78_ أين ابني؟.

39.2K 2.7K 989
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن والسبعون"
      
                 "يــا صـبـر أيـوب"
         ____________________

من بصري.. لبيك من قلبي…
لبيك من روحي.. لبيك من وجداني..
لبيك من سمعي.. لبيك من أدمعي..
يا منعما.. غافر الرجاء.. ومعطيا قبل الدعاء مواجد الإحسان.. أنا لا أُضام وفي رحابك عزتي..
أنا لا أخاف وفي حماك أماني..
يا عالم السر الخفي ومنجز الوعد
الوفي قضاء حكمك عادل.

_"مقتبس"
__________________________________

لاشك أنكِ تحملين الشيء ونقيضه يا عزيزتي…
ففي حين دعوتينني بالغريب وكنتِ أنتِ الوطن بذاتهِ،
وفي حين رافقكِ الضعف كنتِ لغيرك مصدر القوة وطوق نجاته، وحينما أتيتُ إليكِ كنتُ زاهدًا ولم أصبح لغيرك بشغوف، أمامك فقط يُغادرني الكلام وأفقد الحروف،
وفي حين أنا من وصفوه الناس بكثير الكلام،
أخشى التحدث أمامكِ وكأن الحديث عجز عن وصفكِ..
والكلام قليل في إنصافكِ، لكن دعيني أوجز في الحديث ببلاغة القول وأهتف؛
أن من بين كل العالم لا يُهمني إلا أنتِ..
فياليت كل العالم في عيني كان أنتِ..

              <"هُم بنيرانٍ أفججوها لُقن">

_سلام !! من غير واجب الضيافة؟.

التفت "سامي" لصاحب الصوت فوجد "أيـوب" يقترب منه وبحركة هادئة أدخله من جديد للداخل ثم أغلق الباب وهو يقول بنبرةٍ لم تظهر سوى الرُعب حينما هتف بتريثٍ هو الأخر:

_يا أخي دا واضح إن الست الوالدة كانت مشاغلها كتيرة أوي لدرجة إنها مفضيتش حتى يوم تربيك؟ بس وماله ربنا يجعلني سبب في ربايتك.

أنهى جملته ثم بدأ يُشمر ساعديه ليبدأ في أول دروس الأدب وحقًا فاض الكيل به ومن قدرة تحمله خاصةً حينما لمح تهديده المُبطن بزوجته التي يعلم جيدًا أنها ستغلق على نفسها برفقة خوفها مُجددًا فهيا بنا نرى أول حلقات الأدب مع يكن بداخله كل طرق الأدب، وقد لاحظ "سـامي" ذلك وابتسم بزاوية فمه مُستخفًا بـ "أيـوب" الذي سحبه بُغتةً ثم ألقاه على الأريكة ثم حاوط المقعد بكلا ذراعيه بالتزامن مع تقدمه للأمام ليقترب أكثر من هذا البغيض ثم هتف من بين أسنانه بغيظٍ:

_تحب أوريك ألم جلسة صغيرة من جُرعة الكيماوي؟.

سقط قلب "سامي" من محله وأختل توازن ثباته وتعلقت عيناه بعيني "أيـوب" الذي مال أكثر على أذنه يهتف بنبرةٍ خافتة أقرب للهمسِ:

_أنا أول مرة في حياتي ماشوفش رحمة جوايا تخليني أرحمك حتى تحت أيدي، أول مرة ماشوفش قدامي غير الضلمة، والضلمة دي نفسها الضلمة بتاعة المخزن اللي كنت خاطفني فيه، تحب أوريك نهايتي اللي السرطان معرفش يجيبها ودي مش شطارة مني، دا كرم من ربنا عليا، وأنا كريم مابخلش على حد أبدًا.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن