27_ مكسورة الجناحِ

44.7K 2.8K 965
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع والعشرون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
        ____________________

أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعًا….
وأناجيك بقلبٍ يأمل في رحمتك ورجاك وأنتَ خير المُعين، أدعوك وأرجوك ولي فيكَ رجاءٌ لا يخيب ألا تَكِلني إلى نفسي طُرفة عينٍ ولا تتركني لغربة حالي، أنتَ المُغيث فأغث قلبي من نفسه ومن دُنيته وأطلب منك بكل أملٍ أن تعني عليِّ فأني أخشاني، أنا عدو نفسي الوحيد وأنتَ المُنقذ القدير، وأطمع في رحمتك وفي قولك:

‏﴿إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾

فاللهم بعطفك ورحمتك أرجوك أن تقضي أمري بأمرك كُن فيكن بمشيئتك أنتَ وحدك، ربي إني عبدٌ ضعيف لا يملك حيلةً سوى الدعاء لكَ والحديث معكَ وأنتَ الجبار السميع.

_________________________________

كل العجب لقلبٍ خشى نفسه وخشى دُنياه لكنه لم يخشاكِ ويأمن لكِ.. ففي حقيقة الأمر لم أكن مُصابًا بمرض الخوف لكنه بمثابة عدوٍ لي، فغدوت أتسائل بكثرةٍ كيف للقلب الذي خشى نفسه أن يأمن لكِ أنتِ ؟؟ وكيف لضلوعٍ ضاقت عليه أن تتسع برؤيتك؟ حتمًا سأظل دومًا متيقنًا أنه دائمًا وأبدًا خشى الجميع عداكِ ولم يأمن لسواكِ، حتى وإن عرف الخوف طريقي وظهرت العتمة من جديد في مساري، ستبقين أنتِ وحدك الأمان، فربما كنتُ يومًا خائفًا وغريبًا لكني حينما عرفت الأمان ؛ تلخصت حروفه بكِ.

   <"كل الأصوات جميلة، لكن هذا الصوت طرب">

التفتت لمصدر الصوت البغيض الذي تكره حتى موجات الهواء التي تحمله إلى أذنها فوجدته يرمقها بنظرةٍ وقحة تكرهها هي وتعلم سببها، لذا اقتربت منه بكامل غضبها تقول بجمودٍ:

_لأ إزاي ؟؟ هينوبك دلوقتي كل خير.

فور إنتهاء جملتها نزلت صفعة من كفها على صفحة وجهه وصل صداها لكل الواقفين، كانت صفعة مشحونة بالغضب والغيظ و العنفوان وكبرياء أنثى تثأر لنفسها ممن يظنها سهلة المضغ بين الفكين كما لُقمة خبزٍ بالية، اتسعتا عينا "أيوب" الذي تفاجأ بفعلها، فيما ابتسم "يوسف" بإعجابٍ وردد بنبرةٍ خافتة لـ "أيوب":

_تصدق أول مرة صوت يكيفني غير صوت "فيروز" ؟؟.

نظر له "أيوب" بتعجبٍ وكذلك "يوسف" الذي أبتسم بنفس الإعجاب المنطوق على ملامحه الشامتة ليقطع اتصال نظراتهما تأوهٌ مكتومٌ من بين شفتي "عهد" انتبه على أثره كلاهما وقد بدت شيم الرجال لديهما في الإعلان عن نفسها فور رؤيتهما لـ "سعد" يمسك مرفقها يضغط عليه.

تحرك "أيوب" بانفعالٍ أولًا وتبعه "يوسف" الذي تفاقم غيظه وبدون أي مُقدمات لا تُفيد بشيءٍ وجد نفسه يسحبها من قبضة "سعد" ويوقفها خلفه قبل أن يقم "أيوب" بهذا الفعل ويحول بينهما، وفور وقوفها خلفه وجد نفسه يرفع ذراعه الأخر تجاهها في تجهزٍ وتأهبٍ منه عند هجوم الأخر وهتف بتهديدٍ صريحٍ:

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن