77_ طرق الأدب..

40.5K 2.9K 1.1K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع والسبعون"
      
                  "يــا صـبـر أيـوب"
       ______________________

يا مَن تُجيب السائل أجب لي يا كريم
فمن غيرك يا رحمن يُعطي السائلين…

رجوتك وعفوك لازال كبيرًا؛ يغدقني
وأنا هنا عبدٌ يسألك وأنتَ مُجيب الطالبين..

ربي بحق رحمتك التي وسعت كل شيء
أطلب منك أن تطولني رحمتك يا كريم

_"غَـــوثْ"
__________________________________

فليسكت الجميع فضلًا…
وليس أمرًا مني، بل تكرمًا عليَّ منكم أن تسكتوا ألسنتكم ومن قبلكم رأسي التي لم تفرغ ذات يومٍ..
ودعوني أولًا أخبركم أن لكل قاعدة شواذ، ولكل مجموعة استثناء وهي فقط من بينكم من يَحق لها التحدث؛
فاسكتوا ألسنتكم ودعوها هي تتحدث..
وأتركوني ودعوني استمع لها هي، هي وفقط
وقبل أن تعودوا للحديث من جديد ويزداد فضولكم لما هي؟
دعوني بكل صراحةٍ أخبركم أن كل الحديث منكم تفاهات والأهم كله منها هي، وقبل أن يُعاد السؤال بنفس الفضول، سيكون الجواب أن القلب أصم آذنيه وأغمض جفنيه عن الجميع عدا هي، لأن هي؛ هي.

        <"إذا أردت إمساك اللص، أسرق صغيره">

لم يبقى محله جامد الحراك من يريد التوصل للحقيقة..
هكذا كان يقتنع "مُـنذر" الذي أخيرًا وبعد عناء قرر أن يأخذ خطوة واحدة لأجل التوصل إلى ابن عمه وقد فعل ما يمكنه فعله لأجل الوصول إلى هذه اللحظة..

ففي شقته التي يرجع أصلها لوالد "عـهد" جلس على مقعد السُفرة الخشبي بوضعٍ مُعاكسٍ ثم أنتظر استيقاظ الأخر الذي طال انتظاره وما إن يأس من إيفاقته بمفردهٍ قام بسحب دورق المياه وقام بإلقائه عليه دُفعة واحدة ليفيق على أثرها "نـادر" الذي وجد نفسه مُكبلًا على المقعد هو الأخر ليقول حينها "مُـنذر" بأسفٍ مصطنعٍ:

_أنا آسف، بس بابا "سامي" مسابش ليا أي تصرف تاني، أنا آسف يا سيادة القبطان، قولي بقى تحب حاجة مُعينة ولا أديك على ذوقي أنا !!.

اتسعت عينا الأخر حينها بخوفٍ وهو يرى نفسه مثل الطفل الصغير يجلس على المقعد مكبل الأطراف مُككم الفم حتى لا يخرج منه أي صوتٍ، بينما الأخر كان يحدجه بنظراتٍ قاتلة تبعها بإخراجه لسلاحه من جيب بنطاله ووضعه على الطاولة أمامه وهو يقول بنبرةٍ قاتمة:

_للأسف عمال يلعب معايا ويشحطتني وراه، وبما إنه كلب فلوس وكلب طمع فأنا بقى هخلصه من مسلسل المال والبنون اللي هو فرحان بيه دا، تحب أبدأ بالمال ولا البنون؟.

حينها ازداد توسع عينا "نـادر" بهلعٍ ملحوظٍ ولازال مُكمم الفمِ لم يقوْ على النطق وحينها ترك "مُـنذر" محله ثم أقترب منه يجثو على رُكبتيهِ وهو يقول بنبرةٍ هادئة ولم يفارقها الخُبث حيث دنت أكثر من نبرةٍ متشافية منتقمة:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now