51_ الجواب أم العقاب ؟

Start from the beginning
                                    

_حصل إيه يا "عـهد" حد برة قالك حاجة ؟

حركت رأسها نحوه بعينين زائغتين فتركها وسأل شقيقته بنبرةٍ أقوى وهو يُضيف:

_طب قولي أنتِ، ومتكدبيش عليا يا "قـمر"

سحبت الأخرى نفسًا عميقًا وهتفت بما حدث وأخبرتهما عنه "أمنية" من أحاديثٍ تُقال عليها تسببت في احزانها كثيرًا وحينها تفاقم الغضب بداخله وظهرت القتامة التي يحملها بداخل صدره لكن هُنا تدخل "عبدالقادر" يقول بإصرارٍ:

_حقك هيرجع وقدام الحارة كلها قبلك أنتِ ذات نفسك حتى، علشان دي قلة قيمة لبنتي وأنا مش هقبل كدا، وبما إنك رجعتي حقك منهم يبقى كلهم لازم يعرفوا أنتِ مين وبنت مين وتبع مين، والمرة دي "يوسف" مش هيتدخل.

بعد مرور رُبع ساعة تقريبًا نزلوا مع بعضهم من البناية وفي المقابل جلس "وجدي" بالمحل وبجوار شقيقته وزوجها صاحب الطباع القذرة في تتبُع عورات النساء، وقف كبيرهم في المنتصف وخلفه الشباب ضرب الأرض بعصاهِ لتنجذب الأنظار نحوه بهيبتهِ الفارضة، ثم أشار لعامل المقهى بقوله الذي خرج قويًا:

_روح هات الست أم "رنـا" بتاعة الخضار.

أومأ الشاب وتحرك في لمح البصر بخطواتٍ راكضة يتحدى موجات الهواء في الوصول إلى محل المرأة قبل الهواء نفسه وما إن وصل لها قال بنبرةٍ أظهرت تشفيه بها:

_تعالي يا ست أم "رنـا" العطار الكبير عاوزك.

سقط قلبها من موضعه بخوفٍ وكأن الأرض تميد بها، أدركت أن نهايتها شارفت لا محالة، تعلم أنها مُخطئة لذلك خافت من الظهور أمامه، صاحب الحق دومًا في كل أرضٍ تطئها قدماه، لذا تصنعت شجاعةً وخرجت من محلها تضع وشاح رأسها الصوفي وهي تحاول الهرولة بجسدها الممتليء حتى وقفت أمامه وهو يرمقها بنظراتٍ قاتلة قاتمة وعند اقترابها منه قال بنفس القوة:

_تعالي يا حجة، مش برضه روحتي بيت ربنا ؟؟

حركت رأسها موافقةً بخوفٍ منه فاقترب منها يسألها بصوتٍ أقوى:

_ولما هو أيوة، بتجيبي سيرة الناس ليه؟ بتبيعي وتشتري محبة العباد بسمعة البنات ليه ؟؟ بدل ما تتقي ربنا في أكل عيشك ماشية تدوري دي اتجوزت ليه ودي اتطلقت ليه ودي راحت فين ودي جت منين وناسية إنك هتقفي قدام ربنا تتحاسبي على كل كلمة خرجت منك، حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ، وعلشان كدا محدش يجيب من الست دي حاجة تاني، علشان باب الرزق دا هي مش مرعياه وزي ما حكت عن بنات الناس ليكم، هتحكي عن بناتكم أنتم كمان.

اندفعت المرأة تقول بلهفةٍ أمام الجميع وكأنه تتوسله أن يصدقها:

_يا حج والله عمتها اللي قالتي وهي كانت عارفة إن أهل الحارة لاحظوا وعلشان كدا لما سألوني قولتلهم.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now