جنّة إبليس

الجزء الثاني (23) إختفاء

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
أحدهم رحل صغيرًا ولكنه ترك أثرًا سيعيش طويلًا!
رحمة الله على الشهيد بإذن ربه الجندي البطل محمد صلاح  طاب أثرك وطابت لك الجنة يا محمد🤲🏼🖤
من عُز بقوم ذُل بذلهم ، ومن عُز بالرحمن عاش ومات عزيزاً..🤍
افتكروه وادعوله ❤️

صلوا على الحبيب محمد بن عبد الله ❤️
اللهم صلي وسلم وبارك عليك يا حبيبي يا رسول الله🤎

___________________________

غلط يا دانيا.. اللي عملتيه دا كارثة .

-مقدرتش اتحكم في نفسي..
قالتها دانيا بانهيار داخل عيادة إحدى الطبيبات النفيسة، دكتورة رغدة واصف.
كانت قد تعرفت عليها في أحد بعثات الطبيبة إلى ألمانيا واقامتها بها فترة للدراسة، ونمت بينهما صداقة بسيطة زادت في الفترة الاخيرة، وللحظ كان للطبيبة اهتمام خاص بنوعية هذه الأمراض الإجتماعية واستفاضت في دراستها، وحين طلبت دانيا المساعدة، كانت عون لها خطوة بخطوة، فكانت تأتي بعد كل مقابلة مع هشام لتفرغ لها جميع الأحداث وجميع كلماته ووجهات نظره، لترشدها على الخطوة التالية، وللحق قد أثارت حالة هشام اهتمام وفضول الطبيبة إلى أقصى حد، وهي من دعمت لدانيا احتمالية تغير هشام..

تابعت دانيا كلماتها المقتضبة بحرقة:
- مقدرتش استوعب اللي عمله، مقدرتش اقبله المرادي واتعامل عادي.. حسيت إني بشاركه في اللي بيعمله وبقويه على الشر..
حسيت إني لازم أقوله كدا كاني ببرأ ذمتي.

صمتت الطبيبة للحظات لتعطي لدانيا مساحتها في التنفيس وإخراج كل أفكارها، ثم تحدثت بتعقل:
- بس دا هيوصلنا لانتكاسة، وهتكون من أقوى الانتكاسات اللي ممكن تحصل لشخصية زي دي.

صاحت دانيا معترضة بعصبية:
-لا مسمهاش انتكاسة.. الانتكاسة دي تحصل لو كان اتغير، لو كان حاول يغير من نفسه أصلا..

- هو دا اللي دايما كنت بقوله يا دانيا، شخصيتك متنفعش معاه.. انتي مندفعة جدا ومش دي الطريقة اللي تنجح العلاقة دي بالذات، بس انتي أصريتي.
توقفت للحظة ثم قالت ببعض التعاطف:
- مشكلتك أن مفهوم التغير من وجه نظرك سطحي جدا ودا مش عيب فيكي انتي مش مفروض تكوني متفهمة حاجة زي دي، بس مدام صممتي تكوني في المكان دا يبقا لازم تفهمي قواعده كويس.. هشام مش محتاح يتبدل عشان نقدر نقول عنه أنه اتغير، كفاية بس أنه يتغير بنسبة واحد في المية دا بالنسبة لشخصيته إنجاز قد يكون معجزة أصلا..
وللمعجزة الأكبر اننا فهمنا علته ونقطة ضعفه وعرفنا نتعامل معاها.. اللي عملتيه كان غلط وهيسبب انتكاسة.. والدليل رد فعله وانقلابه عليكي

استندت دانيا بجبهتها على كفها وهي تبكي ثم قالت من بين بكاءها:
- مكنتش متوقعة.. اتصدمت أوي الصدمة المرادي كسرتني..