الجزء الثاني (17) خِداع إبليس

2.9K 294 228
                                    

من عرف الله هانت مصيبته، ومن أنس به زالت غربته ومن رضي بالقضاء سعد🩵

صلو على الحبيب 🤎

___________________

صدر قرار إخلاء سبيله بعدما تم تقديم عقد زواج رسمي يفيد زواجه من المجني عليها قبل الوقعة بأسبوع، وكان عقدا صحيحا يحمل توقيعها وبصمتها بالفعل ولكنه بالطبع يحمل توقيعا وبصمة مزيفة له، ولكن لا يهم مطلقا ولا ينفي أي شيء فالأهم هو توقيع المغتصبة وبهذا العقد لا يوجد إغتصاب مطلقا، بل تم توجيه تهمة التلفيق والبلاغ الكاذب لها وستعاقب عليها، ولكنها ستحصل في المقابل على على مبلغ مالي لم تكن تحلم به هي وعائلتها مطلقا وهو مؤخر صداق مثبوت في هذا العقد يقدر بقيمة خمسة ملايين جنيها، بالطبع من المفترض أن يدفعهم هادي عند طلاقها وهو أمر أُرغم عليه ليكون ثمن برائته، فعلى الرغم من أنه يستطيع التلاعب للافلات من دفع هذا الصداق بأكثر من طريقة ولكن حينها سيتقدم طعنا في هذا العقد حتى يثبت تزيفه ونعود من جديد لدائرة الاتهام بالاغتصاب حين تبرر المجني عليها ذلك بأرغامها على توقيع ذلك العقد من قبل.

كانت هذه واحدة من ألعاب المحامي الخبيث، وقد قرر بأن عقاب هادي سيتمثل في فضيحة مدوية يرافقها الحبس لعدة أيام والخضوع لتحقيقات مرهقة، ثم دفع مبلغ خمسة ملايين جنيها، وهو بالنسبة له عقابا بسيطا لا يقارن بجرم صاحبه، فما زال يرى نفسه طيب القلب وحنونا مع صديق عمره..

أنتهى هادي من هذا الأمر ولكنه أنتهى بالكامل معه، فقد خرج من هذه الأزمة وهو يفقد كافة مشاعره وتعاطفه مع الجميع، فقد الاحساس والشعور بكل شيء سواء كان ايجابيا او سلبيا، ظل في بيته يومان منعزلا عن كل شيء، ولا رغبة لديه في عمل أي شيء بل نام أغلب وقته لا يعلم هل يستريح بعد شقائه مؤخرا أم يهرب من حياته كلها إلى السبات، الجمود يغلف ما حوله والتصدع والانكسار يصل إلى روحه، حتى اللحظة التي قرر فيها تغيير كل شيء، أمسك بهاتفه بيد تتحرك بثقل ونظر له لحظات قبل أن يكتب في قائمة بحث الأسماء اسم ميرام حتى ظهر له رقمها، تردد للحظات أخرى طالت عن سابقتها ولكنه حسم الامرفي النهاية وقام بالاتصال....

طال الجرس قليلا ولكنه أنتهى في النهاية وحل محله صوتها يظهر فيه التعجب والفضول وهي تقول بتحفظ وتردد واضح:
- آلو....

ازدرد هادي لعابه لتتحرك تفاحة عنقه بعصبية قبل ان يقول بنبرة بها بعض الجمود:
- أيوة يا ميرام.. إزيك.

ردت ومازال الاستغراب يسيطر على نبرات صوتها:
- الحمد لله.. أنت عامل إيه يا أستاذ هادي؟
قالها وهي تضغط على آخر كلماتها لتنبهه لعدم تبسطها معه، ولكنه تجاهل ذلك بل عاد يقول بعد ان تسرب الود لصوته قليلا:
- أنا كويس الحمد لله..
أنا فاكر ان كان فيه بينا إتفاق أننا نتقابل.. ممكن أشوفك؟؟

جنّة إبليس Where stories live. Discover now