66_ ضاعت الهوية

Start from the beginning
                                    

حرك رأسه باستفسارٍ لها فوجدها تقول بلهفةٍ:

_عاوزاه يكون إمام ليا في الصلاة، عاوزاه يكون بيشاركني طريق الالتزام كأني همشيه من الأول، واحدة واحدة مع بعض، أنا مش هقدر أطلب منه كدا بس هعتمد عليك من بعد ربنا إنك تساعده وتعرفه أكتر.

رفع كفه يضعه على كتفها ثم قربها منه ولثم جبينها بفخرٍ وهو يقول بنبرةٍ هادئة بعدما أحتواها بين ذراعيه:

_اللي أنتِ بقى متعرفيهوش إن "تَـيام" جه سألني عن كل الحاجات دي وبدأ كمان يذاكر ويقرأ كتب كتير علشان من هنا لحد ما تكوني مراته يكون الراجل اللي كان نفسك فيه، مش واخدة بالك أنه بطل حاجات كتير؟ أهمها الأغاني اللي كان بيحطها؟ وبدأ ينزل ابتهالات وفيديوهات قرآن، الواد دا يستاهل أنه يتحط في العين.

ابتسمت بسعادةٍ بالغة طفقت تعلن عن نفسها فوق ملامحها ووجهها المتورد فقام "أيـوب" بالمسح على رأسها ثم قال بنبرةٍ هادئة:

_تستاهلي كل خير والله، ربنا يرضي قلبك.

في هذه اللحظة فتح باب البيت ليطل منه "إيـاد" ركضًا لهما بحماسٍ فيما وقفت "آيـات" تنتظر زوجة شقيقها بحماسٍ وقد وقف "أيـوب" بجوارها ومال على أذنها يهتف بسخريةٍ:

_الله يرحم أيام ما كانت التانية تطل عليكِ تقومي واخدة بعضك على جوة، بقينا بنقف ونستنى ونضحك ؟؟ دنيا.

لكزته في مرفقهِ وقالت بنبرةٍ ضاحكة وخافتة:

_بتقارن إيه بإيه؟ دا دي حتة مانجا.

حمل "أيـوب" ابن شقيقه حينما أصبح أمامه وهويلثم وجنتيه ويطمئن على أحواله فيما دلفت "نهال" تلقي عليهما التحية مبتسمة الوجه وكأنها حقًا تقر إنها في محطة الأمان، تقف أمام "أيـوب" وبجواره "آيـات" بدت وكأنها أمام ملاذٍ آمن وخاصةً "آيـات" أو كما لقبتها هي ملاك البيت وفقط ينقصها ضلوع البيت زوجها.
__________________________________

       <"صدفة غريبة أصبحنا على أثرها هنا">

اليوم الثاني على التوالي له هنا بمقر العمل..
بالأمس كان مطمئنًا بسبب وجود "يـوسف" معه أما اليوم فهو لم يرْ "يـوسف" ولم يقابله في البيت وقد أتى إلى هنا مثل الأمس تمامًا، لقد وجد العمل سهلًا على عكس عمله السابق، لم يكن منكبًا على طاولة غير مريحة يهاتف العملاء لمدة اثنا عشر ساعة متواصلين، هو هنا في عملٍ أكثر رقيًا من السابق، يجلس على مكتبه المريح تصله ايميلات نصية وإلكترونية يقوم بترجمتها هو، عمله الذي يحبه في أكثر مكانٍ يكرهه..

طرقَ باب مكتبه وتبعه دخول "رهـف" له مما جعله يرفع رأسه الحاسوب ويتوجه إليها برأسه فوجدها تقول بنبرةٍ هادئة:

_دا وقت الاستراحة لو حابب تطلع تتغدى أو تشرب حاجة، الموظفين كلهم سابوا شغلهم قولت أعرفك يعني.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Where stories live. Discover now