22_تحت الإقامة الجبرية

Mulai dari awal
                                    

_شكرًا…ألف شكر.

حركت رأسها موافقةً وهتفت وهي تتابعهما بعينيها:

_أظن كدا هما هيرتاحوا سوا، هتروح عليا في حضن "غالية" خلاص.

كانت تتحدث بتأثرٍ ليطالعها هو بلهفةٍ، أراد أن يخبره بانتظاره لها وأنها استطاعت ببراءة تصرفاتها وعفويتها والعديد الذي لم يكتشفه بعد أنها امتلكت فتنة الزاهد، أراد قلبه أن يخبرها:
"اتركيهم لبعضهما وأضيئي حياتي يا "قمر الليالي" أنا هنا في حاجةٍ لكِ".

لكن كالعادة أتى"أيوب" الأخر له ينهره بقوله:
"تعلمت فنون الاستغلال يا وغد ؟؟ أم أنك تتخلى عن مبادئك، تفرح وعيناك مُثبتة عليها، وتسعد وهي تنظر لك، والآن تريد التحدث معها بكل صراحةٍ؟؟"

دلف في دوامة صراع بين هذا وذاك، لينجح العقل أخيرًا وقد أشاح "أيوب" برأسه للجهةِ الأخرى يهرب من النظر إليها هل حبها ؟؟ الأمر تخطى الإعجاب بفتاةٍ صفاتها النقية ملموسة وواضحةِ للعيان، لمشاعر أخرى لم يظن أن قلبه يحملها لإحداهن ذات يومٍ.

ابتعد "يوسف" عن صدر والدته يرفع عينيهوالباكيتين وحمراوتين نحوها، لقد أنهار حقًا ؟؟ أين ما تربى عليه وأين خشونته وصلابته؟؟ لا يهم يا "يوسف" كل هذا، انظر من تعانقك ؟؟ إنها هي ذاتها مالكة القلب الأولى، يا الله !! ملامحها رقيقة كما هي، بشرتها البيضاء بنعومةٍ و وجنتاها يسكوهما الاحمرار، عيناها بلون العسل الفاتح، يا الله كما هي بريئة وجميلة، لكن ما هذا يا "غالية" ؟؟ ظهر الشيب على خصلاتك؟؟ هل ترك الزمن اثاره عليكِ؟؟ على كلٍ كما أنتِ فقط الأمر كله في خصلات يتم عدها على أصابع اليد الواحدة.

أروىٰ ظمأ روحه المتعطشة لها من خلال تَتبُع ملامحها ومقدمة خصلاتها التي ظهرت من أسفل حجابها، جال بنظره في ملامحها كما الغائب الذي عاد لوطنه وهام بشوارعه يشبع رغبة هواه في الارتواء من وطنه، وهاهي وطنك…أمنك…حمايتك، رفع نفسه يقبل رأسها وهتف من جديد بنبرةٍ باكية:

_مكانك لسه زي ماهو ماحدش ملاه ولا غيره.

احتضنت وجهه بكفيها وهي تقول ببكاءٍ ولوعةٍ مزقت نياط قلبه:

_وأنتَ زي ما أنتَ حبيب عيوني.

هذا اللقب المُحبب له، يسمعه من جديد ومنها هي ؟؟ غاليته !! سيدة القلب ؟؟ إن كان هذا حلمًا لا أستطيع الايقاذ منه على ألمٍ، من يؤكد له أنها حقيقة ومن يخبره أنه عاد لها من جديد وأنها على قيد الحياة هي وقمره !!

رفع عينيه نحو "قـمر" وهتف بحشرجةٍ حينما عادت له في ذهنه من جديد:

_تعالي….تعالي في حضني.

فرق ذراعيه عن بعضهما ينتظرها ترتمي بينهما، فاقتربت منه بتروٍ وجلست على الأرض أمامه تقول بنبرةٍ مختنقة:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang