الجزء الثاني (18) وقيعة

2.9K 293 166
                                    


صلو على من بكى شوقا لرؤيتنا❤️

_______________________________

يدق الهاتف في إلحاح مزعج، وينقبض قلبها كلما قرأت اسمه على شاشة هاتفها، حتى انهارت أعصابها تماما وقررت إغلاق الهاتف لأجل غير مسمى، كان أنس لا يتوقف عن الاتصال وعن تكرار الزيارة لها في مقر شركتها وغالبية الوقت تكون غير موجودة، أين تذهب لا يعلم، وقته ينتهي مع الاشخاص المدان لهم، ووقت صبره على دانيا قارب على الانتهاء أيضا، من البداية هي من أعطته حق الإعتماد عليها في كل شيء، من البداية رسخت بداخله بأنها موجودة دائما لانقاذه حتى ولو على حساب نفسها، لا يستطع الآن تقبل فكرة تخليها عنه بهذا الشكل، فهي المرة الثانية بعد اصرارها على الطلاق قديما، ولكن حتى طلاقهم لم يقطع علاقة المنفعة بينهما، وهي بالطبع علاقة منفعة من طرف واحد فقط، أصبح الآن لا يريد سوى معرفة عنوانها في القاهرة، فلا أحد يعلمه مطلقا سوى صديقتها وشريكتها ميرام، لا أحد غيرها في العمل أو من الأصدقاء الآخرين، يريد عنوانها وتضيق الخناق عليها أكثر حتى لا تستطيع الهروب وترضخ في النهاية كالعادة، وبالطبع من يبحث عن شيء يجده مهما طال الوقت.

في ذلك اليوم انتظرت ميرام قدومها إلى الشركة، دقت لها كثيرا لكن هاتفها مغلق، منذ متى وتغلق دانيا هاتفها، كانت في حاجة إليها وفي نفس الوقت تسرب القلق داخلها من ناحية صديقتها التي تقيم بمفردها في منطقة نائية وتغلق هاتفها، كما أنها لا تمتلك هاتفا من الهواتف الأرضية تستطيع الوصول إليها من خلاله، وصلت إلى منتصف النهار ولم تستطع التحمل أكثر ذلك، تركت الشركة هي أيضا بدورها وتوجهت إلى بيت صديقتها المقربة.
قطعت الطريق في توتر حتى وصلت وصفَّت سيارتها أمام العقار الذي يشبه فيلا بأربع طوابق، صعدت الدرج حتى الطابق الأول ودقت الجرس، دقائق طويلة حتى فتحت دانيا الباب في برود حل الاستغراب محله سريعا حين وجدتها ميرام، متسائلة بنفس الاستغراب:
- ميرام!!
تداركت الموقف سريعا فابتسمت في وجه صديقتها متابعة بترحيب:
- إزيك يا ميرا؟! تعالي..

- إزيك يا ميرا!!! طب مانتي عادي أهو ولابسة أحمر مش مخطوفة يعني ولا مغمى عليكي، ممكن أعرف تليفونك مقفول ليه؟ ومجتيش الشركة ليه؟؟!

ضحكت دانيا، وقالت وهي تتقدم للداخل:
- تعالي بس.. أنتي مالك سخنة عليا كدا ليه؟

زفرت ميرام ودخلت متبرمة من برود صديقتها، وأغلقت الباب خلفها ببعض العنف، وذهبت خلفها بعد أن توجهت إلى المطبخ المفتوح على النظام الأمريكي واتخذت أحد المقاعد خلف الكاونتر، انتظرت عودة دانيا التي فتحت ثلاجتها وأخرجه دورق عصير برتقال، وقامت بعمل كوبين أحدهما لها والآخر لضيفتها، وقالت وهي تقدمه لها:
- اشربي دا وبعد شوية الدليفري جايبلي بيتزا، اتغدي معايا بقا..

جنّة إبليس Where stories live. Discover now