30_ شاهد ملك !!

ابدأ من البداية
                                    

_أنا عارف الظروف اللي حكمت عليك بالفراق والغُربة عن أهلك، ومقدرش أقلل من قيمة كلامك بالعكس أنا زيك اتحكم عليا بغربة قبل كدا عن أهلي ويوم رجوعي ليهم كنت زي اللي رجعلته روحه، بس أنا راجل ربنا كرمني ومن عليا بفضله أني أدرس كتابه وعلم الاسلام وعارف كويس أوي احتياجك لعيلتك، بس والله أنا عمري ما هحرمك من أختك سواء دلوقتي أو بعدين، أنا هكون أخ ليك وفي ضهرك ويوم ما تقولي أنا محتاجك هتلاقيني معاك، قولت إيه؟؟.

لم ينكر "يوسف" أنه نجح في طمأنته وهذا الأمر نادر الحدوث، يبدو وكأن "أيوب" يضع البساط أسفله وما إن يستقر عليه من المؤكد سيسحبه منه، ها قد عاد خوفه من جديد لذا اندفع يسألهم بأول فكرة جالت بخاطره بعد حديثهم:

_معنى الكلام دا إنها هتتحسب جوازة على أختي ؟؟ يعني لو حصل حاجة هتبقى مُطلقة رسمي بجوازة محسوبة عليها ؟؟.

تلك المرة تحدث "بيشوي" بنبرةٍ جامدة يدافع عن الأخر:

_معلش يعني وهو إيه اللي يخليه في طلاق في الموضوع ؟؟ دا كلام ناس ناوية على خراب بيوت، "أيوب" طالما شاري لا يمكن يبيع، لا دلوقتي ولا بعدين، وحد الله كدا وفكر في الكلام تاني ومتزعلش العرسان، قولت إيه؟؟.

تنهد "يوسف" بثقلٍ ونظر لـ "فضل" الذي حرك رأسه موافقًا وكذلك والدته فأجبر شفتيه على الابتسام وهتف بجمودٍ:

_عن اذنكم أشوف رأي العروسة.

تحرك من مكانه ودلف تجاه الغرفة فوجد شقيقته تركض للداخل وخلفها "ضحى" ابتسم بسخريةٍ على سذاجة تفكيرها ثم فتح الغرفة وهو يقول بنبرةٍ ساخرة:

_هعتبرك موقفتيش تتصنطي علينا وهقولك عاوزين يكتبوا كتاب لحد ما ربك يكرم وحياتنا تستقر وبعدها يبقى فيه جواز، قولتي إيه ؟؟.

سألته باندفاعٍ تغلفه اللهفة:

_يعني كدا هكون معاكم انتم الاتنين صح؟؟.

عقد حاجبيه وحرك رأسه باستنكارٍ وظهر الاستفسار على ملامحه فقالت هي تفسر سالف حديثها وهو تقول:

_يعني هكتب الكتاب واسمي مراته وفي نفس الوقت معاك هنا أختك نقضي وقت سوا، أظن دي أحسن حاجة خصوصًا إن اللي زي "أيوب" مستحيل يعمل فترة خطوبة وأنا مش هقدر على فترة خطوبة معرفش عنها أي حاجة، وافق علشان دا أفضل لينا كلنا وكفاية أني هكون معاك.

حرك رأسه موافقًا بقلة حيلة والتفت حتى يغادر الغرفة فوجدها تركض له تعانقه وتتعلق به وهي تقول بنبرةٍ أقرب للبكاء من فرط تأثرها بتواجده معها:

_أنا لحد دلوقتي حاسة أنه حلم، مش عارفة أصدق إنك جنبي في يوم زي دا ومش عارفة أصدق إنك معايا في فرحتي دي، ربنا يبارك في وجودك وتفضل معايا علطول.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن