85_ اليد الخفية (الأخير في الجزء الأول)

Start from the beginning
                                    

_يا حج !! أنا مش عاوز أزعلك بس سيبني أفكرك بوعدك لـ "مُـنذر" أنتَ تشوفه وتسلم عليه بس، لكن أوعى تتكلم عن أي حاجة أو تجيب سيرة اللي عرفته، الله أعلم رد فعله هيكون إيه؟ ممكن.

حرك رأسه موافقًا وللأسف بدأت عيناه تلمع بالعبرات باكيًا على هذا الحال الذي لم يقبله هو، كيف بعد كل هذه الأعوام يعلم أنه ابنه الذي فاض الكيل إنتظارًا له ثم يقف ويتابعه دون أن يدخله داخل قلبه؟ كيف يعامله كما لو كان غريبًا ومن الأساس هو عبارة عن جزءٍ من القلب تشكل على هيئة أخرى مرئية أمام العينين؟ حسنًا لا عليكَ أن تبقى هكذا وافق وطالع صغيرك ثم أترك البقية للباقية..

ترجل من السيارة وخَلَّفهُ "إيـهاب" ملتصقًا بجوارهِ إلى أن وصلا سويًا للزقاق المؤدي إلى محلات "العطار" وحينها كان صوت "تَـيام" هو أول لصٍ يسرق انتباه "نَـعيم" الذي حرك رأسه نحوه بسرعةٍ كُبرىٰ يستقر بعينيهِ عليه فيما ضحك الأخر مع أحد الشباب العاملين ثم التفت يخطف ثمرة برتقال من خلفهِ يقوم بتقشيرها وهو يضحك أثناء التحدث بينما الأخر وقف يحفظ تفاصيله داخل قلبه، صوته وضحكته، ولحيته المنمقة، بشرته متوسطة الدرجة، كل شيءٍ في صغيرهِ أصبح مستقرًا داخل قلبه.

لقد شعر "تَـيام" بتواجد أحد الأشخاص خلفه فحرك رأسه من فوق كتفهِ يلقي نظرة عابرة وحينها لمح "نَـعيم" فهلل مُرحبًا به قائلًا بمزاحٍ:

_الله أكبر !! وأنا أقول الحارة دافية ليه؟ نورت يا كبير.

ابتسم "نَـعيم" مُجبرًا على ذلك لعله يُخفي أثر العبرات من عينيهِ المُشتاقتين لصغيرهِ، وحينها فتح ذراعيه بصمتٍ فدلف "تَـيام" مكانه يسحب نفسًا عميقًا ثم مسح على ظهر "نَـعيم" ولا يعلم حتى الآن سبب الشعور بالانتماء لهذا المكان، يشعر كأن هذا القلب يحدثه لكنه لم يفهم عليه، هو فقط يشعر بالأُلفة تجاهه، لذا قرر أن يهرب من هذه المشاعر مبتعدًا عنه وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:

_أكيد مش جاي علشاني، جاي علشان "أيـوب"؟.

كاد أن ينفي هذا الحديث مندفعًا بكل تهور لكن "إيـهاب" تدخل بقولهِ المُتزن يقوم بحل المشكلة قائلًا:

_لأ متقلقش، إحنا جايين علشان نتكلم مع الحج "عبدالقادر" بخصوص جواز "إسماعيل" أخويا، عقبالك يا رب وساعتها الحج برضه هييجي يتكلم علشانك.

ابتسم له "تَـيام" وهتف بسعادةٍ نتجت عن سماعه هذا الخبر:

_بس كدا !! دا شرف ليا هو أنا أطول؟ على العموم نورت يا حج، بس الحج "عبدالقادر" في الوكالة جوة تقدر تروح هو علطول هناك، أنا هنا بس بتابع شغل المخزن، تحب آجي أوصلك هناك؟.

كاد "إيـهاب" أن يرفض لكن الأخر كان أسرع حينما هتف بنبرةٍ آملة في حدوث هذا الشيء دون أن يحيد بصره عنه:

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 25 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now