10_الموت كان محتومًا

37.8K 2.6K 1.2K
                                    

"الفصل العاشر"
"رواية غَـــوثِـهِـمْ"

           "يــا صـبـر أيـوب"
    _____________________

أسلمت وجهي للذي أحياني
فهو الذي من طينةٍ سواني
سبحانه الله العظيم لنوره
برسالة القرآن فهو هداني
فلذاته خشع الوجود جميعه
وإليه يرجع سائر الأكوانِ

_محمد عمران
_____________________

فُرضت عليَّ شتىٰ الحروب لكنني مرءٌ كريمٌ اتمتع بحسن الخصالِ، وقفت في ساحة المعارك لأجلكِ برغم كوني زاهدًا عفيفًا عن النزالِ، فلو كان الزمان صالحًا لأتيت حيث مكانكِ وأنفقتُ لأجلكِ دمي ومالي، لكن السُـبل بيننا تفرقت وكأن لقاءنا بقي فقط في خيالي، فـ آهِ لو طاب لنا الزمانِ ورفقت الدنيا بقلبي وحالي.

_توجه "يوسف" لسطح البيت المزود بالزروع والورود فوجدها تجلس في انتظاره على الأريكة المتوسطة للسطح وما إن رأته يقترب منها ابتسمت له ثم نطقت بفخرٍ:

_جيبتلك عصير أنا اللي عملاه بنفسي، أنا كدا بضحي رسمي علشانك أهو.

ابتسم لها ثم سحب مقعدًا يجلس عليه مقابلًا لها وهو يسألها بثباتٍ:

_أنتِ نسيتي أني مباكلش ولا أشرب هنا ؟؟

رد عليه بتأكيدٍ تُصحح له الأمور:

_بس من أيدهم هما مش أيدي أنا، متكبرش الموضوع.

مال بجسده للأمام يُشبك كفيه ببعضهما وهو يقول:

_لأ اكبره، لما يذلوني على حقي وبعدها حد منهم يقولي أنا صرفت عليك ولا اديتك حتى تعريفة، دي ممكن تقتلني، وأنا عِزة نفسي عندي بالدنيا كلها، بعدين من ساعة حوار السم بتاع الأكل دا وخلاص أنا بخاف.

لفت نظرها بحديثه فسألته باهتمامٍ:

_سم إيه ؟؟ مش ساعتها كنت صغير وقالوا إن دا مبيد الحشرات وصل لأكلك غصب عنهم؟؟ ساعتها "فيصل" قال كدا أنهم كانوا راشين اليوم دا، دا اللي عرفته يعني.

ابتسم بسخريةٍ وهو يُصحح ما تفوهت به:

_هما قالولوا يقول كدا، إنما الحقيقة غير كدا، "سامي" الكلب هو اللي حطهولي في الأكل بالقصد، بس خليه أنا بفوقله أهو.

حركت رأسها موافقةً فتبدلت ملامحه إلى الخبث وهو يسألها:

_بس إيه قلبك مات خلاص؟؟ بقيتي بتكلميني هنا عادي؟؟

حركت كتفيها وهي تقول بتعالٍ:

_عادي، إبن أخو جوزي وبتكلم معاه، فيها حاجة؟؟

حرك رأسه نفيًا وهو يوأد ضحكته وقد ظهرت التسلية على ملامحه لتضيف هي موضحةً:

_أنا لما جيت هنا من خمس سنين، كنت مستغربة معاملتهم ليك، وبصراحة كنت بكرهك زيي زيهم، بس لما ساعدتني في مشكلتي، عرفت إنك أصيل، وساعتها قولتلي أنا معنديش مشكلة معاكي، مشكلتي مع جوزك، ومش هاخد حقي من ست، أنا ساعتها احترمتك أوي وبقيت عاوزة أساعدك خصوصًا إنك مقولتش لحد على الموضوع دا، بعدها اللي حصل معاك و "شهد" وموضوعكم اللي باظ حسسني إنك اتظلمت أكتر، علشان كدا قولتهالك صراحةً خلينا صحاب أحسن، وأضمن ولائي ليك هنا، وأنا لا يمكن أبيعك أبدًا، علشان دا مش طبعي.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now