77_ طرق الأدب..

Start from the beginning
                                    

_خوفت صح؟ بصراحة دي يدوبك أقل حاجة هتريحني، تخيل أنتَ حياة كام واحد باظت بسبب اللي خلفك؟ كتير أوي أوي فوق ما تتخيل، لدرجة إني عيشت عمري كله خايف بسببه، علشان كدا أنا ناوي أوجعه شوية صغيرين، بعدها يرتاح بعدها أوجعه تاني.

أنهى حديثه بالتزامن مع اقترابه من "نـادر" وقد باغته حينما فك عنه تكميم فمه ليرفرف الأخر بأهدابهِ تلقائيًا من قوة الحركة فيما انتصب "مُـنذر" في وقفته أكثر وهتف بنبرةٍ هادئة بعدما أطلق زفيرًا قويًا:

_قولي بقى اختارت إيه؟ أبدأ بيك ولا بفلوسه؟.

زفر "نـادر" بقوةٍ بعدما استطاع أخيرًا أن يلتقط أنفاسه المسلوبة بفعل تكميم فمه وقد شعر لتوهِ بالحرية ليهتف بنبرةٍ هادرة أخرجت صوته جافًا:

_لا بيا ولا بفلوسه ولا هتقرب من حاجة فينا، لو فاكر إنك هتقدر تتغلب عليه أو عليا تبقى عبيط، أحسنلك تريح نفسك وتسيبني أروح، أنا قبطان بحري يعني الموضوع مش هيعدي بالسهل أبدًا، وعلشان الضرر ميكونش عليك بلاش أحسن كل دا.

ابتسم له "مُنذر" بشرٍ وعاد لمحله القديم يجلس بكل أريحية يُظهر من خلالها عدم اكتراثه بما يُقال من الأخر الذي يهدده بطريقة غير مُباشرة وقبل أن يُبادر بالحديث من جديد طُرِق باب الشقة بحركاتٍ رتيبة أو ربما طرقات هادئة سرقت نظر "نادر" ورسمت البسمة المُرعبة على وجه "مُـنذر" الذي تحرك بخطواتٍ رتيبة هادئة يفتح الباب وهو يعلم أن الطارق واحد من أثنين وقد ابتسم حينما وجد أمامه "يـوسف" الذي وقف أمامه بملامح حائرة تزامنًا مع سؤالهِ المتعجب:

_خير !! بعتلي إنك عاوزني ضروري فيه حاجة؟.

كان سؤالهُ ملهوفًا بقلقٍ تغاضى عنه "مُـنذر" وهو يشير إليه بالتوجه إلى الداخل وقد دلف "يـوسف" إلى صالة الشقة مارًا بجوار طاولة السُفرة التي حجبت خلفها جسد "نـادر" عن عيني "يوسف" الذي تجمد محله وعاصته قدماه في الحِراكِ ورفرف بأهدابهِ ونطق مُستنكرًا اسم الأخر:

_"نـادر" !!.

تفوه بها ثم حرك رأسهِ للجهة الأخرى نحو "مُـنذر" الذي جاوره وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

_هو بعينه وجيبتك علشان تشوف وتشفي غليلك.

افتر ثُغر "يـوسف" ببسمةٍ أقرب للسخرية أو ربما غير تصديق جعل "نـادر" يتهكم بملامحهِ هو الأخر ورافق هذه الرسمة التي اسكنها في ملامحهِ قوله الساخر:

_هو أنتَ ؟! أظن يعني يبقى غباء مني لو كنت فكرت في حد غيرك، فرحت يا "يوسف" ؟ أديني أهو مربوط ومتكتف قصادك وزي العيل الصغير مذلول، فُكني بقى وخليني أروح.

توسعت ابتسامة "يـوسف" أكثر وقبل أن ينطق مُعلقًا على حديث "نادر" طُرِقَ الباب من جديد وتلك المرة تيقن "مُـنذر" من هوية الطارق وحينها فتح الباب ليجد "أيـوب" أمامه وقد بدا الأخر أمامه مستنكرًا وجوده وسببه هنا ولم يُكف عن استنكاره بل نطقه صراحةً بتعجبٍ:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now