18_كأس المُـر

37.2K 2.9K 1.2K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن عشر"

                "يــا صـبـر أيـوب"
              _________________

"وَمالي غير باب الله بابٌ
ولا مولىً سواهُ ولا حَبيبُ
كريمٌ مُنعمٌ بَرٌّ لَطيفٌ
جَميل الستر للداعي مجيبُ".

_النقشبندي.
________________________

وكأن النيران بداخلي تُصاب بالعدوى عند رؤيتها لدموع أحدهم وكأن الحزن المرسوم على الملامح ينتقل لها لتثبت لي أن ماهي إلا نيرانًا اخمد الزمان قوتها وعند مجيء هُبة رياح قوية عاصفة لم تنطفيء النيران، بل بالعكس ازدادت قوتها وهي تأكل في قلبي، ليبقى المتألم من نيرانها…أنا.

_منورة حارة العطار يا….يا بنت خالتي.

تفوه بها "عبدالقادر" بنبرةٍ أوضحت التهكم في حروفه وكأنه يُعاتبها بحديثٍ متوارى، فيما اتسعت عينا "يوسف" بدهشةٍ وهو يلتقي بصدمةٍ جديدة تضاف لقاموس صدماته وكأن هذه هي حياته، يتلقى بها فقط الصدمات والصفعات.

لاحظت "عـهد" التوتر الذي طفق يعلن عن نفسه في الأجواء لذا هتفت بتوترٍ انتقل لها وبدت كأنها مذنبة أمامهم:

_طب هضطر استأذن أنا بقى علشان ميعاد الشغل.

لم ينتبه لها سوى "يوسف" الذي حرك عينيه نحوها لتبتسم له بمجاملةٍ ثم تحركت من المكان نهائيًا، فنظر "يوسف" لهما من جديد يهتف بنبرةٍ جامدة يستفسر عما تفوه به "عبدالقادر":

_إيه اللي أنا سمعته دا ؟؟ بنت خالتك إزاي يعني؟؟

تنهد "عبدالقادر" ورماها بنظراتٍ ثاقبة وهو يقول:

_أسألها، قولها تقربلي إيه، بس للأسف قرايب بالاسم بس.

نكست "فاتن" رأسها للأسفل فزفر "يوسف" بقوةٍ وهتف من جديد بنفاذ صبرٍ وقد أوشك على الانفجار فيهما:

_ادخل يا حج خلينا نتكلم، لحد ما نشوف أخرتها.

دلف "عبدالقادر" وهي خلفه بعدما صارعت نفسها في الدخول حيث أتيح أمامها حلٌ أخر وهو الركض هروبًا منه ومن فرض هيمنته أمامها، بينما "يوسف" وقف بينهما ينطق بخشونةٍ وقد أوشك حقًا على التحول إلى أخرٍ:

_أنا لو معرفتش سبب القرابة بينكم هوريكم وش يزعل الكل مني، قريبهم إزاي ؟؟ "حكمت" مكانش ليها أخوات أصلًا غير واحد ومات.

هتف "عبدالقادر" بغضبٍ وقد تذكر ماحدث في سالف الدهر:

_كان ليها، أخت من الأم اللي هي أمي، بس اكمنها صاحبة أصل أوي قاطعتها علشان أبوها ورث وبقت مبسوطة، إزاي أمي الفقيرة اللي على قد حالها تبقى أختها؟؟ كدا كدا اللي بيربط بينهم أم مش أب وعصب، كانت السبب في موت أمي بحسرتها، ولولا الدم وصلة الرحم أنا كان زماني مموتها بأيدي.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें