67_ ستلقى حتفها الليلة

41K 2.8K 813
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع والستون"

                    "يــا صـبـر أيـوب"
             ____________________

_ربي…إن كل السُبل دون رُشدك ضياع
وكل الأمان من غير رعايتك يرافقه الوداع..

فأتيتُ من بعد تيهي وعودت لكَ من بعد الضياع..
وقد أكلتني وحشة الطرق والقلب بعيدٌ عنكَ ملتاع

فسال الدمع والقلب نادمًا وشهدت
على حزنه وندمه كل البقاع..

والحزن لا يدوم طويلًا مادام المرء مستأمن بكَ…
وإذا التحد المرء بربهِ كتب على خوفه الوداع..

_"غَـــوثْ"
__________________________________

في بعض الأحيان نجد أشخاصًا على هيئة رحمةٍ…
رحمة أتت لنا من بعد العذاب لقلبٍ لم ترفق به الحياة،
ولم يعلم قط أين هي من وسط دروبه سُبل النجاة،
إلا أن يرأف الخالق بقلوبنا ويرسل برحمتهِ من يرافق دُروبنا، فنسعد ونأمن برفقة من نُحب..
ونتساءل كيف مررنا بكل ما مَرَّ بدون أن نُحِب؟
فلا نحن كنا من السابق نعرف معنى الأمان…
ولا وجدنا في وسِع الأرض لنا المكان..
ليأتي من يكون لنا في كل ضيقٍ مثل رحابة الصدرِ..
وحتى وإن كان الضيق موجودًا فمعنا من نحب..
فهُنا وجدنا الأمان…هُنا عثرنا على العنوان.

       <"لم أرفض هويتي، هي من تعالت عليَّ">

_هو مين دا اللي ابن أخو "نَـعيم" ؟؟! وأنتَ مين أصلًا.؟؟

هتفها "يـوسف" بنبرةٍ جامدة أوقفت الأخر محلهِ وجمدته في مكانه وكأنه وضع في خانة اليْـك حقًا والآن قد دنى من الهلاك أو فضح أمره، لقد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت، والموت في حالته عن طريق فضح أمره وكشف هويته قبل أن يصل لما يريد، والآن فقط يبدو أن هويته ضاعت في سرابٍ، لذا تحرك له "يـوسف" يقابله وهو يأسره بنظراته الحادة ليقول الأخر بنبرةٍ هادئة حاول صبغ حديثه بها:

_أنا أكيد مش هقدر أقولك حاجة دلوقتي، أنا لسه بدور على مكان اترزع فيه وحياتي كلها واقفة على كلمة بطلقة من مسدس، بس بما إنك سمعتني مش عاوز حد يعرف حاجة.

بدا "يـوسف" أمامه مدهوشًا وقبل أن يتحدث وجد "مُـنذر" يحذره بنظراته من اقتراب أحدهم نحوهما وقد كان "مُـحي" هو الذي أقترب منهما وهتف بنبرةٍ منهكة:

_أنا عندي امتحان بكرة هروح أنام وأصحى بليل أذاكر شوية، خدني معاك يا "يـوسف".

راقبه "مُـنذر" بعينيهِ يحاول قراءة شخصيته فيما تغاضى "يـوسف" عما وصل لسمعه ثم قال بنبرةٍ هادئة:

_أحسن برضه وأرتاح شوية في البيت علشان "سـمارة" لوحدها هناك و "عـمهم" مش هيعرف يسيب "سراج" دلوقتي، يلا أركب العربية.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now