68_سبق وصدقه القلب!

ابدأ من البداية
                                    

لقد وجدت الحُجة بسهولةٍ وتحدثت بثباتٍ حقًا تُحسد عليه، لا تعلم حتى من أين امتلكته أمام "نـادر" الذي صدق حديثها وزفر مُطولًا ثم جلس على الأريكة الموضوعة بنهاية الفراش من ضمن أثاث الغرفة وهتف بنبرةٍ ساخرة تهكمية:

_أهو يعني كله ملاحظ غالبًا معادا هي، بس على العموم متقلقيش، مجرد شوية شد بس زي أي أتنين متجوزين، إيه خالي مبيشدش معاكِ خالص؟؟.

ضحكت بصوتٍ عالٍ وصل للأخرىٰ بالداخل ثم هتفت بثقةٍ بالغة لم تنفك عن محلها أو تتزعزع من الأساس:

_أنا عن نفسي ذكية جدًا في علاقتي بيه وعارفة إزاي أخليه وقت ما يشد شوية يرجع تاني عن شدته دي، وكنت هنصحها ودا مش علشان حد غيرك، أنتِ غالي عندي وبعتبرك أخويا الصغير، فلو حابب أتكلم معاها أنا معنديش مانع.

طالعها بنظراتٍ مُطولة يحاول التوصل إلى قرارٍ لكن في نهاية الأمر هذه زوجته وخشى أن يتسبب في أي حرجٍ لها لذا قبل أن يرد ويعطيها الجواب فُتِحَ باب المرحاض لتطل منه "شـهد" التي أنهت استحمامها وارتدت منامة بيتية وما إن خرجت وطالعها "نادر" وزع نظراته بينهما ثم هتف بثباتٍ استعاده من جديد متغاضيًا عن هيئتها وما أثارته في نفسه:

_لأ ملوش لزوم، أنا برضه ذكي وعارف إزاي أحل الدنيا، لو احتاجتكط مساعدتك هقولك، شكرًا.

حركت كتفيها وهي تبتسم له ثم التفتت لـ "شـهد" تخبرها بنبرةٍ هادئة لكن النظرات كانت محذرة عكس نبرتها تمامًا:

_أنا بقول كدا برضه، "شـاهي" أكيد شاطرة وهتعرف إزاي تحافظ على بيتها من غير ماتخلي أي حاجة ملهاش أساس تخرب حياتها، على العموم عن اذنكم، وآه مستنياكم في حفلة عيد ميلادي، أكيد لازم تحضروه وهستنى كل حاجة تتم على ذوقكم.

هتفتها لهما هما معًا بعدما دارت بكامل جسدها وقد رسمت بسمة هادئة وتحركت من أمامهما وأغلقت الباب خلفها ثم تنفست الصعداء بعدما كتمت أنفاسها وسجنتها داخل ضلوعها مثل المُقيد في أسرٍ، وما إن تممت على مرادها خرجت من الممر لكي تتوجه إلى غُرفتها..

بينما في داخل الغرفة تحركت "شـهد" تجاه المرآة تجلس على المقعد بحركاتٍ بدت له عنيفة وهي تسحبه للخلف وتُلقي بجسدها وكأنها تعبر بذلك عن احتجاجها فيما تحرك هو يجلس على الفراش بتجاهلٍ حتى وجدها تسأله باندفاعٍ يعبر عن ضيقها

_هي إيه اللي دخلها هنا !! وبتدخل في خصوصياتنا ليه؟ ياريت يا "نادر" لو نمشي من هنا نرجع بيتنا أحسن.

حرك عينيه نحوها بلامبالاةٍ ثم هتف بثباتٍ وقد تعمد تجاهلها أكثر من السابق:

_لأ، أنا مش عاوز أرجع دلوقتي، أنا مرتاح هنا.

التفتت له بعنفٍ وهي تقول بنفاذ صبرٍ:

_بس أنا مش مرتاحة، حاسة نفسي مضغوطة هنا وكل حاجة بتيجي عليا حتى لو بشكل غير مباشر، "نـادر" معلش ياريت تسمعلي بعد إذنك.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن