أخر الدنيا تكفين تكفين دقي عليه وخلينا نطلــع
هديل بملل من أختها المزعجة:تمام تمام تكفين ابلعي لسانكِ شوي هف صدعت وكله منكِ ومن حنتكِ
قفزت نيارا بشكل متكرر:يس يس أعشقكِ يا أحلى ديلو في العالم
أبتسم هديل أبتسامة جانبيه والتقطت هاتفها وبعد محاولات رد عليها بصوته الخشن:هلا هديل
تلعثمت :راكـان ....قصدي هلا.... وش بغيت
عضت على شفتيها عندما اطلق ضحكة صاخبه اردفت بحنق:هففف راكان لا تضحك كله من أختك الدلوعة تبي تطلع ولزقتها فيني
كتم ضحكته واردف بمرح:أجل عشر دقائق وانا عندكم أشوفكم مرتزعين جنب البـاب
ما أن قطع الاتصال حتى خرجت نيارا مهروله إلى غُرفتها وهديل نهضت ببطء أرتدت عبائتها ونقابها ببال شارد همست في سرها"أنسيه ياهديل عشان قلبكِ ما ينجرح من مُر الحقيقه ماكلف نفسه يرد على أتصالاتي " هزت راسها تنفض تلك الأفكار التي تداهمها والتقطت هاتفها ونزلت إلى الأسفل أنتظرت أختها الصُغرى وما أن نزلت حتى هَاتفها راكان وخرجتا إليه راكان بمزح :اي القرود وين يبون يروحون عسى مو حديقة الحيوانات
ضحكت هديل وتذمرت نيارا:رويكــن وجــع نبي نروح المـول أبي أشتري عطر خلصت كل عُطوراتي
التفت إليها راكان بعينان متوسعة:من جــدك تبين نخـرج عشان عطـر
ضحكت نيارا ضحكه بلهاء:يعني! رويكــن ترا للمعلوميه كل الحريم كذا وإذا ما نفذت طلبات خواتك طلبات مين تنفـذ
حدجها بسخرية :اي كل الحريم كـذا إلا أم عيالي المستقبلية غير عنهم
قلدته بسخرية ومن ثم أردفت بمحانكه:اي عساك لقيتها ولا بيخلص العمـر وانت مالقيت أم عيون ذباحــه
نظرت هديل إليه ومن ثم إلى نيارا:وش قصدكِ ومين ام عيون هذي
راكان بمقاطعه: عقلها مضروب قاعده تهرج من كيسها
نيارا بضحكة :اي اي من كيسي يلا يا أبو الشباب تكفى المول اول بعدها الكافـي اللي بشارع الـ...سمعت عنه مره فخم
شغل راكان قصيده لشاعره المفضل وأصبح يرددها بعده بصوته الجهوري ونيارا تصوره
"في بيت الجـد أبو سلطان"
عاد أبو سلطان من المسجد برفقه أبنائه سلطان وسلمان أردف أبو سلطان:أقلطوا ياعيالي أبيكم بهرجه
وعلموا اولادكم بكرا بنروح المزرعه نقضي فيها أسبوع
حك سلطان جبينه وهو ينظر إلى سلمان :اي يبه أبيك انت وسلمان بموضوع طال ولازم ينفتح ونحقق المرغبان
مشى ابو سلطان إلى الداخل وأبنائه بجانبه أستقبلتهم أرجوان ببشاشة:عمي سلطان وعمي سلمان يالله أنك تحييهم نورت الدار فيكم ياعسى حسكم مايغيب عن دارنا
قبّلها سلمان في خدها:عساك دايمه يابنت أخـوي لسانكِ المعسول صفة مشتركة بينكِ وبين ناصر الله يرحمه
أبتسمت له وذهبت لتقبل راس جدها وعمها سلطان ولكن فاجئها عندما أحتضنها بحنان الأبوة:عساك دايمة ياقطعه من الغالي أخبارك يا أبوك
شعرت بالراحة بالانتماء حضنه وكأنه حضن والدها الذي أفتقدته قاومت قدر المستطاع لكي لا تبكـي  أردفت بهدوء:بخـير
نزلت أسرار مهرولة واردفت ممازحـة:هالله هالله كل هذا الحب لنتفة أرجو
ضربها والدها بعصاته بخفه:أهجـدي يابنت وراكِ تركضين كذا مهبوله شيء!!
ضحك سلمان وشاركة سلطان أردف سلمان بتشفي:تستاهلين ماجاك
وضعت يدها مكانه ضربته وميلت شفتيها بحنق:يبه الله يهديك خليت العذال يشمتون فيني
أردف أبو سلطان وهو يتوجه إلى المقلط:الحقوني وأنا أبوكم أسرار دقي على حمد وأمل يجونـي
لحقه الجميع عدا أرجوان
ميلت شفتيها بتبرم:مالـي غير ريجو وتروك يوسعون صدري
صعدت إلى جناحها راكضه التقطت هاتفها وأتصلت على أبنة عمها الصُغرى أردفت بإستعجال:ريجـو دقي على تُركـي نطلع تكفين ... لا تخافين جدي والكـل عندهم جمعه خاصه .....بطلع من الباب الخلفي ....أوك دقي على تُركـي
على الطرف الاخر
كانت أريـج تعبث في هاتفها بمفردها فـ أختها الكبرى ذهبت لزيارته خالتها أخت والدتها وهي رفضت لا تُريد الاجتماع بأحد من أقارب والدتها تفضل البقاء بين عائلة والدها رن هاتفها أبتسمت بشده وعندما فتحت الخط تعجبت من طلب أرجوان:لا أخاف ابوي ولا جدي يقفطنا ....حلو أجل انتبهي أحد يشوفكِ إذا طلعتي ....كفو بنت عمي يلا بدق على تــروك
فتحت قائمة الاتصالات وضغطت على رقمـه لم يستغرق الا ثانيتن ورد عليها بإستغراب:شعندها الحلوه تدق علي
توردت وجنتيها واردفت برجاء :تروك نبي نطلع انا وارجوان تكفى تكفى
أطلق قهقهه عاليه وأردف :والمقابل خاطري يبي شيء لو خرجتكِ تنفذيه لي
أردفت أريج بعفوية:ترا إذا تبي أطبخ لك ما أعرف أفشل مني مافـي
كبح تركي ضحكته:ومين قال أبيكِ تطبخين لي يارفله
ميلت شفتيها بزعل:تـركـي لا تتمسخر وقول وش المقابل ولا أقول لك موافقه أنفذ لك اي شيء أهم شيء نروح نفحط تكـفى
أردف بإستعجال:تم يلا خمس دقايق وانتوا خارج بنتظركم بعيد عن الحيّ عشان محد يقفطنا
أغلقت الخط وقفزت لارتداء عبائتها ونقابها خرجت من البيت بخطوات متسلله ورات أرجوان بالجهه الخلفيه أبتسمت عندما رأتها ترتدي عبائتها ونقابها:وصرنا نلبس نقاب وحركات ااااه ياقلبي من عيونكِ الحلوه
ضربتها أرجوان بكتفها:اي واضح تتشمتين فيني عشان لبست نقاب
أريج بضحكه:لا شدعوه  وين اللي قالت أنا حره والبس اللي أبــي كفو ولد عمي أنـس  
أرجوان بملل:كيفي ياهووو بعدين اللي أقنعني مناف مب راس العنـز
شهقت أريج عندما رن هاتفها:ياويلي تأخرنا على تُركي أسرعي بيذبحنا
ركضتا إليه وعند رؤيتهنّ لسيارته البعيده تنفستا الصعداء وصعدت كلتاهما إلى المرتبة الوسطى التفت إليهنّ:شكلكم يضحك ...هب هب مين الحلوه هذي أم عيون خضر
أرجوان بتذمـر:وجــع لازم الكـل يعلق حق ما لبست نقاب محد كان مركز على عيوني لين لبست نقاب
شغل محرك سيارته وانطلق بسرعـه جنونية
.
بعد مرور نصف ساعه قدم حمد من عملـه إلى بيت جده وهو يعلم سبب تجمعهم يكاد يصرخ من فرحته وطلب من أمـل أنتظاره في الجلسه الخارجية لبيت جده أبتسم عندما رآها تجلس بملل وتلعب بخصلات من شعرها أقترب بخطوات متسلله

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي Where stories live. Discover now