الجزء الثاني (9) لعبة إبليس

2.8K 319 207
                                    


جمعة مباركة عليكم 🤎

متنسوش الفوت فضلا 🖤

_____________________________

-الحقني يا هشام.. زين تعبان أوي، وبيموووت مني.

هوى قلبه بمجرد سماعه لهذه الكلمات، فكانت نبرة أخته الملتاعة اختصارًا شافيًا لحالة ولده التي لا تنبئ بالخير، زاد من سرعة سيارته على الرغم من تجنبه لذلك بعد النوبات التي زادت عليه مؤخرا، ولكنه على كل حال كان قريبا من البيت، فقطع المسافة في دقائق معدودة ووصل بعقل مشوش وقلب مضطرب وقطع الدرج بسرعة بالغة ليجد زين واقعا أمام غرفة حبيبة، غائبا تماما عن الوعي وملامح وجهه توحي باختناقه بينما تحاول حبيبة إسعافه بكل الطرق التي تعلمتها من أجله، اقترب من ولده بجزع وهو يرجّه بعنف كي يفيق، لتقول حبيبة بأنفاس متقطعة وصوت متهدج:
- أنا كلمت الإسعاف من ساعة ما تعب بس لسة مجوش.. لازم نتحرك.

قالتها ونهضت من مكانها بالفعل لتنادي على أحد حراس القصر للمساعدة في حمل زين والنزول به بأسرع وقت، ولكن هشام لم ينتظر أحد فقد حمله هو بمفرده ونزل به بسرعة غير عادية، حتى استقلت به السيارة وانطلق السائق في طريقه إلى المشفى، وأخذت حبيبة سيارتها وذهبت خلفهم، وصلوا في وقت قياسي ولكن تركه هشام في السيارة ونزل ليأتي به بطاقم المشفى حتى يتعاملوا ويدخلوه بطريقتهم، وفي ثواني معدودة كان زين قد انتقل من السيارة إلى الداخل، وحين رآه الطبيب أمر بنقله فورا إلى وحدة العناية التاجية حين حاول معه الإنعاش القلبي الرئوي ولم يستجب، انقلبت المشفى في لحظة وأخذ الجميع يهرولون لإنقاذه بعد أن كان في حالة متأخرة كثيرا فهو لأول مرة يدخل هذا النوع من العناية المركزة، وذلك لخطورة الأمر أكثر من كل مرة.

انخلع قلب هشام أمام كل هذا الاضطراب فلم يتصور للحظة بأن الأمر بهذه الخطورة،كان يعتقد بأنها نوبة كالتي يتعرض لها دوما وتنتهي سريعا، أمسك بالطبيب ثم قال له بتوسل:
- أوعى يجراله حاجة..

اومأ الطبيب برأسه ولكنه قبل أن ينطق اعادها عليه هشام مرة أخرى ولكن بصوت مرتفع وبطريقة حادة، ثم حرره، فنظر له الطبيب في تعجب ولكنه تركه سريعا ليستكمل عمله، وبعدها طلب هشام الطبيب المتخصص الذي يتابع حالته في كل مرة ليكون معهم..

وبالاجبار دخل الغرفة معهم، ولم يستطع أحد منعه تماما، وقف بعيدا يشاهد فريقا كاملا يجاهدون في الحفاظ على دقات قلب ولده الشبه معدومة، كان ينظر لهم مشدوها، وفي داخله يتراقص قلبه هلعا وألما في نفس الوقت وكأنه يُصعق بالكهرباء، بدأ الأطباء بتوصيل الأجهزة ومحاولاتهم لانعاش القلب لا تتوقف كان النبض ضعيفا ويزداد ضعفا، في ثانية واحدة هي الفاصلة بين الحياة والموت توقف القلب تماما لتصدح في الغرفة الصافرة المستمرة المزعجة.....

جنّة إبليس Where stories live. Discover now