51_ الجواب أم العقاب ؟

शुरू से प्रारंभ करें:
                                    

كانت هي صاحبة القوة الأكبر حين أبعدت عينيها عنه واخفضت رأسها للأسفل في محاولةٍ يُحاوطها الضعف لكي تُخفي دموعها، أما هو فهتف اسمها بلوعةٍ وكأنه يتأكد أنها هُنا بقوله:

_"نـور" أنتِ هنا بجد ؟

رفعت عينيها من جديد وتصنعت الجمود وهي تسأله بنبرةٍ خالية وكأنها آلية مُبرمجة على هذه الطريقة:

_أوضة بابا فين ؟

أغمض جفونه بأسىٰ يُعنف نفسه على سذاجة تفكيره، كيف توقع أن تعانقه وتخبره باشتياقها له، هل ينتظر منها أن ترتمي عليه وتخبره بمدى حبها وشوقها وندمها على فعلها؟ لذا فتح عينيه ورفع ذراعه يشير على الغُرفة فالتفتت هي توليه ظهرها في اتجاهها نحو الغرفة المُشار إليها وحينها أوقفها بقوله:

_"نــور".

بعد ذِكره لها تسمرت محلها من جديد وهي تبحث عن إرادة قوية تتجاهله بها فوجدته يضيف بنبرةٍ مقتولة بعثرت ما حيا بداخلها من نفورٍ تجاهه ليصبح مثل كومة القش:

_أنتِ وحشتيني.

الكلمة لم تكن في موقعها الصحيح أو لربما لم يكن وقتها الصحيح، هي الآن ضعيفة ومبعثرة وتخشى كل شيءٍ حولها وفي يومٍ من سائر الأيام كان هو كل الأمان لها، أما الآن فأصبحت تخشاه، وتخشى قربه لذا هتفت بتهكمٍ حينما التفتت له:

_متشوفش وحش يا "سـراج".

طالعها بعينين ترقرق بهما الدمعِ من طريقتها معه، هذه التي كانت ذات يومٍ النور بداخل الدرب، أصبحت هي الهزيمة في الحرب، توقع كل شيءٍ منها لكنه لم يصدق أن تفعل بهما الأيام ما هما عليه الآن، وقد تحركت هي أولًا وقبل أن يتبعها أوقفه العامل من خلفه بقوله ملهوفًا:

_يا فندم !! العصير حضرتك مخدتهوش.

أوقفه عن تتبعه لها في سيرها وعاد له من جديد بينما هي لملمت شتات نفسها التي تبعثرت أمامه وركضت نحو غرفة أبيها بلهفةٍ تجددت لكي تطمئن على غالي عينيها، لذا دلفت الغُرفة دون أن تنبته لوجود شخصٍ أخرٍ غير والدها وهي تقول بنبرةٍ باكية:

_بابا !!.

انتبه لصوتها وحرك رأسه بعيدًا عن النظر لـ "نَـعيم" ونظر لها بغير تصديق إنها أتت حقًا، لا يصدق أن بعد عامين كاملين وأكثر شارفا على الثالث أنها تنازلت عن غُربتها وأتت له، ظهرات العبرات في عينيهِ فيما ارتمت هي عليه تبكي بعدة مشاعر جميعها تقتل الثبات وتجعل القلب قاب قوسين أو أدنى من الموت بسبب قوتها، رفع ذراعيه اللذيْن يؤلماه بشدة وحاوطها وهو يقول بنبرةٍ مُحشرجة يُعاتبها بقوله:

_كدا يا "نـور" !! كان لازم يعني أشوف الموت علشان تيجي؟ وحشتيني يا قلب بابا، وحشتيني أوي.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें