53_ انقلب السحر على الساحر

43.2K 2.9K 1.3K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والخمسون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
         ___________________

مولاي أجفاني جفاهن الكَرى والشوق لاعِجُهُ بقلبي خيما

مولاي لي عملٌ ولكن مُوجبٌ لعقوبتي فأحنن على تكرما

وأجلو صدى قلبي بصفو محبةٍ يا خير من أعطى الجزاء وأنعما
يا ذا العطاء يا ذا الوفاء
يا ذا الرضا يا ذا السخاء
اسق العطاش تَكرمًا.

_"محمد النجيدي الحلبي".
__________________________________

ثمة بعض الأبكامِ متحدثين،
وكانت المثال هُنا عينيكِ،
وكأن عيناكِ سردت قصة وطنٍ سُلِبَت منه الحُرية لكنها بالرغم من ذلك قادرة على أسر كُل حُرٍ مثلي؛
وغدوت أتساءل كيف للغريب أن يُأسر بداخل وطنه؟،
لتكون الإجابة أنه كما الطير المُرابط بجوار عشهِ،
فتلك المرة وقعت في الأسر بإرادتي بعدما فُرضت عليَّ حربٌ مسلوبة الراءِ كان سحر عينيك فيها قتالًا،
وقد تبدو لكِ أنها حُربٌ فُرِضَت عليَّ،
لكنكِ تناسيتي أنني أقمت آلاف الحروب
فقط….لأجل عينيكِ،
فَـ حُـرٌ مِثلي لن يقبل بمن يتعدى على وطنه
وإن كان ضائعًا عن الوطن، والوطن هُنا هو عيناكِ.

        <"الثأر يعود من جديد لمن أراد بي سوءً">

حرك "مُـنذر" رأسه مومئًا له وهو يتفهم حديثه، بينما الأخر فتح الملف ونظر فيه يقرأ اسمه الذي جعله يقف مدهوشًا حينما قرأ اسم زوجته "قمر مصطفى الراوي"، قرأ الاسم مرة وثانية وثالثة وحاول ربط العلاقة بين الشابين ليفهم أن هُناك عصفورين سوف يتم صيدهما بحجرٍ واحدٍ فقط، الحجر الذي يمثل خزينة الذهب لديه متمثلًا في "قـمر".

لاحظ "مُـنذر" انبساط ملامح الأخر والبهجة التي طفقت تُعلن عن نفسها وتزيل عبوس ملامحه وحينها لم يمنع فضوله من التدخل حين سأله مُتعجبًا:

_فيه إيه ؟ لقيت حاجة خليتك تفرح؟.

انتبه له الأخر وقال بغموضٍ غلف نظراته القاتمة التي كان مصدرها الرئيسي هو الانتقام والثأر لنفسهِ:

_لقيت اللي هترجعلي حقي، حقي اللي "يوسف" دمره وضيع تعب ومجهود كبير لما راح قال لـ "نَـعيم" على اللي حصل وخلاه بوظلي شغلي، الفرصة جت على طبق دهب.

لم يفهم "مُـنذر" سبب حديثه لكنه لم يتطرق لأي أسئلةٍ أخرى خاصةً بعدما لاحظ أن الأمر كله يتعلق بـ "يوسف" فعليه أن يسأل "إيـهاب" أولًا إذا كانت هناك علاقة تربط بين "أيـوب" و "يوسف" ببعضهما خاصةً أن الملف لم يوضح أي شيءٍ من هذا القبيل، يبدو الحوار وكأنه حلقات مكونة في نهايتها الطور الأخير لسلسالٍ ينقصه فقط حلقة أخيرة لكي يكتمل.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن