62_ القرب بادر لا محالة

Start from the beginning
                                    

_وطالع تطمن ليه يا حيلة أمك؟ أمك والدة فوق السطح؟.

"حسنًا لقد وجدنا "يـوسف" هذا هو المعهود بنفس الطريقة الوقحة" هكذا هتفت "عـهد" لنفسها حينما عاد لطبع لسانه الوقح والسليط، أما الآخر فرفع حاجبيه يتصنع الضيق ثم هتف يعاتبه بقولهِ:

_كدا !! دي معاملة الجار للجار؟ بس معذور يا "يـوسف" أنتَ برضه مشوفتش شوية، يعيني حياتك كلها بؤس خالص والله صعبت عليا، حد يشوف اللي أنتَ شوفته دا ويفضل ثابت مكانه كدا عادي بعد البشاعة دي؟.

هتف "يـوسف" ردًا عليهِ بلامبالاةٍ يخبره عن طريقها بمدى حقارته وخاصةً حينما رفع ذراعه يضم له "عـهد" ويخفي الظاهر من خصلاتها تزامنًا مع نطقه:

_عادي يا "سِـعدة" مانا كملت زي الفل أهو وواقف على رجلي وشايفك قصادي، هو فيه أبشع من كدا يا راجل؟؟.

تلقائيًا تمسكت بذراعهِ أكثر وقد لاحظ "يـوسف" ذلك وكأنها تتوسله بطريقةٍ غير مباشرة أن يفض هذا الحوار، أما الآخر فأضاف مُتشدقًا بنزقٍ بعدما رتب الحديث جيدًا:

_أنا برضه قولت الحل إيه ؟ الحل إيه لحد ما لقيت الحل، وهو إنك دورك هنا خلص خلاص، أنتَ كنت متجوزها حماية مني، وخلاص حميتها، يعني تاخد اللي ليك وترجع تاني غريب زي ما كنت، بدل ما عمك يعرف هو والدنيا تتقلب عليك، خصوصًا إنك لسه مشبيعتش من أهلك.

هذا لم يَكن سِوىٰ تهديدًا مُباشرًا يخبره عن طريقه أنه يعلم كل شيءٍ عنه وتلقائيًا تبدلت ملامح "يـوسف" وحرك رأسه بحركةٍ غريبة كأنه يستفسر منه، أما "عـهد" فتوسعت عيناها بدهشةٍ يُرافقها الخوف في حين أكمل "سـعد" حديثه بنفس الأسلوب البارد وأضاف مستمتعًا:

_تخيل كدا معايا ؟! أنتَ تاخد عيلتك وتمشي…
ولا أقولك بلاش خليهم هنا وسطنا وأنتَ كمان وسطنا بس تطلقها وكدا كدا يعني دي برضه منطقتك، ومنها تبقى بتحمي أهلك وقبلها بتحميها هي.

طالعته "عـهد" باشمئزازٍ وكأنه يتفنن في اثبات دنائة شخصه، كيف يتم وضعه ضمن صف الرجال ؟ كيف يملك الجرأة لكي ينطق بذلك ويطلب زوجة من زوجها؟ إذا قتله زوجها الآن لن تلومه، وقد تيقنت من ذلك حتى حدث مالم تتوقعه هي وهتف "يـوسف" بخنوعٍ له:

_وأنا موافق يا "سـعد".

حركت رأسها نحوه بدهشةٍ ليتركها محلها ثم أقترب من "سـعد" يجلس بجوارهِ وهو يقول بنبرةٍ خبيثة سلحها جيدًا بالبرود حينما هتف بما لم يتم توقعه:

_أنا موافق أطلقها وترجعلك، بس قبلها تروح زي الشاطر لأبوك تقوله طلق أمي وهاتهالي وتعالى، قولت إيه ؟؟.

رفرفت "عـهد" بأهدابها وفرغ فاهها بوضوحٍ، ما هذا !! من الأكثر وقاحةً بينهما ؟ أما "سـعد" فعند هذه الإهانة تهجمت ملامحه وبدا وجهه مشدودًا حتى قال "يـوسف" بآسفٍ مصطنعٍ عليه:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now