38_العَينُ بالعَينِ

Start from the beginning
                                    

_معاكم "شهد نزيه الزاهي" مديرة تنفيذية للمشروعات الجديدة هنا مكان جوزي القبطان "نادر" والحقيقة يعني خبرتي مش كبيرة أوي بس أتمنى إنها تكفي للمشروع وأقدر أساهم مع حضراتكم.

نظرت "رهف" إلى "يوسف" تستغيثه بنظراتها فقد هجم عليها الوجوم وبدت مُشتتة وضائعة أمامهم، وقد اعتدل "يوسف" في مقعده مدركًا ما يدور حوله ويجلس بأريحية أكثر بعدما أسند ظهره للخلف وحرك المقعد الجالس عليه ليدور به حركاتٍ غير مُكتملة وقد رمق "شهد" من الأعلى لأسفل يشملها بتقليلٍ منها ثم هتف بثقةٍ لا تليق بسواه:

_تمام جدًا، معانا بقى الآنسة "رهف" هي اللي هتقدم العرض اللي هي مجهزاه ودرساه كويس جدًا بعدما أستاذ "خيري" عرفها كل المعلومات عن المشروع، مش محتاجة خبرة للأسف، محتاج جهد وشغل كويس، و"رهف" عملت كل دا، ولا إيه يا أستاذ "خيري" ؟.

وجه سؤاله للعميل مُباشرةً بعدما حرك رأسه نحوه، فقال له الرجل بطريقةٍ لبقة وتقديرٍ لمجهود الأخرى قائلًا:

_الآنسة "رهف" عملت مجهود جبار بصراحة الفترة اللي فاتت علشان تقدر توازن بينا من كمشروع صغير والحقيقة إحنا جايين وكلنا أمل إننا نلاقي طريقة نوازن بيها بين الطرفين.

تنهدت "رهف" مُطولًا وعملت على تنظيم وتيرة أنفاسها قبل أن تبدأ بتقديم العرض ليأتي صوت "شهد" تقول بإصرارٍ أزال راحة الأخرى وأضاف التوتر:

_والحقيقة أنا برضه درست المشروع وعملت فكرة ممتازة بعدما كل التفاصيل وصلتني يعني برضه في مجهود بذلته، يبقى الأفضل إن العرض الأحدث يتقدم واللي أنا مجهزاه معايا.

_خَــليـهولك.

هتفها "يوسف" بتلقائيةٍ كعادته دون أن يُلقي بالًا بمن يجلسوا حولهم بل والأدهى أنه تعمد التقليل منها بهذه الطريقة المُلفتة للأنظار وما إن وجد كل الأعين مُستقرة عليه، ابتسم بتكليفٍ وأشار لها قائلًا بعد نظرة عمه له:

_أقصد خليهولك نشتغل عليه تاني، زي ما اشتغلت مع الآنسة "رهف" كدا.

ابتسمت هي بتوترٍ وخاصةً أن الطرف الأخر لاحظ المشاحنات السلبية المُحملة بنظراتٍ ناقمة، فوقفت "رهف" تمسك في يدها الملف واتجهت نحو شاشة العرض تقوم بتشغيلها وما إن ظهر عملها على شاشة العرض نظرت لـ "يوسف" بخوفٍ لكنه أغمض جفونه بحركةٍ سريعة جعلتها تبتسم بتوترٍ ثم بدأت الحديث بقولها واثقةً فيما تنطقه:

_دلوقتي أستاذ "خيري" قدم لينا طلب أنه عاوز خامات من اللي الشركة بتصنعها علشان مشروعه اللي هيكون كله بإيديه هو، الفكرة إن حضرتك طلبت خامات رديئة رغم إن شغل حضرتك يحتاج لخامات أعلى من كدا بكتير.

حرك الرجل رأسه موافقًا وأضاف موضحًا:

_الفكرة كلها أني لسه ببدأ، علشان كدا كنت عاوز خامات بتكاليف قليلة يعني أبدأ على مهلي بعدها أطور نفسي واحدة واحدة.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now