14.✨️

127 9 24
                                    

مر أسبوعين على حالة لورا لا تأكل الا قليلًا ولا تخرج من غرفتها وكلماتها قليلة إذا تحدثت ، وتمضي الليل تتحدث مع طيف جاك ممسكة بتلك القلادة ، وغرفتها مظلمة دومًا إذ بعيناها تؤلماها كلما تدفق نور الى غرفتها حتى ساورهم القلق بشأنها في القصر ، لذا إتخذت جوليا قرار بمساعدتها فجلبت لها طبيبة للعلاج النفسي ، وكلما كانت تخرج الطبيبة لا تحمل أى أخبار سارة أو علامات إيجابية على تحسن حالة لورا أبدًا حتى أنها بدأت تشعر أن لورا تسوء حالتها أكثر ف لم تعد تتحدث إلا كل بضعة ايام قليلًا ، وأقترحت الطبيبة على جوليا وإيفا بأن يمضيان الوقت معها طيلة اليوم ويتحدثان بكثرة عن أمور مضحكة وعن عائلتهم و عن أخ إيفا لعلها تطمئن لهم إن جالسوها طيلة الوقت ، وسيكون من الأفضل إن أخرجوها للتمشية خارج غرفتها في الحديقة فالأشجار والزهور يمكنها أن تحسن من حالتها النفسية كثيرًا..

تقدمت جوليا صوب غرفة لورا في الصباح الباكر وأطرقت الباب برفق ثم فتحته ، لتعتدل لورا في جلستها سريعًا وتترك القلادة من بين كف يدها ، تخفض رأسها لأسفل ولا تنطق كعادتها ، تقدمت إليها جوليا وجلست إلى جوارها وأخبرتها بنبرة حنونة دافئة ..
" هيا إذهبي وإرتدي شئ لطيف مثلكِ ، سنخرج لنتناول الإفطار في الحديقة خارج القصر "

لم تردف لورا شئ وكأنها ترفض دون أن تنطق بالرفض ، لتميل السيدة جوليا برأسها قليلًا وتنظر إلى لورا مردفة بنبرة هادئة..
" أرغب بشدة في تناول إفطاري معكِ في الحديقة ، هل يمكنك الا ترفضين رغبتي ؟ "

شعرت لورا بالحرج وأومات رأسها بعد دقيقتين من الصمت ، إبتسمت جوليا بحماس وفرحة ومررت كفها الحنون على شعر لورا برفق بينما تردف
" سأنتظرك بالأسفل صغيرتي ، سأنادي لكِ الخادمة لتساعدكِ "

خرجت ودخلت الخادمة بعد قليل واختارت لها ثوب أبيض لطيف وطلبت لورا منها أن تربط لها شعرها ، ونزلت خلفها تتكئ برفق عليها ، فلاتزال جروح وآلام قدميها يعيقانها على المشي ، خرجت لورا إلى الحديقة وأغمضت عينيها بسرعة ما إن لامستها أشعة الشمس ، حتى وقفت ساكنة لوهلة مغمضة العينين ولا تتحرك ، شعرت بدفء أشعة الشمس على وجنتيها فتحت عينيها ببطء تقاوم ضيقها من الضوء ورفعت كف يدها تتأمل أشعة الشمس الساقطة عليها ، إبتسمت برفق وبدأت تحرك أناملها برقة ، كانت تقف سيدة جوليا على بُعد بضعة امتار من لورا تنظر لها وتبتسم شعرت بشئ من الامتنان لكون لورا خرجت من غرفتها والان واخيرًا ترى ضوء الشمس بعيدًا عن وحدة وظلمة غرفتها ، إتجهت لورا بخطوات بطيئة نحو سيدة جوليا والتي إستقبلتها بحب تمسك بيداها إلى أن جلستا .

كانت المائدة مليئة بأطعمة كثيرة لذيذة كالتي كانت تحب لورا تناولها على الإفطار دومًا ، قدمت لها إيفا مشروب شوكولاتة دافئ فنظرت لورا إلى الفنجان متعجبة أتلك صدفة أن أول إفطار لها معهم به كل ما تحبه وتشتهيه؟؟ ، إبتسمت لورا بشكل طفيف بينما أحاطت الفنجان بكفيها وأرتشفت منه القليل ، رفعت رأسها وبدأت تتأمل الحديقة حولها ، وما إن رأت الكثير من الزهور التي تحب نهضت وتقدمت نحوها متعرجة الخطوات متلهفة ، أملست بأناملها على بتلات كل زهرة تتأملها بحب ولطف ، ولم تتحرك طوال ساعات من بين تلك الزهور فقد جلست على كرسي بينهم وأعطتها إحدى الخادمات كتاب لتقرأه تحت أمر من السيدة جوليا والتي كانت تشعر بسعادة تغمر قلبها وهي تنظر إلى خطيبة إبنها كم هي رقيقة مثقفة نقية تشبه تلك الزهور التي تحيط بها وحينها أخرجت هاتفها والتقطت صورة للورا من بعيد لم يظهر منها الا شعرها وطريقة جلوسها والكتاب الذي تمسكه بيداها بدت كفراشة جميلة بين الزهور ، وأرسلتها لإبنها معلقة عليها ..
" يبدو ان خطيبتك الجميلة تحب الزهور والكتب بشدة ، أظن أن ذلك الأمر قد يساعدها على التحسن قريبا "

𝐌𝐞 𝐁𝐞𝐟𝐨𝐫𝐞 𝐲𝐨𝐮 | 𝐄𝐍𝐓𝐉&𝐈𝐍𝐅𝐏✨️Where stories live. Discover now