الشيئُ الذي كان يستفزه أكثر في تلك اللحظة هو أنه لازال يستمع الى أغنية الدببة الثلاثة للأطفال لازالت تصدح في الخلفية و هذا تماماً يجعله يشعر بالغرابة لأن المكان كاد يشتعل اذا كان أول ما فعله هو أن تخلص منها ثم عاد إلى صب إنتباهه على هدفه التالي حين ساد الهدوء فجأة ..

تنفسهُ أصبحَ مظطرباً بمجردِ أن أدرك أنه لم يخرجْ غضبهُ بسببِ ما حدث بعد لينظر إلى كفيّهِ اللتان لازالت نوعاً ما ترتجفان فتنهدَ لعّل بعض الشعور الجامح بداخلهِ يّطردُ إلى خارجِ صدره الذي يشتعلُ منذ فترة فجاء هذا الموقف المبتكر من قبل صغيره ليكمل الموضوع برمتهِ عليه ..لم يكن يستطيع دمج شعور الغيرة مع الأحاسيس التي كانت تستحوذهُ قبلاً ولا حتى إحتوائه بشكلٍ طبيعي كذلك لا يجد أيَ سبب مقنع ليصدَ ذلك في نظرهِ بتلك اللحظة تحديداً ...

حذائه كان يدوس جميع تلك الأعشاب المسكينة حسب نظرة بيكهيون فإبتلع و عينيه التي تبتعد عن وجهته نحوه كأنه على وشك أن يصطاد فريسة بترقب كأنه الذي كان ينتظر سبباً واحداً لذلك ، هيئته الغاضبة ثم تقدمه بتلك الطريقة نحو المكان الذي يتخذه الأصغر كوسيلة دفاع لتعدد الثكنات التي يستطيع مثلاً الإختباء بها منه ؟ جميع ذلك كان بينما يطل من النافذة بهلع كونه لتوه إستوعب حجم حماقةٍ قام بفعلها بسبب دوافعه الخاصة ثم هو لا يستطيع تحديد إن كانَ تشانيول يستطيع رؤية نصفَ وجهه من ذلك البعد أم لا لكن كل ما يعرفهُ أنَ عليه أن يختبئ في أي ثكنةٍ فوراً قبل أن يقبضَ عليه ..

" بيكهيون "

قلبه إرتج بين أضلعه ليتخبط في مكانهِ كالأبله حتى صدم جبينه بالجدار الذي يتكئ عليه متخفياً عن بارك بعد ذلك ..

" هل تظن أنك ستستطيعُ الإفلات حقاً ؟ أنت لم تحزر ذلك أنا أحفظ متحفيّ كتفاصيلك !"

بعد هاته الجملة الأشبه بالهدير الممتلئ بالثقة، هل كانت تلك الـ أحفظ متحفي كتفاصيلك لازمةً لتجعله يشعر بتلك النغزة و الفراشات بمعدته اخيراً لا صدره الذي إنقبض بسبب الكلمات المهددة التي سبقتها ؟ لا يعتقد ذلك ..

فكرَ بينما يمشي بخطوات خفيفة الوقع إلى أن وصل الى رواقٍ خالٍ فيه أربعةُ أبواب ليفتح أول حجرةٍ صادفها بعشوائية و يدلف الى الداخل بغيةً الإختباء من بارك الذي كان صوتُ خطواتهِ مسموعاً بوضوح و مع كل خطوة يزداد تدفق الأدرنالين بجسده ..

لكن في النهاية سيمسكُ به فلما جميع هاته المحاولة للفرار ؟ فكر و هو يكاد يقتلع خنصره بين أسنانه توتراً ، في الجهة الأخرى عقلهُ يخبره أنكَ في ورطةٍ بالفعل بيكهيون بينما قلبه ينبض لأنه يعلم أن ما يحدث ، بالأحرى ما هو على وشك أن يحدث لم يحظى بجمال مشاعره منذ فترة طويلة لذا هو وجد صعوبة في فرز شعوره الفعلي وسط جميع ذلك التناقض بين عقله و قلبه و في تحديد إن كان عليه أن يلتفت لأفكاره المجنونة البائسة في الإختباء أسفل المكتب الذي يقابل عينيه و الإنصياع لعقله أو الإستسلام و الإستماع لقلبه المبتهج في العالم الموازي في وقتٍ قصير لا يساعد على إتخاذ القرار أبداً ..

 IMMORTAL LOVE Where stories live. Discover now