30_ شاهد ملك !!

ابدأ من البداية
                                    

دفعه "عبدالقادر" بيده ثم التفت ينظر لـ "يوسف" قائلًا بنبرةٍ جامدة:

_أنتَ كنت فين ؟؟ وجايب أختك دلوقتي ليه هنا؟؟.

نكست "قمر" رأسها للأسفل تهرب من النظرات الموجهة نحوها بخجلٍ من الموقف، فيما تحدث "يوسف" بثباتٍ:

_جاي أجيب حاجات من هنا، ممنوع ولا إيه ؟؟.

كان التحدي يخرج من نظراته قبل كلماته فيما اقترب "سعد" من جديد يحذر "عبدالقادر" بقوله ناصحًا له:

_بقولك إيه يا حج ؟؟ زي ما طول عمرك محرص من القريب اللي ساكن معاكم، حرص من الغريب اللي محدش يعرف عنه حاجة، أظن دي الأصول برضه.

انتبه له "يوسف" وكاد أن يرد عليه لكنه وجد "عبدالقادر" يلتفت بكامل جسده للأخر وهتف بثباتٍ يتكيء على حروفه به:

_مش دا لما يبقى غريب أصلًا ؟؟ اللي متعرفهوش أنه ابن أخويا وليه هنا زيه زي ولادي بالظبط، وشكرًا على النصيحة، روح شوف شغلك بقى.

ثبت "سعد" نظراته على "قمر" يتفحصها بوقاحةٍ وهو يحرك لسانه داخل فمه ولم ينتبه له سوى "أيوب" الذي فهم مغزى نظرته جيدًا لذا أقترب منه يهتف بنبرةٍ جامدة:

_مش الحج قالك روح شوف شغلك ؟؟ يلا غور، يلا !!.

تحرك "سعد" من المكان يدخل محل عمله فالتفت "أيوب" يهتف بنبرةٍ جامدة يوجه حديثه لـ "يوسف":

_اتفضل خد أختك وأمشي، ولا هتفضل واقف بيها كدا؟؟

أمسك "يوسف" كفها يقبض عليه بتحكمٍ ثم نظر بتحدٍ لـ "أيوب" وكأنه يخبره أن سلطته عليها أكبر ثم تحرك بها من المكان لكن هناك ضيقٌ سيطر عليه ما إن تذكر "عهد" وأمرها وحالة الضعف التي تلبستها، فيما وقف "أيوب" يتابعهما بعينيه وهما يرحلان من المكان.
________________________________

      <"لقد خذلنا القريب…فماذا بعد عن الغريب">

وقفت تنظر في السماء من نافذة غُرفتها المُطلة على الشارع وخصلاتها مفرودة على كلا كتفيها، وملامحها الهادئة مرسومة بدقة، وجهها المستدير وأنفها الصغيرة، هدوء ملامحها الرقيقة، وعيناها التي دومًا تسكنها العبرات بسبب الحزن المُخيم فوق قلبها، شعرت بباب غُرفتها يُفتح 
فمسحت بظهر كفها العبرات التي نزلت على وجنتها والتفتت خلفها تطالع والدتها التي دخلت تقول بضيقٍ من هيئتها بهذه الطريقة:

_برضه واقفة لوحدك يا "نهال" ؟؟ ماتيجي تقعدي معايا برة بدل القعدة لوحدك في أوضتك هنا.

تنهدت الأخر بثقلٍ وهتفت بنبرةٍ مبحوحة:

_تعالي أنتِ اقعدي معايا هنا يا ماما، شكلك عاوزة تقولي حاجة فقوليها علطول وأنا هسمعك أحسن ما نفضل نلف حوالين بعض.

غَــوْثِــهِــم &quot;يا صبر أيوب&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن