62_ القرب بادر لا محالة

43.1K 2.8K 786
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والستون"

                "يــا صـبـر أيـوب"
         __________________

_ربي لا إله لا أنتَ عَلام الغِيوب..
ووحدك كاشف الأسباب ومُقلب القلوب.

نسألك وإن كُنا لا نستحق سؤالك
أن تمحي خطايانا وتغفرلنا الذنوب.

أعلم أني عاصيك لكني برغم ذلك
أطلب عفوك وحُبك في قلبي هو المكتوب..

رحماك يا مولاي فإني عدوي
وعدو المرء نفسه والنفس تهوى أن تتوب..

_"غَـــوثْ"
__________________________________

كُل شيءٍ منذ أن وجدتُكِ أضحىٰ غريبًا..
وغريبةٌ هي الدُنيا من بعد ظهوركِ
وكأن كُل المعاني المُبهمة ظهرت في وجودك…
وأول هذه الأشياء كان أنا، فمثلي لم يُحب يومًا ولا حتى يَملكُ لقلبهِ عزيزًا، عُرفت عنه الكثير من الصفات سواء إن كان زاهدًا أو جريئًا أو بين طرقات المدينة بها غريبًا…
أتيتِ أنتِ وكُنتي فتنةً للزاهدِ ووطنًا للغريبِ وأدبًا للجريءِ ومأوىٰ لقلبي الذي لم يَكُن له حبيبًا…
وغدوت أتساءل، كيف الدنيا من قبل مجيئك؟
إن كان مجيئك هو الدُنيا بذاتها؟.

         <"غريبٌ في أرضنا، مكروهٌ في قلوبنا">

_أنتَ مين ؟.

هذا السؤال الذي ألقته هي عليه بتيهٍ بعدما أقترب منها يُلثم وجنتيها كليهما على حِدة ثم أبتعد عنها للخلف وقد أخفض جسده للأمام وقبل أن يجاوبها بحديثهِ قطع التواصل بينهما صوتٌ تبغضه هي وتكرهه وتكره حتى ذرات الهواء التي تحمله فيما اندهش "يوسف" من دخول "سـعد"  مكانهما في هذا التوقيت وهو يهتف بكل برودٍ:

_سوري شكلي جيت في وقت مش مناسب، بس أنا أجرت الشقة اللي في الدور التاني علشان هتجوز فيها، مش أنا قولتلك يا "عـهد" لما اتكلمنا مع بعض؟ على العموم طلعت أتطمن على السطح معرفش إنكم مقضيينها هنا.

تلاشت بسمة "عـهد" وبكل تلقائية قبضت على ذراع "يـوسف" تتلمس منه الأمان، بينما الأخر وقف يوزع نظراته بين نظراتها الخائفة وبين ذلك المُحتل الذي أحتل أرضهم يُعكر صفوها لكن حديثه لم ينفك عن عقله ويغادره وخاصةً والآخر يبتسم له بكل وقاحةً، هل سيتصدى للمحتل أم سيتسلم له؟ قبل أن يبدأ "يـوسف" توبيخ الأخر قام "سـعد" بسحب مقعدًا خشبيًا ثم جلس عليه تحت أنظارهما الثابتة عليهِ ليهتف ببرودٍ كعادتهِ:

_حلو السطح دا، حظي حلو أني طلعت أطمن عليه أهو أشم شوية هوا نضيف ونشوف حاجات حلوة برضه.

كان يُشير إليها بكلماته يقصد إثارة غيظ "يـوسف" الذي هتف بتبجحٍ بعدما أوشك الأخر على النطق من جديد:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now