65_ رحيل بدون عودة

Start from the beginning
                                    

أبتسم له "أيـوب" وهتف بقلة حيلة:

_والله يا بني كلنا ما هنقدر نسيب.

ضحك الجميع على جملته حتى "يـوسف" أيضًا، فيما أضاف "أيـوب" بعدما زفر بقوةٍ واستعاد رابطة جأشه ليضيف:

_في الأصل إن الزوجة هي نعيم في الدنيا، والزوجة الصالحة رزق يساق لك، فتخيل أنتَ بتقول إنها بنت حلال ربنا يباركلك فيها، باين من كلامك إن الطلاق مش برغبتكم، فالحل إيه بقى؟ إنك تروح لمراتك تراضيها، وتقبل بكلامها مهما كان لأن هي ست، وتحدد واجباتك المفروضة عليك، ومتسمحش لحد يتدخل في حياتك ولا هي تدخل حد بينكم، أنتم مع بعض زوجين يعني المكان أساسه هي وأنتَ، وعلى سبيل المثال أحد أمراء المسلمين
سأل جلساءه: من أنعمُ النّاس عيشةً؟
قالوا: أمير المؤمنين!

فقال: لا، ولكن رجل مسلم له زوجة مسلمةٌ لهما كفافٌ من العيش، قد رضيت به ورضيّ بها!.

_يعني الناس كانوا فاكرين إن أمير المؤمنين هو أكتر واحد عايش في النعيم، بس الحقيقة إن أنعم الناس هو الرجل اللي زوجته قدرت تكونله مكان في الدنيا، هي قبلت بيه وهو قبل بيها، فتيجي تضيع منك النعيم كدا؟ معقولة يعني؟.

هنا تدخل أحد الصبية الصغار غالبًا في بداية سنين مراهقته يسأله بنبرةٍ ضاحكة أمام الجميع وكأنه يسأل بخبثٍ:

_طب وأنتَ بتحب يا شيخ "أيــوب"؟.

تلاشت بسمة "أيـوب" وسأل من حوله بسخريةٍ:

_هي الأسئلة دي جاية من عيلة المدام ولا إيه؟.

انتشرت الضحكات من جديد وضحك هو الأخر ثم سحب نفسًا عميقًا لكنه حقًا خجل من إنتظار الناس جوابه، قدوتهم سيتحدث عن زوجتهِ؟ هل يُعقل؟ لكنه تذكر أن قدوته كان ولازال "محمد" ﷺ لذا حمحم بخشونةٍ وهتف بنبرةٍ هادئة:

_أقدم ليكم يا جماعة "معاذ" في تالتة إعدادي وحلم حياته يتجوز في تالتة ثانوي أقصى حد يعني، علشان كدا أسئلته غريبة شوية شويتين كدا.

ابتسموا له ليضيف هو بصدقٍ بعدما تأكد من خطوته:

_الحقيقة إني بحب، بحب مراتي الحمد لله وربنا يديم الحُب والمودة والرحمة بينا، الحقيقة أني مكانتش ناوي أوي أكون راجل متجوز وكنت ناوي أكمل في زُهدي وهدوئي بس الحقيقة، أن الهوى قوي على الإنسان…

سكت لبرهةٍ ثم أضاف من جديد:

_فالحمد لله ألف مَرة
على نعمة وجودها من بعد كل مُرة،
والحمد لله أنني وجدتها، ومن بعد مولاي
ملجئًا لي اصطفيتها، وكأن القلب بعدما كان ضريرًا
أضحى بأمر خالقه لها بصيرًا، فرضيتُ بها وارتضيتُها..
وإن كان لها مُطلبًا فبروحي فَديتُها، فاللهم أني اسألك ألا تحرمني من نعمة قُربها..
ولا تجعل طريقي يخلو يومًا من وجودها..

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now