الفصل الخامس والستون"

5.1K 108 5
                                    

أبتلع ريقه وترجل من سيارته سريعاً وتوجه نحو السياره توسعت أحداقه عندما عرف السيار تقدم بِخطوات راكضه:غـــــــازي...غــازي
فتح الباب الأمامي وكان راس غازي على المقود و الجزء الأمامي للسياره أصبح معدوماً تناثر الزجاج بشكل مُرعب أخذ نفساً عميقاً وأخرجه من السياره بِمساعدة ناس قدموا للتو كان فاقد للوعي وجبينه ينزف جلس تُركي ووضع راسه على فخذه:غــازي ياخوي تكفى أفتح عيونك
هتف أحد الرجال:لا تحركـه أتصلت بالإسعاف
شهق غازي شهقه حاده شعر بأنها أنتزعت روحـه معها وفتح عيناه بِذعر وضع تُركي كفه على صدره:أذكـر الله ياغازي
أعتدل غازي ومسح الدم المُتصبب من جبينه وأصبح يتحدث بِعشوائيه غير مُستوعب ماحدث معه:شفت المـوت...كنت بموت قبل تسامحني ..رينام راحت
أبتلع تُركي ريقه من حال أخيه:غــازي انت بخير
هز راسـه بِمعنى "اي"ومن ثم أغمض عيناه
تأكد تُركي أن أخاه ليس في وضع جيد:خليني آخذك المستشفى
فتح غازي عيناه ووقف:انا بخير ما يحتاج مستشفى وصلني البيت
تقدم منه أحد الرجال ووضع كفه على كتفه:ياخـوي انت تعبان الإسعاف بيوصل
أبعد غازي كفه ومشى ناحيه سيارة تُركـي فتح الباب الأمامي وهتف بأمر:أخـرجـي
عضت اريج على طرف شفتيها وخرجت بِطواعية بعد الفجيعة التي حدثت ليس من صالحها التكلم ومُناقشته صعد مكان السائق وأنطلق بِسرعة جنونيه
ضرب تُركي على جبينه وأريج شهقت:تركنا وحـدنا
تفرق الناس وتُركي سند جسده على سيارة غــازي:أحمدي ربك ما مسح فينا الشارع واضح فيه شيء
تقدمت اريج إليه وهي تضحك:تروك تكفى وضعنا يضحك قلبي طاح وصرت أتخيل لو مات صاحب السياره وراح ندخل السجن
أخرج تُركي هاتفه وأتصل بِسائقهم وأرسل له الموقع:خلينا ننحاش قبل يوصل الإسعاف
أخذت اريج هاتفه من يده وفتحت السناب شات وأصبحت تُصور سيارة غازي ومن ثم أدارت الكاميرا عليها وعلى تُركـي وصورت مقطع فيديو :هاي جيجي شوفي مغامرتنا اليوم سويت حادث والكـل سليم أبشرك تخيلي سيارة مين هذي سيارة غازي أكمل لكِ القصة وقت نرجع سيااا
أكملت وأرسلته إلى أرجوان ومن ثم أعادت الهاتف إلى تُركي :يلا مشينا ياكابتن
أبتسم تُركي وهتف:الأميرات أولاً
عضت اريج على شفتها تحت نقابها وقلبها يتراقص فرحاً ولو أنه ليس حراماً وعيباً لكانت عانقته
.
"غازي"
أوقف السياره أمام منزل أبيه وترجل سريعاً دخل بِخطوات مُستعجلة ولكن قبل أن يدخل توجه إلى أمام المُلحق الخارجي غسل وجهه ومن ثم دخل وكان الجمـيع بأنتظاره أمه غزل أخيه حمد وزوجته وقفت غزل فور دخوله وهي ترى حالته ليست على ما يُرام :غـــازي وش فيك!!
تمتم غازي بـ"مافيني شيء" ومشى الى جناحه مُتجاهلاً أسئلة الجميع دخل الجناح وأغلق الباب بِقوة الجناح مُظلم رغم الأضواء المُشتعله وجودها كان نوراً تحرك في الجناح بشتات يبحث عن شيء يدله عليها إلى أين ذهبت وتركته فتح دولاب الملابس الفارغ من ملابسها :وين رحتـي ياعذابـي ..مستحيل أخليكِ تضيعين مني مره ثانيه
جلس على الاريكه التي كانت تنام بها والتقط وسادتها دفن وجهه بِها وأنهمرت دموعه كان يسمع صوت والدته وصوت غــزل مما يزداد عذابه وتأنيب ضميره رفع راسـه وعندما أراد وضع الوساده لمح ظرف التقطه سريعاً وفتحـه أخرج منه ورقه ونصف القلاده فتح الورقه وتوسعت أحداقه وهو يقرأ المُحتوى"فارقت اللي كان لهم بقلبي مكانه أعظم من مكانتك عشان سري يبقى مدفون وانت فارقتك لانك سبب هذا السـر لا تتعب نفسك وتدور علـي دُربنا مستحيل تجمعنا مره ثانـيه وتركت لك نصف القلاده عشان تتذكر إنك سبب دماري وهروبي المُتواصل"
بعد أن أنتهى من القراءة وضع الورقه في جيبه وقبّل القلاده:مستحيل تفارقيني جمعنا النصيب ولازم ترجعين لـي وتريحين قلبي من عذابه
وقف وفتح الجناح لن يرتاح حتى يجدها ويجعلها تُسامحـه أوقفته غزل:غــازي وقف مستحيل أخليك تتطلع وحالتك كذا شوف جبينك ينزف
جذبها إلى صدره وقبّل راسها:بعدين ياوليّفة روحـي لازم أدور على عذابـي
تشبثت به غزل وهي لم تفهم ما مقصده من لفظ "عذابي"هتفت والدته:غــازي أرحمي قلبي ياوليدي وش فيكم ووين راحتي بنتي رينام
أبعد غزل وقبّل راسه والدته:أسـف يايمـه بنتكِ رينام راح ترجع
ذهب قبل أن تتفوه والدته بِكلمة وأحده وخرج من المنزل سريعاً وركب سيارة تُركـي سَيبحث عنها ولن يدع مكاناً واحداً تذكر هديل وأتصالاتها زفر أنفاسه ببطء وغير وجهته إلى الحي الذي به شقته وبعد مرور بعضاً من الوقت أوقف السياره أمام المبنى ترجل وصعد إلى الأعلى اخرج من جيبه المفتاح وفتح الباب ومن ثم دخل وأغلق الباب:هـديل ...هديـل
أكمل خطواته الى داخل غُرفة نومهُما أشعل الأضواء ووجدها مُتكوره على نفسها فوق الأريكة تقدم وجلس على رُكبتيه:هـديل
فتحت هديل عيناها ببطء وسرعان ما أعتدلت بِجلستها وهتفت بِخوف وهي ترى جرح يتوسم جبينه :غــازي شفيك
وضع غازي راسـه على فخذيها وهتف بنبرة لامست قلبها:تعبان ياهـديل
رفعت هديل راسه وأصبحت تمرر كفها على جرحه:أقعد وبروح أجيب شيء أنظف الجرح
أستلقى مكانها وأغمض عيناه وخيال رينام لم يُفارقه عذاب السنين
عادت هديل وبيدها ماء ومنشفه صغيره:غازي أصحى لازم أنظف لك الجرح
لم يسمع كلامها لانه غارقاً في دوامته جلست على رُكبتيها وثبتت وجهه بأحد كفيها ومن ثم مررت قطعة المنشفه على وجهه:وش صار معاك ياغازي
فتح غازي عيناه ونظر إليها:رينام هي نفس البنت اللي دمرتها قبل ١٣سنه ياهديل
بهتت ملامحها بِشدة قبل أسبوع عرفت بِسره عندما رأته يحرق صدره ذلك اليوم أنهار أمامها باكياً وأخبرها بكل مافي صدره:سامع وش تقول
أعتدل غازي في جلسته وأزاح قدميه إلى الأرض:رينام هي عذاب السنين وحسرتها فارقتني عشان عذابي وندمي يزيد وينها فيه الحين ماعندها أحد تروح له
أحتضنت هديل كفيه بين كفيها تعجز عن المواساة:لا تخاف رينام قويه راح تلقاها ياغازي وأعطيها كل أعذارك وصدقنـي راح تسامحك رينام تستحق إنك تجري وراها حتى تسامحك
نظر غازي إلى عيناها بإنكسار:وإذا مالقيتها تقول فارقت اللي لهم مكانه أعظم منـي رينام مستحيل تسامحني اللي مرت فيه بسببي ياهديل
زفرت هديل أنفاسها ووقفت وجعلته ينهض معها وقفت هي وهو أمام المرآة:وش تشوف
نظر غازي إلى إنعكاسه في المرآة وهتف بِغُصه :شخص حقير دمر حياة طفله ذنبها إنها عاندت أبوها وطلعت البر مع أهل أمها
وقفت هديل مُقابلاً له ونظرت إلى عيناه:وش تشوف بعيوني
صمت فليس لديه إجابة أبتسمت هديل وهتفت وهي تُشبك أناملها بين أنامله:أنا أقول لك أنت أمان ونصيب رينام أنت سندها الوحيد أنت اللي راح تسعى لها حتى لو طول عمرك أنت اللي راح تخليها تسامحك وترجع لأحضانك
أغمض عيناه وسقطت أدمعه لم يعد عيباً أن يبكي أمامها فقد شهدت إنهياره قبل أسبوع وجعلته يبكي على كتفها دون تضجر وهونت عن مافي قلبه مدت كفها ومسحت دموعه:غــازي أوعدني ما تيأس وما تتركها مهما طلبت منك تبتعد عنها دور عليها وخليك مثل ظلها
أحتضنها بِقوّة وهتف بِهمس مبحوح:رغم ذنوبي الغير معدوده إلا إن ربي عوضني فيكِ أنا ما أستاهلكِ ياهديل
دفنت هديل وجهها في صدره:ربي بلاني بِمرضي وعوضني فيك ياغازي راضيه بأيامـي الأخيرة دامها بِقُربك
أبعدها عن حضنه وأحتضن وجهها بين كفيه وقبّل عيناها:راح ألقي لكِ مُتبرع وراح تسوين العملية أوعـ
وضعت كفها على ثغره وهزت راسها:لا توعد ياغازي أنا راضيه بهذي الايام ما أبــي قلب شخص ثاني ينزرع بين أضلعي
قبّل كفها التي على ثغره وزفر أنفاسه بِضيق أبتسمت هديل ونزعت كفها:روح تروش وبجهز لك ملابسك وبعدها روح دور على رينام أوعدني ما ترجع إلا وهي معاك
تمتم غازي بـ"طيب" وتوجه إلى دورة المياه وهي وضعت كفها على صدرها مكان قلبها وزفرت أنفاسها بالتدريج وهي تتذكر تلك الليله التي أنهار أمامها هذا الجبل الصامد
"قبل أسبوع"
تشعر بالملل الشديد خرجت من غُرفتها إلى صالة الشقه وصدمت بوجود غازي جالس على الاريكه والصاله تعج برائحه الدخان تقدمت منه وعقدت حاجبيها بشده عندها راته مُغمض العينان والسجاره بين شفتيه وسرعان ما شهقت عندما راته يُخرج حبة السجاره ويغرسها في صدره:غازي!!وش تسوي
فتح غازي عيناه بخمول وهتف بنبره ناعسه:أرجعي غُرفتكِ ياهديل أحسن لكِ
أحتدت هديل ملامحها وتقدمت منه أكثر حنت بجسدها ومدت كفيها إلى صدره وبدات بفتح كامل أزرار قميصه تحت عيناه المُترقبه إلى ملامحها القريبه منه توسعت أحداقها وأعتدلت بوقفتها وهي تضع كفها على ثغرها صُدمت من هيئة صدره مُتوسم بالكثير من الآثار:انت!!وش تسوي بجسمك!!غازي وش تعاني منه
نظر إليها بنظرات عجزت عن فهمها وعاد وأغلق عيناه
زمّت هديل شفتيها وهي تتأمل صدره المكشوف نطقت بصعوبه:لا تتجاهلني تراني زوجتك ياغازي
فتح غازي عيناه ولا شعورياً تذكر تلك العنيده "رينام" التي زلزلت عرش قلبه بغرورها وعنادها مد كفه وأمسك بِمعصمها وجعلها تجلس على فخذيه وهتف بضيق:أعاني من الماضي ياهديل أعاني من ذنب سويته أعاني من تدميري لحياة طفله بالبر
توترت هديل ونبضات قلبها زادت عن حدها:غـ..ـازي
أغمض غازي عيناه وأنهارت سدود عيناه الماضي لم يُفارقه ولو لبضع دقائق وجود رينام بحياته يشعر بأنه يربطه بماضيه فتحت هديل ثغرها من بُكائه أحتضنت وجهه بين كفيها:غازي ياعين أبوي ليه تبكي وش هو الماضي وش هي قصتك
دفن غازي وجهه في صدرها عجباً لوضعه عجباً لضعفه عجباً لصموده الذي أنهار أمام هديل مرت الدقائق وربما نصف ساعه وهو يبكي وهي تمسح على ظهره بهدوء هتف غازي بهمس بعد أن وجد نفسه قادراً على كشف حقيقته أمامها :من قبل ١٣سنه دمروني شلتي ورحنا البر وهناك أعتديت على طفله ياهديل
تجمد الدم في عُروقها وشعرت بدوار من هول الحقيقية التي سمعتها دفعت راسه بخفه ووقفت بعدم تصديق:انت!!غازي وش قاعد تقول مستحيل!!مستحيل انت ما تسويها
نظر غازي إليها بعيناه الدامعـه:سويتها ياهديل ودمرت حياة طفله ماعاد دريت وش صار معاها عُقبها
عضت هديل على طرف شفتيها وهي تُدرك جديته وشاركته البُكاء جلست بجانبه وأحتضنته:غازي أنسى الماضي والله غفوراً رحيم
تطلب منه أن ينسى وهو لم ينسى ولا يُريد النسيان لاحظت هديل صمته رفعت راسه وأحتضنت وجهه ومسحت دموعه:خلاص انت ندمان وتبت ياغازي حاول تنسى
تمتم بـ"ما أقدر يا هديل" وضعت هديل كفها على ثغره:تقدر وأنا معاك بكل ثانيه وبكل لحظه
أبتسم غازي من بين ألمه وحزنه اعتدل بجلسته بحيث أستلقى على الاريكه وجعلها تستلقي فوقه
"وقتنا الحالي"
خرج غازي من دورة المياة وراها شاردة البال تنظر إلى الفراغ غير ملابسه وهو ناوي الخروج والبحث عن رينام راى هديل مازالت شاردة البال تقدم منها وهمس :هديل
أبتلعت هديل ريقها ونظرت إليه :هلا غازي تحتاج شيء
مرر أصبعه السبابه على طول حاجبه وهتف وهو يجعلها تقف ويُلصق شفتيه على جبينها :لا سلامتك بمشي وإذا أحتجتي شيء أتصلي علي
تمتمت هديل بـ"طيب" ومشت بعده إلى أمام الباب وبعد خروجه أغلقت الباب وعادت إلى غُرفتها أستلقت ودخلت بنوبة بُكاء
.
أصبحت الايام تمر بشكل سريع وغائبان ليس لهُما أثر مازال البحث عنهُما مُستمر قلب ذلك المُتعذب لم يرتاح يوماً وهو يبحث عن من أسمها بِـ"عذابي" ذهب إلى السفارة وصُدم إنها سافرت اليوم الثاني مُنذ غادرت منزله تتبع حُجوزاتها الرحلة الاولى كانت إلى إيطاليا والأخرى إلى هولندا بحث أكثر وأكثر وعلم أنها حُجوزاتِ وهمية مما يعنى أنها مازالت في نفس مدينته والغائب الاخر أسامة أشتغل قلب الجميع عليه خوفاً وقلقاً من أن يكون وقع بين أيادي عدوه "رعد" أخوته لم يتركوا مكاناً واحداً ولم يسألوا عنه ومتعب الذي أنهكته الحياة بعد غياب أسامة أصبح مهموماً ويعمل ليلاً ونهاراً للبحث عن رعد فالديه شكاً بأن أسامة واقعاً في مُشكلة
.
"متعب"
عاد إلى منزله الساعه 1:00بعد مُنتصف الليل صعد الدرج ووجد فتاه ببطن بارز تجلس على الدرج تنحنح حتى تبتعد من طريقه ولكنها رفضت:متعـب
عقد متعب حاجبيه عندما نطقت بأسمه:عفواً أختي
كانت تتأمله بعينان لامعه:متعب أنا أختك شوق
حوقل بِصوت مسموع عندما فهم أنها نفس الفتاه التي تتصل به مُنذ أسبوع:يابنت الناس أعصابي تلفانه أنا مب أخو أحد ولا أعرف مين ذا فيصل اللي تتكلمين عنه أرجوكِ أرجوكِ أتركيني بحالي
أخرجت شوق من حقيبتها صوره:ناظر في الصوره هذا أبوي فيصل شوف الشبه بينك وبينه متعب ليه مب راضي تصدق أنت مب يتيم أنا أختك وأمـي تنتظرك
نظر إلى الصوره ومن ثم شتت أنظاره وصعد من جنبها:ماعندي أهل أفهميها يابنت الناس وأرجعي لأهلكِ
لحقت شوق بِه:متعب تكفى أسمعني بقول لك الحقيقه كلها
تجاهلها وأكمل خطواته لحقت بِه إلى أمام شُقته هتف بضيق بعد أن عرف أنها تلحقه:أرجوكِ يابنت الناس حلي عنـي أنا مب أخوكِ
فتحت شوق نقابها وهي تتقدم منه:تعبت حسبي الله على عدوينك وقف ترى مُنحاشه من زوجـي وجيت أشوفك
التفت إليها وتوسعت أحداقه وصد عنها:تغطي حسبي الله على عدوينك يابنت الناس
وصلت شوق إلى جانبه وأحتضنت مِعصمه:أختك أختك لا تصد بِوجهك عني ماتشوف جمالي يشبه جمالك
حاول متعب نزع مِعصمه:بنت بعدي عنـي قبل أبلغ عليك
زادت من تشبثها به:أسمي شوق الله يعزك ياعزوتي
فتحت شيماء الباب بعد أن كانت تنظر إليهم من العين السحرية:متعـب وش في مين هذي
أبتسمت شــوق:احم أنا شوق أخته اللي مب راضي يعترف فينـي
نظرت شيماء إلى متعب وهو نظر إليها:مب فاهمه
رفع متعب كتوفه:لا تسألـي لها فتره تتصل فيني والحين نشبت لي
رن هاتف شوق أخرجته من حقيبتها وعضت على شفتها وليد أحرق هاتفها أتصالاً تركته في الفندق نائماً وكذلك هناك مُكالمات من عبدالعزيز :ياويلي وليد وعز عرفوا أني هربت من الفندق أنا بوجهك يا ولد أبـوي
هز وليد راسه بضيق وتركهنّ ودخل إلى الداخل يكفيه مابه:شيم تصرفي معها أعصابي تلفانه
ميلت شوق شفتيها وردت على وليد وهتفت بِأستعجال :قبل تهاوشني أنت وعز أنا عند بيت أخـوي متعب وماراح أمشي إلا لين أقول له الحقيقه
أنهت كلامها وأنهت المُكالمة نظرت إلى شيماء ومدت كفها صافحتها وهتفت بِنبرة لامست قلب شيماء :تسمحي لي أدخل أكلم متعب وعد أكلمه بالحقيقة وأطلع أحنا أهـله وأنا أخته ليه مب راضي يصدقنـي
زفرت شيماء أنفاسها وتمتمت بـ"أدخلي" دخلت شوق وجلست بِغُرفة الجلوس وشيماء دخلت غُرفة نومهُما وجدته جلس ويضع ذراعه على عيناه تقدمت منه وجلست بِجانبه نزعت ذراعه وصُدمت أنه يبكي:متعب يابـوي ليه البُكاء!!
