40_ لم يكن رائفًا به.

42.2K 2.8K 718
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الأربــعــون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
            _________________

بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكا
إنّي ضعيف أستعين على قوي
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت يا ربي وآذتني ذنوب
مالها من غافر إلاكا
دنياي غرتني وعفوك غرني
ما حيلتي في هذه أو ذاكا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمناً
بكريم عفوك ما غوى وعصاكا.

_"نصر الدين طوبار"
_________________________________

_ لم تكن معركةً سهلة، بل كانت حربًا دامية،
حربٌ خسرت بها الكثير حتى نفسي ولما وجدتكِ
وجدتني معكِ، فإذا كنتُ أنا صاحب العزيمة، إذًا أنتِ من لأجله تُدعى العزائم، أنا وإن طال الزمان فوق زمانه زمانًا لأجلك هُنا وحتى إن كنتُ بعيدًا فأنا لأجلك قادم
فالليل وإن طال ظلامه وأصبح بدرجةِ القاتم
فأنا لأجلكِ وأجل عينيكِ والحصول عليكِ عازم، فُرضت علىَّ شتى الحروب ولأجل عينيكِ خوضتها، حروبٌ خرجتُ منها منتصرًا وعيناك بها دُرة المظالم.

  <"ظنوني عروس الماريونت، لكني صاحب الخيط">

في مكانٍ أخر بمنطقة "الزمالك" وقفت "مادلين" تتنصص على حديث "سامي" و "عاصم" حينما وصلها ذِكر اسم "يوسف" لذا قررت أن تستمع لحديثهم حتى انفعل "سامي" وهو يقول بغضبٍ لم يسيطر عليه:

_أنا مش هتحمل وجود "يوسف" في الشركة والبيت، صدقني إحنا كدا زي الطُعم في أيده، اسمع مني، هي قضية يلبسها هو ومحدش هيقدر يتكلم، سيبني أظبط كل حاجة وأنا هخرجه من الشركة في غمضة عين.

شهقت "مادلين" بتلقائيةٍ ثم تحركت لداخل شرفة الحديقة تطلب رقم "يوسف" وما إن رد عليها قالت بلهفةٍ:

_أيوة يا "يوسف" ؟؟.

كانت "شهد" تتابع تحركاتها وحينما وجدتها تطلب رقمه دلفت تقف أمامها وهي تبتسم بخبثٍ جعل الأخرى تصمت عن التكملة بينما "يوسف" رفع صوته في الهاتف يسأل بحيرةٍ:

_إيه يا "مادلين" ؟؟ ألو…ألو يا "مادلين".

دلف في هذه اللحظة "سامي" يسأل بتعجبٍ عن سبب وقوفهما فتبدلت ملامح "شهد" وهي تقول بخوفٍ:

_ألحق يا أنكل، شوفت طنط "مادلين" عملت إيه ؟؟.

سقط قلب "مادلين" من محله وبدا عليها الخوف والاضطراب في هذه اللحظة خاصةً أن الأخرى تطالعها بتشفٍ، وحينها تأكدت أن نهايتها أقتربت لا شك في هذا، وعليها أن تتحمل عواقب هذا القرار، لكنها تذكرت أن زمن خوفها ذهب وولىٰ، فكل ما عليها أن تستعيد السيطرة على مجرىٰ الأمور لذا بدلت ملامحها إلى الثِقة والثبات وهي تقول بطريقةٍ اجادت الاتسام بها:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now