67_ ستلقى حتفها الليلة

Start from the beginning
                                    

ركب "مُـحي" السيارة دون أن يوجه أي حديثٍ أخر فيما فتح "يـوسف" هاتفه ومد يده به لـ "مُـنذر" وهو يقول بنبرةٍ هادئة لكنها كانت صارمة وقوية:

_اكتبلي رقمك علشان أكيد مش هسكت على الهبل دا وإذا كنت فعلًا مش وراك مصيبة سودا فأنا هستنى إنك تعرفني كل حاجة، أما المكان دا فسيبها عليا ومتشغيلش بالك.

سجل "مُـنذر" الرقم على هاتفه بصمتٍ تامٍ وتابع رحيل "يـوسف" بعينيه الثاقبتين ليتحرك بعدها نحو الداخل يقف بجوار الشباب بقصدٍ ظاهري لكن في الحقيقة كان يحتمي بعمهِ وبوقوفهِ معه بنفس المكان وما إن تلاقت نظراتهما معًا ابتسم له "نَـعيم" بطيبةٍ جعلته يطالعه بعينين ترقرق بهما الدمع وقد أخرج هاتفه يتصنع به الانشغال وهو يراقب وقوف "إيهاب" و "إسماعيل" بجوار الطبيب..

قاد "يـوسف" سيارته وبعد فترة من القيادة الصامتة حيث أن "مُـحي" غفى مكانه وأرجع رأسه للخلف فيما قاد "يـوسف" بتركيزٍ في حديث "مُـنذر" الذي أثار حفيظته، فكيف يكون ابن أخو "نَـعيم" إذا كان أخوه لم يتزوج ؟ مرت أسئلة كثيرة في عقله أصابته بضجيجٍ جعله يفكر بها، لازالت بدون هاتف وكلما هاتف والدتها تطمئنه ببعض الكلمات وتغلق معه، أخرج هاتفه وقرر أن يقوم بمهاتفة حماته لكنه وجد "ضُـحى" سبقت بما يريد هو..

لقد أرسلت له صورتها برفقتها ورفقة شقيقته ثم صورة لها بمفردها وهي تضحك بسعادةٍ وكأنها تعيش أسعد لحظاتها، وجد نفسه يضحك بعينيه وهو يقوم بتكبير صورتها ليرى الضحكة في عينيها، منذ حدوث الواقعة وقد اختفت هذه الضحكة وانطفأت اللمعة في عينيها لذا شعر بقلبه يتحرك من الداخل بسعادةٍ لأجلها على عكس سكونه وركوزه وقد أغلق الهاتف من جديد وركز بصره على الطريق بحالٍ أفضل بعدما رد على "ضُـحى" وكتب لها بمزاحٍ:

_عيني ليكِ، شوفي عاوزة إيه وأنا سداد.

كتبها من باب الجدِ وكأنه أمتن لها بحركتها هذه، لقد أتت في وقتها الصحيح بفعلها الأصح وبعد مرور دقائق أخرى من القيادة الطويلة وصل إلى بيت "نَـعيم" وقد التفتت يوقظ ذلك النائم وهو ينادي عليه بنبرةٍ قوية:

_"مُـحي"...اصحى يالا وصلنا.

لم يأتيه الرد منه فقام بهزه بقوةٍ ونفاذ صبرٍ جعل الأخر ينتفض من محلهِ وهو يقول بخوفٍ كان يراوده بنومهِ:

_الورقة !! ورقة الامتحان فين؟

رفع "يـوسف" أحد حاجبيه وهتف بسخريةٍ وكأنه لم يصدق رد فعل الأخر:

_ورقة امتحان؟ قصدك ورقة أرقام النسوان، ورقة البفرة، قال ورقة امتحان قال، على مين يا "مـوهي" ؟؟.

مسح الأخر وجهه بكفيهِ معًا ثم قال بضجرٍ وهو يحاول التقاط أنفاسه المسلوبة منه بسبب ذعرهِ:

_أنتَ مش فاهم، "إيـهاب" حلف لو مخلصتش صافي السنة دي من غير ما أشيل مادة حتى، هيشغلني صبي عنده،. وحلف كمان هيخلي أبويا يجوزني علشان أحترم نفسي، وخدت منه وعد قصاد كل دا لو اتخرجت وخلصت هفتح المكان بتاعي لوحدي.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now