68_سبق وصدقه القلب!

42.1K 2.9K 979
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن والستون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
        _____________________

الليل أقبلَ والوجُودُ سُكُونُ
بالليلِ راحت تستريحُ جُفونُ
وهناكَ أحلامُ الخيال توافدت
تسري فتسبحُ فى الخيالِ عيونُ
والروح تمضي فى مجالاتِ العلا
وهناكَ فى نهرِ الصفاءِ تكونُ
فضلٌ من اللهِ العظيمِ على الورى
ليلٌ يجيء وسرهُ مكنونُ

_"محمد عمران"
__________________________________

أما بعد؛ فليس من بعد حديثي عنكِ بعد..
لكن دعيني أولًا أُلقي التحية وأوصف في الكلام، فكل الكلام في حقكم أنتِ وقلبك كلام، وأنتِ إن حضرتي تكوني كما حال القبيلة التي غمرها من بعد حالة حربٍ؛ السلام..
فكل البشر في الأعين سواء..
وأنتِ وحدكِ من بين الجميع الاستثناء،
فأنتِ من تلاشت الغُربة في وجودها..
وهدأ الضجيج في قُربها، وتلاشى الازدحام بحضورها..
وأنتِ التي تُفنى العوالم في عين المرء بدونها..
وأنتِ من عاش القلب في خصومة مع العالم من قبلها
ولم يقبل الصُلح إلا حينما استهدى لدربها..
فيا خليل القلب.. أخبريني كيف تكون الطُرق البعيدة إن لم تكون كُلها لأجل شبيه النفس وخَليلها؟…

<"مُهرة في ميدان المعركة، وليست قطة بجوار الحائط">

خرجت من الغرفة بنفس الثبات بعدما وضعت مُرادها في جيب ردائها الشتوي ثم تحركت من جديد نحو غرفةٍ أخرىٰ وتحديدًا الخاصة بـ "نادر" وقد أخذت الفرشاة الخاصة به وميزتها من لونها الأسود وعلمت أن صاحبة اللون الوردي خاصة بزوجته، وعلى ذكر زوجته استمعت لصوت المياه بداخل المرحاض فعلمت أنها بداخله حينها أخرجت هاتفها تكتب رسالة نصية مفداها:

_اللي عاوزه معايا يا "مُـنذر"

أغلقت هاتفها ووضعته في جيب بنطالها وقبل أن تخرج من الغرفة تحديدًا وهي على أعتابها وجدت "نـادر" أمامها بعدما فتح باب غرفته وسألها بنبرة جامدة أعربت عن دهشته الواضحة بوجودها في غرفة نومه:

_بتعملي هنا إيه يا "مادلين" !!.

وقفت أمامه بنظراتٍ زائغة تزدرد لُعابها وهي تفكر في حُجة قوية تنطوي عليه وعلى تواجدها هنا خاصةً حينما توقف صوت المياه في المرحاض وقد علمت أن الأخرىٰ أنهت ما تفعله، فحقًا إن كان الهلاك قد اقترب منها، فحتمًا ستلقى حتفها الليلة على أيد عائلة "الراوي"، زاغ بصرها لوهلةٍ فيما أمعن هو نظراته في وجهها ينتظر منها الجواب حتى وجدها تتنفس الصعداء ثم رسمت بسمة هادئة على ملامحها وهي تقول بدهاءٍ بالغٍ:

_بصراحة ماكنتش أحب إنك تيجي دلوقتي، أنا لاحظت يعني إن أنتَ و "شـاهي" بقالكم فترة بُعاد عن بعض وواضح إنكم زعلانين سوى، علشان كدا بصراحة قولت استغل إنك قاعد مع "فاتن" وأتكلم معاها يمكن يكون فيه حاجة مش تمام، خصوصًا إن مامتك زعلانة علشانك.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now