الجزء الثاني (29) رؤية أم كابوس؟

3K 365 189
                                    

البارت دا يتعبر بارت مختلف لإنه مشهد واحد بس❤️

متنسوش التصويت وعايزة تفاعل مُرضي على البارت عشان التفاعل على البارت اللي فات معجبنيش 🙁

______________________

ترتسم الفرحة على قسمات وجهها، تتسع ضحكاتها وملامح الرضا، ترتدي ثوب زفاف أنيق والجميع من حولها يتراقصون في غبطة وابتهاج، تجلس على أحد المقاعد المخصصة للعروسين وتنتظر عريسها الفارس صاحب الحصان الأبيض يخفق قلبها في سعادة وحبور والابتسامة لا تفارق وجهها، لكن بمرور الوقت تنطفئ ابتسامتها وويتثاقل الرقص والابتهاج على من حولها لتتحول وجهوهم جميعا تدريجيا للعبوس والحزن وأكثرهم يحتل وجوههم إمارات الشماتة، ويتوقفوا في مكانهم يحدجونها بقسوة، الوقت يمر أكثر والعريس المنتظر لا يأتي تجلس بمفردها دون نصفها الآخر ليتحول الحفل إلى مأتم ويسقط من بين يديها باقة الورد الأبيض الخاص بالعروس، ليسحق أسفل أقدام الجميع وتسحق معها فرحتها لتسمع بأذنها صوت تفتت قلبها..

نهضت من نومها بفزع وهي تشهق بقوة وتمسك بصدرها لاهثة الأنفاس، تريد أن تصرخ وتصرخ حتى تخرج كل هذه الطاقة البشعة التي احتلت كيانها، تتذكر فرحتها المؤودة وتسترجع تفاصيل كابوسها مرة أخرى كأنه لم يكفيه ما فعله به اثناء نومها ليستكمل بخ سمومه بعد استيقاظها..
شعرت حبيبة برغبة قوية في البكاء على إثر انقباضة قلبها، وبالفعل لم تستطع الصمود أكثر من ذلك فمن دون وعي وجدت نفسها تنتحب بحرقة وبصوت يخالطه شهقاتها المتقطعة، تحاول نفض تفسيرات حلمها التي تعلمها جيدا لكنها كانت تتقافز أمامها في إصرار رهيب.

ظلت على حالها حتى بزع نور الصباح وتعالت أصوات زقزقة العصافير فوق الأشجار التي تحيط بشرفة غرفتها، نهضت بخمول وتثاقل لتفتح الشرفة وتترك المجال لدخول الهواء النقي علّه يبدد وحشتها..
لم تجد أمامها سواه كانت محادثاتهما قد توقفت تماما بعد آخر اتصال لكنه كل يوم كان يرسل لها رسالة اطمئنان مقتضبة يسأل عن حالها فتجيبه إجابة أكثر اقتضابا وتخبره أنها بخير..

قررت الاتصال وقتها وسماع صوته، لا تعلم لماذا يسيطر عليها شعور عدم استكمال قصتهم، ستنتهي بموت أحد منهم والأرجح موتها هي خاصة بعد أن رأت نفسها بداخل ثوب لن ترتدي أبدا وشعرت بأن الكفن اقرب لها،ونهاية اكثر منكقية تليق بحياتها السوداوية.
كانت في هذه اللحظة لا تريد سوى سماع صوته، الباب الأخير للأمان في حياتها، زوجها ومهما أنكرت أو تغافلت سيظل زوجها، و إن ماتت الآن سيكون صاحبها و رفيق الآخرة...
أمسكت الهاتف وطلبت رقمة عازمة على إنهاء خصامهم في هذه اللحظة، فإن قاربت قصتهما على الانتهاء بالفعل، فلن تطيق ان يضيع المتبقي في خصومة حمقاء بسبب أفكارها الغبية..

جنّة إبليس Where stories live. Discover now