الجزء الثاني (22) مفترق

2.4K 295 43
                                    

.
لا تنسوا الصلاة على الحبيب.. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد في الأولين وفي الأخرين

🤎🤎🤎🤎🤎

______________________

لم تفق دانيا حتى الآن مرّت الأيام بالتتابع ولا جديد، ظلت ميرام تتابع حالتها في لوعة وذهبت في مرة لزيارتها في المشفى، ورأتها من بعيد، كانت برفقة هادي الذي وافق على مضض ولكنهما لم يذهبان إلا حين تأكد بمغادرة هشام للمشفى، كانت تضيق في داخلها من تصرفاته الغريبة، لكنها كانت في نفس الوقت ممتنة لوجوده بجانبها وعدم تركها للحظة، فبالفعل كانت في أمس الحاجة إلى رفيق في وقت غياب رفيقها الوحيد وهي صديقتها، كان يحاول التخفيف عنها بكل قوته وشعرت بصدق مشاعره في التعاطف معها وزاد تقربه لها اكثر وزادت معرفتها به، وتأكدت بأن مميزاته تطغى كثيرا على عيوبه الواضحة، فكان حنونا لا يتحمل دموعها، ولا يتركها في هذه الحالة حتى تبتسم، على الرغم من أنها تستشعر فيه الجمود أحيانا ولكنه لا يجيده كثيرا وسرعان ما يعود لبشاشته ووداعته، كما أنه شهم متواضع لا يجيد الغرور أو التكبر، ولا يجد غضاضة في مساعدة أي شخص بعفوية مهما كان بسيطا أو أقل منه، كل ذلك رأته منه في مواقف عدة جمعتها به منذ أن قرر تمرير أغلب يومه معها.

وفي أحد الأيام ليلا كانت تسهر على الهاتف تتابع مع الطبيب تطورات حالة دانيا، حيث أخبرها بتحسن مؤشراتها الحيوية تحسن ملحوظ هذه الفترة والتي جعلته يتفائل بقرب افاقتها، ظلت تحدثه بانتظام وعلى فترات قصيرة وكان معها هادي في مقر شركتها بعد رحيل كل الموظفين لانتهاء ساعات العمل ولانتصاف الليل، عادت من أحد هذه المكالمات، ليسألها هادي وهو يتتائب:
- طمنيني إيه الأخبار..

تنهدت ميرام وجلست خلف مكتبها بينما كان هو في المقابل وقالت باستسلام:
- مفيش جديد.. بس الدكتور بيطمني.. الأيام بتتعاد وكل حاجة بتتكرر وخايفة للموضوع يطول عن كدا..

- متقلقيش أن شاء الله هنتطمن عليها قريب..

نظرت ميرام إلى حالته وقالت بتعاطف:
- شكلك تعبت يا هادي، كفاية كدا وقوم روح بقا وارتاح أنت معايا اليوم كله..

فقال وهو يستريح في جلسته ويستند أكثر على مقعده:
- أنا مش تعبان، وبعدين أنا هروَّح أعمل إيه يعني.. انا لو حسبت الوقت اللي قضيته لوحدي هيطلع تلت تربع سنين حياتي.
صمت للحظة ثم سأل بفضول:
- أنتي بلغتي أخوها دا اللي في ألمانيا؟؟

تجعد جبينها في استغراب ثم سألت:
-وأنت عرفت منين أن عندها اخ في ألمانيا؟؟

صمت لبرهة ثم قال في ثبات:
-عرفت من هشام..

اومأت برأسها في تفهم ثم حكّت جبهتها في عدم اهتمام وردت مُجيبة:
- اه بلغته.. أنا مكنتش عايزة أقوله عشان مخضهوش وقررت إني أبلغه لما تبقى كويسة، بس بعد ما الموضوع طول كدا كان لازم أقوله....

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن