سعادة زائفة

3.7K 384 107
                                    

هناك مشاهد مضافة حديثًا ♥

" جميلة "

تزوجنا سريعاً بعد إنتهاء القضية وصار الأمر كما خطط له، أقمنا حفلًا صغيرًا ضم بعض أقاربي ومعظم محامين المكتب عدا هادي بالطبع، كما حضرت أمه وأخته ورفض حضور أي شخص آخر من ناحيته ولم يشعر بالخزي للحظة من هذا التصرف وعدم حضور أحد من أقاربه، بل كان في قمة ثقته وغروره وكأنه يمتلك كل شيء ولا ينقصه أي ناقصة، انتهى الحفل الذي أقيم في حديقة القصر الكبيرة وسافرنا بعدها مباشرة إلى نيويورك لقضاء ما يدعى بشهر العسل، كان كل شىء من اختياره هو لا يأخذ رأي في شيء لكنه يخبرني به بطريقة حماسية محببة تجعلني أوافق دون جدال، يستطيع بأقل مجهود جعلني أستمتع بكل أختياراته فهو أفضل من يختار ويقرر على الإطلاق، و قضيت معه أيامًا لم أعشْ مثلها على مدار سنوات حياتي التي لم تخلُ من الرفاهية والأوقات السعيدة المستقرة ولكن مذاق كل شيء معه ساحر ولا يعوض ولا يوجد له مثيل، أقمنا في فندق متوسط لكن موقعه ممتاز وحوله العديد من الأماكن الجذابة والساحلية، وظللنا اسبوعين كاملين في هذه الحالة نستيقظ بحماس ونعيش اليوم بكل تفاصيله ونستمتع بكل ثانية فيه، أوقاتٌ كانت تتوجها دوما كلماته الحانية ولمساته الساحرة وتغزّله في كل مفاتني وفي كل شيء يخصني، ابتسامتي، كلماتي، نظراتي؛ الخجلة والجريئة، كل شيء في كان يخبرني إنه أجمل شيء على الإطلاق..
حتى حدث ما كدر صفو كل هذا، وأعطاني لمحة بسيطة عن مستقبل علاقتنا السامة..

بعد إسبوعين.. نزلنا لتناول الغداء في أحد المطاعم القريبة، ولم يكن الأمر اعتيادي لنا، بل اعتدنا الاستيقاظ ظهرًا وبعد أن نمضي وقتًا ناعمًا نطلب الغداء داخل الجناح وعند حلول الليل ننزل تناول العشاء بالخارج ثم تبدأ سهرتنا كل يوم في مكان مختلف، وحين تنتهي السهرات على كل أشكالها نعود إلى الجناح لسهراتتا الخاصة ثم ننام ويتكرر الأمر من جديد ..
لكن ذلك اليوم نزلنا نهارًا، وفي ذلك المطعم المطل على أحد البحيرات، كنا نتحدث كالعادة نضحك نتناقش في الخطط المستقبلة، أو حتى في خطة تقضية اليوم، حتى بدأت ألاحظ شروده وعدم تركيزه مطلقًا في حديثي، لكن ثار الأمر ريبتي أكثر حين شعرت بتشتت نظراته بيني وبين ما يقع على يميني بينما ترتسم على شفتيه ابتسامة لم أفهمها إلا حين التفت إلى موضع عينيه، اصطدمت بامرأة متبجحة تنظر إليه بجرأة وترسل له بعض الإشارات وها هو يستقبل في قبول تام ومهين لتلك الغافلة التي يجلس معها.. شعرت وكأن نارًا موقدة بداخلي، وانعدم الهواء بصدري.
حدجتها بنظرة نارية توقفت لها على الفور قبل أن أعود إليه وأنا أسأل باستنكار وبأعين متقدة:
ـ هو إيه دا بقا إن شاء الله!

قطب حاجبيه باستغراب متقن وكأنه شخص آخر غير الذي كان يبتسم لها منذ لحظات.
ـ فيه إيه؟!

أغضبتني طريقة تعامله مع الأمر بأكثر مما أغضبني تصرفه، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أهتف باستهجان وبعصبية مفرطة:
- أنت هتستعبط ولا بتستعماني؟!!!

جنّة إبليس Donde viven las historias. Descúbrelo ahora