69_الخطوة التالية!!

40K 2.8K 745
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والستون"

                   "يــا صـبـر أيـوب"
         _____________________

نامت العيون…
وعلت النجوم … وأنت الملك الحي القيوم.

غلّقت الملوك أبوابها .. وأقامت عليها حرّاسها..

وبابك مفتوح للسائلين ….
جئتُك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين !..

_"الصوامعي".
__________________________________

سامحيني…
فحينما وددتُ أن أكتبُ عنكِ خانتني كل الحروف،
وضاعت مني الكلمات، وقد أصبح الحديث مُبهمًا،
فبدون أن أكتبُ حتى وبدون المُقدمات، أنتِ ثم أنتِ ثم أنتِ حتى وإن طالت الحياة بكل قسوتها وحتى نصل للممات..
أنتِ وفقط، لا غيركِ ولا قبلكِ ولا حتى كل العالم وإن وُضِع معكِ في مقارنات، فهي عقيمة ولا يجوز له أن يوُضَع بجواركِ..
أنتِ ثم أنتِ ثم أنتِ ومعهم أنا، وأنا إن لم أجدني في كل العالم، وجدتني مَعكِ هُنا..
وقد جاء من أقصى المدينة رجلٌ دعوه الناس غريبًا،
ومن زُقاق الحارة الصغيرة أتى ليستوطن بلدتكم ليصبح منكِ قريبًا ، فكان خير الرجال الشُجعان، رجلٌ عُرفت حروف اسمه بالأمان؛
حسنًا..حسنًا ..
لقد خانتني الحروف من جديد وتحدثت عني أنا..
فسامحيني حينما ينقلب الحديث عنكِ إليِّ أنا..
فما أنا سِوىٰ أنتِ ولا أنتِ إلا أنا.

       <لا تسأل كيف عَلمنا، إنها الحادسة القوية">

قال حديثه ثم فرق ذراعيهِ عن بعضهما ليقف أمامه "مُـنذر" بعينين دامعتين لأول مرّةٍ منذ أمدٍ بعيدٍ، ليحثه "نَـعيم" بشوقٍ وهو يقول:

_تعالى، تعالى في حضن عمك.

ركض إليه "مُـنذر" يضمه وهو يتشبث به وتلك المرة بكى حقًا وفعلًا، لقد ترك نفسه لمشاعرهِ وطاقته تحركه، لم يقوْ على الكذب أمام هذا الكم الهائل من العواطف والمشاعر المقدسة التي يحملها له هذا الرجل، لقد تمنى أن يستشعر هذا الأمان ويتذوق معنى الدفء، أراد أن يفهم ما هو شعور الأمان، والأمان لم يجده إلى هنا في كنفهِ، فكيف يحق له أن يكذب والقلب سبق وصدقه؟ وجد نفسه مثل الطفل الصغير الذي ضاع وسط القبيلة التي هجم عليها الغُزاة وفَر عنه حتى أهله وكأن والده تركه في الطوفان..

أما الآخر فحينما تأكد من ظنونهِ تشبث بهذا الفارس وبكى، بكى شوقًا لأجلهِ وأجل صغيره المفقود، بكى لأجل أشياءٍ لم يكن له أي دخلٍ بها بل إجبارًا من الدنيا أصبح وسطها، لم يختار أي شيءٍ من باب الطواعية بل كلها أمورٍ أُلقيت عليهِ، ابتعد عنه "مُـنذر" بعينين باكيتين وهو يسأله بنبرةٍ مُحشرجة:

_عرفت إزاي؟؟ هما اللي قالولك؟.

كان يقصد بسؤالهِ "إيـهاب" و "يـوسف" فيما أبتسم له "نَـعيم" بعينين نطقتا بكل وجعٍ وهو يُضيف بألمٍ:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now