اقتباس صغنون

1.9K 196 60
                                    

كل دا نوم! دا أنت دماغك خفيفة أوي.
قالتها من بين أسنانها بتهكم، اقتربت منه أكثر وأنحنت قليلا ثم لوحت في وجه بالسكين وهي تقول:
- أنت عارف في نومك دا أغرتني كام مرة عشان أخلص عليك.. الهدوء والسكوت اللي حواليا غصب عني كانوا بيخلو ذكرياتنا تنطط قدام عنيا، وكل ما افتكر كلمة ولا موقف...
رفعت السكين في وجهه أكثر وهي تتابع بغضب:
- كنت ببقى عايزة أرشق السكينة دي في زورك.

أبعد رأسه عن النصل الذي كان يقترب كثيرا من وجهه، مما جعلها تنزله ثم تقول وهي تضحك بوجه هاش:
ـ متخافش أنا مش هخلص عليك بالسكينة، أنا مبحبش منظر الدم.. أنا محضرالك حاجة هتخلص الموضوع على نضافة..

ـ حبيبة! متنسيش إني جوزك وأبو اللي في بطنك..
قالها باندفاع وبأنفاس شبه لاهثة بعدما حطمت أعصابه بطريقتها..

استقامت وابتعدت قليلا ثم قالت بصوت قوي وثابت:
- لا أنت جوزي ولا أبو اللي في بطني...
الحاجة الوحيدة اللي مخلياني لسة محافظة على هدوئي إني بحاول أقنع نفسي فعلا إنكم شخصين وإن الشخص اللي حبني وحبيته مات..
تهدجت نبرتها قليلا وهي تتابع:
-وأنت اللي موته وموتني معاه..

قال هو بنبرة متوسلة خانعة:
- حبيبة والله أنا نفس الشخص اللي حبك.. اديني فـ....

لم يتم جملته التي قاطعتها بصفعة قاسية، وهي تصرخ مستنكرة:
- حبتني!!!
حبتني ولا حبيت تنتقم من أخويا وتكسره بيا، كنت عايز تعيد اللي عمله في أختك.. مش كدا؟
رد.. مش كدا؟

طالعها بغضب مكتوم عاجز عن التنفيس عنه بأي طريقة بسبب قيوده وبسبب غضبها العاتي والذي لا يتوقف والذي يحاول في نفس الوقت بكل طاقته السيطرة عليه، لكنه في هذه اللحظة فقد السيطرة على نفسه صارخـًا بها بدوره:
- اه كدا..
صمت للحظة مستسلما للهاث أنفاسه، ثم تابع بتحدي غاضب:
- بس أنا مكنتش عايز انتقم من أخوكي وبس..
أنا كنت بنتقم منك أنتي كمان..

رددت قاطبة بعدم تصديق والدموع تملأ مقلتيها:
- تنتقم مني أنا؟!!

ـ اه بنتقم منك.. تخيلي بعد كل اللي مريت بيه دا أرجع الاقيكي سارقة حياتي أنتي وأخوكي.. عايشين في بيتي كأنه بيت أبوكوا وأختي نفسها كأنها ضيفة عندكم، أخوكي سرق ورثي واتمتع بيه وخد مكتب أبويا وكسب من وراه ملايين يصرفها عليكي.. مش عارفة بنتقم منك ليه؟!
بقالك 16 سنة عايشة بيتي لا مش بيتي بس، عايشة في أوضتي بتنامي على سريري وأنا بنام كل يوم على الأرض صيف وشتا، أغلى مدرسة في القاهرة وأحسن جامعة وأحدث عربيات.. كل دا بفلوس مين بعد ما كنتم عايشين في خرابة.

صمت للحظات يتفرس ملامحها وعيونها المحترقة بالدمع الصدمة، إلتقط أنفاسه بصعوبة لكنه عاد يستأنف إلقاء قذائفه..
- أنا تابعتك كام يوم بس لقيتك نسخة منه، نفس الغرور والغطرسة، نفس قلة الذوق والغباء، محستش للحظة واحدة بس إنك تستحقي مصير أقل منه..

شعرت بألف نصل يمزق ما في صدرها، احترقت أعصابها وتشتت بؤبؤيها حتى صرخت تدب بقدميها في انهيار لتوقف نزيف كلماته المسمومة.
ـ بـــس.. بس أخرس مش عايزة أسمع صوتك..
ضربت رأسها بشدة وهي تكرر كلماتها بدون وعي وكأنها غرقت للتو في نوبة انهيار عصبي..

ـ طب إهدي خلاص أنا آسف..
قالها بتخوف وهو يحاول تحرير معصميه بكل قوته، حتى يحتويها لكنه فشل بل وجرحت معاصمه من جراء الاحتكاك بقيده الخشن..
حاول من جديد تهدئتها:
- حبيبة أنا آسف مش قصدي.. صدقيني كل دا كان قبل ما أعرفك، أهدى عشان ابننا عشان خاطري..

ـ هموتهولك وهموتك أنت كمان وهموت نفسي، كلنا هنموت دلوقتي حالا..

________________________


البارت هينزل السبت إن شاء الله بكتير الحد ♥

دي حتة صغيرة كدا اه فيها شوية قلق بس بجد متقلقوش عموما الدنيا تمام ♥
هو بس يعقل ويبطل الاندفاع والتهور اللي دايما ملبسه في الحيطة دا وكل حاجة هتبقى زي الفل والله 😂😂

جنّة إبليس Donde viven las historias. Descúbrelo ahora