73_ قاتل أو مقتول !!

38.6K 2.8K 1K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والسبعون"

"يــا صـبـر أيوب"
__________________

لقد عسرتُ مرارًا في دربي
واستعصت عليَّ نفسي وخسرت معها حربي..

وبرغم التعثر وصعوبة الطريق
إلا أني كلي يقين إنك يا الله رئيفًا بقلبي...

أعني عليَّ فإني أخشاني،
وخشيتي من نفسي تقتلني والهوى يتركز بصوبي..

أرجوك إلا تكلني لنفسي طرفة عينٍ
وألا يقع قلبي ضعيفًا وأضل من جديد دربي.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

رغم أن عرفوني الناس بفصاحة اللسان..
وببلاغة القول والجميع يعلم أنني بمتكلمٍ،
لكن أمام عينيكِ أقف مشدوهًا؛
وتفر مني الحروف وأتوه لأصبح بمتلعثمٍ، وحتى الآن لم أعلم كيف عصاني قلبي وتحرك صوبكِ ليغدو آمنًا من بعد خوفهِ وأحتمىٰ بجواركِ،
فبعدما فقد مكانًا كان فيه يحتمي، والملجأ هنا كان بين جفنيكِ، فسبحانه المولىٰ الكريم أرشدني إليكِ، وبرغم أنني أخشى السحر إلا أنني وجدته مُتجسدًا في عينيكِ؛ وأعلنها قلبي عليَّ مئات المرات، أن السحر الأسود لم يفعل بضحيت مثلما فعلت به عيناك؛
فأنا حتى وإن كنتُ بمتكلمٍ إلا أني
أمامك تضيع مني الحروف، هنا أنا آمنٌ بكنفكِ بدون خوف.

<"الماضي أتى ليزورك، عليك أن تكرمه">

خرج من مسقط رأسهِ ومكانه منذ فترةٍ بعيدة لأول مرةٍ، خرج بمفرده يتولى هو مهمة قيادة السيارة لنفسهِ دون أبنائه أو أحد الصبية الخاصين به وبالعمل معه، أراد أن ينهي هذا الشيء ويعلن عن نفسه، وقد أوقف السيارة أخيرًا وترجل منها وقف أمام الباب يطلب من الحارس أن يدخل وقد أرشده إلى الداخل ووقف في إنتظار أهل البيت وهو يولي الدرج ظهره...

وقف يراقب المكان بعينيه لا يصدق أن هذا البيت يرجع لهذه العائلة، لكنه سرعان ما سخر من الأمر، فهل بعد كل ما فعلوه يعيشون في بيتٍ أقل من ذلك؟ بالطبع لا، لذا ظل مكانه ثابتًا حتى أتى "عـاصم" من خلفه يسأله بحيرةٍ من زيارة مجهول الهوية:

_أيوة يا حضرة؟ أنتَ مين؟.

ابتسم الأخر بسخريةٍ والتفت له يقول بتهكمٍ:

_إيه يا ابن خالتي؟ مش عارفني؟.

صُعِقَ "عـاصم" من جديد وهتف بذهولٍ بعدما رآه أمامه بعد كل هذه السنوات وكأنها مرت بالأمسِ عليهم جميعًا:

_مش معقول !! "عبدالقادر العطار".

ابتسم الأخر بسخريةٍ وهو يشمله بنظرة متفحصة أعربت عن إشمئزازه وكرهه لذلك الماثل أمامه، يكرهه ويكره حتى أحرف اسمه، لكن النصيب حكم بهذا اللقاء، وتوجب عليه أن ينفذ كل ما كُتِبَ عليه، لذا أقترب هو باقي الخطوات بهيبةٍ طاغية، جسده القوي المشدود أسفل حِلته الرمادية، وقد تخلى عن عكازه الخشبي ليظهر بنفس صورة شبابه أمام "عـاصم" الذي ازدرد لُعابه وهو يشعر أن ألم حلقه أتصل بأذنيهِ، كان يود أن يظهر بعنفوانهِ وغضبه ومقته الدائم نحو "عبدالقادر"، يكرهه ويكره تواجده معه منذ صغرهما، والآن !! يقف في عقر داره كما يُقال "واثق الخُطىٰ"، بل مبتسم الشفتين ومنتصر بالعينين..

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now