وقف وأبتعد من جانبها:وينهم عني من 38سنه وينهم ليه الحين تذكروا أن عندهم ولد قبل يومين جاني وأحد أسمه عبدالعزيز ويقول أنا أخوك واليوم تجي هذي وتقول أنها أختي طيب وين أبـوي وين أمـي
وقفت مُقابلاً له ومدت كفيها ومسحت دموعه:تعال خلينا نسمع الحقيقه منها وبعدها لك حُرية الاختيار
نظر إليها مُطولاً ومن ثم تمتم بـ"طيب":أسبقي بغير ملابسي وأجيكم
عادت شيماء إلى حيث تجلس شوق ولم يستغرق متعب إلا القليل وشاركهنّ الجلسة ولكنه يصد عن شوق التي كتمتها في خاطرها هي لا تلومه ولكنه صعباً عليها هتف متعب:أسمعـكِ
أخذت شوق نفساً عميقاً وبدأت تروي له القصه التي سمعتها من أبيها فيصل كان متعب ينصت جيداً وهو في حالة جمّود وصدمـه أبيه كان مريضاً وهو الضحية أبيه دخل مصحه عقليه وهو كان الضحيه أي قلباً يمتلكه البشر كيف أستكثروا عليه العيش مع والدته أو مع والده لِيحرقهم الله في نار جهنم أي غصة تركوها في قلبـه كانت تروي له وتبكـي وشهقاتها دوت في أرجاء الصاله:متعـب أبـوي فيصل الله يرحمه ماله ذنب ولا أمـي كلهم كانوا ضحايا أسرهم أبوي مات وقلبه ينتظر لحظه لقائك ومُعانقتك
أبتلع متعب ريقه بِصعوبه لِيجرح حلقه الجاف:وش يثبت لي إنكِ صادقه
وقفت وجلست أمامه دون تريث أحتضنت كفيه الحاره بين كفيها:أمـي بعدها عايشه تبي تحلل عشان تتأكد محد راح يمنعك متعب أرفق بقلبي والله من عرفت الحقيقه من أبوي فيصل وأنا أدعـي الاقيك وتضمني لصدرك مثل ما كان أبوي يضمنـي
هتف متعب بِصرامه وهو ينزع كفيه:أعفيني من قربكم أنا عايفـه عشت طول عمري يتيم وبحمل هذا الاسم حتى تندس جثتي بين التراب أتصلي باهلكِ يجون يأخذونكِ وتنسين شخص أسمـه متعب مالي أهل غير زوجتي توكلي بيتي يعتذركِ أنتي وأهلكِ
أنهاء كلامه وعاد إلى غُرفته أما شيماء مسحت دموعها وهتفت وهي ترى شوق ترتجيها بِنظراتها:مب بيدي شيء اللي عاشه كثير ماظنتي تبريه السنين
فقدت الأمـل لم تصدق حديث عبدالعزيز عندما أخبرها أنه قاسي لذلك الحد الذي لن يحتمله قلبها الرقيق عاندتهم وأتت خلسه لِرؤيته وقفت وهي تُلملم ما تبقى من مشاعرها المجروحه تمتمت بـ"أسفه" وخرجت بِخطوات راكـضه نزلت الدرج سريعاً ولم تهتم لكونها تحمل في أحشائها جنيناً وربما يتأثر من ركضها ومن قلقها وحزنها وصلت للخارج تحاول التنفس وسحب أكبر كمية من الهواء البارد لِيغسل جوفها المحروق من صده ورفضه الاعتراف بهم لمحت سيارة وليد تتوقف أمامها ويترجل بِملامحه حاده لم يسبق لها رؤيتها تقدم منها وشدها من معصمها وهتف بِفحيح:ليه تخرجين بدون شوري أنا عندكِ جدار ياشــوق جدار
هتفت شوق بِهمس وهي تكتم غصتها:رفقاً بالقوارير ياوليد خُذني الفندق
نبرتها كـ ماءً بارداً أنصب على قلبه وأطفئ نيرانه المُشتعله شدها معه بِرفق إلى داخل السيارة وهو يذكر نفسه بهذه الجُملة"رفقاً بالقوارير" قاد السياره بِهدوء يحتله صوت شهقاتها التي تفلت منها دون قصد وصلوا لى الفندق ركن سيارته وصعدوا إلى جِناحهُما المُجاور لِجناح عبدالعزيز وملاك كان يتأملها وهي تنزع نقابها وتحرر شعرها الكيرلي وظهر له وجهها المُضرج بِحمرة بُكائها شكلها أسر قلبه بعض الأشخاص جميلون وهم يبكون يصبحون كـ لوحة فنية تقدم منها وأحتضن كتوفها:شوق العمـر وش يبكيكِ النار شبت بين ضلوعـي
أرتمت شوق في حضنـه وأنخرطت بنوبة بُكاء:كـ..ـان يعانـ..ـي ذاق العلقم طـ.ـول حياته وبكل بجاحه نروح له ونبي نلمه لعائلتنـ..ـا
كان يُحاول تهدئتها وهو يجلس على حافه السرير وهي في حضنه:شوقـي قلت لكم أعطوه مده يتقبل فكرة أن له أهل ليه رحتي وأتعبتي نفسـكِ
رفعت وجهها ونظرت في عيناه:لا تشره علـي قلبي ولهان عليه هو اللي بقي لي من ريحة الغالـي
قرص وليد أنفها المُحمر:البُكاء والحُمره لايقين عليكِ أرفقي بِقلبي يا أم فيصل
زمّت شوق شفتيها لِيجذبه شكلها أكثر ويغرق بِتأمل ملامحها أكـثـر عّذبه هـي بِملامحها الناعمـه والبسيطة سبحان الخالق يخلق عباده ويمنحهم القبول التام
.
"بيت عزام"
النوم يُداعب أهدابـه ولكن هذه الثرثارة والتي تنام طيلة النهار بسبب تقلب مزاجها وحملها لم ترحمـه تجلس في حضنـه وتُثرثر على راسـه بأحاديث مُتعدده لا علاقه لها ببعضها أستسلم لِنداءات النوم ولكنها لم تعفيه أصبحت تُمرر أناملها على أهدابه وتقاسيم وجهه تعشقه حد الثماله ومع حملها أصبحت تعشقه أكثر وأكثـر هي عاشت الحُب بِتفاصيله مع سيف والآن مع عـزام مُمتنه للقدر الذي جعلهُما من نصيبها عجباً لقلبها أحتله شقيقين ولم يُقصر أحدهما بأغراقها في بحور الحُب والحنان "الحب والحنان" يحتضنانها من كُل جانب والدها و والدتها أخوتها أبناء وبنات أخوتها هل هذه حسنة أنها الابنة الوحيدة أبتسمت ووضعت أنفها على خده وأصبحت تُداعبها والفرحة تُراقص قلبها هو أمامها يسكن القلب وبين أحشائها قطعه منه لم تكتفي بِمُداعبه خده أغرقت تقاسيم وجهه بوابل من القُبّلات الحارة:عزامـي أصحـى....نور عتمتك مُشتهيه تميس وفول
فتح عزام عيناه المُغلفه بالنعاس وهمس بِنبرته الناعسه :وش مُشتهيه نور عتمتي
أبتسمت أسرار إبتسامة بريئه وقوست شفتيها وهتفت بِغنج:ولدك أتعبنـي من كثر الطلبات
رفع عزام حاجه وهتف وهو يشد خصله من شعرها :لا تلصقين التهم بـ لافي
تأوهت عندما شد شعرها:هالله هالله لافي توه ماجاء وأخذ كل الغلا
عض عزام على طرف شفته:تدرين وش السبب لانه خلاكِ تتقربين منـي أكثـر وأكبر دليل علامات عضكِ لي
أحمرت أسرار وجنتيها وحاولت النهوض ولكنه شدها إليها أكثر وهتف بِضحكة :لبى هالحياء ياناس...أسمعـي أنا أنسان طماع للحد اللى ما تتصورينه ودام الحمل راح يخليكِ كذا ٢٤ساعه مُتلصقه فيني راح تحملين كل سنه بورع جديد
فتحت أسرار ثغرها بِصدمـه وضربته في صدره:أرنب أنا حسبي الله على عدوينك ياعـزام
ضحك عزام بِقهقهه:وش أسـوي طمعت بِتلصقكِ فينـي وعضاتكِ يامُفترسـ
لم يُكمل حديثه إلا وقد عضت خـده بشراسه وتركت أثار أسنانها ضحكت بِغنج:تحمـل يا أبو لافي مو تبي أحمل كل سنه
رغم أنه تألم إلا أنه أكتفى بالابتسامة:عسل على قلبي ..يلا خلينا نفرفر بالشوارع نحتري الفجر ونجيب لكِ تميس وفول
تمتمت أسرار بـ"كنت أمزح مب مُشتهيه" ولكنه هتف:أنا اللي مُشتهي أبي أكرر أحد عادات المُراهقه معاكِ أعرف محل عندهم فول وتميس تِنوكل الأصابع بعده
توسعت إبتسامتها وهي تتذكر أيام مُراهقاتها هي وأسامة وطلعات الليل دون علم أحد:أشتقت لـ أيامي أنا وأسامـة
هتف عزام بِهدوء:الكـل مشغول باله على أسامة إلا انتي الركود مُتلبسك الوكاد إنكِ تعرفين وين هو
ميلت أسرار شفتيها بِخفوت:وش يثبت لك إني أعرف تراني مثلي مثلكم ما أعرف وين أراضيه
يجزم أنها لو لم تكن تعلم أين هو لـ قلبت الدنيا رأساً على عقب أسامة الأقرب إلى قلبها فكيف سَتصمت وتتصرف بِطبيعيه وهو مُختفي ولا أحد يعلم عنه شيء:بنشوف لوين تبون توصلون الضابط و عمته اللعوب
نزعت نفسها من حضنه وغيرت روب نومها وأرتدت عبائتها بِحماس مُراهقه أيامها هي وأسامة تتكرر ومع من سكن قلبها راته يرتدي ثوبه سارعت خطواتها إليه ومدت أناملها الرقيقه إلى أزرار ثوبه وأغلقتها:أعشق هذي اللحظه
هتف عزام بِغرور:أنتي تعشقيني مو تعشقين هذي اللحظه
هتفت بِصدق وبدون مُراوغه:وانت الصادق يالمغرور أسرار تعشقك بكل حالاتك انت مو بس جزء مني أنت كلي
تنحنح قليلاً وشدها من ذراعها بخفه:يلا مشينا قبل أهون بعد كلامكِ المعسول
كتمت ضحكتها ومشت معه مروا بِجانب غُرفة لينا وتأكدوا من نومها العميق أعطت العامله خبراً أن تهتم بها إذا صحت حتى مجيئهم
.
لا جديد غير أن الايام تمر والقلوب تتألف والحقد يزداد من بعض الأطراف بعد مرور 7 أشهر وبعد تلك الليلة التي أعتنت به وسهرت جنبه حتى جاء الصباح أدرك ذلك المُشتت "أنس"أنه يعشقها و أستقر بينه وبين نفسـه أنه لا يعشقها فقط بل يعشقها حد الثمالـه وماكان يكنه في قلبه لـ ياسمين ماهو إلا سراب وتلاشى وما يكنه بقلبه الان ماهو إلا حُباً لتلك الفاتنه شبيهة البدر
سافـر تُركي للابتعاث وتكوين نفسه حزنت تلك الطفله العاشقه على فراقه وأصبحت هادئه عكس ماكانت عليه
وليد وشوق رزقهُما الله بـ"فيصل"لِيزداد حُبهُما بعد أن أنظم إليهم قطعه من كلاهُما
الأقدار راضيه عن الجميع إلا تلك المُكابره "غزل" تُظهر أمام الجميـع أنه لم يعد يهمها ولو غاب الف سنـه وهي ليلاً ونهاراً تتضرع إلى خالقها بأن يعيده إليهم بصحه وعافيه
ذلك الغائب البعيد "أسامة"والذي أختفى عن الأنظار متى سَيُعود لِيريح قلب قمره المُكابره
ذلك النادم "غازي" المُكبل بقيد الماضي مرت عليه سبعة أشهر وكأنها سبعة أدهر الكوابيس المُفزعه مُرافقته لِتُذكره بغلطته وتدميره لـ حياة الطفله البريئه والتي أصبحت أمراه شرسـه لا يستطيع الاقتراب منها
.
مُستلقيه على فخذ جدها والذي يلعب بشعرها القصير مُغمضة العينان:يبه ياروحـي نبي نطلع البـر بما أنها إجازه
نظر أبو سُلطان إلى زوجته كان لديهم تخطيط مُسبق للذهاب إلى المزرعه:بس أحنا متفقين نروح المزرعه
فتحت ارجوان عيناها وأعتدلت نظرت إلى تقاسيم جدها المُتجعده:يبه المزرعه لاحقين عليها خاطري وده طلعة بر وشبت نار ولعب دباب
أشار أبو سُلطان على عيناه:أبشري ياروح أبـوك كم عندي يا أرجوان بكرا نطلع البر ونشب لكِ النار ونجيب لكِ دباب
هتفت أرجوان بِغنج:وحـده وتسواهم كلهم
ضحكت أم سُلطان وهتفت:أنشهد
قفزت أرجوان وقبّلت كفيها ومن ثم كفي جدها:بروح أعلم ريجو وأفنان تحدوني أقنعكم ولي اللي أبي منهم
زفر أبو سلطان أنفاسه بِراحـه بعد ذهابها إلى الداخل ومن ثم هتف:عساني ما أفارق الحياة إلا وقد شفتها مع اللي يستحقها
أبتسمت أم سُلطان لا يُخفى عليها مُحاولات أنس بِكسبها صحيح أنها ليست راضيه عن تصرفاته ولكنها مُتاكده أنه لن يغلط معها فَعشقه لـ أرجوان بات مفضوحاً
ركضت أرجوان إلى المطبخ تعد لها كوب قهوه وأثناء أخراجها المكونات تُسجل أصواتاً للقروب العائلي بِنبره مُتحمسة"بدون سلام بدون شيء جهزوا أنفسكم تنفذوا رغباتي أبـوي وافق نروح البر وبكرا كمان سيااا"
وضعت الهاتف جانباً وأصبحت تُغني بصوتها المُزعج
أكملت إعداد القهوه وقررت الصعود إلى غُرفتها أثناء خروجها وتوجهها إلى الدرج صادفت دخوله عضت على طرف شفتها وحاولت الصعود بِخطوات مُستعجله حتى لا تحتك به ضحك أنس وهو يتأملها تصعد ولا تُريد الاحتكاك به:وقفــي ياشبيهة البدر
أحد كفيها تمسكت بدربزين الدرج والأخرى شدت على كوب القهوه الساخن أغمضت عيناها
رباه ليس وقته ماذا يُريد مني بات قُربه، حديثه ،نطقه يُربكاني إلى ذلك الحد الذي أعجز عن نطق بعض أحرفي التي أحفظها
وصل إلى جانبها وداهمته رائحه القهوه اللذيذه ممزوجة بِرائحه عطرها الزهري أستجمع نفسـه وهتف :سمعت إنكِ تبين تروحين البـر وجتكِ الموافقة
أبتلعت أرجوان ريقها الجاف وهتفت:يب وبكرا بنروح
مد كفه ولامس أناملها التي تحتضن الكوب وأخذه منها:حلـو ياحَرمـي الكل تحت خدمتكِ والكـل موافق بنام لين المغرب وبعدها صحيني بأخذكم المول تشترون اللي تبون
توسعت أحداقها ورجف جسدها وتمتمت بـ"سخيف" ونست باقي حديثه
أبتسم أنس مما زادته إبتسامته جاذبيه:قريب تصيرين حَرم أنس بن سُلطان وحلالـه وقتها نشوف مين السخيف
نظرت إليه بِتمعن وهتفت بِمُشاكسه:حلم أبليس بالجنه مابقى إلا أنت أصير حرمتـه ويع
أرتشف من كوب قهوتها وهتف بِهمس:أكيد مابقى إلا أنا لان عيال آدم كلهم محرمين عليكِ يحرم عليك تصيرين زوجة لِغير أنس بن سُلطان
أرتبكت قليلاً وظهر إرتباكها على ملامحها المُحمره:رجـع قهوتي يالسروق
ماذا لو أحتضنها وأغرق تقاسيم وجهها بِقُبّلاته ماذا لو وماذا لو آه تباً لِأفكاره اللعينه عندما تُصبحً حلاله بذلك العقد الشرعـي عهداً أنه سَيقتص من اللحظات التي كانت قريبه منه ولا تحل له هتف:أنتي بِنفسكِ مُدركة إنكِ حلالي فقط مثل ما أنا مُدرك أن قلبكِ الطاهر محد فاز فيه غيري لا تنكرين
طبولاً قُرعت وأنفاساً خُطفت وأعين أسدلت أهدابها ووجنتين تضرجت بِحُمرتها جمعت شفتيها وضغطت عليها "يا أرض أنشقي وأبلعيني ما بال قلبي ألم نتفق على إلا تفتح أبوابك ولكن ماذا حدث خنتني وشرعت فتحت أبوابك له "رفعت أهدابها المُسدله إليه ومن ثم ركضت من جانبه ولم يستوعب إلا بعد أختفائها وضع كفه على قلبه "آآه هي تُبادلني الحب قسماً أنها تُبادلني فتحت قلبها لي كما فتحت قلبي لها لن تمضي هذه الايام إلا وقد أصبحت حليلتي وبين أحضاني "أكمل خطواته إلى غُرفته وهو يشرب من كوب قهوتها اللذيذه
.
"خالد ونوف"
مُنذ ساعة والنقاش بينهُما أصبح حاد نوعاً ما هتفت بعد أن فقدت أعصابها وبعد أن أخرجها من العيادة رغما عنها :الله يأخذني وأرتاح من غيرتك اللي مب بِمحلها يا خالد
نزع كفه من المقود وشدها من معصمها بِقوة وهتف بفحيح :ماراح ترتاحين لين تتركين شغلكِ شلون تمسكين يد رجال غريب
أبتلعت نوف ريقها وتأوهت خافت من عصبيته وخافت من أن يتسبب بِحادث:خالد عورتني
دفعها من معصمها وهو يبتلع جمرات الغيرة ذهب لـ أخذها من عيادتها وعند دخوله صادفها تُعقم يد رجلاً :نوف لا تختبرين صبري أنا أنسان غيرتي ممكن تحرقكِ بأرضكِ رجال غريب وتمسكين كفه وقدام عيني وتبيني أسكت وأتحكم بِغيرتي
أمسكت معصمها الذي كان يشده وحبست دموعها قدر المُستطاع:أنت ليه ما تفهم بنته مُصابه بِعقده وكسرت الكاس وهو راح يشيل القطع وجرح يده وطبيعي بساعده وأعقم الجرح قبل يلتهب
صرخ خالد بِحده أرعبتها:أسكتـــي لا تعطيني تبريراتكِ السخيفـه فاهمــه
ألتزمت نوف الصمت لن تُعاتبه الآن سَتقتص منه لاحقاً زاد خالد من سرعته حتى وصل إلى أمام منزلهُم:أنـزلـي
لم تنتظر منه كلمه أخرى التقطت حقيبتها وفتحت الباب ونزلت بِخطوات غاضبه أدرك خالد أنه ليس من صالحه النزول بعدها براكين الغيرة لم تُخمد بعد ولو نزل وتفوهت  بكلمة واحده فإنه لن يجعل ليلتها تمر مرور الكرام أنطلق بسيارته بسرعه جنونية وهو يسب ويشتم سمرائه خط أحمـر وغيرته ليس لها حدود يغار عليها من نفسه فماذا لو تأملها الغرباء وحضى الغُرباء بِأهتمامها لهم
مرت ساعه ساعتين ثلاث وهو يقود سيارته بجنون وضياع تسبب بِزحمة بالخط الرئيسي وخالف الإشارات دخل أحد الاحياء والذي يمره للمره الاولى أغمض عيناه وهو يُخفف السرعه وسرعان ما فتحها برعب عندما شعر أن سيارته صُدمت بشيء وصوت صرخة تجمد الدم في عروقه وعجز عن الحراك لوهله أستجمع نفسه و فتح الباب وترجل سريعاً لفت نظره تناثر الأكياس وجسداً مُلقى بعبائته السوداء أبتلع ريقه وتقدم من الجسد تراجع بضع خطوات للخلف وهو يراها تحاول النهوض وصوت تأوهها يصل إلى مسامعه:أنتي بخير!!
قشعريرة سرت في جسدها صوته كان كـ تيار صعق جسدها عرفته وكيف لا تعرفه صوته الرجولي تستطيع تمييزه ولو كان بين الألف من الرجال أطلقت الآه وهي تحاول الوقوف ساقها مابالها لا تستطيع تحريكها "رباه أعني حتى أستطيع الفرار منـه ليس من صالحنا اللقاء الذي لم يعد يُجدي" تقدم منها:أنتي بخير!!
صرخت رينام بِخوف وذعر:لا تقـرب مني أنا بخير
مسامعه هل أصابها خللاً أم ماذا هذه البحه المميزة في صوتها ليست غريبه عنه جلس يجمع الأكياس المُبعثرة :أختي تحتاجين آخذكِ المُستشفى
عضت على شفتها تحت نقابها ساقها لم تعد تشعر بها ولا تُريد مُساعدته:مافيني شيء توكل ياولد الناس
حاول أصطياد عيناها ولكنها تخفضها للاسفل ولا يظهر له إلا الأهداب المُسدله والمرصوصه بِتزاحم قاتل هتف لا شعورياً:صوتكِ مب غريب علي
رفعت تلك الأهداب المُنسدله ووقعت عيناها الخائفة والمُترقبه في عيناه المتسائلة:ريــنام
شتتت رينام أنظارها عنـه والتزمت الصمت أما هو تأكد فور صدها عنه مسح وجهه و هتف بِثقل واضح:تقدرين تقومين ولا تحتاجين مساعده يابنت العمّ
هتفت بِمُكابره رغم ألمها:مشكور مب مُحتاجه تقدر تروح ياولد العمّ
تمتم بـ"طيب" وعاد إلى سيارته وهو يُكرر في سره"ياولد العمّ" كانت رينام تُحاول الوقوف ولكنها لم تستطيع أخرجت هاتفها من حقيبتها سَتتصل بِجارتها ولكن صُدمت أن خالد فتح باب سيارته وعاد إليها ورفعها بين ذراعيه دون سابق إنذار شهقت بِخوف:خيـر نزلنـي ..نزلنـي
وضعها في المرتبه الوسطى دون أن يتفوه بِكلمه وناولها حقيبتها ومن ثم صعد إلى مكانه وحرك سيارته متوجهاً إلى المُستشفى:خالد وين مأخذني رجعني لو سمحت
لم يرد عليها فضل عدم الحديث معها هي أبنة عمه وليس من شيمه تركها في الشارع وهو المُتسبب بأذيتها وصل إلى أمام أقرب مُستشفى أوقف سيارته وهتف وهو يترجل من السياره:أنتظري بروح أدبر لكِ كُرسي
بعد بضع دقائق عاد ومعه مُساعدتين هتفت أحداهنّ:عطيني يدكِ وحاولي تخرجي
هتفت بِهمس يصل إلى مسامع المُساعده والدمع مُعلق بِطرف أهدابها من الألم:مقدر تعورنـي
هتفت المُساعده:شدي على يدي يلا
كان خالد ينظر إليهم بِتوتر وسرعان ما زفر أنفاسه وهو يراها تُخرجها وتُساعدها على الجلوس أغلق سيارته ودخل بعدهنّ تم عرضها على طبيب مُختص بالعظام كان يمسك مكان الألم وهي تعض على شفتها حتى لا يُِسمع صوتها هتف الطبيب:بنحولها على قسم الاشعـه عشان نتأكد إذا كان كسر أو شعر بالعظام
تمتم خالد بـ"طيب"تقدم منها قليلاً وهتف:هاتي رقم زوجكِ أتصل عليه
هتفت رينام بهدوء قاتل:كفيت ووفيت فيك تروح بتصل فيه أنا
مازالت تلك العنيده لم تُغيرها السنين هتف وهو يتجاهلها :شوف يادكتور شغلك
أخذتها مُساعدة الطبيب الى قسم الاشعه وبعد مرور الوقت أتضح في الكشافه أن لديها شعر بالعظام وتحتاج إلى الجبس لفتره مؤقته حتى يلتئم العظام
ضاقت أنفاسها وهي ترى خالد يتناقش مع الطبيب وهي مُستلقيه في السرير بعد أن تم تجبير ساقها خرج الطبيب وهتف خالد وهو ينظر إليها:أظن شنطتكِ بسيارتي إذا كنتي تبين تتصلين بزوجكِ يجي يأخذكِ
"لا تنظر إلي نظراتك سهاماً قاتله تُذكرني بِهروبي منك "أبتلعت ريقها وهتفت:جيبها لو سمحت
تمتم خالد بـ"طيب" وخرج ذهب إلى أمام سيارته وجلب حقيبتها وقبل دخوله طرق الباب بِهدوء:تفضل
دخل وناولها حقيبتها هتفت رينام:مشكور ياولد العمّ مردود جميلك أن شاء الله
مازال سبب هروبها منه مكنون في قلبـه هل حقاً هربت لأنها لا تُريده أم ماذا!! لم يُصدق هذا مُطلقاً سند جسده على الحائط:تقدرين تردين الجميل الحين يابنت العمّ
ضيّقت رينام عيناها لوهلة وهتفت:إذا كنت قادره أكيد برده ماهي زوجة غازي اللي تترك الجمايل تتراكم عليها
"زوجة غازي"تردد الاسم في مسامعه مرات عديده وكأنها تُريد تذكيره أنها زوجة غيره ولا حق له بالحديث معها زفر أنفاسه بالتدريج كيف سَيسألها الان عجز عن صِياغة تلك الاسئله المكتومه في قلبه مُنذ هجرتهم:ليــه هربتـي؟؟
هل يعتقد أنه من السهل أنها سَتُصارحه بِذلك السر ليس سهلاً أحتفظت بِسرها وسَتحتفظ به حتى الممات:لي أسبابي ياخالد وتأكد أنه كان خير لك
هتف خالد بنبره بارده:هربتي عشان ما تصيرين حلالي
لما مازال مُصر على معرفة الحقيقه المره:خالد قلت لك كان عندي أسبابي أنا كلـي عيوب مُستحيل تليق فيك
مُراوغه عيناها تقول عكس ما تتفوه به لم تعد تهمه هتف وهو يصد عنها:لو كان جيتيني وقلتي وش هي أسبابكِ يشهد علي ربي يابنت العمّ إني كنت بحطك بأيسر صدري وأهون عليكِ أنا كنت شاريكِ بِمحاسنك بِعيوبكِ بس الظاهر ماكان بيننا نصيب ونصيبي مع نوف بس كنت وقتها ضايع
أبتسمت رينام تحت نقابها:أنشهـد أن نصيبك مع نوف مو معـي
تذكر سمراءه الان كيف يكون حالها هل سَتغفر له إلى متى تلك الغيرة سَتتحكم بِه إلى متى!!:أتصلي على زوجكِ ماراح أروح إلا لما يجي يأخذكِ
هتفت رينام بِكذب:غازي مُسافر فيك تروح بتصل على جارتي تجـي تأخذني
هتف قبل خُروجه من الغُرفة:بنتظر بِخارج حتى تجي جارتكِ
رفعت نقابها بعد أن خرج وأغلق الباب أخرجت هاتفها وأتصلت بِجارتها وطلبت منها أن تأتي إلى المُستشفى
أرجعت هاتفها إلى شنطتها وأخرجت بطاقتها سَتدفع تكاليفها بِنفسها ليست بِحاجة إلى أحد
في الخارج كان خالد جالس ويتصفح هاتفه حاول الاتصال بـ نوف ولكنها تتجاهل إتصالاته مرت نصف ساعة وراى قدوم أمراه ومعها شاب في بدايه شبابه تأكد أنهم جيران رينـام سَيطمئن عليها ومن ثم يذهب قام بمسؤوليته وسَيكتفي بهذا القدر دخلت المراه إلى الغُرفة وبقى الشاب فقط وقف خالد ومد ذراعه صافحه تردد الشاب لوهلة هتف خالد:ولد عمّ زوجة غازي
هتف الشاب بأستغراب وهو يُصافحه :مين غازي ومين زوجتـه

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن