85_ اليد الخفية (الأخير في الجزء الأول)

Start from the beginning
                                    

حينها كان المكان ممتلئًا بالجميع فجلس "يـوسف" على مقربةٍ من الشباب وبجواره جلس "عُـدي" أما "رهـف" فجلست وسط زميلاتها الفتيات وحينها صدح صوت إحداهن بمرحٍ وهي تعرض الهاتف على"رهـف" قائلةً:

_بصي يا "رهـف" دي "بوسي" اللي كانت معانا في الجامعة بقت بلوجر وإمبارح كان كتب كتابها، الفرح تحفة أوي ولسه فيه فرح تاني كبير، بجد كنت مستنية اليوم دا يمكن أكتر منها، بقالهم ٤ سنين مخطوبين، تخيلي؟.

حركت "رهـف" كتفيها بلامبالاةٍ وهتفت بعدم اكتراثٍ:

_ألف مبروك ربنا يسعدها، إيه المبهر بقى؟.

انتبه لها "يـوسف" الذي كان يُدخن سيجارته وكذلك "عُـدي" الذي رفع عينيه عن شاشة الهاتف ليجد الفتاة عاتبتها بقولها:

_إيه المبهر؟ بقولك اتخطبوا ٤ سنين مستنيين يكونوا مع بعض، يا بنتي إحنا عيشنا معاهم كل لحظات الخطوبة والعفش والشقة والتجهيز، متتخيليش استنينا قد إيه ولما سابوا بعض مصر كلها زعلت، بس تاني يوم خد عربية مليانة هدايا وراح صالحها، ربنا يوعدنا.

ابتسم"عُـدي" ساخرًا على التفكير السطحي الذي أصبح منتشرًا بين كامل الأجيال متذكرًا خطيبته السابقة "ميار" وحينها لفت نظره تميز "رهـف" حينما هتفت مُعلقةً بتوضيحٍ:

_مع إحترامي ليكِ والله ولفرحتك بيها بس أنا مش شايفة أي حاجة مبهرة في الموضوع، مجرد أتنين ظروفهم مُتاحة حابين ياخدوا اللقطة، كان ممكن الخطوة دي تتاخد من سنين كتير، وكان ممكن تكون بكل بساطة وهدوء، بس أنا عمومًا بكره حياة الكدب دي، بكره وجهة نظرهم عن الحياة، ليه أفضح نفسي وتفاصيل حياتي وخصوصياتي؟ وليه كتب كتاب كبير وفرح أكبر منه؟ وقبلهم خطوبة واخدة ضجة؟ فيه ناس تانية مبهرة في الواقع أكتر من دول مليون مرة.

سكتت عن الحديث وهي ترى نظرات الاستنكار لحديثها والتعجب من عدم إنجرافها خلف التفكير السطحي وحينها أضافت هي بتفسيرٍ:

_مبتصوليش كدا، آه الواقع مليان ناس كتير تستاهل الدعم والكلام عنهم زي دول وأكتر، دول معاهم فلوس اللهم بارك يعني وعندهم أهلهم وأكيد يقدروا يلاقوا المساعدة وعندهم شغل وفلوس ومكان يعيشوا فيه، إنما الواقع مليان شباب كتير ظروفهم صعبة، شباب معندهمش مكان يعيشوا فيه، ولا وظيفة ثابتة، ولا شهادة كبيرة، وبنات بتشتغل وتساعد أهلها وتجهز نفسها، وتتعب علشان تكون في بيتها مع حبيبها رغم إن كل الظروف ضدهم، بس للأسف الناس بتحب اللامع كداب الزفة، إنما المجتهد اللي بيحارب ويجاهد دا مش متشاف أصلًا، فأنا لما بنبهر انبهاري بيكون بالشباب اللي واقف في وش الظروف، اللي مضطر ينزل شغل واتنين ويورط نفسه في جمعية وشقة إيجار، وبنت بتشتغل وتدرس وتجتهد وتساعد في جهازها، دول الأبطال الحقيقيين، إنما اللي الغرور راكبهم وفرحانين بلمة كدابة حواليهم، دول ورق مع أول نفخة هوا بجد بيطيروا منها.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 25 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now