فرصة أخرى

2.8K 366 82
                                    

" كاميليا "


عندما تعطيك الحياة فرصة أخرى ، من المفترض ألا تكرر أخطائك القديمة ، بل وتحاول جاهداً على تصحيحها حتى لا تطاردك لعنتها في حاضرك الجديد.

________________

- : ٢٠٠٣

- خلاص يا كاميليا مش طايقاه بجد .

هكذا تحدثت جميلة ، كانت قد أتت إلى منزلي لتمضية بعض الوقت بعد انتهاء ساعات عملي ، فأطلقت ضحكة رقيعة رداً على حديثها ثم قلت لها بتهكم :

- مش طايقاه يا كاميليا.. وأول ميشاورلك بصباعه بتروحيله جري .

فقالت بحسم :
- لا المرادي مش طايقاه فعلا وبقيت متأكدة أنه مش بيحبني ، واللي أكدلي دا طريقته معايا بعد حوار المكتب.. وجه كمان موت مامته خوفني منه أوي .

- بصراحة يا چيچي أنا مش فاهمة وجهه نظرك فى موضوع المكتب دا.. يعني بغض النظر عن مشاكلك التافهة أنتي وهشام واللي بتحصل في كل بيت ، بس هشام فعلا يستحق المكتب بعد كل التعب دا ، هو اللي أنقذ المكتب ورجعه تاني زي الاول ولا أنتي شايفة حاجة تانية غير كدا ؟!

فزفرت جميلة بضيق وقالت :
- دا على أساس أنه مخدهوش بالبلطجة يعني ؟!

- اديكي قولتي هو خده فعلا ، ومش هتقدري تعملي حاجة ، أنا لو مكانك هكتبهوله وتبقى بجميلة ، وساعتها حياتكم هتتظبط وهترجع أحسن من الأول كمان ، وأكيد هو هيقدر دا .

فضيقت عيناها وقالت :
- لا طبعاً ومهما يعمل ، المكتب هيفضل بتاعي أنا .

نظرت لها بخنقة حاولت جاهدة ألا تظهر في ملامح وجهي ، وأكملت اللقاء معها مرغمة ، حتى انتهت هذه الأمسية ورحلت بعد أن تأكدت أن جميلة ستبقى في حياة هشام لأجل غير مسمى ، وشعرت بالاحباط واليأس من هذه العلاقة ، على الرغم من تقربه المستمر لي على حساب إهمالها ، ولكني لا أزال عشيقة لا أكثر .

اتصل بي للتأكد من رحيلها ، وأخبرني أنه قادم ، كانت هذه أول زيارة لي بعد موت أمه ، و رؤيتي لانهياره التام وعدم مقدرتي على احتواء كسرته وضعفه لوجود زوجته ، والتي لمست عدم اهتمامها بالأمر ، وكنت انتظره في اشتياق في هذا اليوم وخاصة بعدما سمعت حديث زوجته وما تنويه معه .

حتى جاء بلحية نامية وملامح تدل على الاكتئاب ، ودخل في صمت ، ولكنني احتضنته من الخلف وحاولت إخراجه من هذه الحالة ، فاستدار لي وترك نفسه بين ذراعيّ ، ظللنا هكذا فترة طويلة حتى حرر نفسه من جديد، فوضعت يدي على وجهه متحسسة لحيته النامية وقلت له في حنان :

جنّة إبليس Où les histoires vivent. Découvrez maintenant