81_ حتى تقوم الحرب !!

39.8K 2.8K 1K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد والثمانون"
    
                     "يــا صـبـر أيـوب"
         _______________________

أنت في الموضع البعيد
قريب من منيب إلى رضاك يؤوب
يا إلهي ومؤلي
ورجائي بك يا سيدي تزول الكروب
يارب غفرانك
يارب رضاك
يارب يارب يارب
أنت رب العباد ما لك في الملك شريك
ولا عليك رقيب يارب أخلصنا إليك
دعائنا ولدعوة الداعين أنت مُجيب

_"محمد الطوخي"
__________________________________

كنتُ رحالًا وهَاويت التنقل في شتى البلدان،
وكنتُ غريبًا عن نفسي في كل الأوطان؛
فلا وجدت الأُلفة ولا راقني الزمان بل غدوت بين الناس تائهًا والطريق بدون عنوان، لكن ها أنا هنا عُدت من جديد لوطنٍ وجدته في العيون، وطنٌ ضم غريبًا وأحتواه بين الجفون، فأعذريني وأعذري قلبي الغريب، فيبدو أنه في وطنه قد وجد الحبيب..
وها أنا هُنا معكِ تحتضِني جفونك
وتحتويني عيونِك وإذا تطلب الأمر أن يُعاد التاريخ؛
سأقتضي بـ مجنون "ليلى" وأغدو مجنونك، لكن لي منكِ سؤالًا وهو ألا تحرمي القلب من وصالك ولا تُفرقينا أنا وعيني عن عناق جفونك..
إليك الحديث ولقلبك السلام وإن أردتي..
لقبيني بـ "مـجـنونك".

     <"أنا والخيل أعزاء النفوس، أقوياء العزيمة">

ابتسم "إيـهاب" بثقةٍ ثم دفعه على الأريكة بعدما جرح عنقه عن عمدٍ كذكرى للآخر حتى لا ينساه وخاصةً أن هو الذي تهجم على "مُـنذر" ليلًا، من جديد الخيوط تتشابك مع بعضها لتزداد حيرة "مُـنذر" في أمر ابن عمه وكأن مسألة الحياة أو الموت وحينما غرق أكثر في شروده خرج على صوت "ميكي" الذي وصل إليهم وفي يده إمراة كبيرة وهتف بزهوٍ في نفسه:

_الست أهيه يا "عـمهم" في نفس المكان اللي أنتَ قولت عليه، وهتقولك كل حاجة أهيه.

من جديد ابتسم "إيـهاب" ثم حرك عينيه نحو البقية وهو يقول بثباتٍ لم يلق بغيره:

_عرفتوا أنا عمهم ليه؟.

من جديد ثقته تعود وجرأته تظهر لتعلن عن دوره الذي لم يقل ولم يتخل عنه أحدٌ، كان ولازال هو مصدر القوة في هذه العائلة التي اجتمعت بروابط القلوب وليست روابط الدم، بالرغم من غرابته إلا أنه ماسك الخيوط ومحرك الجميع تحت رغبته وبناءًا على أوامرهِ، ذُهل حينها "مُـنذر" وفرغ فاهه بصدمةٍ فيما وقف "أيـهم" حائرًا وقد أقترب منه "إيـاد" الذي تمسك به بخوفٍ جعله يضمه بذراعيه وكأنه يُطمئنه بذلك أو ربما يحميه لانه لأول مرة يرى مشاجرة بهذه الحدة.

وقفت المرأة توزع نظراتها بخوفٍ وهي تقبض على حاوية نقودها وقد أتت عيناها لتتعلق بعيني زوجها وحينها كان "إيـهاب" يراقبهما وهتف ساخرًا بنبرةٍ جامدة أفزعت الجميع:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now