53_ انقلب السحر على الساحر

Começar do início
                                    

أما الأخر فبدت الأسباب تتهيأ له بنتائجٍ هو يرضاها، بِخلاف أن عائلة "يوسف" على قيد الحياة لكن هناك ثأرٌ لن يغفل عنه، هناك من تسبب في تدمير كل شيءٍ حين علم بما فعله مع صديقيه "سـراج" و "إسماعيل" ومن حينها تحداه في خاطره
__________________________________

     <"لستُ مريضًا نفسيًا، بل ضحية عالم مرضى">

جلس على المقعد أمام "جَـواد" الذي بدت عليه الدهشة من حياة "يـوسف" والمفاجآت الغريبة التي ظهرت له مؤخرًا بعدما سردها له، فلم يتوقع أن تكون حياته امتلئت بهذا الكم من الغموض، هو من الأساس كان غامضًا لأشد الدرجات، لكن فكرة أنه خُطِفَ من أمهِ وسُلِبَتْ منه كافة حقوقه كطفلٍ يَحق له أن ينعم بالحريةِ مثل عصافيرٍ تغرد في حدائق الأزهار، ليغدو بدلًا عن هذا سجينًا بين الجدران، جدران الوحدة واليأسِ والخوف ليخرج غضبه على الأخرين في صورٍ أخرىٰ لولا تحكمه بها لكان فتك بكل من وقف في طريقه.

مد يده له بكوب النعناع الأخضر وقال بنبرةٍ حاول صبغها بالهدوء ليُخفي خلفه رداء الدهشة التي كانت طبيعية لمعلوماتٍ مثل هذه:

_أشرب بقى وقولي حاجة، ومين مراتك دي كمان ؟ أنتَ كنت طلقت السِكة دي بالتلاتة، حصل إيه وصلك لهنا؟.

التقط "يوسف" الكوب منه وهتف بوجعٍ حقيقي لم يقوى على مواراته أكثر من ذلك في حديثه وانفعالاته:

_تعبت، تعبت يا "جـواد" ومش قادر أقف أكتر من كدا، كل حاجة متدمرة جوايا ومفيش حتى مكان يتحمل حاجة جديدة، حياتي بايظة ومبهدلة ومكركبة شبه راسي بالظبط، الاتنين مفرقوش عن بعض حاجة….

توقف عن الحديث حينما جالت بخاطره ومر طَيفُها بذهنه ليتذكر أن الوقت الوحيد الذي تفرغ رأسه من ضجيجها المُزعج يكون فقط بجوارها هي، لذا استأنف الحديث مُستطردًا:

_أو كانت، كانت قبل ما ألاقي نفسي هناك، مش عارف.

لاحظ الأخر ضياع الحديث منه وضياع حاله لذا ربت على كتفه ثم هتف يُشدد أزره بقولهِ مُبثًا له القوة وإبعاد الأفكار القديمة التي جاهد هو لإصرافها عنه:

_"يوسف" !! متنساش إننا قطعنا سوى طريق كبير لحد ما قدرنا نوصل لهنا، فكرة الانتقام مش هتفيدك بحاجة، دلوقتي بقى ليك ناس تعيش علشانهم، الأول مكانش فيه حد يدينا دافع لأي حاجة، حاليًا إحنا بقى عندنا الدافع الأكبر، أوعى تخليهم يرجعوك تاني.

ابتسم "يوسف" بسخريةٍ وظهرت القتامة في نظراته حين هتف بغلٍ حمله في قلبه الموجوع من صغره:

_لو فاكر إني هسيب حقي تبقى غلطان، لو الأول مكانتش فارقة معايا علشان ماليش حد، فدلوقتي أنا مش هرفع راسي غير لما حقي كله يتردلي تاني، فلوسي وبيتي وحقي وقهرة قلبي هاخدها من عينيهم نفسها، قهرة أمي السنين اللي فاتت مش هسيبها، بس كله بوقته وأنا مش غشيم علشان اتغابى في حقي.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;Onde as histórias ganham vida. Descobre agora