الجزء الثاني (27) خطوة جريئة

3.2K 312 329
                                    


صلو على الحبيب ❤️
.
.
.

فلو كان بيني وبين تحقيق ما أريد جبالًا شاهقة، سأبيدها..
[هشام منصور..]

_____________________________

عاد بيته في ذلك اليوم معه زجاجة من التي يبيت ليلته يتجرعها كي ينسى.. دخل محمد السوّاح محبطا كعادته لا يحمل أي انفعالات أو مشاعر، فمنذ فترة ليست بقليلة جمّع مشاعره واحتفظ بهم داخل صندوق أحكم إغلاقه وألقى بمفتاحه داخل بئر سحيقة، ومن حينها وهو يتعامل بآلية أنعدمت رغباته في أي شيء، فقط هو ينفذ التعليمات دون مناقشة ولهذا السبب ما زال على رأس عمله لا يتزحزح من مكانته..

خلع سترته وبقي فقط بالقميص الذي فتح جميع أزراره لكن تركه فوق جسده، أخذ أحد المقاعد المريحة وفتح زجاجته ليفتتح حفلة شربه بجرعة هائلة ابتلعها على مرة واحدة لتصيبه بألم حارق في حلقه للحظات..
أعاد رأسه للوراء وبسبب ما حدث اليوم وبسبب النبش في ذكريات الماضي من قبل رئيسه، مرت بذاكرته طيف ذكرى بائدة لا تبرح خياله قط ولا ينساها مهما دارت به الأيام... تجسدت أمامه كأنها حقيقية وتعيد نفس الكلمات المقهورة عليه..

- يعني إيه يا محمد؟!
بقالك كتير أوي، ولا أيه بقا عاجبك الشغل معاه؟!
قالتها بحرقة، وبنبرة متهدجة ضائعة..

- إيه اللي بتقوليه دا!! أنا بعمل كل دا عشان خاطرك وبنفذ كل اللي بتطلبيه مني، أنا مشتغلتش معاه غير لما طلبتي أعمل كدا وعشان تنفذي اللي في دماغك يا سما.

ردت سما باستياء:
- بس أنت لحد دلوقتي موصلتش للي أنا عايزاه..

-مفيش يا سما، ولو فضلت اشتغل معاه عشرين سنة برده مفيش.. مبيحبش حد، معندهوش عزيز، بني آدم مالهوش وصف حتى ابنه مش بيحبه ولا ليه أي علاقة بيه وساعات بحس أنه ميعرفش شكله حتى، ولو نفذتي اللي في دماغك مع الواد دا مش هتحرقي غير قلب أمه عليه، وهو مهما زعل عليه هيرجع تاني يعيش حياته ولا كأن حصل حاجة..
أنا عمري ما حسيت أنه بيحب مخلوق ولا فارق معاه حد لا مراته ولا ابنه ولا أخته ولا حتى أي واحدة من اللي بيعرفهم، قلبه مش ببتحرق غير لنفسه وبس.

- وأنا من الأول لو كنت عايزة اقتله كنت قتلته، لكن أنت عارف أنا عايزة إيه.. أنا عايزة أحرق قلبه عايزاه يدوق القهر والذل اللي دوقهولنا عايزاه يعيش زي الميت موجوع على حبايبه زي ما عمل معانا.

- وأنا بقولهالك للمرة المليون، مبيحبش غير نفسه ومش هيتحرق غير على نفسه وبس..

انهمرت دموعها تجري دون توقف وقالت من بين دموعها بأصرار ويقين:
-وأنا متأكد أن ربنا هيبعتله اللي يتحرق قلبه عليه، هيبعتله اللي يرقله قلبه ويحن ويحبه؛ عشان بس ياخده منه ويكسر قلبه ويذله.. وأنا بأيدي اللي هنفذ وهاخد روحه، مفيش حاجة ممكن تبرد ناري غير كدا..

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن