72_لقاء بحكم النصيب

39.4K 2.8K 1K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والسبعون"

                   "يــا صـبـر أيـوب"
        _____________________

ربي قد فاض منكَ الكُرم ولازلت عاصيًا
وأنا أنادي ولا يسمع المناداة غيرك يا سامعًا..

لبيكَ وإن لم أكن موجودًا في رحابك
لكني أحبك وأعلم أن حُبك في القلب ساكنًا..

أدعوك أن تنتشلني مني فإني لنفسي ظالمًا
وأدعو بهمس الدعاء المنعدم لكن القلب لازال طائعًا..

_"غَـــوثْ".
__________________________________

_لقد أتيتُ من أقصىٰ المدينة غريبًا عن الجميع
وليس لي من الأماكن ماله أنا أنتمي..
وكانت تسكنني الكُربة ويُرافقني
الخوف وأبحث عن ملجأٍ فيه أحتمي..
وكنتُ أحسبني بين الطُرقات شريدًا في مجرةٍ صغيرة
ولم أعلم أن كل الطُرقات تقودني إليكِ لتصبحي عالمي..
عالمي الصغير الذي غدوتُ آمنًا بداخلهِ، وأقولها بكل فخرٍ أنا لكِ أنتِ من بين الجميع أنتمي، وأطلب منكِ الوصال وإن كان عليكِ بالوصل ذنبٍ، فأزيديه بالحُب وإن كان إثمًا وآثمي.

   <"خيلٌ بميدان المعركة، مثل جندي بساحة الحرب">

في الخارج وقف "سـامي" يتحدث في الهاتف مع "ماكسيم" والآخر يُملي عليه أوامره كما أعتاد ثم أضاف بتهكنٍ كعادته يبلغه بالقنبلة الجديدة الذي كان يستمع إليها الأخر بفتورٍ:

_على العموم علشان أنا بحبك وأنتَ بتسمع كلامي أنا محضرلك مفاجآة حلوة يا "سامي" وهي إن "يـوسف" لقى أهله اللي خبيتهم أنتَ و "عاصم" عنه ومش بس كدا، دا كمان لقى أخته وجوزها، مين بقى يا ترى؟ جوزها "أيـوب" ابن "عبدالقادر العطار" حبيبك ولا أقول عدوك اللدود؟.

أراد أن يكون سببًا في نشر الخراب للأسف أجاد ذلك وهو يتحدث بهذا التهكن والخبث اللاذي تقطرا من أحرف كلماته وقد ارتسمت البسمة الخبيثة على شفتيها عند إنفجار "سامي" في أذنه يهتف بنبرةٍ عالية:

_أنتَ بتقول إيه يا "ماكسيم" ؟؟ أكيد بتهزر صح؟.

زادت وتيرة ضحكاته وأنفاسه المتعالية وهو يستمع لنبرة "سامي" التي أوضحت رُعبه وطريقة إلقائه للسؤالِ وأضاف من جديد بأسلوبٍ ساخرٍ صبغه بطريقةٍ درامية:

_لأ، لأ يا "سامي" أنا قولت إنك مفتح، زي ما بيقولوا كدا إن عينك وسط راسك، بس واضح إن "يـوسف" ذكي لدرجة متخليش حد منكم يشك فيه أصلًا، أنا مبهور بيه والله.

أغلق الهاتف بعد حديثه وسحب الكأس الموجود بجوار يرتشف منه باستمتاعٍ مُتلذذًا، بينما "سامي" كانت الأرض تميد به في محله، ضربته الصاعقة وبهت وجهه وهو يحرك رأسه نفيًا وكأنه يُكذب الحديث لمن لا يراه من الأساس، حقيقة صدمته في محلهِ وخشى أن يلج للداخل يجده أمامه، خشى كل شيءٍ حتى أتت سيارة "عـاصم" تتوقف خلفه والسائق يضغط على بوق السيارة يطلق الزامور عاليًا وقد انتبه له "سامي" الذي حاول حفظ ماء وجهه وهو يتلفت لـ "عاصم" الذي أمسك كف "مادلين" وترجل من السيارة بها..

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now