40_ لم يكن رائفًا به.

Start from the beginning
                                    

_هكون عملت إيه يعني ؟؟ كل الحكاية أني كلمت "نادر" أقوله يتصرف وييجي قبل عيد جوازهم علشان "شاهي" متزعلش، الأستاذة بقى زعلانة علشان قولت كدا.

صُدِمَت "شهد" مما رآته من "مادلين"فلم تتوقع منها أن تسحب البساط من أسفلها بهذه الطريقة بل تتحول كافة الأمور لصالحها، في حين أن الأخرى طَلَّ الشر من نظراتها وهي تبتسم لهذه التي ألجمها الحديث فيما وقف "سامي" بتعابيرٍ باردة لم يهتم بكلتيهما بل هُناك ما يشغله أكبر بكثيرٍ من هذا لذا قال بنبرةٍ فاترة توحي بعدم اكتراثه لما يدور:

_عادي يعني يا "شاهي" هي بتهزر معاكم، المهم يلا علشان ناكل الغدا جِهز خلاص، "نادر" كدا كدا قرب ييجي وأكيد مش هيتأخر عن عيد جوازكم.

ابتسمت له "شـهد" بتوترٍ تحاول الإنخراط في هذا الجو المشحون بطاقةٍ سلبية بينما هو أبتسم لهما ثم انسحب من المكان نحو الخارج و"شهد" تتابعه بعينيها حتى شعرت بالألم في مرفقها نتيجة إمساك "مادلين" لها وما إن طالعتها الأخرىٰ ضغطت "مادلين" عليها أكثر وهي تقول من بين أسنانها بغيظٍ منها:

_عاوزاكِ تحترمي نفسك كدا وتتلمي معايا بدل ما أزعلك أنا، سيبك من إن اسمي "مادلين" ولا شكلي الحلو دا، أنا من الأخر كدا من اسكندرية، يعني بنات بحري من الأخر، ماشي يا حلوة؟؟.

سحبت "شهد" يدها من قبضة "مادلين" بالرغم من إحكام الأخرى عليها وما إن أبعدت يدها عن الأخرى قالت بثباتٍ تحاول الاتصاف به:

_أنتِ لو مش عارفة إنك غلطانة مش هتعملي كدا، أنا شوفتك بتتصنتي عليهم وبعدها كلمتيه، أكيد مش صدفة وفيه حاجة بينك وبينه.

ابتسمت "مادلين" لها ترفع معدل غيظها وأضافت تؤكد صدق حديثها حين هتفت باتكاءٍ على حروفها:

_بالظبط، علشان كدا بقولك اطلعي منها أنتِ، أنا وهو صحاب يبقى الأفضل إنك تخليكي بعيد، ولا هنبقى احنا الاتنين قلالاة الأصل؟ كفاية أنتِ يا "شهد" واللي حصله منك.

زاغ بصر "شهد" بعيدًا فتركتها "مادلين" وهي تقول بنفس التأكيد الذي قالت به سابق حديثها:

_عاوزة أقولك إنك خسرتي كتير أوي لما سيبتيه، علشان "يوسف" مكسب لأي حد، ودا أنا شوفته بعيني، واللي زيك ضيعت النعمة من أيدها وهتفضل تعض أيدها طول العمر من الندم، أحسنلك أبعدي عن طريقه علشان متداسيش بالرجلين.

تركتها ورحلت من المكان بينما "شهد" وقفت تطالع أثرها بعينين دامعتين وقلبها يعلن العصيان أكثر من السابق على الجميع حتى نفسها، لذا ارتمت على المقعد في الشرفة تجلس عليه بملامح بُهِتَتْ وتبدلت وكأن خيبة الأمل سكنتها.

زفرة قوية أخرجتها "مادلين" من جوفها بعد خروجها من هذا المأزق الذي وُضِعَتْ بهِ، لم يهما نفسها بل ما أشغلها حقًا هو "يوسف" وتوريطه فيما قد يعرقل حياته، لذا برعت في إتقان دورها الواثق على الرغم من خوفها الذي سكن كل جوارحها، ووسط ادراكها للأمور خشيت أن يحدث أي شيءٍ من جهة تلك الحرباء لذا أخرجت هاتفها ترسل له بأنامل تهتز من فرط القلق:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now