85_ اليد الخفية (الأخير في الجزء الأول)

ابدأ من البداية
                                    

_ياريت لو مش هعطلك.

ابتسم الأخر نافيًا حدوث هذا الشيء ثم ترك القلم من يده وسار بجوار "نَـعيم" الذي رفع ذراعه يستند به على كتف ابنه، وحينها ابتسم "تَـيام" ثم أمسك ذراعه يدخله في مرفقهِ وهو يبتسم له وقد جاورهما "إيـهاب" مبتسمًا بشفقةٍ على هذا المسكين الذي يسير بجوار والده دون أن يعرف هذا الشيء، وعلى هذا الرجل الذي على وشك الإنفجار والتصريح بكل مافي قلبه.

وصلوا إلى مقر جلوس "عبدالقادر" الذي ما إن لاحظ تواجدهم ترك محله ثم أقترب منهم يرحب بهم بحبورٍ بالغٍ وحينها تحدث "تَـيام" معتذرًا عن البقاء بقولهِ:

_طب عن إذنكم بقى هروح أوصي على الشاي، وهشوف الرجالة في المخزن، عن إذنكم ، بعد إذنك يا حج "نَـعيم" نورت الحارة وإن شاء الله تتعوض تاني وأقعد براحتي معاك، السلام عليكم.

رحل قبل أن يحصل على الرد منهم وتوجه إلى مكانه السابق بينما "نَـعيم" تعلقت نظراته به في آسفٍ على حالهِ لكونه مُجبرًا على معاملتهِ كما لو كان مثل بقية العابرين في حياته، وحينها أعتذر "إيـهاب" قائلًا للأثنين:

_طب عن إذنكم أنا هروح أتطمن على "مُـنذر" وأجي تاني، تؤمروني بحاجة؟.

رفض "عبدالقادر" شاكرًا إياه فيما راقب الأخر رحيله ثم أقترب يجاور "نَـعيم" في وقفتهِ قائلًا بصوتٍ مهتزٍ:

_ممكن نتكلم مع بعض شوية؟ عاوزك في حاجة ضرورية.

حرك "عبدالقادر" رأسه موافقًا بشدة ومُرحبًا بهذا ثم أشار له بالجلوس على الأريكة البنية الجلدية وقد جاوره هو الأخر مستعدًا لسماعهِ وحينها هتف "نَـعيم" بعدما تحدى نفسه وأزدرد لُعابه وقد تذكر أن ابن أخيه وافقه على هذا الفعل، وحينها زادت شجاعته وهو يقول:

_أنا طول عمري راجل دوغري، اللوع والكدب مش سكتي ولا عمرهم هيكونوا، دلوقتي الحياة بتجمعنا ببعض بطريقة أكبر من اللي فاتت، يعني بدل ما كان اللي جامع بينا "مصطفى الراوي" زمان وابنه "يـوسف" دلوقتي، بقى فيه نسب ودم، وعلشان مطولش عليك يا حج، أنا أبـو "تَـيام" جوز بنتك، ابني الضايع طلع عندكم هنا.

لجمه بالحديث الذي ألقاه بألمٍ وقد ثبت "عبدالقادر" عينيه على وجه "نَـعيم" الذي أخفض رأسه للأسفل بنفس الوجه الذي أعتلاه الألم، لكنه يأمل في الخالق أن يمن عليه بالأمل يحياه من جديد.
__________________________________

     <"نُحكم العقل في بعض الأحيان لنُحيي قلوبنا">

في مقر شركة"الراوي"
كان "يـوسف" هناك يُتابع العمل بعدما أهمله لمدة يومين منشغلًا في العمل الأخر الخاص بشركة البترول، وقد ألقى تعليماته على "عُـدي" الذي كان منصتًا له ومعه "رهـف" التي تولت مهمة التسجيل لكل ما يُطلبه هو، وبعد مرور دقائق خرجوا من غرفة المكتب وتوجهوا إلى مكان الاستراحة الخاص بالموظفين..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن