"الفصل الثالث والستون"

4.6K 111 11
                                    

قبّل عبدالعزيز كفها التي تضعها على ثغره:مُتاكده إنكِ مب شايله بقلبكِ علي
هزت ملاك راسها بِخفه وهتفت بِأبتسامة:مُتاكده وشلون تبيني أزعل أو أشيل بقلبي وانت أبوي وكل أهلي
وقف عبدالعزيز وأوليها ظهره كلامها يُحسسه بالندم أكثر :أنا ما أستاهلكِ ياملاك
نزلت من السرير ومنعته من الخروج:عـز لا تتركني وربي لو تصد بِوجهك مره ثانيه عني لازعل وأصد مثلك
ضحك عبدالعزيز لا أرادياً وبعثر شعرها القصير بكفه:حسبت من تهديدكِ شيء كايد طلع بتصدين مثلي يعنـي إذا صديتي راح تسوين مثلي وتتامليني وأنا نايم مثل ما أتاملكِ
نفخت ملاك وجنتيها وأبعدت كفه التي تُداعب شعرها :يوووه عز شيل يدك قبل أكسره لا تخرب شعري
أبتسم بِمكر ودفعها إلى السرير:وريني وش راح تسويين يالعربجية
ضحكت بصوت عالي وهو يُدغدغها ويُبعثر شعرها بِقوة:عـز....يابوي...خلاص ..بموت من الضحك...عز
توقف وأستلقى بِجانبها وهي وكزته بِمرفقها:حمار أمزح بكل شيء إلا شعري لا تلمسه تخرب البرستيج
أستند عبدالعزيز على مرفقه وأصبح يتأملها:خليه يطول ياويلكِ تقصينه مره ثانيه أبي أشوفكِ أنثى
دفعته وأعتدلت وجلست فوق بطنه:تبي تشوفني أنثى ها!!
ضحك بِقهقهه وسرعان ما أختفت ضحكته وهو يلمح الشيشة الإلكترونية والتي خرجت من جيب بجامتها دون أن تنتبه إليها:يعني ماكنت أتوهم وقت دخلت وشميت الريحه
أبتلعت ملاك ريقها وأبتعدت عنه ووقفت :عـز..أنا
أعتدل بِجلسته وزفر أنفاسه:ملاكـي لمتى يعنـي أنا مو منعتكِ منها
زمّت ملاك شفتيها:أسفه عز ماقدرت والله صعب أترك شيء مدمنته من سنين
فتح لها ذراعيه وهي أرتمت في حضنه:حاولي عشان أخرتكِ ياملاكـي أتركي الشيشه وصديقات السوء والتزمـي بصلاتكِ
شعرت ملاك بِخجل وهتفت بهمس: أنا بين يدينك ياعز علمني كل شيء رجعني للسراط المُستقيم
أبتسم عبدالعزيز وأستلقى ورأسها على صدره :أبشري ياروح عز
التزمت الصمت قليلاً ومن ثم هتفت بِعفوية:تصدق كنت شايله هم كيف بعيش معاك لدرجة كنت مُخططة أهرب ليلة عرسنا
حاوط خصرها أكثر وهمس بنبره ناعسه:اشش نامـي الله يهديكِ ولا عاد تجيبين طاري شيء
أبتسمت وأغمضت عيناها سَتُحاول بِكل مجهودها أن تتغير وتليق بـه هو حقاً عوضاً من الله لها رغم أنها بعيده عن طاعة الله ولكن الله عز وجل لم يتركها دائما ما يُنعمها بِنعمه الدائمه
.
بعد مرور شهراً كاملاً دون جديد يُذكر الجميع مُستمر في حياته أقترب موعد زفاف ياسمين ونايف ولم يتبقى عليه إلا بضع أيام والجميع يستعد لـه بنات عمومتها يُساعدينها بشراء مُستلزماتها وأغلب وقتهنّ بالأسواق
"في بيت عبدالله"
الساعة 7:00مساءً أرتدت غزل عبائتها ونقابها سَتذهب الليلة مع عمّتها أسرار وياسمين إلى السوق خرجت من غُرفتها وخرجت إلى باحة المنزل صادفت دخول أمل والتي أتت من منزل أبيها:موله وش فيكِ
نظرت أمل إليها وأجهشت بالبُكاء:أسامـة أخوي مايرد على أتصالاتنا ومحد عارف وين هو فيه
تقدمت غزل إليها وحاولت السيطرة على خوفها شهراً كاملاً وهو مُختفي ولا أحد يعلم عنـه شيء بعد تلك الليله لم تسمع عنه أي خبراً:صلي على النبي يا موله
هتفت أمل بنبرة مُتحشرجة:قلبي مب مرتاح ياغـزل محد يعرف عنـه شيء حتى متعب مايعرف عنه شيء
عضت غزل على شفتها تحت نقابها ومسحت على ظهرها:لا تتعبين نفسكِ أسامـة راح يرجـع وبأذن الله مافيه شيء
نظرت أمل إليها بِعيناها الدامعـه:غزل تكفين أتصلـي فيه أنتي أو سوي له رسالـه
أبتلعت غزل ريقها وهتفت بِتوتر:أمل أحنا مُنفصلين أنا أنا مُتاكده أنه بخيـر
مسحت أمل دموعها وهتفت وهي تبتعد عنها:مب مشكلة محد حاسس باللي حاسه فيه أسامة بنسبه للكل عدم بعد ما أنكشف ماضيكم حباً في الله ياغـزل أعتقي أخـوي أدري أن اللي صار معاكِ محد يتحمله بس أنتي غير عنهم أنتي تقدرين بإتصال واحد ترجعين أخـوي لنا
أولتها ظهرها وعضت على شفتها بِقوة:أمـل حطي نفسـكِ مكاني لو مره وحده وبعدين تعالي نتكلم
هتفت أمل بأعتذار:أسفـه غزل أعصابي تلفانه مب عارفه أيش أتكلم فيه سوي اللي يريحكِ وأخـوي له الله
أنهت امل حديثها ودخلت إلى الداخل بِخطوات راكضه
رفعت غزل نقابها وأصبحت تتنفس بصعوبه بعد دخول أمل هل حقاً بعد همسها له بِكلماتها الجارحة أختفى شهراً كاملاً وهو بعيد عنهم أيعقل أن أتصالاً وأحد منها سَتجعله يعود كما قالت أمـل أخرجت هاتفها من حقيبتها اليدوية ودخلت قائمة الأرقام المحظورة أغمضت عيناها بعد أن قرأت أسمـه "سمائي" فتحت عيناها بِعنف ورفعت راسها للأعلى رباه إلى أين سَتقودها هذه المشاعر اللعينـه تباً لقلبها الذي سَيدفعها للخضوع وراء مشاعرها والاتصال به أغلقت هاتفها وأرجعته إلى حقيبتها وخرجت من المنزل وتوجهت إلى منزل جدها دخلت وسرعان ما توسعت أحداقها وهي ترا أنس يمشي إلى الجهه الخلفيه وهو يمسك بِمعصم أرجوان ويسحبها بعده
لحقت بِهم بِخطوات حذره
عند أنـس الذي كان صدره يعلو ويهبط وعيناه مُحمره الى ذلك الحد الذي يراه الناس ويظن أنه في غير وعيـه أفلت مِعصمها بِعنف وهتف بِفحيح:وبعـديـن معاكِ يابنت الناصـر
كانت أرجوان تلتقط أنفاسها بِصعوبه مازالت تحت صدمتها دخلت مجلس جـدها دون علماً لها بأن به رجلاً غريباً نطقت أسمـه بنبره خافته:أنــ..ـس
أمسكها أنس من عضديها وهو في قمة ثورانه:فهـد شافـكِ بدون غطاء فاهمـه أيش معنى شافكِ رجال غريب
أغمضت أرجوان عيناها بِخوف:ماكنت أدري والله جيت أشوف جدي أطلب منه فلوس بروح بعد البنات السواق
تباً لها ولأعذارها السخيفه والتي سَتجلب أجلـه هتف وهو يضغط على عضديها:أرجوان أنتي ناويـه تذبحيني بِتصرفاتكِ أنتي مانتيب بِسلعه رخيصه كل من هب ودب يشوفكِ
تألمت أرجوان بشده وذرفت دموعها بِسخاء:أنس عورتـنـ..ـي حرام عليـ..ـك
أغمض أنس عيناه وزفر أنفاسه ببطء:حرام عليكِ أنتي تصرفاتكِ تجلطني بفهم متى مشعل شافكِ
شتتت ارجوان عيناها الدامعـه عنـه ولم تتفوه بِكلمـه كرر سؤاله مجدداً:قلت متى مشعل شافكِ حتى يمدح زينكِ بدون خجل
تمتمت بـ"مدري" بنبره هامسه لِيدفعها إلى عرض الحائط ويضع ذراعيه لِتُصبح حبيسـه بين ذراعيه وأنفاسه الحاره تلفح وجهها المكشوف المُضرج بِدموعها:ما تدرين ها ما تدريــن أمس بالاستراحـه قال بيت شعـري وأنتي المقصودة
أرتجفت أرجوان شفتيها وحاولت إبعاده عنها:أنس بعــد عنـي
ثبت وجهها بأحد كفيه وقرب وجهه أكثر:تبين تسمعين وش قال عنكِ وش قال عن زينكِ عيونكِ شعركِ خصركِ
أقشعر جسدها وشعرت بِغثيان وهي تسمع نبرته ويده التي يمررها على خصرها:أنس بعد عنـي بستفرغ
ضغط على خصرها بِقوة وهو يتذكر حديث مشعل عنها :بدأ بيته الشعري بعيونكِ المميزه ثم شعركِ المموج ثم خصركِ المنحوت
عضت أرجوان على شفتها بِقوة حتى شعرت بِطعم الدم أكمل أنس حديثه:قال لله دّر جمالها ذات عينان منسوجـه من جمال الطبيعه وشعراً مموجاً مسدولاً على خصراً منحوتاً فهل سيكون لقلبي نصيباً بها
كانت غزل تسمع كلامـه بِصدمـه لا تُصدق أن هذا هو أنس لطالما كانت تحترمـه توسعت أحداقها وهي تراه يُعدم المسافه بينه وبين أرجوان ويُلصق وجهه بِوجهها تقدمت منهم وهتفت بِنبره غاضبه أفزعت كلاهُما:أنـــس بعــد عنهـا قبل أجمع الناس كلها فوق راسـك
هذا ماكان ينقصه وجود زوجة أخيه أبتعد من جانب أرجوان التي نظرت إلى غزل بنظرات وكأنها تطلبها أن تعتقها وأن لا ذنب لها تمتمت بـ"أكرهك" وركضت من جانبهم ودخلت إلى الداخل كور أنس كفه وضرب الحائط ومن ثم نظر إلى غزل بعيناه المُحمره ووجهه المُحتقن:خليكِ بعيده يازوجة أخـوي وكأنكِ ماشفتي شيء
غزل أحتدت نظراتها أكثر منه وتقدمت منه رفعت كفها وصفعته وهتفت بِحده:مو مصدقه أن هذا أنت ياولد عمّي العزيز يا أخوي اللي ماجابته أمـي انت شلون تتجاوز حدودك مع أرجوان
حرك أنس فكـه بِغضب:تجاوزت حدودي!!مين اللي تجاوز حدوده ومد يده!!
لم تهتم كونها صفعته وهو لا يحل لها كل ما يهمها ويُقلقها جرأته وتحكمه بِأرجوان وكأنها حليلته:أنت وش تظن نفسـك!!رجال!!كلمـة رجال كثير عليك مسكين عمّي سلطان تربيته راحت على الفاضي
بلل شفته السفليه بطرف لسانه وقاطعها وهو يصد عنها:أدخلـي يازوجة أخـوي
زفرت غزل أنفاسها:تسمي تصرفك معها غيرة!!لا غلطان يا أنس هذا الشيء اللي قاعد تسويه جنون البنت تقول لك ماكنت تدري عن وجود الرجال تجي تحاسبها عن تصرفات ولد خالك ليه!!أن كان تبيها فعلاً تقدم لها وتزوجها وبعدها غار عليها براحتك أما إنك تحاسبها وكأنك ولي أمرها شيء مُستحيل
التفت أنس إليها وهتف حتى يقصر الشر:أبشري يازوجة أخـوي
مشى من جانبها وعاد إلى مجلس جده راى فهد أبن شريك لهم في العمل مازال جالساً:توكل يافهـد بكرا تشوف جدي وعمّي عبدالله
وقف فهد وعدل غُترته:أبشـر فرصة سعيده أنـي دخلت بيتكم بيننا لقاء قصدي لقاءات
لا يعلم لماذا فهم من مقصده أن الأمر مُتعلق بأرجوان تقدم منه وأمسكه من ياقة ثوبه:إن كان تبي تشوف الدنيا مره ثانيه أنسى وش شفت اليوم فاهم
أبتسم فهد وتمتم بـ"فاهم"ومن ثم أنس نزع كفيه بِهدوء وأوصله إلى أمام سيارته أغلق الباب بعده بِقوّه وعاد إلى المجلس أستلقى ووضع ذراعه على عيناه أحدهم تغزل بِها بالامس أمام مجموعه من الشباب واليوم الاخر لمحها وعند دخولها وقف لا إرادياً ويتأملها تباً لِفتنتها التي أشعلت براكين غيرته
"أرجوان"
في غُرفتها أغلقت الباب ودفنت وجهها في وسادتها تبكي قهراً وغُلباً ماذا فعلت حتى توقع بالمشاكل أنس المُتحكم والذي أصبحت تخاف منه لم يعد ذلك الراكد والذي يتلف أعصابها بِعناده ومُجاكرته لها بل أصبح كُتله مُشتعله يكاد يُحرقها كلما أقترب منها عيناه ترى بها لهيب غير معروف ومشعل ذلك المُقتحم والذى راها في بيت عمّها سُلطان والآن هذا الغريب،إلى متى!!أتعبت روحها شعرت بِغثيان شديد وهي تتذكر كلمات مشعل وقفت وركضت إلى دورة المياه أستفرغت مافي جوفها غسلت وجهها ونظرت إلى وجهها عبر المرآه عيناها شعرها صفائح وجهها كل هذا تغزل بهم مشعل وأمام الناس خرجت من دورة المياه وفتحت أدراج تسريحتها:وينه!!وينــه متأكده إني حطيته هنا أف ياااا
"غزل"
أعتذر من عمّتها ومن ياسمين لم يعد لديها مزاج للذهاب معهنّ صعدت إلى الأعلى وقفت أمام باب غُرفة ارجوان وأخذت نفساً عميقاً ومن ثم همست "غزل خليكِ عاقله لا تزيدين الطين بله" مدت كفها وطرقت الباب بخفه :أرجوانتـي أفتحـي الباب...أرجوان
فتحت لها الباب وشهقت غزل وهي ترا  نصف شعرها المقصوص بِطريقة عشوائية :أرجــوان وش سويتـي
رفعت أرجوان كتوفها بـ"مدري" دخلت غزل وأغلقت الباب وتقدمت منها:ليه قصيتيه!!أنس السبب
لم تُجيبها ناولتها المقص وهتفت بنبره بارده:قصيه
زفرت غزل أنفاسها وأخذت المقص من يدها وجعلتها تجلس أمام التسريحـه والتقطت المشط الخشبي:خاطري أكسر راسكِ بالمشط هذا وش دخل شعركِ
ميلت أرجوان شفتيها:كملي وانتي ساكته ولا بكمله أنا
قلبت غزل عيناها وبدات تقص شعرها وترتبه أحتاجت نصف ساعه حتى قصته بشكل مُتساوي بحيث أصبح طوله يُغطي عُنقها فقط:مشكوره غزل
أبتسمت غزل وتحركت وجلست أمامها:من متى أنس يتجاوز حدوده معاكِ وأظنكِ فاهمه قصدي
أبتلعت أرجوان ريقها والتزمت الصمت أما غزل أمسكت بِكفيها:ترانـي مثل أختكِ قولي وش يصير معاكِ وش قصة مشعل وذا اللي كان بداخل المقلط
أخذت أرجوان نفساً عميقاً:مدري وش قاعد يصير بالضبط أنس ماكان كذا دائما أتهاوش معاه بس من فتره يتصرف بِغرابه
أبتسمت غزل لا أرادياً:اممم فهمت الحين طلعتي يابنت عمّي مانتي بهينه وجبتي رأس أنـس
حركت أرجوان أهدابها مرات عديده وكأن عقلها لم يستوعب ما تفوهت به غــزل:لا لا مستحيل أنا وأنس خطان مُتعاكسان مستحيل اللي تفكرين فيه ياغزل وبعدين أي أحد ثاني مكان أنس راح يهاوشني وانا داشه المقلط بالغلط وفيه رجال غريب
هتفت غزل وهي تُراقص حاجبيها:لازم الخطان المُتعكسان يِجتمعوا قبل يميل خط ويذبح الناس كلها بسبب غيرته لا تقولين مُستحيل صدقيني تصرفاته بسبب غيرته
أنهت حديثها و قفت وتوجهت إلى الشرفة ولحقت بها أرجوان وبدات غزل بالحديث معها بمواضيع مُتعدده وتُحذرها
.
"وليد وشوق "
كانت شوق تجلس في مُنتصف سريرها بِشفتين مزمومـه مر الوقت ولم تعد تسمع صوته أيعقل أنه غادر نزلت من سريرها وأحكمت ربط روب نومها فتحت الباب وشهقت عندما سقط وليد على ظهره فقد كان جالساً ويسند جسده على الباب:وليــد أســـفـه
صرخ وليد بِتمثيل متألم:آه ياراسي آه ياظهري
جلست على رُكبتيها وساعدته يجلس وهتفت بِخوف :تعورت جد!!
كان وليد يضع كفه خلف راسه :راسـي راسـي
مدت شوق كفها إلى خلف راسه:وين بالضبط يعورك وليد والله ماقصدت أسفه
أغمض وليد عيناه حتى لا يضحك وهو يرا ملامحها الخائفة :ظهـري ظهـري
ضيّقت عيناها وسرعان ما رفعت حاجبها ودفعته بِقوة ووقفت :كـذاب والله إنك مثل الحصان مافيك شيء
ضحك وليد بِقهقهه:آخخ شكلكِ تحفه وانتي خايفه علي
خرجت شوق من الغُرفة بِخطوات غاضبه وهو أعتدل ولحق بِها إلى صالة الجلوس راها تستلقي على الاريكه:وسعي لي مكان يا ام فيصل
لم تجيبه أبتسم ورفع ساقيها وجلس بحيث أصبحت ساقيها موضوعه في حجره:وليـدد وش تسوي
وضع يده على بطنها البارزه:لا تصارخين فيصل ينزعج
تأففت شوق بصوت عالي:أف ياااا وليد لسى زعلانه منك شيل يدك قبل أكسرها لك
هتف وليد بِهدوء وهو يتأمل صفائح وجهها:لمتى الزعل قلت لكِ خليه يقبل يقابلنـا أنا وعز وبعدها باخذكِ له
زفرت شوق أنفاسها ببطء:وليد لو تأخذني له أحتمال يرضى يقابلني
شرد قليلاً وهو يتذكر ذهابه هو وعبدالعزيز إلى الميتم ومُحاولتهم للوصول إلى أبن فيصل ولكن ماصدمهم أنه رفض مُقابلتهم ومسؤول الميتم لم يرضخ لإعطائهم معلومات عنه:أبشري ياروح وليد نهاية الاسبوع نروح للمدينة وندور عليه
تبسم وجهها ضاحكاً وفرحاً أعتدلت ووقفت:وليد تتوقع يشبه أبوي فيصل ولا يشبهني أنا وأخوانـي
ضيّق وليد عيناه بِتفكير:امممم محد يشبهكِ يابنت قلبي
التفتت إليه وبعثت له قُبّله:أبوسك يازوجي العزيز
وقف ولحق بها الى المطبخ سند جسده وخلل يده في شعره :امممم شوقي نسيت أكلمكِ بِموضوع يخص رينام
وضعت شوق الكأس من يدها وهتفت بشك:وش فيها وليد من رجعت ومات أبوي أنقطعت أخبارنا
هتف وليد على مضض:اممم رينام تزوجت مديرنا غازي
أغمضت عيناها وأنفجرت ضاحكه:أوه وليد مالقيت إلا هذي الكذبه
عقد وليد حاجبيه وهتف:أصغر عيالكِ عشان تكذبيني أقول لكِ رينام تزوجت غازي ورجعوا من إيطاليا
رفعت كتوفها وهي لم تُصدقه للآن لا تُصدق أن من هربت من زفافها حتى لا يُفضح أمرها تلقي بِنفسها للهلاك بين يدين ذلك الجلمود القاسي:أف وليد رينام مستحيل تتزوج أعرفها
مشى إلى جانبها ووضع ذراعه خلف ظهرها وخرجا من المطبخ:تصدقيني لما تشوفينها قدام عينكِ هم عايشين هم وأخوكِ بنفس المدينه
مشت معه وهي تزمّ شفتيها أخيها المفقود موجود ولكن لا يُريد مُقابلتهم وصديقة روحها تزوجت ماذا حدث معها ومع سرها الدفين
.
"متعب"
قبل صلاة الفجـر يجلس في شرفة غُرفته مُستلقي على الاريكـه وينظر إلى السماء يشعر بِرغبة مُلحِه للبُكاء خوي دربه مُختفي ولا علم لـ أحد عنـه ومشاكله التي أزدادت مُنذ أختفاء أسامة وكذلك ظهور أناس غُرباء يبحثون عنـه ويُفتشون في ماضيه وحياته السابقه في الميتم توترت علاقته قليلاً بِشيماء كُل الاحقيه لها بأن تزعل ولكنه يمر بِفتره صعبه أغمض عيناه وهو يراها تقف وتنظر إليه:أدخلـي برد عليكِ
أستلقت فوقه ووضعت راسها فوق صدره:الخاطر عتبان عليك يامتعب ليه ما تشاركني بكل اللي يوجعك أنا زوجتك بكل الأوقات مو وقت فرحك فقط
مسح متعب على شعرها وأطلق تنهيده عميقه:آه ياعروق قلبي تعبت
هتفت شيماء بِهدوء:متعب لمتى يعنـي الفرصه جت لك ليه ما تقوي قلبك وتقابل الناس اللي تدورك
عجباً لسدود عيناه التي أنفجر دون إنذاراً مُسبق عجباً لهذا التوقيت الغير مُحبب أمام محبوبته:محـد مر باللي مريت فيـه خليني أكمل حياتي وفكره أن أهلي مُتوفين مزروعه بِعقلي
لم ترفع شيماء راسها رغم أنها ميزت نبرته الباكيه:قول لي وش صار معاك يامتعب من وعيت على نفسك
رباه هي تطلبه شيئاً مُستحيلاً ما مر به صعباً ولن تقوى على سماعه:ماراح تتحملين ياعروق قلبي
عضت شيماء على شفتها بِقوة ومن ثم هتفت:إذا حبيبي تحمل أنا ليش ما أتحمل
أطلق تنهيده عميقه مُحمله بألم الماضي:شعور إنك بدون أهل بدون نسب بدون أسم بدون هدف يوجع من وعيت على نفسي وأنا أسال هل أنا ولد حرام أو أهلي توفوا وأقاربهم رموني أمام الميتم أسئله كثيره مالقيت لها جواب
التزم الصمت قليلاً ومن ثم عاد لِيخبرها بِمراحل حياته أو بِما تُسمى مراحل العذاب كانت تسمع إليه جيداً وعيناها تذرف دموعها بِسخاء مُفرط ومع كل كلمه ينطقها تعض على شفتها حتى لا تُصدر صوتاً مرت ساعة كامله وهو يسرد لها ويبكي تسلل إلى مسامعهُما صوت أذان الفجـر لِينصت كلاهُما إلى المؤذن ويرددا بعده الأذان مع صوت الاذان تسللت إلى قلبه طمئنانية العالمين وقفا مع بعضهُما وضعت كفها على صدره ودعت بِدعاء تطمئن له القلوب وعندما أنتهت قبّل جبينها:مشكوره لانكِ سمعتيني
ضربته شيماء على صدره بِخفه:صدق إنك أنانـي يا متعب تبيني أرتمي بحضنك بكل حالاتي وانت ماتبي ترتمي بِحضني إلا وقت فرحك
وضع متعب ذراعه على كتفها:ندخل نصلي بعدين نكمل كلامنا
دخلا من الشرفة إلى غُرفتهُما توضأ هو أولاً ثم هـي فرش لهُما سجادتين وقبل أن يُكبر للصلاه هتفت:متعب أوعـدني بهذي اللحظه إنك تقابل الناس اللي تدور عليك عشانك وعشاني وعشان أولادنا
أبتلع ريقـه وهتف بهدوء:أبشري ياعروق قلبي
.
أصبحت الايامُ تمر سريع دون تركد واليوم زفاف تلك الهادئه البارده سَتدخل عالم جديد عنها تجربه جديده بِرفقة زوجاً حنوناً اليوم الأخير أو اللحظات الاخيره في منزل أبيها ودعت غُرفتها ودخلت جناح والديها أخرجت قطعه ملابس لـ والدتها المُتوفيه ودفنت وجهها بها:كبرت بنتكِ يا يمـه وصارت عروسـه بنتكِ بدت تتغلب على خوفها واليوم عرسها
دخل أبيها وهتف بِضيق:قولي لها وبِتفارق بيت أبوها
وضعت ياسمين قطعة الملابس جانباً وهتفت بأعتذار:أسفه يبه أني دخلت بدون علمك
تقدم سلمان منها وقبّل جبينها:لا تعتذرين يا أبـوك كل مكان بهذا البيت حلالكِ
أبتسمت وباغتته بِحضن عميق لِتسمع همسه وجملته التي دائما يُكررها"ياريحتكِ اللي تشبه ريحة أمكِ"
"رينام"
لم تذهب مع البقية إلى المشغل فضلت تجهيز نفسها كما تشاء هـي ومن ثم الذهاب إلى القاعة مع أم غــازي خرجت من دورة المياة ترتدي الروب وشعرها مُبلل تأخذ راحتها وحُريتها مُنذ تزوج غازي شكراً للقدر على هذه النعمـه وجوده معها في نفس المكان يُضايقها يُعكر مزاجها مـر شهراً دون رؤيتـه دون تضيق خاطرها وتعكير مزاجها تجتمع ببنات عمومتـه وتُقضي مُعظم وقتها مع غزل اللطيفـه توجهت إلى أمام المرآه وأخرجت جهاز التجفيف وسرعان ما شهقت بصوت عالي وبِخوف وهي ترى غازي يدخل من الشرفة ويشفط من سجارته بالكاد أستطاعت إلتقاط أنفاسها وهتفت:انـت وش تـسوي هنا!!! تعودت تدخل من الشرفه يا حرامـي
تقدم غازي منها ونفث دخانه في وجهها:أولاً الجناح جناحـي
قاطعته رينام وهي مُشمئزه من رائحه الدخان:أولاً أرمـي اللي بيدك ياحرامـي ثانياً هذا صار جناحـي ومالك حق تدخله إلا بعد طلاقنا
رفع غازي حاجبه:حرامـي!!حلو لقب جديد غير الجلمود والغثيث
كشرت في وجهه وهتفت وهي تتوجه إلى الدولاب تخرج لها ملابس:ماتضحك ترى أظنك تدل الدرب ياغازي توكل من حيث دخلت ولا تتوقع إني بِفتح لك الجناح مثل ما دخلت أخرج وأن شاءالله تطيح وتتكسر عشان ثاني مره تتعلم كيف تدخل
تُوليه ظهرها بِروبها القصير وشعرها المُبلل أبتسم لا أرادياً لا أحـد يهزم غروره وثقته بِنفسه غيرها ولم يسبق له رؤية أنثى سليطة اللسان مثلها تتفوه بِكلماتها ولا تحسب لها حساب ضيّق عيناه وهو يرى دولابه فارغ من ملابسه ولا تُوجد إلا ملابسها:هيي أنتي وش مسويـه وين ملابسي
عضت رينام على طرف شفتها وأغمضت عيناها"أبلش الحين وش أقول له "
كرر غازي سؤاله:وين ملابسي
التقطت الفُستان الذي سوف ترتديه للزفاف فقد أشترته قبل يومين عندما خرجت هي وغزل والتفتت إليه:شسمـه هذا خليت أمـي حنان تتبرع فيها قلت ماعاد تلزمك والمساكين كثير حرام تخيس بالدولاب
كزّ غازي على أسنانه وهتف بِأستنكار:تبرعتي فيها!!تمزحين أكيد
زمّت رينام شفتيها وحركت راسها بِخفه:لا والله ما أمزح ملابسك عطورك ساعاتك كل شيء تبرعنا فيه
قبض كفـه وهتف بِسُخرية:حلو تعرفين تطوعين من حلال غيركِ
زينت ثغرها بإبتسامتها الفاتنه وهتفت وهي تركض الى غُرفة التبديل:بضبط يامحور الكـون
تمتم بـ"اللهم صبر أيوب"وسرعان ما توسعت أحداقه ومشى إلى جانب الدولاب يبحث عن صندوق:رينام وين الصندوق اللي كان بين ملابسي
أطلت رينام برأسها:هو الوحيد اللي ما طاوعني قلبي أتبرع فيه وكان عندي فضول أفتحه بس مالقيت المفتاح
التفت إليها وقد أحتدت عيناه:رينام وينـه!!لا تلعبين بأعصابي
نفخت رينام وجنتيها وهتفت وهي تُشير إلى الكوميدون:شوفه بالأسفل وشيء ثاني في ساعة قالت أمـي إنها هديه من غزل ما تبرعت فيها حطيتها بصندوقي الأسود شوفها
مشى بخطوات مُستعجله وجلس على رُكبتيه وأخرج الصندوق زفر أنفاسه ببطء أما رينام عادت إلى غُرفة التبديل وقف غازي وتوجه إلى أمام الدولاب سَيُعيد الصندوق إلى مكانه ومن ثم بحث عن صندوقها الذي تضع ساعته به وجده وفتحه التقط ساعته ولكن جذب نظره شيئاً مُغلفاً بإحكام وكأنها تخاف فقدانه شعر برغبه لمعرفه ماهو تناوله بين يديه وفتحه بخفه ضيّق عيناه وهو يتأمل القلاده التي كانت نصف دائره والنصف الاخر ليس له وجود حركها بين أنامله ووقعت عيناه على نصف الاسم المحفور بدقه"شعـ" عقله الباطني توقف عن التفكير لقد راى النصف الاخر الذي يكمل القلاده لكن أين!! لا يعلم!! جلس على حافه السرير وهو يجبر عقله بأن يتذكر:يارب ....يارب وين شفت النصف الباقي
بعد التفكير المفرط وقف ملذوعاً وتوجه إلى الصندوق الذي خبئهُ والذي لم يفتحه مُنذ زمن بعيد توسعت أحداقه وهو يرى أنها القطعه الناقصة من القلاده أطبقها وأكتمـل الاسم "شعاع"سقطت من يديه لا شعورياً وهو في حاله صدمه كيف يحدث هذا !!هو يحتفظ بنصف القلاده والنصف الاخر مع زوجته؟؟أطلق أنفاساً عديده وهو يحرك راسـه يرفض أفكاراً أحتلت عقله وذكرى ماضيه عادت إليه هو لم ينسى ولن ينسى جثى على رُكبتيه ووضع يديه على مسامعه صوت بُكائها الطفولي عاد إليه
"قبل ١٣ عاماً"
يجلس في زاوية المخيم جسده يرتجف صداعاً يُتلف خلاياه وعينان متوسعتان تكاد تخرج من محاجرها رفع راسه ونظر للذي دخل المخيم وقف وتوجه إليه وهو يُردف بصوتاً منهك راجياً:تكفى يامتعب تكفى رجعني البيت تكفى جيب لي حبوب بموت والله بموت تكفى يامتعب
تنهد متعب بألم:غازي لازم تتحمل الحبوب بتوديك بداهيه
لم يحتمل أكثر يشعر بدماغه يتمزق وقلبه يكاد يتوقف تهجم عليه بشراسه لا يعي مايفعل:خسيس ..قلت لك عطني حبوبـي ..عطني.والله أن ما تعطيني ذبحتك...
لم يستطيع متعب الفرار منه ومن لكماته العشوائية دخل أسامة بخطوات راكـضه وبحركة سريعه ضربه في مؤخرة راسه حتى فقد وعيه وسقط طريحاً تنفس متعب بتعب وهو يجلس:وش السوات معاه يا أسامة ثلاث أيام وحنا بالبر وهذي حالته لازم ناخذه المستشفى العلاج هناك أضمن له
مسح أسامة على وجهه بضيق:كنت شاك أنه وراه بلاء بس ما توقعت يكون مدمن حسبي الله على من كان السبب
متعب بضيق مماثل:لازم نكلم عمك عبدالله غازي وقع بالهلاك لازم ننقذه قبل ما يدمن أكثر ونبلغ على الشلة اللي خواهم ووصلوه لهذي المرحلة
أسامة بقلة حيله:محتار والله محتار عمي جدي ابوي لو واحد فيهم عرف ممكن يتبرون منه وبنفس الوقت مو قادر أشوف غازي يتدمر
هتف متعب بعد تفكير:ريح نفسك وأنا أخوك والحل عندي ندخله المستشفى يتعالج بدون محد يدري وخلال فترة علاجه أختفي انت
هتف أسامة بحاجبان معقودان:وشلون أختفي وش قصدك
متعب:أوهم الكـل أنكم مسافرين أي دوله وأبقى معاي بالشقة وغازي يتعالج وكل فتره نروح نزوره وعلاجه ماراح يطول لانه حالته ماقد هي متقدمة
أسامة باقتناع:تم
وقف متعب وسحب غازي إلى فرشته ربط أقدامه وذراعيه ومن ثم غطاه جيداً وخرج من المخيم :تعال نشب النار ونسوي لنا قهوه وبصباح نرجع المدينه
تبعه أسامة وجلس وهو متلحفاً بفروته عقله يشغله غازي وعيناه تتأمل متعب الذي يعد لهُما قهوه
بعد مرور ساعة في الداخل فتح عيناه بثقلٍ واضح أستطاع فك الحبل الذي يُقيد ذراعيه وقدميه وأمسك براسه بكلتا يديه وقف ومشى بخطوات حذره رآهم يولونه ظهرهُما ومستمتعين بأحاديث بعضهُما أستغل عدم وجودهم والتفاتهم وخرج من المخيم دون وجهه دون هدف لايعلم إلى أين سيذهب كل مايعلمه أنه يُريد بعضاً من الحبوب حتى يتركه الصداع يمشي ويتدعثر بين الرمال لا يعلم كم الوقت ولكنه يبدو منتصف الليل أبتعد عنهم مسافة طويله لمح مخيمات كثير وناراً يصل إليه نورها غير مسار طريقه وهو في حالة هذيان وهلوسه لمح ظلاً بعيداً أقترب إليه ورآى فتاة صغيره تجمع الحطب ونسمات الهواء البارده تداعب شعرها من هيئتها ربما لا تتجاوز سن ١٣عاماً التفتت الفتاه وهو تحرك يميناً عادت لِالتقاط الحطب تقدم بِخطوات حذره ومد يده وكتم صوتها أخذها وأبتعد بها عن المخيمات إلى مكان مظلم لا يصل إليه أي ضوءاً رغم أنها كانت لبوه شرسه كانت تحاول عضه والإفلات منه ولكنه صفعها مره تلو الأخرى وهو ينقض عليها كـ ذئباً مفترساً لقى فريسته بعد جوعاً دام لسنوات لايعي مايفعل مزق ثيابها وكتم ثغرها بإحدى يداه وهو يكمل تجريدها من ملابسها وهي تبكي بخوفاً وذعر وتتخبط بين الرمال تحاول الفرار منه أسكتها بصفعه أخرى على ثغرها ومن ثم مد يده إلى عُنقها وكان يُريد خنقها التصقت قلادتها بساعته نزعها بقوه وبقت القلاده معلقه بساعته وبعد أن فقدت وعيها نال مراده وأخذ مبتغاه أبتعد عنها والقى بجسده بجانبها وهو في حالة هذيان :تكفون بمووووت ....بمووووووت عطوني حبوبي.....آآآآه راسي يمــه وينك...آآآه
وقف ونظر الى الجسد الملقى دون حراك على حبات الرمال القى عليها فروته وركض هارباً بسرعـه لا يُريد الالتفات لا يُريد التصديق أنه من فعل هذا بها وهو تحت تأثير أدمانه قادته خطواته الراكضه إلى مكان بعيد وجثى على رُكبتيه وأصبح يُهلوس:أنا وش سويت....قتلتها...وش سويت.....أسامة وينك ...متعب ....
كان أسامة ومتعب يبحثون عنه مرت ساعه وهم لم يجدوه حتى أنهم سالوا أصحاب المخيمات ولم يجدوه عرضوا عليهم المساعده والبحث عنه معهم ولكن أسامة رفض
هتف متعب بضيق:وين راح نلقيه الأرض أنشقت وبلعته
لمح أسامة جسداً مُلقى بعيداً ركض إليه وكان غازي:غــازي غازي
قدم إليهم متعب وهو يركض وبحده ممزوجة بخوفه:وين كنت فيه يالتبن خوفتنا عليك
كان يلتقط أنفاسه بصعوبه ومن ثم شهقه حادة كنصل السكين شقت صدره وخرجت من بين شفتيه شد بأنامله على فخذيه وصرخ بأنين حاد وجمّ أسامة ومتعب في أماكنهم ولم يجرؤ احداً منهُما بالاقتراب منه كان في حاله يُرثى لها يضرب وجهه بكفيه بقوه ويردد بألم وأنين حارق أحرق جوفه "أنا وش سويت ....وش سويــــــت ....يـــارب يـــارب ....أنا وش سويــت ..قتلتها
جلس أسامة وجثى على الأرض ومن ثم أحتضنه بشده :غازي شفيك!!فهمنا وين كنت
تمتم غازي من بين أنينه:اعتـ...ـديـ...ـت على بنـ..ـت ..قتلتها ...أسامة قتلتها لازم يقتلوني مثل ما قتلتها
تراجع متعب للخلف بعدم تصديق وأسامة دفعه بإستنكار:وشـووووو
مال براسه على كتف أسامة وغاب عن الوعي غياب تام مع دمعتان خائنتان هتف أسامة بخوف عندما ثقل جسده:متعب الحق
جلس متعب وسحب ثقل جسده ومسده على فخذيه:غازي أصحى
وقف أسامة بسرعه وركض ناحية مُخيمهم لملم عفشهم ووضعه في سيارتهم ومن ثم صعد وقاد سيارته إلى حيث تركهم ترجل سريعاً:أركبوا خلونا نرجع قبل أحد يشك فينا
وقف غازي بِصعوبه:لاااااا مستحيل مستحيل أهرب لازم أرجـع للمكان اللي تركتها فيه
تقدم منه أسامة ولكمه بِقوة:عز الله مانت بِصاحي تبي تودينا بداهيه
أرجع له اللكمـه بشكل أقوى ومشى من جانبهم:روحوا عنـي مستحيل أهرب
تبعه متعب وضربه خلف راسه حتى سقط أرضاً ومن ثم حمله هو وأسامة إلى السياره وأنطلقوا بسرعـه خوفاً من أن يراهم أحد
"الحاضر"
حنى راسه حتى أصبح بين رُكبتيه وهو يُردد بصوت متحشرج "خلاص تكفين أسكتي ....تكفين ما أبــي أسمع صوتك....أسكتـــي .....الله يأخذكم
رينام تأخرت عمداً حتى يمل ويذهب ولكن عندما سمعت صوت صراخه خرجت بِذعر نظرت إليه وهو يضم راسه بين رُكبتيه تقدمت إليه وهي في حالة يرثى لها قلبها يخفق بشده جثت بجانبه:غـازي وش فيــك!!
مازال يسمع ذلك الصوت الذي يلاحقه مُنذ ١٣عاماً اما بكاءً مريراً طفولياً وهلوسة شاب في بدايه العشرينات لا يعي مايفعل بتلك الطفله رفع راسه إليها ونظر لها بعينان حمراواتان ووجهاً يتصبب منه العرق راى الخوف يرتسم على صفائح وجهها:أنتـ..ـي نفس البنت أنا أنا دمرتكِ
نظرت إلى صفائح وجهه وهتفت بِعدم فهم:مافهمت مد كفيه وأحتضن وجهها ومن ثم أحتضنها بقوه وهو يُردد بِهمس مُتحشرج:أنا دمرتكِ أنا وش سويت فيكِ..أنتي نفس البنت أنا دمرتكِ يارينام
أصبحت رينام في حالة ضياع تام لا تعي ما يتفوه بـه منظره الباكي وأنهياره ومن ثم أحتضانه لها وهمسه الذي لم تفهمه همست ببحه وهي تتشبث به :غــازي أنت بخير وش صار لك مو قادره أفهم وش تقول
أغمض غازي عيناه لوهله وهو يبكي على كتفها زادت من عقدة حاجبيها تكاد تُصاب بالجنون أبعدته عنها بِخفه ومازالت تُمسك بِعضديه:غازي تكلم خوفتني
فتح غازي كفه لتظهر القلاده:تعرفين القلاده هذي
أخذتها منه وتوسعت أحداقها وهي تراها مُكتمله تنظر إلى القلاده ثم إلى غازي: قلادة أمي وأسمها أنت ..أنت من وين جبت النصف الثاني
نظر إليها بعيناه الحمرواتان:معاي من قبل ١٣ سنه
أبتلعت ريقها بصعوبه فقد أسودت الدنيا أمامها قبل ١٣عاماً فقدت النصف الذي كان معها والنصف الاخر كان مع أخيها رواف والذي أخذته منه قبل سفرها هتفت بصعوبه :ميــن أنت!! وشلون وصلت لك القلاده أنا ضيعتها بالبـر قبل ١٣سنه
مسح غازي صفائح وجهه بكلتا يديه وهتف بِتمهل:أنا اللي دمرتكِ قبل ١٣سنه بالبر أنا اللي تركتكِ بين الرمل وأنا اللي غطيتكِ بِفروتي
لم يكمل حديثه فقد صفعته بِقوة:كـذاب لا تكمـل مستحيل مستحيل تكون نفس الشخص غازي مستحيل تكون نفس الشخص اللي دمر حياتي تفهم
رباه لِما لا تُريد تصديق الحقيقه هي نفس تلك الضحية وهي نفس تلك التي يُعاقب نفسه لِأجلها
وقفت رينام سريعاً بعد أن راته يلتزم الصمت وتوجهت إلى أمام المرآه وهتفت بِشتات :قاعد تألف قصص وتبي تأخرني عن العرس أعترف يا غازي
نظر غازي إلى الفراغ بعيناه الدامعـه ومن ثم نهض وتقدم إليها وجعلها تلتفت إليه رُغماً عنها :رينام تكفين أسمعيني رينام أنا ماكنت بِوعي وقتها ماكان لـي ذنب أنا طحت بين ناس ما تخاف ربها كانوا يحطوا لي مخدرات بين المشروبات لحتى صرت مدمن أسامة ومتعب أقترحوا نروح البر وعلى أساس باقي الشلة بِتلحق بس أسامة ما عطاهم العنوان الصح وماكان عندي حبوب وقتها وهربت من المخيم بدون وعي والله وصار اللي صار وقت شفتكِ تجمعين الحطب بعد ما تركتكِ صحيت وكنت برجع بس أسامة ومتعب أخذوني غصب ورجعت يوم ثاني للبر بس وقتها ماكان في أحد قعدت أسبوع بنفس المكان وأدور على أي شيء يوصلني لكِ
مع كُل كلمه يتفوه بِها تعود إليها ذكرى ذلك اليوم المشؤوم هلوساته جسده الساخن ضربه لها تمزيقه ملابسها وتركه لها مُغمى عليها ويستر جسدها فروة ذات اللون الأسود ضاعت حروفها عجزت عن النطق :أنـ..ـت
أمسك بكلتا كفيها:رينام تكفين تكفين أرحميني ١٣سنه والندم يأكل روحـي والله مستعد اسوي أي شيء عشان تسامحيني حتى لو تبين القصاص

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي Where stories live. Discover now