14_أوشك على الفهم

34K 2.8K 1.3K
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع عشر"
     
                "يــا صـبـر أيـوب"
       ____________________

قَصَدتُ بابُ الرَجا والنّاس قد رَقَدوا ..
وبِتُّ أَشكو إلى مَوْلاي ما أجدُ ..

وقُلتُ يا أمَلي فِي كُل نَائبةٍ ..
يَا من إليه لكشف الضّرّ أعتمدُ ..

أشكو إليك أموراً أنت تعلمُها ..
مالِي على حَمْلها صبر ولا جلدُ ..

وقَد مَدَدْتُ يَدي بالذُل مُفْتَقِراً ..
إليكَ يا خيرَ من مُدَّت إليه يدُ ..

_"أبو بكر الشيرازي".
_______________________

ربما قد تأتي الرياح بما لا تشتهيه السُفن، وربما لم تعد السُفن تشتهي شيئًا، لكننا على كلٍ فقدنا السُفن وضللنا الطُرق وتقطعت بنا الـسُبل، فأين الرياح الآن لعلنا نجد من اتجاهاتها الطريق ؟.

بعدما استمع للاغنية سمح لدموعه تعلن عن نفسها فيكفيه الصمود حتى الآن، تنهد بعمقٍ وقبل أن يحرك رأسه أو حتى يعتدل في جلسته وجد كف أحدهم يحاوط عنقه وهناك شيءٌ معدني لامس عنقه ومعه صوتٌ بنبرةٍ جامدة يقول:

_اتشاهد على روحك.

تعجب من الصوت على الرغم من الذعر البائن في نظراته بسبب الموقف إلا أن الكف المرتجف الذي يقبض على عنقه قد شجعه على امساك الكف يقبض عليه والتفت بسرعةٍ كبرى يقف مواجهًا لهذا الشخص ليجد أمامه فتاةٌ ترتجف من الخوف ونطقت بتلعثمٍ وهي تجابه بنظراتها نظراته القوية لتتصل نظراتهما سويًا:

_أنـ….أنتَ مين ؟؟ و بتعمل إيه هنا ؟؟؟

رفع "يوسف" حاجبيه مستنكرًا وردد بسخريةٍ على الرغم من تعجبه من الموقف ومنها ذاتها:

_أصلًا ؟؟ أومال إيه دخلة شجبع السيما دي ؟؟ أنا قولت برضه الصوت دا أكيد وراه عيلة صغيرة.

حاولت سحب يدها من يده وهو يضغط عليها أكثر لتهتف في وجهه بصراخٍ لتخلص نفسها مما تورطت به:

_سيب أيدي، أنتَ مين أصلًا، وبتعمل هنا إيه ؟؟

ترك كفها حينما لاحظ ارتفاع وتيرة أنفاسها وخوفها منه وقد أمعن نظره في وجهها ليجدها تبتعد عنه بمسافةٍ كبرى وكأنها تحتمي منه في نفسها، لينطق بتهكمٍ:

_أنتِ عبيطة يا بت أنتِ ؟؟ أنتِ اللي مثبتاني وخايفة مني ؟؟ كان لازمته إيه دا كله يا عسولة ؟؟

سحبت نفسًا عميقًا وأشهرت سبابتها في وجهه وهي تقول بتحذيرٍ من التمادي في حقها:

_احترم نفسك لو سمحت، بعدين بتعمل هنا إيه ؟؟ وازاي تطلع هنا بليل وأنا بكون قافلة المكان بالمفتاح.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now